رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مرزوق فليج الحربي

مساحة إعلانية

مقالات

276

مرزوق فليج الحربي

التطبيقات الإلكترونية .. والمحافظة على القيم

01 سبتمبر 2025 , 01:57ص

هل هناك أزمة بين التطور التكنولوجي والمحافظة على القيم؟

نعم.. هناك أزمة؟ خلال الأيام الماضية عشنا فصلا من فصول هذه الأزمة فقد منعت قطر والكويت وسلطنة عمان وغيرها من الدول لعبة إلكترونية، وهي لعبة ضمن الألعاب التفاعلية على الإنترنت حيث أطلقت هذه اللعبة عام 2006 ومع وجود مميزات لهذه اللعبة بنفس الوقت لها عيوب ومن أهم عيوبها التي أدت لمنعها أن اللعبة ليس عليها رقابة أو رقابتها ضعيفة ويمكن تخطيها بسهولة وإن المشاركين يقومون بعمل أي منتج غير أخلاقي وغير قيمي من خلال هذه اللعبة، كما أن اللعبة تحتوي على غرف دردشة مفتوحة ومن الممكن أن يجري فيها محادثات غير أخلاقية واستدراج الأطفال والمراهقين لما لا يحمد عقباه.

ومع أن المنع ليس حلاً لأن التكنولوجيا سوف تنتج ألعابا وبرامج على نفس شاكلة هذه اللعبة ولكن بنفس الوقت المنع إجراء احترازي لابد منه للمحافظة على اخلاقياتنا وقيمنا من الآثار السلبية المترتبة على استخدام هذا النوع من الألعاب.

وهذا يقودنا لجواب السؤال في مقدمة المقال أن هناك أزمة في المحافظة على القيم مع كل تطور تكنولوجي وهذا ليس من اليوم بل منذ أن بدأت حركة التطور التكنولوجي في منطقة الخليج والتي جلبها الانجليز بشكل خاص فمع كل آلة تكنولوجية تدخل المجتمع إلا ويكون معترضون، فعندما جاءت البرقية (التلغراف) عارضها العلماء بقولهم انها حرام وأنها من أعمال الجن فكيف لمرسل يرسل من الشرق ويستقبله من هو في الغرب بنفس الوقت وعندما جاء المذياع كذلك حرموه بدعوى البدعة حتى السيارات والدراجات كانت تسمى دابة إبليس وربما يقول قائل هذه أمور قديمة فنقول إنه حتى عندما جاء الستالايت والقنوات الفضائية صدرت الفتاوى بحرمتها وأنها من مسببات الفتن بل واتهم من يضع الستالايت على بيته بأنه بلا غيرة وكذلك التلفون بو كامرة منعوه ومع كل أمر تكنولوجي جديد تصدر فتاوى المنع والتحريم.

وفي النهاية كل ما انتج من أمور تكنولوجية وإلكترونية استمرت رغم التحريم والفتاوى استمر التلغراف والمذياع والتلفزيون والستالايت والهواتف النقالة والتطبيقات الإلكترونية ومع الذكاء الصناعي سوف تزيد فعالية وتأثير التكنولوجيا.

وهذا يدعونا لتغيير أساليبنا في المحافظة على القيم، إما بطرق قانونية وتشريعات وضوابط ولوائح أو فرض رقابة على كل تطبيق إلكتروني له آثار غير أخلاقية وكذلك وضع لائحة لمن يحق له استخدام البرامج ومن لا يحق له، فبعض التطبيقات الإلكترونية يجب ألا يتعامل معها الأطفال والمراهقون مثل برامج الدردشة لان فيها الغث والسمين، كما يجب وضع لائحة تحدد الاعمار التي يحق لها مشاهدة البرامج وهذا الامر موجود في كثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي أوجدت تصنيفا عمريا خاصا فيها ولكن في دولنا لا يعمل بطريقة فعالة وصارمة.

من ناحية أخرى يجب أن يكون لدينا مؤسسات تكنولوجية مهمتها انتاج برامج وتطبيقات بديلة وعلى مستوى عال من التقدم التكنولوجي ومع أن نسبة المطورين العرب الى العالم لم يصل الى واحد بالمئة ولكن يبقى الامل موجودا.

كما يجب أن تفعل القيم الأخلاقية وأهمها قيمة المراقبة والخوف من الله سواء كان من خلال البيت والتربية المباشرة أو من خلال المسجد أو من خلال المدرسة... وقتها لن نحتاج أن نمنع هذه البرامج ولا تجد من يقتنيها لانه يوجد مجتمع محافظ على قيمه ولديه بدائل ذات مستوى عال من التقنية ومراقبة إدارية وقانونية من الدولة.

مساحة إعلانية