رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

414

د. أحمد القديدي

نحو اتحاد مغاربي قوي حر يواجه أعداء الأمة

06 سبتمبر 2024 , 02:00ص

منذ إنشاء جامعة الدول العربية تكررت النداءات والمبادرات للعرب حتى يغيروا ميثاق جامعة الدول العربية ليحولوها الى جامعة شعوب عربية بعد أن ثبت أن هذه المنظمة العريقة التي تأسست قبل منظمة الأمم المتحدة أصبحت أداة طيعة في أيدي دولة عربية واحدة وهو ما عطل جهودها وضيع مكاسبها. طبعا مع الأسف لم تستجب الأطراف المعنية لتلك المبادرات واستمر العجز وتواصل الخروج العربي من التاريخ. اليوم رغم العوائق فإن حركة مباركة تشهدها الساحة المغاربية منذ الطوفان الذي قلب الموازين العربية والإقليمية والعالمية جسدتها النخب المثقفة والواعية بفرض وضع إعادة الاتحاد المغاربي في أولوية برامج الدول كما عززتها دعوات النخبة لإعطاء الأولوية لتأسيس اتحاد مغاربي قوي وحر وفاعل يقف أمام تهور الكيان المحتل ومروقه عن كل الأخلاق والقوانين الدولية ولكن الإشارة التي يجب التقاطها من قبل النخب والمجتمعات المدنية المغاربية هي أن خلايا العنف وفلول الإحباط تستعيد نشاطها وأن الذي أفشل عمليتها هذه المرة هو التنسيق المغاربي حتى في أدنى مستوياته

 ثم إنك لو تأملت محاولة بعض الأطراف تسميم أجواء تونس وليبيا ومصر والجزائر وموريتانيا بخلق بؤر التوتر الاجتماعي والأيديولوجي فإنك توقن بأن مكاسب التحولات العميقة في هذه البلدان تبقى مهددة بظهور حركات عنيفة تلبس رداء المطلبيات وتهدف إلى إشاعة مناخ من الفوضى لا يخدم سوى مصالح أعدائنا.

ويمكن القول إن تعطل الاتحاد المغاربي في بناء مؤسساته وتنسيق سياساته كان له دور في تشكل اتحاد أعداء كل عمل عربي ومغاربي صالح فكلما تعثرت وحدة الدول والمجتمعات المدنية في البلدان المغاربية كلما تسارعت خطوات العصابات المنظمة من كل لون وطيف لملء الفراغ واحتلال العقول واختراق الحدود.

وقد كانت المواجهات المسلحة المحدودة بين قوات الأمن التونسية والليبية والجزائرية والموريتانية وبعض العناصر المغرر بها خلال السنوات الماضية منعرجا خطيرا في ممارسات الجماعات المسلحة التي تلبس أقنعة الجهادية والقاعدة حيث تعولمت تحركاتها بشكل لافت فاستعملت أدوات العصر الإلكترونية وتلقت تدريباتها ومدت فروعها وأعلن فريق منهم الولاء والمبايعة لتنظيم القاعدة أو داعش بقصد تهديد الاستقرار الضروري لكل سلام مدني وكل بناء مغاربي ذلك الاستقرار الذي ثبت أنه يظل هشا ما لم تتعمق السلطة والمجتمع المدني في معالجة المشكلات سياسيا وتربويا وثقافيا وألا يقتصر التعاطي معها بالوسائل الأمنية وحدها وانفراد شخص واحد بالقرار دون ديمقراطية تبقى هي صمام الأمان لمستقبل الأمم. ونحن نثق في مجتمع مغاربي يعرف منذ التاريخ العريق بوداعة أهله وطيب العيش فيه وانعدام الطائفية ورفعة مستوى الحس المدني والثقافي والفكري وبلوغ النخبة درجات عالية من الوعي السياسي والمشاركة الحضارية.

