رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في مشهد درامي يعكس تحوّلاً تاريخيًا في مسار الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني، أعلنت حركة حماس التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة بتاريخ 9 أكتوبر الحالي، يتضمّن انسحاب الاحتلال، إدخال المساعدات، وتبادل الأسرى، ما يُنظر إليه في الأوساط الفلسطينية والداعمة للمقاومة كـ انتصار ميداني وسياسي بعد صراع طويل ومعاناة جسيمة. إن إعلان إنهاء الحرب بهذه الصيغة لا يعني فقط نهاية العمليات العسكرية المفتوحة في القطاع، بل يحمل في طياته رسالة رمزية عن قدرة المقاومة على فرض شروطها، ورفض أن تبقى غزة تحت رحمة الحصار والقصف. بينما تسعى إسرائيل دائمًا إلى تحقيق “حصار” مطلق وكسب توازن الردع، جاء الاتفاق ليضع حدودًا جديدة للتدخل العسكري، ويعيد للمقاومة دور المبادرة على خط التفاوض. الانتصار هنا ليس فقط في المعارك العسكرية، بل في الوعي والمعنويات: شعور جماهيري في غزة والعالم العربي والعالمي بأن المقاومة نجحت في الصمود رغم الحصار والقصف المستمر وسياسات التجويع الممنهجة لمدة عامين، كما يعتبر نصرا تاريخيا ليس له سابقة فجميع المفاوضات التي كانت تتم خلال عمر القضية الفلسطينية كان الكيان الصهيوني هو من يضع الشروط وهو من يجني النتائج وإن كانت هناك وعود فهي بسيطة ولا تتم واليوم حماس تضع شروطها التي كانت تُعتبر “محرّمة” بل محرم طرحها وتجبر الكيان الصهيوني على تنفيذها. لم تنتصر حماس على مستوى الكيان الصهيوني بل انتصرت على كل المثبطين والانهزاميين الذي استخدموا كل الوسائل وكأنهم جهاز اعلامي صهيوني فمرة يطعنون في قدرات حماس وأخرى يتهمونهم بإعطاء فرصة للصهاينة لضربهم وثالثة يشككون في دينهم ورابعة يقفون في صف الكيان ويطالبون حماس بتسليم سلاحها والخضوع لشروط الكيان الصهيوني.. واليوم هاهي غزة لم تخضع ولم تخنع وتظهر بقيادتها علناً وبتحدٍ وتضع ضمانات لاستمرارية الانسحاب وعدم العدوان مرة أخرى. ومن يشكك بانتصار حماس لهذه المفاوضات ينظر للجانب الفارغ من الكأس ولو نظر للجانب الممتلئ لرأى أن هذه أطول حرب وهذا يدل على قدرات حماس القتالية التي استخدمت فيها الكثير من الأسلحة المنتجة محلياً وكبدت الكيان الصهيوني خسائر في الأرواح لم يتكبدها منذ اكثر من سبعين عاما أما الخسائر المادية فقد بلغت على اقل التقديرات اكثر من 70 مليار دولار مصروفات عسكرية وهناك خسائر أسبوعية تجاوزت 644 مليون دولار بسبب اغلاق منشآت ومنع العمال الفلسطينيين واغلاق مواقع البناء وأما القطاع الزراعي فقد تكبد اكثر من 280 مليون شيكل.. وتعرضت الميزانية العامة لعجز تاريخي وتحويل الكثير من بنود الميزانية للأمور العسكرية. وأما من ينتقد ويقول إن حماس وأهل غزة والفلسطينيين عموماً لم يحققوا إلا زيادة عدد الشهداء وتدمير البنى التحتية وهذا مشهد مكرر من اكثر من 70 عاما نقول إن الانتصار الأكبر والذي لم نره من قبل على طول عمر القضية الفلسطينية هو تغيير الرأي العالمي تجاه القضية الفلسطينية وكسب التأييد للحق الفلسطيني وانتشار السردية الفلسطينية وعزل الكيان الصهيوني دولياً والنظر له ككيان مجرم وارهابي ملاحق من محكمة العدل الدولية .
174
| 12 أكتوبر 2025
أثناء القمة العربية الإسلامية الطارئة التي أقيمت في الدوحة يوم 15 من الشهر الجاري والتي ناقشت العدوان الصهيوني على الأراضي القطرية غرد الدكتور والمفكر الكويتي عبدالله النفيسي بتغريدة احتوت على كلمة واحدة وهي (الصين)، ومع ان التغريدة ليست وجهة نظر ولا تحليلا سياسيا، مجرد كلمة إلا ان مشاهدات التغريدة بلغت اكثر من مليون مشاهدة. الكيان الصهيوني بلغ حد التوحش في عدوانه الأخير على غزة ووسع نطاق الصراع فقصف ايران ودخل معها حرب 12 يوما، واعتدى على الدول المحيطة لبنان وسوريا وقصف منشآتها واحتل أراضيها وتمادى وقصف مواني اليمن ومطاراتها، وعندما انطلقت سفن أسطول الحرية من تونس قصفها وهي في الموانئ التونسية وآخر جرائمه قصف مقر قيادات حماس في قطر، الكيان الصهيوني في هذه الحرب خرج عن البروتوكولات الدبلوماسية والأخلاق والأعراف السياسية فأصبح يقصف من يريد ومتى يريد، ومن بديهيات القول إن الكيان يستمد قوته وتوحشه وإجرامه الدولي من الولايات المتحدة الامريكية التي تمده بالسلاح والأموال من جهة وتلعب دور الدبلوماسي بعد كل عملية إجرامية لتهدئة الدول المعتدى عليها مع التهديد والوعيد الكاذب بمعاقبته واذا ذهبت الدول للأمم المتحدة للمطالبة بمعاقبة هذا الكيان استخدمت حق الفيتو وأسقطت أي عقوبة من الممكن ان تفرض عليه ولعل مشهد اجتماع مجلس الأمن حيث أيدت جميع الدول حق قطر لمعاقبة الكيان استخدمت الفيتو وأسقطت هذا الحق. هذه السيطرة لها نهاية بأمر الله والحل في التوجة للصين كقوة بديلة. فالصين عملاق الاقتصاد العالمي ومصنع العالم وتطورها سريع وثابت واقتصادها يبتلع العالم بلا استثناء. الصين ترتبط مع أغلب الدول العربية الساحلية بمشروع الحزام والطريق وهو مشروع حضاري تاريخي تعيد فيه الصين طريق الحرير البحري والبري الممتد من الصين الى سواحل دول البحر الأبيض المتوسط وأجرت اتفاقيات مع باكستان وأفغانستان واليمن والصومال والسودان وتركيا واكبر اتفاق كان مع ايران والذي عقد عام 2021 وبلغت تكلفته 500 مليار دولار وسمي مشروع القرن وأضف الى ذلك أن التبادل التجاري بين الدول الإسلامية والصين بلغ 400 مليار دولار. أما على المستوى السياسي، الصين تبنت على مدى عقود مبادئ ثورة ماوتسي والتي من أهم مبادئها مساعدة الحركات الثورية التحررية، لذا بنت علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية – في وقتها - وأيدتها في جميع القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية إذا زاد التعاون مع الصين قوي الموقف العربي والإسلامي ولن يتغير الامر بسهولة ولكن تغيير السياسات هو بداية الانتصارات وتغيير الواقع الذي اصبحنا أسرى له.
