رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

1869

جابر محمد المري

اليوم الدولي للمسنين

04 أكتوبر 2022 , 01:17ص

يحتفل العالم في الأول من أكتوبر من كل عام باليوم الدولي للمسنين.

وفي كل عام تتناول منظمة الأمم المتحدة موضوعاً يهم هذه الفئة لتشجيع البلدان على لفت الانتباه إلى الصورة النمطية السلبية والمفاهيم الخاطئة عن الشيخوخة وكبار السن والتحديات الماثلة في ذلك، فضلاً عن تمكين كبار السن من تحقيق إمكاناتهم، وكما أوضحت المنظمة على موقعها الرسمي بأن جائحة كورونا كانت قد فاقمت وضع كبار السن خلال فترة جائحة كورونا وكان لها آثارها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والصحية والمناخية في معايش كبار السن، ولاسيما المسنات اللاتي يشكلن السواد الأعظم منهم.

وبيّن موقع الأمم المتحدة أنه بينما تتواصل اسهامات المسنات في المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فإنها تظل مساهماتهن وخبراتهن مجهولة ومهملة بصورة كبيرة، بل ومحدودة كذلك بسبب السلبيات ذات البُعد الجنساني التي تراكمت على مدار السنوات الطويلة، ويؤدي التقاطع بين التمييز على أساس العمر والجنس إلى تفاقم التفاوتات القائمة منها والجديدة، بما في ذلك الصور النمطية السلبية التي تجمع بين التحيز ضد الشيخوخة والتمييز أساس الجنس.

ويعد موضوع هذه المناسبة لعام 2022 (مرونة المسنات ومساهماتهن) كما يشير الموقع بمثابة سمة مميزة وتذكير بالدور المهم الذي تضطلع به المسنات في اجتياز التحديات العالمية والمساهمة في حلولها بمرونة وثبات، فالاعتراف بالمساهمات الحيوية للمسنات وتعزيز إدراج أصواتهن ووجهات نظرهن واحتياجاتهن أمران حاسمان لإنشاء سياسات هادفة لتعزيز استجابة شاملة للتحديات والكوارث المحلية والوطنية والعالمية، واحتفالية هذا العام هي دعوة للعمل وفرصة متاحة لشمول أصوات المسنات وإظهار مرونتهن وإسهاماتهن في المجتمع، مع تعزيز الحوارات السياسية الرامية إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان لكبار السن والاعتراف بإسهاماتهم في التنمية المستدامة ؛ انتهى كلام منظمة الأمم المتحدة.

وأنا أقرأ التقارير والإعلانات الصادرة من الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية بشأن كبار السن وما تضمنته من استعراض لدورهم ظاهرياً بينما هم في الواقع لم يجعلوا من القيم والمبادئ التي يدعون لها روحاً وعقيدة تُمارس على أرض الواقع في كل ساعة ويوم ومكان وزمان لضمان حياة كريمة لكبار السن يواكبها تمكين ودعم لهم لا يتوقف، وأنا أقرأ ما يستعرضونه من عناوين لحملاتهم التي لا تنطلق إلا في يوم واحد وهو الأول من أكتوبر من كل عام استغرب من أنهم لو نقلوا تجربة وممارسة الدين الإسلامي مع هذه الفئة منذ ما يزيد عن 14 قرنا لما احتاجوا أن يُجندوا منظماتهم ومنتسبيهم ودول العالم وشعوبها لحثهم على دعم وتمكين هذه الفئة التي تعاني كثيراً ولاسيما في الدول غير المسلمة من عقوق وممارسات غير لائقة وترسيخ لصور نمطية سلبية عنهم.

ولعل أعظم مكانة لكبار السن في الإسلام عندما يوصي الخالق عز وجل عباده في العديد من آياته ويأمر رسوله الكريم بحث أمته على إكرام الوالدين وكبار السن، يقول عزوجل (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )، وعن أَبي موسى رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ “: إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ «، وقال عليه الصلاة والسلام “: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا «، ومن عظم مكانة الوالدين وكبار السن أن الله سبحانه وتعالى قرنها بعبادته في قوله سبحانه (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)، وأوصاهم بالدعاء لهما بقوله عزوجل: (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).

فحري بمن يدين بهذا الدين أن يفخر بأنه ليس بحاجة إلى حملات منظمات دولية ولا دعوات أممية لبر والدين أو رعاية وتعامل مناسب مع كبار السن أو مطالبة لتمكينهم، لأنه يعيش كل المعاني السامية والعظيمة التي تُعظّم من شأن كبار السن وتوقرهم ويسعى دائماً من خلال ممارساته وتعاملاته التي فطرها فيه دينه وتربيته وأخلاقه على الارتقاء بمستوى البر والرعاية والتمكين لهذه الفئة التي كرّمنا الله بها لننهل منهم خبراتهم وتجاربهم في هذه الحياة.

ولا شك أن كبار السن ليسوا بحاجة إلى العطف والرحمة بقدر ما هم بحاجة إلى العمل على تمكينهم وعدم إظهارهم بأنهم عاجزون وغير مؤثرين في المجتمع بل قادرون على العطاء المستمر ومؤثرون في مجتمعهم، فرصيد تضحياتهم من أجلنا ومن أجل أوطانهم يجعلنا ننحني احتراماً وإجلالاً لهم، فالحقيقة التي يجب علينا أن ندركها جيداً بأننا نحن من نحتاج إليهم فمنهم الوالدان اللذان يعتبران بابين من أبواب الجنة هنيئاً لمن ظفر بالفوز برضاهم وتعساً لمن ماتوا وهم غير راضين عنهم.

ونحن في قطر ولله الحمد والمنة نُعدّ من أفضل الدول على مستوى العالم في تقديم الرعاية والخدمات المميزة من خلال التشريعات التي ضمنت لهم الحياة الكريمة الآمنة المستقرة، ولعل المادة رقم (21) من الدستور القطري تؤكد حرص الدولة على هذه الفئة وإقرارها حقوق كبار السن والذي أكد على الحفاظ على الشيخوخة ورعايتها وذلك حماية للأسرة والمجتمع.

فاصلة أخيرة

أمة محمد ليست بحاجة ليوم دولي للمسنين لأنهم جعلوا من ساعاتهم وأيامهم بِرّاً وحُباً ووفاءً وتمكيناً لهذه الفئة الغالية.

اليوم الدولي للمسنين

اقرأ المزيد

alsharq حين تضعف منظومة الحكم الرشيد

لم يعد مشهد الاحتجاجات والحراك الشبابي مفاجئًا لنا وللمراقبين في عالمٍ يتغير بسرعة مذهلة، وحيث تتقاطع الأزمات الاقتصادية... اقرأ المزيد

234

| 22 أكتوبر 2025

alsharq خطاب سمو الأمير.. رؤية واضحة ومسار وطني راسخ

جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد... اقرأ المزيد

99

| 22 أكتوبر 2025

alsharq الجعفراوي.. شهادة سبقت الرحيل

في آخر مشاهد حياته، ظهر صحفي الجزيرة صالح الجعفراوي في مقطع مصور تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، ممددا على... اقرأ المزيد

165

| 22 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية