رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

897

د. محمد صالح المسفر

عام مضى على طوفان الأقصى بآلامه وأحزانه وعام قادم بآماله وطموحاته

08 أكتوبر 2024 , 07:00ص

كان بودي أن أتناول محصلة «اجتماع الوزاري الاستثنائي في دورته الـ 45 لدول مجلس التعاون الخليجي» الذي عقد في الدوحة الأسبوع الماضي والوقوف على بيانه الختامي والذي جاء فيه «ادانة خليجية للتصعيد في الأراضي الفلسطينية ولبنان، كما جاء في ثنايا ذلك البيان عبارة «مناشدة الأطراف المعنية بضبط النفس».. هذه الجمل المذكورة في البيان الختامي يمكن قبولها من دول تقع في أمريكا اللاتينية أو منظمة الأسيان أو شنغاهي ولكنها غير مقبولة من دول هي مستهدفة من العدو النازي الإسرائيلي التوسعي الاستيطاني.

 أيضا كان بودي ان اتناول «اجتماع القمة الثالثة لحوار التعاون الاسيوي» الذي عقد في الدوحة أيضا في الأسبوع الماضي وحضره رؤساء دول ورؤساء حكومات من كافة دول القارة الاسيوية ولكن مع الأسف غاب التمثيل لدول الخليج العربية على مستوى القمة وهذه نقطة سلبية تسجل على قادة مجلس التعاون ومن حق المواطن الخليجي ان يسجل عتبه لغياب قادتنا الميامين عن قمة الدوحة الآسيوية.

(2)

هموم أمتنا ومصائبها تتكاثر بسرعة تشبه سرعة الضوء فلا نكاد نلتقط انفاسنا عند واحدة حتى تبرز أخرى أشد وطأة. اليوم نطرق باب العام الثاني لحلول ذكرى «طوفان الاقصى» وحرب الإبادة والتدمير والتهجير والاعتقالات تعم الأراضي الفلسطينية عامة وخاصة غزة أرض العزة والكرامة وحكام الوطن العربي منشغلون عن عدو يتربص بهم واحدا تلو الاخر، رئيس وزراء حكومة العدو الصهيونية من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وامام ممثلي دول العالم أبرز خارطة الشرق الأوسط التي يعمل على تحقيقها ويفرض سلطانه عليها بما في ذلك دول الخليج العربية فلم يعد هناك شك في نوايا قادة العدو الصهاينة واذا جاء الرئيس الأمريكي السابق ترامب فانه سيحقق رغبات إسرائيل في توسيع مجالها الجغرافي كما وعد في دعايته الانتخابية وذلك على حساب أمتنا العربية. غزة الفلسطينية تحترق تحت اسماعنا وابصارنا ونحن نكتفي بالادانة والدعوة لضبط النفس، قد يسأل سائل وماذا على الدول العربية ان تفعل والهيمنة الامريكية على رؤوسهم بالتهديد والوعيد باجتثاث حكامهم من الحكم إذا ساندوا المقاومة ضد إسرائيل؟ رد الكاتب بكل صراحة الحاكم الذي يستمد قوته وسلطانه على شعبه ومقدرات أمته من خارج وطنه ليس جديرا بأن يكون زعيم أمة. وعليهم ان يفعلوا كما فعلوا بالعراق عام 2003 أي محاصرة إسرائيل حصارا عسكريا واقتصاديا والعودة الى نظام المقاطعة الشاملة لكل من تعاون وناصر العدو الصهيوني ولا جدال عندي بان الحاكم الذي يعتمد في سلطانه الداخلي والخارجي على متانة ووحدة جبهته الداخلية أقوى من أي قوة على الأرض ان تمسه بسوء والتاريخ مليء بالعبر.

(3)

ماذا يجري في لبنان الشقيق ؟! «حزب الله» له من القوة ودقة التنظيم وسعة عضويته وتربية كوادره تربية عقائدية له من العمر اكثر من أربعين عاما ومن التجارب الميدانية ما يمكنه من تحقيق النصر على كل من عاداه بما في ذلك العدو الإسرائيلي يتم اصطياد قاداته السياسية والميدانية واحدا تلو الاخر ولا نكاد نشيع الأول الى مثواه الأخير الا ويلحق بالثاني وينفرط عقد التنظيم «حزب الله اللبناني « ويتم تصفية الصف الأول من هرم القيادة وعلى قمتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ثم يتبعه الصف الثاني من القيادة السياسية والعسكرية وفي قمة هذا الصف رئيس المجلس التنفيذي للحزب الله السيد هاشم صفي الدين. اعرف كغيري من الناس ان للحزب أعداء ويتمنون زواله لكن ان يكون الأعداء من بين صفوفه فان ذلك يعتبر طامة كبرى. ليست عبقرية الموساد الصهيوني والشاباك التي أدت الى ذلك الحدث الجلل في انهيار قيادات حزب الله وانما لكثرة الجواسيس والعملاء من أصحاب الدار الذين يؤثرون المال على الوطن ولو كلفهم دمار الوطن كله.

(4)

 إن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته قيادة حزب الله العسكرية والسياسية واستماعهم لنصائح القيادات الإيرانية بالتزام قاعدة «مناوشات إسرائيل عن بعد» دون الالتحام المباشر مع العدو عندما هبت عاصفة «طوفان الأقصى» في غزة واعتماد بدعة «نحن قوة اسناد» فقط نشاغل العدو ولا نشغلة عسكريا، وهذا خطأ استراتيجي لحزب الله لا يغتفر وقد ذهبوا ضحية تلك السياسة. لو انهم طبقوا مبدأ وحدة الساحات ووحدة المقاومة والممانعة في ذلك اليوم المشهود السابع من أكتوبر 2023 والتحموا مع العدو الصهيوني من الشمال وغزة من الغرب لتغيرت المعادلات السياسية والعسكرية وحققوا نصرا على العدو يشهده التاريخ ان حركات وطنية عربية مسلحة حررت فلسطين او حجمت دور إسرائيل او هزمتها وليست جيوشا عربية او إسلامية منظمة.

** آخر القول: يا قادتنا الميامين سارعوا إلى إنقاذ الأمة والوطن قبل أن تحل الكارثة بنا جميعا انصروا ما تبقى في غزة من مقاومة وسارعوا لإنقاذ لبنان من الانهيار والتفتيت على قواعد طائفية.

ولنا أمل في الله تحيا به المنى  

           ويشرق وجه الظن والخطب كاشر

مساحة إعلانية