303
| 30 سبتمبر 2025
قال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن عام 2021 ( قطر شريك لا غنى عنه للولايات المتحدة الأمريكية في ملف أفغانستان والوسيط الموثوق الذي ساعد لتحقيق حوار مع حركة طالبان)، وذلك بعد نجاح المفاوضات بين الحكومة الأمريكية وحركة طالبان. قطر لعبت دورا بارزا وواضحا في المفاوضات في الكثير من القضايا على مستوى العالم، ففي عام 2008 استضافت وأدارت قطر مفاوضات القوى اللبنانية بعد أحداث 7 أيار- مايو- وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية الدوحة للسلام والتي أنهت الصراع وأعادت الهدوء للبنان وبعدها بعامين 2010 ساهمت بإنهاء المشكلة الحدودية بين إرتيريا وجيبوتي بعد ما حشدت الدولتان قواتهما على الحدود وساهمت عبر المفاوضات في إنهاء هذه الأزمة وشاركت بقوات سلام بين الدولتين، وفي عام 2011 ساهمت في إنهاء الحرب الأهلية بين الحكومة السودانية والجنجويد فيما يعرف بحرب دارفور وتم التوقيع على اتفاقية الدوحة للسلام، كما كان لقطر دور كبير للوساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين قبل أن تندلع الحرب في عام 2015. وفي عام 2022 إلى اليوم كان لها دور بارز ومؤثر في الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا وتولت قطر عملية تبادل الأسرى بين الدولتين. أما على مستوى القضية الفلسطينية فقد رعت قطر العديد من المفاوضات بين فتح وحماس منذ بداية الصراع بينهما بل واستضافت العديد من قيادات الحركتين على أرضها لتسهيل التفاوض، فلسطين بالنسبة لقطر ليست بلدا بل هي قضية إسلامية وعقائدية وقومية ولقطر دور إنساني بارز في فلسطين خاصة خلال الصراع بين الكيان الصهيوني والفصائل الفلسطينية فقد سيرت قطر اكثر من 800 طائرة إغاثية وصرفت على المؤسسات التعليمية في غزة 14 مليونا وتكفلت بالمأوى والعلاج والطعام لآلاف الأسر الفلسطينية عبر الهلال الأحمر القطري.. بل فتحت أرضها لجميع المفاوضات التي حدثت بين حماس وبقية الفصائل الفلسطينية وبين الكيان الصهيوني، واستضافت قيادات حماس على أرضها وذلك للوصول لحلول في إنهاء الصراع في غزة، معرضة نفسها وأرضها للخطر حتى قال المفاوض الفلسطيني باسم نعيم في شهر يناير الماضي (نحن نعرف كم هو صعب وكم من الضغوط يمكن أن تمارس على قطر بسبب وجود قيادات حماس أو من اجل التزامها تجاه فلسطين وكانت قطر جاهزة للتعامل مع كل هذه الضغوط). قطر آثرت أن تلعب دور المفاوض ودور حمامة السلام التي تنقل غصن الزيتون لحل الأزمات بين الدول وسعت للمساهمة في تصفير مشاكل العالم عبر دورها التفاوضي، وقطر تدرك أن إدارة المفاوضات بين حماس والفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني تعتبر مخاطرة كبيرة، فالعدو الصهيوني ليس دولة بل عصابة لا تعترف بقانون أممي ولا علاقات دبلوماسية ولا قوانين دولية خاصة بعد سيطرة النفس الامريكوصهيوني وشاهدنا هذا الأمر في إجرامه على غزة وفي ضربه لإيران ولبنان وسوريا واليمن ومع كل هذا قطر لم تتخل عن دورها ولا عن قناعاتها ومبادئها واستمرت رغم التهديدات... وكان لمواقفها وثوابتها ثمن وهو الإجرام الصهيوني في الاعتداء على أراضيها ومحاولة اغتيال وفد حماس المفاوض. ومع ألمنا مما نراه من خرق صارخ للاتفاقيات الدولية ومع ألمنا لهذا المصاب إلا أننا موقنون أن القيادة السياسية القطرية التي أدارت مفاوضات على مستوى العالم قادرة على أن تتجاوز هذه الأزمة وأن تتخذ إجراءات تمنع تكرار ما حدث وبل ولديها كل القدرة على استثمار هذا الحدث لصالحها ولصالح أهل غزة.. فقطر معروفة بحكمتها السياسية وتحول المشكلات إلى إنجازات... وحفظ الله قطر من كل مكروه.
243
| 11 سبتمبر 2025
هل هناك أزمة بين التطور التكنولوجي والمحافظة على القيم؟ نعم.. هناك أزمة؟ خلال الأيام الماضية عشنا فصلا من فصول هذه الأزمة فقد منعت قطر والكويت وسلطنة عمان وغيرها من الدول لعبة إلكترونية، وهي لعبة ضمن الألعاب التفاعلية على الإنترنت حيث أطلقت هذه اللعبة عام 2006 ومع وجود مميزات لهذه اللعبة بنفس الوقت لها عيوب ومن أهم عيوبها التي أدت لمنعها أن اللعبة ليس عليها رقابة أو رقابتها ضعيفة ويمكن تخطيها بسهولة وإن المشاركين يقومون بعمل أي منتج غير أخلاقي وغير قيمي من خلال هذه اللعبة، كما أن اللعبة تحتوي على غرف دردشة مفتوحة ومن الممكن أن يجري فيها محادثات غير أخلاقية واستدراج الأطفال والمراهقين لما لا يحمد عقباه. ومع أن المنع ليس حلاً لأن التكنولوجيا سوف تنتج ألعابا وبرامج على نفس شاكلة هذه اللعبة ولكن بنفس الوقت المنع إجراء احترازي لابد منه للمحافظة على اخلاقياتنا وقيمنا من الآثار السلبية المترتبة على استخدام هذا النوع من الألعاب. وهذا يقودنا لجواب السؤال في مقدمة المقال أن هناك أزمة في المحافظة على القيم مع كل تطور تكنولوجي وهذا ليس من اليوم بل منذ أن بدأت حركة التطور التكنولوجي في منطقة الخليج والتي جلبها الانجليز بشكل خاص فمع كل آلة تكنولوجية تدخل المجتمع إلا ويكون معترضون، فعندما جاءت البرقية (التلغراف) عارضها العلماء بقولهم انها حرام وأنها من أعمال الجن فكيف لمرسل يرسل من الشرق ويستقبله من هو في الغرب بنفس الوقت وعندما جاء المذياع كذلك حرموه بدعوى البدعة حتى السيارات والدراجات كانت تسمى دابة إبليس وربما يقول قائل هذه أمور قديمة فنقول إنه حتى عندما جاء الستالايت والقنوات الفضائية صدرت الفتاوى بحرمتها وأنها من مسببات الفتن بل واتهم من يضع الستالايت على بيته بأنه بلا غيرة وكذلك التلفون بو كامرة منعوه ومع كل أمر تكنولوجي جديد تصدر فتاوى المنع والتحريم. وفي النهاية كل ما انتج من أمور تكنولوجية وإلكترونية استمرت رغم التحريم والفتاوى استمر التلغراف والمذياع والتلفزيون والستالايت والهواتف النقالة والتطبيقات الإلكترونية ومع الذكاء الصناعي سوف تزيد فعالية وتأثير التكنولوجيا. وهذا يدعونا لتغيير أساليبنا في المحافظة على القيم، إما بطرق قانونية وتشريعات وضوابط ولوائح أو فرض رقابة على كل تطبيق إلكتروني له آثار غير أخلاقية وكذلك وضع لائحة لمن يحق له استخدام البرامج ومن لا يحق له، فبعض التطبيقات الإلكترونية يجب ألا يتعامل معها الأطفال والمراهقون مثل برامج الدردشة لان فيها الغث والسمين، كما يجب وضع لائحة تحدد الاعمار التي يحق لها مشاهدة البرامج وهذا الامر موجود في كثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي أوجدت تصنيفا عمريا خاصا فيها ولكن في دولنا لا يعمل بطريقة فعالة وصارمة. من ناحية أخرى يجب أن يكون لدينا مؤسسات تكنولوجية مهمتها انتاج برامج وتطبيقات بديلة وعلى مستوى عال من التقدم التكنولوجي ومع أن نسبة المطورين العرب الى العالم لم يصل الى واحد بالمئة ولكن يبقى الامل موجودا. كما يجب أن تفعل القيم الأخلاقية وأهمها قيمة المراقبة والخوف من الله سواء كان من خلال البيت والتربية المباشرة أو من خلال المسجد أو من خلال المدرسة... وقتها لن نحتاج أن نمنع هذه البرامج ولا تجد من يقتنيها لانه يوجد مجتمع محافظ على قيمه ولديه بدائل ذات مستوى عال من التقنية ومراقبة إدارية وقانونية من الدولة.
276
| 01 سبتمبر 2025
في مؤتمر بال بسويسرا وهو المؤتمر الذي دعا له تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية عام 1897 طرح فكرة وطن لليهود قابل للتوسع، وقال بن غورين (أول رئيس وزراء للكيان المحتل) حدود إسرائيل تمتد حيث يستطيع الجيش الدفاع عنها، وقال مناحين بيغن عام 1980 يهودا والسامرة والجولان والجليل ليست أراضي محتلة إنها أراض إسرائيلية. نفهم من هذه التصريحات أننا أمام كيان ليس مغتصبا فقط بل كيان متوسع ومتى ما سنحت الفرصة سوف يكمل مشواره التوسعي الذي بدأ 1947 باحتلال جزء من فلسطين واكمله في عام 1967 ليحتل بقية فلسطين وسيناء والجولان وجنوب لبنان... لذا ليست بمستغرب تصريح نتنياهو من أيام قليلة حيث استعرض خريطة تصور مشروع إسرائيل الكبرى الممتد من النيل الى الفرات وقال (أشعر أنني في مهمة تاريخية روحانية فأنا مرتبط جداً برؤية إسرائيل الكبرى التي تشمل فلسطين وجزءاً من الأردن ومصر). مع كل هذا الوضوح والمباشرة في التصريحات من قادة الكيان الصهيوني منذ هرتزل الى تصريح نتنياهو الأخير فالعرب والمسلمون بدولهم ومنظماتهم يواجهون الأمر ببيان موقع من 31 دولة ومن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي هل يهدد أو يدعو للوحدة ورص الصفوف ورفع الجاهزية للدفاع عن الكيانات والدول التي من الممكن أن تتحول بين ليلة وضحاها الى جزء من إسرائيل الكبرى.. للأسف لا بل هو بيان شجب واستنكار شديد اللهجة فقط لا غير. واليوم نعيش حالة من الضعف بل تجاوزنا حالة الضعف الى حالة من الوقوف مع الكيان الصهيوني ومد يد التعاون معه تحت مفهوم التطبيع او التعاون التجاري ونحن نرى توجهاته المعلنة بأنه سوف يسيطر على دولنا ويضمها لكيانه المسمى (إسرائيل الكبرى) بل إن هناك دولا أخرى بالغت وأصبحت اشد صهينة من الصهاينة أنفسهم وبدأت بكيل التهم لكل من يقف أمام المشروع الصهيوني، ولا يقف أمام المشروع الصهيوني اليوم الا حماس وبقية الفصائل الفلسطينية. ولا نستبعد أن حرب غزة ووقوف حماس وجهادها وصبرها وتكبيدها للكيان الصهيوني الخسائر البشرية والسياسية والاقتصادية ودورها في فضح جرائم الكيان الصهيوني هي حجر عثرة امام المشروع الصهيوني التوسعي.. ولو سقطت غزة فما الذي يمنع الكيان من السيطرة على لبنان الذي كان يضربها الكيان الصهيوني ويغتال قيادات ويدمر مربعات سكنية كاملة ولا ترد عليه ولا برصاصة وما الذي يمنعها من السيطرة على سوريا وهي التي قصفت جميع مطاراتها ووصل القصف الى القصر الرئاسي واحتل جزء من أراضيها ولم تحرك ساكناً ومن الذي يمنعها من السيطرة على العراق وهي التي كان الكيان يستخدم اجواءها لضرب ايران ولا تحرك ساكنا ناهيك عن المساعدات الامريكية التي قيدت البلاد واخضعتها للسياسات الصهيونية. وهذا كله يثبت أن غزة اليوم مع ما فيها من ألم ومن معاناة ومع ما قدمت من شهداء وجرحى إلا أنها تقف حجر عثرة أمام التوسع الاستيطاني.. وأخوف ما نخاف أن نقول غداً (أكلنا يوم أكلت غزة).