ونعيد للأذهان ما كانت نبهت إليه مؤسسة التميمي للبحث العلمي في تونس قبل الربيع العربي أثناء مؤتمرها الحادي والعشرين حول تكلفة اللامغرب حين طرحت سؤال: ماذا يخسر المغاربيون من غياب الوحدة أو تأجيلها! بمشاركة أساتذة بارزين وأصحاب قرار نافذين من كل بلدان المغرب العربي، وتدارسوا أسباب تعثر البناء المغاربي بينما هو حلم الأجيال التي جاهدت من أجل استقلاله وتأسيس دوله الحديثة واقترحوا وسائل تحقيق وحدته وهي نفس الوسائل التي ما انفك يقترحها المثقفون المغاربيون منذ عقود ولا من مجيب.

وفي البيان الختامي عدد المشاركون في المؤتمر أسباب إحباط المشروع الوحدوي المغاربي كالتالي: النزعة السيادية المشطة لكل دولة ذات الطابع الانفرادي وغياب المشاركة الموسعة لمؤسسات المجتمع المدني في القرارات المتخذة وتغييب الأبعاد المغاربية في التعليم والبحث العلمي والإعلام وعجز السلطات المغاربية عن إيجاد حلول توفيقية لبعض المعضلات السياسية وضياع الوقت وإهدار الإمكانات في عقد اجتماعات ماراثونية لم تنتج سوى الشعور بخيبة الأمل وإعلان الفشل الذريع.

هذه لمحة عن تشريح الإخفاق المغاربي من لدن نخبة متميزة من أبنائه وضعت أصابعها على أصول الداء واقترحت العلاج السياسي والثقافي الجريء الذي لا يقتصر على رفع العصا في كل اتجاه بدعوى الحفاظ على الأمن.

ويتطرق بيان المؤتمر إلى دقة المتغيرات الجيوسياسية والمعرفية والاقتصادية وضرورة إعادة ترتيب البيت المغاربي على أساس بناء صرح إقليمي ديمقراطي منفتح على العولمة والتكنولوجيات وتأمين الحريات المواطنية الأساسية باعتبار الحرية هي المعيار الصحيح لأي تقدم ولأية تنمية حقيقية.

 فهل من خطاب أبلغ ومن رسالة أوضح يوجهها المؤتمرون المغاربيون لأصحاب القرار السياسي حتى تكون الوحدة المغاربية الديمقراطية هي الدرع الواقي لشعوبنا من مغبة الإرهاب القائم بغطرسة في فلسطين المحتلة؟ الى جانب الفوضى وقمع الحريات وهجرة العقول وضياع الاستقلال؟

ويأتي الربيع الجديد برايته الإسلامية ليهز الضمائر ويحرك المشاعر ويوقظ الهمم حتى نؤسس جبهة مغاربية حقيقية وقوية للتصدي للإرهاب والإحباط لا بالمعالجة الأمنية فقط والتي لم تعد تكفي رغم أهميتها لتوفير الأمن واتقاء الفتنة ولكن بمواجهة المعضلات التي عددها المؤتمرون بما سموه على استحياء ضرورة إيجاد الحلول التوفيقية للمشاكل السياسية القائمة وهنا نلتقي جميعا أبناء المغرب العربي حول استعجالية الوفاق الوطني والإقليمي وطي صفحات الماضي لنكون يدا واحدة ضد الاستبداد والردة الحضارية والعنف الأعمى. إنها أمانة في أعناق جيلكم وفي أعناقنا جميعا.

اقرأ المزيد

alsharq موازنة الدولة 2026 نهج متوازن يعزز جودة التنمية

تعكس موازنة الدولة للعام المالي 2026 جملة من المؤشرات الإيجابية التي تؤكد حرص الدولة على ترسيخ الاستقرار المالي،... اقرأ المزيد

81

| 13 ديسمبر 2025

alsharq من الرياض.. أطيب التهاني للدوحة بيومها الوطني

من فضل الله تعيش دول مجلس التعاون الخليجي اليوم مرحلة غير مسبوقة من التقارب والتنسيق، تعمّقها رؤى قادتها... اقرأ المزيد

156

| 13 ديسمبر 2025

alsharq العدالة المعلقة بين النية المبطنة والإبادة المعلنة 1-2

على شريط ساحلي قبالة بحر أبيض، وبتوقيت يكاد يتفق واللحظة، تُعاد كتابة التاريخ بدمٍ لا يزال يجري طوفانه!... اقرأ المزيد

114

| 13 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية