رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد المحمدي

مساحة إعلانية

مقالات

735

د. أحمد المحمدي

ومنافقون لا يحصون أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر! ثم ماذا؟

06 أكتوبر 2024 , 02:00ص

اللهُ مَولانَا وَلا مَولى لَكُم، من كان الله مولاه وناصره؛ فحسبه ذلك فيه الكفاية والغناء؛ وكل ما قد يصيبه إنما هو ابتلاء وراءه الخير، لا تخليا من الله عن ولايته له، ولا تخلفا لوعد الله بنصر من يتولاهم من عباده (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ).

في يوم (أحد) أشرف أبو سفيان على المسلمين فقال: أفي القوم أحد محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُجِيبُوهُ)، فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُجِيبُوهُ)، فقال: أفي القوم عمر؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُجِيبُوهُ).

فالتفت أبو سفيان إلى أصحابه فقال: أَمَّا هَؤُلاءِ فَقَد قُتِلُوا، لَو

كَانُوا أَحيَاءً لأَجَابُوا.

فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله قد أبقى الله لك ما يخزيك.

فقال أبو سفيان: اعل هبل! اعل هبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَجِيبُوهُ)، فَقَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللهُ أَعلَى وَأَجَلُّ»، فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ: أَلا لَنَا العُزَّى وَلا عُزَّى لَكُم. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «أَجِيبُوهُ « قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللهُ مَولانَا وَلا مَولى لَكُم».

إن علو أهل البغي اليوم لا يعد انتصارا لهم ولا خذلانا للحق، بل هو لون من ألوان الابتلاء من الله لعباده تمحيصاً لهم: ﴿ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ ثم العاقبة لهم بعد التمحيص ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.

فالابتلاء مقصود قبل أي نصر مرتقب، ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ

الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾.

في تاريخ الإسلام الممتد كفار حاربوه كأبي جهل، وأبي لهب، وزنادقة خلعوا عباءة الإسلام على عقائد باطلة كالحلاج، وابن الراوندي، وابن الفارض، ‏ومنافقين- لا يحصون- أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفار! ‏ثم ماذا؟

‏هلكوا جميعا وبقي الإسلام شامخا.

 فليفعل الصهاينة اليوم ما شاءوا فعله من سفك وقتل وتشريد، فالعاقبة لنا والله مولانا ولا مولى لهم.

الله أقوى من هدير سلاحهم

أنعم برب العالمين وكيلا

وسيعلم الباغي مغبة مكره

ولسوف يعلم من أضل سبيلا

فليحرقوا كل النخيل بساحنا

سنطلّ من فوق النخيل نخيلا

فليهدموا كل المآذن فوقنا

نحن المآذن فاسمع التهليلا

إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا

قدماً لجنات النعيم وصولا

نحن الذين إذا ولدنا بكرة

كنّا على ظهر الخيول أصيلا

نحن الشهادة والشهيد وشاهد

ولأسدنا قد فصلت تفصيلا

فالعيش تحت الاحتلال جهنم

زقومها غسلينها المرذولا

يا من صبرتم للحصار طويلاً

في عزة تعلو المجرة طولا

تحت القذائف والحريق جهنم

لم تقطعوا التكبير والتهليلا

لقنتم الدنيا الدروس صريحة

لا تقبل التزييف والتدجيلا

إن الأعز محمد وجنوده

والله أكبر ناصراً ووكيلا

ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا.

مساحة إعلانية