249
| 25 أغسطس 2025
(تأثير استشهاد مراسل الجزيرة أنس الشريف على صورة إسرائيل عالمياً فاق تأثير اغتيالها بعض قادة حماس، وخسرت معركة الكلمة معه فاغتالته) صحفي جزائري بعيدا عن الحرب الشرسة والتي تدار رحاها في غزة وبعيداً عن ما يدار في قاعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن من نقاشات ومطالبات وقوانين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وبعيداً عن قاعات محكمة العفو الدولية والقضايا المرفوعة ضد الكيان الصهيوني وبعيدا عن الحراك الجماهيري في العالم من مظاهرات وتجمعات ومسيرات واعتصامات ضد العدوان على أبرياء غزة. هناك حرب أشد واشرس حرب ممكن أن تقلب الموازين وتغير الآراء وتمحو السردية الصهيونية القائمة على المظلومية وتحيي السردية الفلسطينية القائمة على أصحاب الحق والأرض، حرب فاضحة لكل الممارسات والاعتداءات الصهوينة.. إنها حرب الرأي والخبر والصورة جنودها الصحفيون والإعلاميون الذين ينقلون الحقيقة من داخل غزة هدفهم الأول نقل المعلومة الصحيحة وإثبات الجرائم الصهيونية، جهودهم غيرت قناعات العالم بما يجري في غزة، كانت كلماتهم وتغطياتهم كالرصاص على صدر السردية الصهيونية والصور التي تنقلها عدسات كاميراتهم فجرت مشاعر العالم وأيقظت روح الغضب في نفس كل إنسان يحمل ذرة من الإنسانية. خلال تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني وقعت العديد من المجازر في فلسطين تجاوزت 300 مجزرة استشهد فيها الالاف من الفلسطينيين من اشهرها مجزرة دير ياسين ومجزرة خان يونس ومجزرة كفر قاسم ناهيك عن الهجوم على مخيم صابرا وشاتيلا وتهجير الفلسطينيين من ديارهم الى مخيمات في دول الجوار ناهيك عن حملات الاعتقالات لناس أبرياء والقمع في سجون الكيان الصهيوني ومهاجمة المسجد الأقصى والقائمة تطول.. ولكن بسبب عدم وجود اعلام وتزوير الحقائق خاصة بالإعلام الأوروبي والامريكي وقلب الحقائق بسبب سيطرة اللوبيات الصهيونية على قطاعات الاعلام والفضائيات العالمية لم نكن نسمع او نعرف بهذا كله.. لذا كان التفاعل معدوما خاصة داخل المجتمعات الغربية. واليوم وبعد طوفان الأقصى كانت الكاميرا والمراسل الصحفي والقناة الإخبارية جنبا الى جنب مع فصائل المجاهدين تقاتل في ساحة المعركة فالاعلامي يحمل كاميرته جنبا الى جنب مع المجاهد المقاتل الذي يحمل سلاحه.. وانتقلت الصورة والخبر الى العالم واصبح الاعلام الحر ينافس المحطات الإعلامية التي تروج كذب السردية الصهيونية من عشرات السنين.. وأصبحت هناك معركة رأي وتغيير قناعات وبناء آراء جديدة وتفاعل الاعلام العالمي واصبحت مؤشرات التأييد للكيان الصهيوني تنخفض بشكل كبير فخلال شهر انخفضت بنسبة 18% وانخفضت نسبة المؤيدين للكيان الصهيوني في أوروبا الغربية 20% وبلغت نسبة الرافضين لإرسال السلاح الى إسرائيل من الاوروبيين الى 47% وجميع المؤشرات العالمية والدراسات وبلا استثناء تثبت ان هناك تأييدا عاما للقضية الفلسطينية وانخفاضا كبيرا في تأييد دولة الكيان خاصة عند جيل الشباب. ولم يجد الكيان الصهيوني مع هذا الجهاد الإعلامي والتفوق في معركة الوعي وفضحه الا ان يستخدم أسلوبه القمعي مع كل ما هو اعلامي وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة ان عدد الإعلاميين الذين استشهدوا حتى شهر يونيو بلغ 343 وفي الامس القريب ضرب الاحتلال الصهيوني خيمة قناة الجزيرة ليستشهد الصحفيان أنس شريف ومحمد قريع والمصوران إبراهيم طاهر ومؤمن عليوه وكما وصفتهم الجزيرة بأنهم كانوا شهوداً وأصبحوا شهداء.. واصبح الشهيد أنس شريف أيقونة جديدة من أيقونات الجهاد الفلسطيني بغزة واصبح استشهاده حياة للحقيقة في نفوس الكثيرين.. وصدق مع الله في وصيته التي ختمها بقوله (فإن مت فإنني أموت ثابتا على المبدأ، وأشهد الله أني راض بقضائه مؤمن بلقائه) لقد صدقت يا أبا صلاح وصدقَك الله واصطفاك شهيداً لجواره.
267
| 17 أغسطس 2025
(لا حاجة لاقتحام المدينة، دعوهم يتضورون جوعاً ثم يموتون) كلمات مقتبسة من خطة بارباروسا والتي وضعها هتلر في الحرب العالمية الثانية وتهدف لإسقاط مدينة لينينغراد الروسية.. حيث حاصرت القوات الألمانية المدينة ودمرت مخازن الحبوب والموانئ وخطوط السكة الحديدية، واستمر الوضع لمدة 872 يوما مات خلال هذا الحصار مليون إنسان، وكانت النتيجة ما قاله الشاعر الروسي اولغان (العدو أراد موتنا جوعاً ولكننا أكلنا الألم وابتلعنا البرد وانتصرنا). يوم 15 يناير الماضي تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني على أن يتم تبادل الأسرى وانسحاب جيش الكيان من غزة وذلك بعد وساطات قطرية ومصرية وأمريكية، ولكن هذا الاتفاق انهار بعد 60 يوما وعادت القوات الصهيونية لضرب غزة من جديد لتركيعها وإجبارها على إطلاق الأسرى وبدأت باستخدام سياسة التجويع فأغلقت المعابر ومنعت منظمة الأونروا من العمل في غزة وحصرت توزيع أي مساعدات لمؤسسة غزة الإنسانية وهي مؤسسة إغاثية إسرائيلية أمريكية وفتحت ثلاثة منافذ توزيع فقط فتخيل مليوني شخص على ثلاثة منافذ، وفوق هذا أطلقت يديها للقتل بشكل عشوائي لطالبي المساعدات، ناهيك عن الذين يستشهدون بالتدافع وفوق هذا أطلقت يديها لاستهداف مخيمات اللاجئين بالقصف بدون سبب معلن وتجديد قصف المستشفيات. وخلال أشهر قليلة من شهر مارس الماضي إلى اليوم بدأت تظهر أعراض المجاعة وسوء التغذية على أهل غزة خاصة الأطفال وكبار السن وتحولت أجسادهم إلى هياكل عظمية كل هذا لكسر عزيمتهم وقتل صمودهم وصبرهم، ومن المعروف أن الهدف من التجويع هو التدمير النفسي وكسر الإرادة وانقلاب الحاضنة الشعبية على الفصائل المقاتلة وأنهم هم السبب في التجويع، والضغط على المقاومة لقبول المطالبات التي تريدها دولة الكيان الصهيوني والتي بدأت بتسليم الأسرى وتطورت إلى تسليم سلاح المقاومة والموافقة على تهجير أهالي غزة.. والتجويع قتل ممنهج ومتدرج ومؤلم ومدمر نفسياً قبل أن يكون مدمراً بدنياً وقسوته أشد من القتل المباشر أو القصف. ولكن ثبات المقاومة الفلسطينية وثبات أهل غزة طوف الفرصة على الكيان الصهيوني ومع كل هذا الألم المقاومة حققت انتصارات نوعية حيث أقامت عمليات نوعية قتل بسببها عشرات من جنود الكيان الصهيوني. ومع قسوة المشاهد التي نراها يومياً من أجساد تحولت لهياكل عظمية وتدفق عشرات الآلاف للحصول على بقايا طعام ومشهد العصابات التي تدعمها دولة الكيان لسرقة الطعام وإشاعة الرعب إلا أن مشهد خذلان الدول العربية الإسلامية لأهل غزة وإغلاق المعابر ومنع وصول الغذاء لهم ومطالبة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية بتسليم سلاحها هو أشد ألما ويزيده صمت هذه الدول حتى عن استنكار ما تقوم به دولة الكيان ولو من باب الإنسانية ورحمة بأطفال غزة وشيوخها وكل ما فعلته بعض الدول العربية هو بيانات استنكار لا تساوي قيمة الورق الذي كتب عليه وتسجيل موقف بارد. واليوم تأتي انفراجة بسيطة لدخول المساعدات ليس بسبب إنسانية الكيان الصهيوني وليس بسبب قوة الموقف العربي والإسلامي بل بسبب الضغط الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ولعل هذه الانفراجة تعزز من صمود أهل غزة وتقوي من عزائمهم لمواصلة الصمود. وصبر أهل غزة وصمودهم هو الانتصار الحقيقي، فالتاريخ يثبت أن جميع الدول التي مورس عليها التجويع كسلاح لخضوعها صبرت وانتصرت بالنهاية وكما قيل (الأمم التي تجوع لا تهزم بل تتجذر بالأرض اكثر ويشتد عطشها للحرية فالجوع لا يطفئ جذوة الكرامة) وكما يقول أهل غزة (في غزة تعلمنا أن الرغيف ينتزع ولكن العزة لا تنتزع).
210
| 05 أغسطس 2025
علمونا في المدارس ومنذ نعومة أظفارنا أن دول الخليج تربطها وحدة الدم ووحدة المصير والمصالح المشتركة ولو تعمقنا بالتاريخ لوجدنا أن دول الخليج من قبل أن تكون دولا ومنذ قرون كانت كتلة واحدة. فأسرة الصباح والخليفة كانوا في قطر وتعلموا فيها حرفة الغوص والصيد وتأسيس الدولة السعودية الثالثة انطلق من الكويت عندما قام الملك عبدالعزير آل سعود باسترجاع حكم اجداده وكانت عمان ودولة الامارات العربية المتحدة كيانا واحدا ولا زالوا مشتركين بالتاريخ والجغرافيا والدم والنسب والاهل.. فأصل وعمق دول الخليج واحد. واليوم كل دولة من دول الخليج لها سيادتها ودستورها واستقلاليتها وفي 25 من مايو 1981 تأسس مجلس التعاون الخليجي وكان الهدف الأساسي من المجلس هو إيجاد صيغة تعاونية بين دول الخليج خاصة بعد تكوين كيان سياسي جديد وهو الجمهورية الإيرانية وانطلاق مشروع تصدير الثورة لدول الخليج بشكل خاص وبدأت الحرب العراقية الإيرانية وما صاحبها من مخاطر على الإقليم بشكل عام. ومع ما حققه مجلس التعاون الخليجي من إنجازات إلا أن الصيغة كانت تعاونية وليست تكاملية فكل دولة مستقلة بقرارها ومشاريعها وعلاقاتها السياسية واليوم نحن محتاجون أن نرتقى مع صيغة التعاون الى مشروع اكبر يحقق طموحات الشعوب الخليجية وبنفس الوقت يعطي دول الخليج قوة وسيطرة وقرارات سياسية لها احترامها.. اليوم العالم لا يحترم الدول الصغيرة ويراها دولا وظيفية يعقد الاتفاقيات معها ليحقق مصالحه فقط. وهذا يدعونا للتفكير بوحدة كونفدرالية خليجية وفكرة الكونفدرالية الخليجية ليست جديدة فقد طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ملك المملكة العربية السعودية في دورة مجلس التعاون الخليجي في عام 2011 المنعقدة بالرياض والوحدة الكونفدرالية هي اتحاد دول مستقلة ذات سيادة تتفق على تفويض بعض الصلاحيات الى هيئة مركزية مشتركة دون أن تفقد أي دولة استقلالها. واليوم وبعد أن أصبحت دول الخليج تحت القصف المتبادل في الحرب الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني والذي متوقع أن يستأنف في أي وقت بصورة أو أخرى أصبحت مصالحنا الاقتصادية والأمنية تحت التهديد فمرة التهديد بإغلاق مضيق هرمز ومرة تعطل الملاحة البحرية والجوية وثالثة التهديد بضرب المصالح الامريكية في الخليج كما حصل في ضرب قاعدة العديد اصبح التفكير بالوحدة الكونفدرالية ضرورة لحفظ المصالح الخليجية وأن يكون قرار دول مجلس التعاون جزءا من أي مفاوضات سياسية ولا يفرض القرار عليها فرضا وبدون حتى مشاورتها. ولنا تجربة في فكرة الاتحاد الكونفدرالي ممكن أن نقتبسها وهي الاتحاد الأوروبي فقد استطاعت بعض الدول الأوروبية ان يكون بينها اتحاد كونفدرالي نتج عنه حلف عسكري وعملة موحدة وهي اليورو واستطاعت ان تسهل المعاملات الاقتصادية وتدعم المنتجات بينها وأن تنقذ الاقتصادات الأوروبية وهذا ما شاهدناه في أزمة اليونان وأسبانيا وان ترفع اقتصادات دول أخرى مثل بولندا ورومانيا والبرتغال والاكبر من هذا اصبح لها قرار سياسي مؤثر في المفاوضات الدولية ولها صوت له اعتباراته وسوق اقتصادي ضخم. واليوم دول الخليج تملك 30% من الاحتياطي العالمي للنفط وتنتج أكثر من 25% من انتاج العالم النفطي وتصدر اكثر من 35% منه وتنتج اكثر من 11% من الغاز الطبيعي في العالم وتسيطر على أهم ثلاث ممرات مائية التي تربط بين الجانب الاسيوي والافريقي والاوروبي وتملك أهم الصناديق السيادية في العالم ولها إنتاج زراعي وتنوع اقتصادي غير نفطي ولها علاقات دبلوماسية وسياسية كبيرة واصبح اسم بعض دول الخليج يتداول في المفاوضات السياسية كلاعب أساسي ولها مبادرات كبيرة في المفاوضات. ولو رسمنا صورة تخيلية ونتمنى ان تكون في يوم من الأيام واقعا.. وهي وجود كونفدرالية خليجية تملك قرارها مع كل هذه القوة الاقتصادية والدبلوماسية والإقليمية اعتقد ان كثيرا من القرارات العالمية سوف تتغير.. فالمنطق اليوم يقول (ما هي قوتك أقول من أنت وما هو موقعك بالعالم).
372
| 03 يوليو 2025
يقول المفكر الكويتي عبدالله النفيسي ( الأخطر من الامريكان والصهاينة اليوم هم وكلاؤهم وعملاؤهم وأدواتهم من بني جلدتنا ممن صنعوهم على نار هادئة ) منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى وقبل أن تتضح صورة الطوفان وأهدافه وأعماله قبل هذا كله ظهر لنا مشايخ دين ومحللون سياسيون وكتاب صحفيون وحسابات في التواصل الاجتماعي همهم الأول والأخير هو نقد الطوفان وتخذيل المناصرين له مرة بإصدار الفتاوى الشرعية ومرة بالتحليل السياسي ومرة بالمقالة الصحفية. هذه الفئة معروفة بأسمائها وشخوصها وقبل أن يتكلم او يكتب او يحلل، الناس تعرف ما سوف يقوله او يكتبه كلام كله تشكيك وتثبيط وتخذيل ولا يهمه القصف ولا القتل ولا التجويع ولم تحرك مشاعره المدن المهدمة ولا جثث الأطفال التي تخرج من تحت الأنقاض ولا بكاء الأمهات الثكالى، همه نقد حماس فقط. وفئة متعاطفة مع أهل غزة كواجب انساني واخلاقي وقبل هذا كله واجب إسلامي وعروبي ولا يصح عندها أن ينتقد طوفان الأقصى، فالأمر اكبر من أن نجعل الطوفان قضية سياسية مختلفا فيها فالواقع على غزة وأهلها من صنوف التنكيل لا يحتمل النقد، حيث اجتمعت عليها مصائب الدنيا من تشريد وقتل وتجويع وفقد الوطن والبيت والولد وهذه أمور لا تقبل القسمة على اثنين وليس فيها منطقة وسط او رأي ورأي مخالف، فغزة أما أن تكون معها او تكون ضدها.. ولا يلامون من يتخذون هذا الرأي على الأقل في الوقت الحالي وخاصة ان طوفان الأقصى لم ينته ورأيهم أن النقد تخذيل ويؤثر في الحدث وهو مستمر. الدكتور عبدالله النفيسي من القامات الفكرية العربية والإسلامية ويتميز بآراء وتحاليل سياسية واقعية وبعد نظر وله تجربة فكرية ثرية تجاوزت نصف قرن ورأيه بالتطبيع والعلاقات العربية الإسرائيلية قديم وواضح ويعتبر أحد مؤسسي حركة مناهضي التطبيع.. صرح بالفترة الأخيرة من خلال برنامج حواري مع علي الظفيري على قناة الجزيرة بأن قرار انطلاق طوفان الأقصى كان قرارا فرديا من قبل عدد من القيادات العسكرية ولم تتم مشاورة الجناح السياسي في القضية وأن قرار طوفان الأقصى ولد واقعاً إسرائيليا ليس في صالح العرب. تصريح النفيسي على انه مقتضب إلا انه وجد عند الجناح المتصهين الذين ذكرناهم في اول المقالة ترحيبا واستشهادا بأن النفيسي مفكر له قدرة يوافقنا في نقد طوفان الأقصى وينتقد حماس على تهورها في جر المنطقة لحرب لا نقدر عليها اما الطرف الثاني فيرى ان النفيسي أخطأ فالوقت ليس وقت نقد الوقت الان هو نصرة غزة فقط.. فالقضية مشتعلة ولا تقبل النقاش حتى تقبل النقد لذا تعرض النفيسي بعد التصريح لهجوم من كتاب ومفكرين وحتى من عموم الناس بل تطور الامر من نقد الى الطعن في مكانته العلمية والفكرية بل وصل الى التجريح الشخصي وانه غير رأيه لعمالته الصهيونية. الذي يعرف ويتابع النفيسي يعرف عنه ان رأيه في الاحداث مباشر ولا يجامل فيه ولا يضع مبررات وأسبابا ومقدمات قبل ابداء رأيه بالحدث، وخلال مسيرته السياسية والفكرية انتقد حكاما ودولا وأنظمة بنقد علمي وليس عاطفيا حتى انه عندما ترك العمل مع الجماعات الإسلامية السياسية انتقدها واصدر كتبا في هذا الامر، وامتدح من يستحق المدح ونقد من يستحق النقد بل انه يمتدح جماعة لموقف سياسي في قضية ما وينتقدها في موقع اخر لموقف سياسي اخر. وطوفان الأقصى عمل جهادي من لا يقف معه اما جاهل بالآراء الشرعية او متصهين وبنفس الوقت هو عمل اجتهادي بشري وكل عمل اجتهادي قابل للنقد والتوجيه والنصح مع الايمان فيه وتقديره وانصافه.. والنقد بالنهاية هو نصيحة لتدارك الأخطاء وتصحيحها قبل أن تتفاقم. فنتمنى أن تتسع صدور كل من يحب غزة لفكرة تقييم الحدث وتطويره الذي يأتي من خلال النصح والنقد البناء.
492
| 17 يونيو 2025
كيفين كارتر مصور فوتوغرافي ذهب عام 1993 إلى السودان لتغطية آثار المجاعة.. التقط عدة صور وكان أبرزها صورة أطلق عليها اسم (الطفلة والنسر)، وهي صورة لطفلة لا يتجاوز عمرها 3 سنوات هزل جسمها وظهرت عظامها من خلف جلدها وانتفخت بطنها من الأمراض والجوع، تعبت وهي تزحف لمركز الغذاء فتوقفت وهبط بجانبها نسر ينتظر موتها ليلتهمها. نشرت الصورة في نيويورك تايمز مارس 1993 ونال عليها كارتر أرفع جائزة في التصوير الصحفي وهي جائزة بوليتزر وانتشرت الصورة انتشار النار في الهشيم ونقلت قضية المجاعة في السودان ونقلت معها العديد من الأسئلة وجهت لكارتر ماذا حدث للطفلة ؟ ولماذا لم تنقذها ؟.. هذا الأسئلة وهذا اللوم وافتقاده الجانب الإنساني وضعه تحت ضغط نفسي وصل به للإصابة بالاكتئاب وانتهى به المطاف منتحراً يوليو 1994. وان كانت الصورة أحدثت هذه الضجة في العالم وسلطت الضوء على قضية إنسانية فإن في غزة الآلاف من الصور والمشاهد التي من شأنها أن تهز العالم وتغير المواقف وتهدم سياسات وتبني أخرى. الصورة في غزة أخرجت العالم في مظاهرات بمئات الألوف وحركت العالم وأعلنت اكبر حملة مقاطعة تجارية لكل من يتعامل مع العدو الصهيوني. وإن كانت الصور العشوائية التي تلتقط من كاميرات الأجهزة المحمولة غيرت مواقف فما بالك إذا كانت هذه الصورة تدار من قبل جهة إعلامية توظفها التوظيف الصحيح المبني على مهنية واحترافية وأهداف واضحة لا شك أن الأثر سوف يكون ابلغ وأعمق. وفي هذا المجال استوقفني مشروع أطلق عليه منحة التصوير الإنساني.. وهو منصة تقدم منحة مالية كل عام للمصورين الذين يقدمون مشروع تصوير (مجموعة صور) عن حدث إنساني تحت عنوان واحد، واختارت المنحة موضوع غزة لمشروع هذا العام ويقوم على المشروع جهات غير ربحية انطلقت من الكويت وتدعمها جهات خيرية وفنية خليجية وعلى رأسها مؤسسة نماء الخيرية. والموضوع ربما يعتبره البعض مثله مثل غيره من الآلاف المشاريع المبنية على المشاعر المتعاطفة مع غزة ولكن ما يميزه أنه مع أول اعلان للمشروع شارك فيه اكثر من 5 آلاف مشترك من داخل غزة نقلوا كل ما يدور في غزة من أحداث ومآس وآثار دمار وقصف حتى أصحاب الهواتف المحمولة والهواة وغير المحترفين بالتصوير شاركوا في المنحة ولا ننسى أن المصور هذه المرة ليس مراسلا صحفيا ولا مصورا محترفا بل انسان يعيش الحدث وهو جزء من الصورة والقصة. وتقوم منحة التصوير الإنساني بعد استقبال المشاركات بتحويل الصور العشوائية التي لا تحمل عنوانا إلى مشروع وكل مشروع مجموعة صور بموضوع واحد تكتب قصة المشروع أسفل منه، ويقوم المحكمون بتقييم الصور وبعد الفرز والتحكيم وإعلان النتائج تنقل منحة التصوير هذا الإنتاج الفني التي يجعلك تعيش المأساة وكانك في غزة عبر معارض دولية تجوب العالم لتنقل معاناة أهل غزة وكان أول معرض افتتح في ولاية فرجينيا بأمريكا، والمعرض الثاني في امارة الشارقة بالإمارات، ويوم الأحد المقبل، سوف يقام المعرض في كتارا تحت عنوان (حكاية النجاة من الجحيم) . ويقول المصور الكويتي، المسؤول عن منحة التصوير الإنساني سامي الرميان: عندما أقمنا أول معرض كنا ندرك أن الصورة لها قوتها في التأثير ولكن التفاعل كان أكبر من توقعاتنا وتصوراتنا وبعد معرض الدوحة مستمرون لإقامة في معارض في الكويت وبغداد ولبنان وتركيا ولندن، وسعداء أننا اصبحنا جزءا من تاريخ النضال في غزة واستطعنا ان ننقل القصة بطريقة واقعية، فاليوم عدسة الكاميرا لا تقل أهمية عن فوهة البندقية.
432
| 18 أبريل 2025
في العقود الماضية كانت الدراما الرمضانية خليجيا لا تخرج عن فنتازيا أساطير صراع الخير والشر أما الدراما العربية فتنتقل بين المسلسلات المصرية التي تتناول عهد البشوات والطرابيش الحمر أو مسلسلات عن الحارة المصرية وطيبة أهلها ودخلت عليها بفترة متأخرة المسلسلات السورية التي بدأت بالفنتازيا التاريخية وظهرت مسلسلات الجوارح والكواسر والفوارس وانتهت بتسليط الضوء على الحارة السورية والقيم الاجتماعية التي تربط بين أهل الحارة. اما الدراما الاسلامية فكانت لا تخرج عن نمط واحد وهو كفار قريش الذين تظهرهم المسلسلات بوجوه قبيحة كثة اللحية وبأصوات خشنة ومرعبة وعلى الطرف الاخر المسلمون بلبس ابيض وحوار ناعم وهادئ وخاشع اما القصة فهي مقتطفات من مواقف صدر الإسلام مع الالتزام بالضوابط الشرعية فلا تجسيد لصورة المصطفى عليه السلام ولا الصحابة العشر المبشرين ولا الدخول في القضايا الجدلية مع ديكور وازياء متواضعة جدا ولم تكن هذه المسلسلات تتابع او تثير أي قضية فكرية او طائفية حتى خلافية، وإن كان هناك انتاج جيد في الدراما إلا ان ما ذكرناه هو الصورة النمطية الغالبة. * ومع تطور الدراما الرمضانية سواء الدراما الخليجية والمصرية والسورية إلا أن الدراما الاسلامية ظلت على وضعها إلى أن جاء مسلسل الحسن والحسين الذي فتح الباب على الدراما الإسلامية على مصراعيه وفتح معه العديد من القضايا الفقهية والجدلية حول شرعية تجسيد الصحابة وال البيت الكرام والخلاف الطائفي والفتنة التي حدثت بعد وفاة الخليفة الراشد عثمان بن عفان وما تلاه من تفرق الأمة الى شيعة وسنة وخوارج وصابئة وحدوث القتال بينهم وفتح المسلسل الخلاف الطائفي الشيعي والسني والنظرة لآل البيت والى الخلافة الأموية ومع حساسية الفترة التاريخية التي تناولها المسلسل إلا أنه تميز بأن العديد من أساتذة التاريخ الإسلامي وعددا من المحققين في كتب التاريخ ساهموا في كتابة سيناريو المسلسل كما انه حصل على موافقات شرعية من عدد من العلماء وظهرت بعده مسلسلات إسلامية عدة اتخذت نفس المنهجية، منهجية التدقيق والمراجعة وإشراك العلماء والمؤرخين والمدققين في كتابة السيناريو مثل مسلسل عمر بن الخطاب ومسلسل احمد بن حنبل والشافعي وغيرها الكثير وغيرها. *ولكن المنهجية والتدقيق في كتابة المسلسلات لا ينطبقان على كل المسلسلات الإسلامية بشكل عام بل ظهرت مسلسلات يطلق عليها إسلامية ولكنها تشوه التاريخ الإسلامي وبعضها لا يتعامل مع شخصيات الصحابة والعلماء بوقار واحترام بل انه يتعامل مع قصص الصحابة كما يتعامل مع مسلسلات شارع الهرم ويبحث عن الاثارة والجدل والشبهة والابتذال الأخلاقي في ظهور الممثلين ليضمن التسويق بل إن بعض من يكتب سيناريوهات المسلسلات غير مختص بالتاريخ ولا يحرص على البحث عن المحققين التاريخيبن المعتمدين فيقع بالمحاذير الشرعية والتاريخية وحتى الذوقية ولنا في مسلسل معاوية بن ابي سفيان والذي أثار الجدل عند عرضه خير مثال حيث قدم شخصية الصحابي الجليل بصورة غير لائقة مع أزياء اخر موضة ولوكيشن كقصور العباسيين والمماليك. * ومع اختلاط الغث بالسمين في انتاج الدراما الإسلامية يجب ألا يترك المنتجون والممثلون وكتاب السيناريو وفق اهوائهم فما يكتب ويمثل ويخرج في هذه المسلسلات هو جزء من عمقنا وتاريخنا وهويتنا الإسلامية ويجب ان تكون هناك جهات رسمية في الفتوى والتوثيق التاريخي تضع ضوابط لأي مسلسل يتناول التاريخ ويجب على وزارات الاعلام العربية والفضائيات ألا تقوم بعرض أي مسلسل فيه أخطاء تاريخية او تشوية. ويجب على الدوائر الإسلامية الفقهية او جهات الإفتاء ووزارات الأوقاف ان يكون لها دور حتى الجهات الخيرية والفكرية التي تحرص على عرض تاريخنا الإسلامي بطريقة محققة وموثقة يجب ان يكون لها دور وبصمة في هذا الامر سواء بالمشاركة بالإنتاج أو التدقيق.
471
| 01 أبريل 2025
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك) متفق عليه. تعددت الأقوال في تفسير هذا الحديث واتخذت مسارات مختلفة فهناك من يقول إن المقصود بالحديث أهل الشام في آخر الزمان، ومنهم من قال إنهم اهل بيت المقدس واكناف بيت المقدس، وهناك من قال إن الحديث عام ممكن يحدث في كل زمن ومكان. وأياً كان تفسير الحديث إلا انه يحمل دلالة مهمة وهي أن الرباط والجهاد ومقاتلة العدو والبقاء على الحق سوف يظهر معه من يخذل ومن يخالف ومن يعمل على إدخال الرباط والجهاد في مشكلات جانبية ونقاشات جدلية ويذهب بالجهاد اقصى اليمين واقصى اليسار ليخرجه من مقصده ويشوه صورته. ولعل من صور التخذيل ما يثار ضد جهاد أهل غزة بين فترة واخرى فمرة يتم الطعن في شرف نساء غزة المرابطات الصابرات، ومرة بأن الفصائل الفلسطينية المقاتلة وعلى رأسها حماس منحرفة واهل بدع ومرة متعاونون مع ايران بل وصل ببعض المشككين القول بأن حماس مشروع صهيوني امريكي ومن أكثر الاتهامات والتخذيل غرابة إتهام حماس بأنها متعاونة مع إيران وامريكا والصهاينة ضد المملكة العربية السعودية والقائمة تطول. ومن المستغرب أن من يطعن بالفصائل المجاهدة وقيادتها ليسوا من اهل غزة وليسوا من اهل فلسطين بل وليسوا من دول المحور حول فلسطين لنبرر لهم بأنهم متأثرون بما يحدث في غزة سواء تأثيرا سياسيا كالأردن او تأثيرا امنيا كلبنان او تأثيرا في العلاقات والاستراتيجيات كتركيا او سوريا، بل هم أبعد ما يكونون عن غزة مكاناً وتأثيراً ولا تجد في اجنداتهم وخطاباتهم ما يذكرون فيه غزة لا من بعيد ولا قريب إلا في موطن التخذيل، وغزة ليست قضيتهم اصلاً. ومن المؤلم أن من يقوم بالتخذيل أغلبهم من مشايخ فضلاء ومؤثرين في الميديا من الخليج العربي ولو أتى التخذيل من اهل الشام وفلسطين ممكن يعيشون ردات الفعل السلبية عليهم بسبب الحرب لوجدنا مبررا ولكن كونه يأتي من دول بعيدة عن محور القضية وتأثيراتها فهذا يدعو للاستغراب وخلفه ألف سؤال. ومع أن الحرب توقفت وحققت الفصائل الفلسطينية نجاحات وأصبحت هي من تضع الشروط وتفاوض وابهرت اعداءها قبل أصدقائها بقوتها وصمودها وجهادها وقوتها على الأرض وكأنها لم تقاتل لمدة 15 شهرا. إلا أن المخذولين مستمرون على نهجهم مما يؤكد أن التخذيل منهج له أسباب تغيب عن الكثيرين. وأن كان من رسالة للمخذلين والطاعنين بالفصائل المجاهدة نقول ان مسيرة الجهاد في فلسطين طويلة والقصة بدأت من اول رصاصة انطلقت ضد العصابات الصهيونية قبل اكثر من 70 سنة وهو مستمر إلى ما شاء الله، وقدركم أن تأتوا في هذه الفترة الزمنية وآراؤكم لن تهدم او تغير هذه المسيرة الطويلة ولن تؤثر على مستقبل الجهاد، ورأيكم مجرد سطر في كتاب ويستمر الجهاد حتى بعد رحيلكم عن هذه الدنيا. وإن كان من خاسر في هذا الامر فهو كل شيخ وعالم ومؤثر كان سببا في إيجاد رأي لحظي مؤقت في اذهان بعض الناس وشارك في توسعة رقعة المشككين والمتخاذلين ويكفيكم رأي الشهيد يحيى السنوار عندما قال رحمه الله (نقول لمن اختلف معنا خلو بيننا وبين عدونا فإن قضى علينا فقد كفيتمونا وان انتصرنا عليه فنصرنا نصركم وعزنا عزكم).
288
| 08 مارس 2025
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
4767
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3240
| 21 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2862
| 16 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2670
| 16 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2592
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1407
| 16 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1224
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
981
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
948
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
822
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
801
| 17 أكتوبر 2025
في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...
765
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية