رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اسمحوا لي أن أسألكم سؤالا قد يبدو لكم غريبا أو غبيا لا يهم، ولكني بت في حاجة لمن يجيب عنه بمنتهى الوضوح والشفافية وهو:
هل منكم من يريد إنهاء عصر كورونا الذي يمتد لعام آخر أم منكم أيضا من أعجبته فكرة التعايش مع هذا الفيروس وحياة الكمامة والتباعد والعدوى والإصابات وفي أغلب الأحيان الوفاة بسبب عدوى هذا الوباء؟!.
أخبرتكم أن منكم من سوف يرى هذا السؤال غريبا أو غبيا، وأخبرتكم أيضا بأن كل ما ستقولونه في هذا الشأن ليس مهما بالنسبة لرغبتي الملحة في الجواب، لأنني فعلا بت أميل للخيار الثاني من الجواب المحتمل لسؤالي هذا وهو أن هناك من بات يهمه أن يبقى هذا الوباء للأبد، وأن نتعايش معه وكأنه أنفلونزا يصيبني ثم يغادرني ليصيب غيري. وهكذا بل إن هذا الحالم لم يتوقف عند رغبته المريضة هذه بل تعداها إلى تحذير الناس من أخذ اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا دون أساس علمي وبدون تثقيف طبي ليدعم به دعوته تلك ويسير وراء إشاعات غير مثبتة عن خطورة هذه اللقاحات ويشيع ذلك في محيطه ويتجاوزه إلى التغريد والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يقدم دليلا واحدا على ما يقول، ولكن يسير هو وغيره وراء الشائعات التي من شأنها أن تهدم كل مجهودات الدولة القائمة على تطعيم كل فئات الشعب بحسب أعمارهم المسموحة لأخذ هذه اللقاحات المكلفة، والتي أخذت الدولة على عاتقها شراءها وتنظيم فترات قياسية من العام ليتم تطعيم جميع المواطنين والمقيمين مع الأخذ في الاعتبار الحالات المرضية والعمرية، والتي لها أولوية في التطعيم. فمن أنت يا هذا لتزيد من حذر الناس في اللقاح وتحيله إلى خوف ورعب وسرد قصص الموت الواهية والوهمية لناس ماتوا فور تلقيهم الجرعات الأولى منه دون أن يشكوا من أي عوارض مسبقة؟! من أنت لتهدم كل التطمينات التي تشيعها وزارة الصحة لدينا وينشرها أكفأ الأطباء المختصين بالأمراض الانتقالية والمعدية هنا في قطر والعالم في إيجابية التلقيح على صحة البشر وأولويته للذين يعانون من أمراض مزمنة ويزيدها الفيروس خطورة على صحة الفرد وبإذن الله سيسهم اللقاح من تخفيف كل الأعراض المحتملة؟!.
فإن كنت ممتنعا عن أخذ اللقاح لأسباب أنت مقتنع بها وتراها أسبابا يعتد بها في نظرك لكنها لا تقوم على وقائع علمية وأدلة ملموسة فالأفضل أن تحتفظ بها لنفسك وألا تزعج الآخرين بها، لأن كل ما تفعله يسهم أولا في نشر الشائعات غير القائمة على أي دلائل علمية مثبتة في مجال اللقاحات المكتشفة حتى الآن للتصدي لهذا الفيروس، كما أنه يثبط كل الجهود التي تحاول الدولة من خلالها أن تشيع جو الاطمئنان على الشعب، وأنها تقوم بكل ما تيسر لها من توفير كل ما من شأنه التقليل من خطورة هذا الفيروس الذي حصد ما يزيد عن مليونين ونصف من حياة البشر على مستوى العالم ككل، ويمكن أن يتضاعف إذا استمر مثلك وغيرك في إثارة هلع البشر من أن اللقاحات غير ناجعة، لا سيما وأن اكتشافها جاء في مدة يسيرة مقارنة بعمر الفيروس الذي تجاوز العام بأشهر قليلة، وتناسيتم أن العلم قادر على أن يحل المشكلات إن وجد من يمتلكه بصورة احترافية وأن الحاجة أولا وأخيرا أم الاختراع، ولذا يجب أن نشد من أزر هذه الحكومة التي تبذل كل ما في وسعها لتوفير هذا اللقاح الذي يخرج اليوم على أكثر من شكل وفاعلية، وألا نستمر في نشر المخاوف بين الناس في أحوج الظروف لمن يجنبهم معايشتها بالصورة المؤلمة التي تأتي على شكل قصص الموت لأشخاص انتقلوا إلى رحمة الله بمجرد تلقيهم اللقاحات، ولنعلم بأن الكلمة أمانة أمام الله أولا ثم أمام أنفسنا، وألا نكون مثل الإمعة الذين يرددون ما يقوله العوام دون دراية ومعرفة، ولنسهم ولو قليلا في شكر وزارات ومؤسسات هذه الدولة لا سيما وزارة الصحة والصفوف الأمامية من كوادر الأطباء والتمريض والاختصاصيين والمختبرات الطبية على جهودهم التي لا يريدون عليها ثناء ولا شكورا، ولكن صمتنا عن ترديد ما يقوله الجهلاء هو شكر مهذب فكونوا من المهذبين!.
ebalsaad@gmail.com
@ebtesam777
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13770
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1818
| 21 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية والعربية للسياحة العائلية بشكل خاص، فضلاً عن كونها من أبرز الوجهات السياحية العالمية بفضل ما تشهده من تطور متسارع في البنية التحتية وجودة الحياة. ومع هذا الحضور المتزايد، بات دور المواطن والمقيم أكبر من أي وقت مضى في تمثيل هذه الأرض الغالية خير تمثيل، فالسكان هم المرآة الأولى التي يرى من خلالها الزائر انعكاس هوية البلد وثقافته وقيمه. الزائر الذي يصل إلى الدوحة سواء كان خليجياً أو عربياً أو أجنبياً، هو لا يعرف أسماءنا ولا تفاصيل عوائلنا ولا قبائلنا، بل يعرف شيئاً واحداً فقط: أننا قطريون. وكل من يرتدي الزي القطري في نظره اسمه «القطري”، ذلك الشخص الذي يختزل صورة الوطن بأكمله في لحظة تعامل، أو ابتسامة عابرة، أو موقف بسيط يحدث في المطار أو السوق أو الطريق. ولهذا فإن كل تصرّف صغير يصدر منا، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، يُسجَّل في ذاكرة الزائر على أنه «تصرف القطري”. ثم يعود إلى بلده ليقول: رأيت القطري … فعل القطري … وقال القطري. هكذا تُبنى السمعة، وهكذا تُنقل الانطباعات، وهكذا يترسّخ في أذهان الآخرين من هو القطري ومن هي قطر. ولا يقتصر هذا الدور على المواطنين فقط، بل يشمل أيضاً الإخوة المقيمين الذين يشاركوننا هذا الوطن، وخاصة من يرتدون لباسنا التقليدي ويعيشون تفاصيل حياتنا اليومية. فهؤلاء يشاركوننا المسؤولية، ويُسهمون مثلنا في تعزيز صورة الدولة أمام ضيوفها. ويزداد هذا الدور أهمية مع الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة السياحة عبر تطوير الفعاليات النوعية، وتجويد الخدمات، وتسهيل تجربة الزائر في كل خطوة. فبفضل هذه الجهود بلغ عدد الزوار من دول الخليج الشقيقة في النصف الأول من عام 2025 أكثر من 900 ألف زائر، وهو رقم يعكس جاذبية قطر العائلية ونجاح سياستها السياحية، وهو أمر يلمسه الجميع في كل زاوية من زوايا الدوحة هذه الأيام. وهنا يتكامل الدور: فالدولة تفتح الأبواب، ونحن نُكمل الصورة بقلوبنا وأخلاقنا وتعاملنا. الحفاظ على الصورة المشرّفة لقطر مسؤولية مشتركة، ومسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وطنية. فحسن التعامل، والابتسامة، والاحترام، والإيثار، كلها مواقف بسيطة لكنها تترك أثراً عميقاً. نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لنُظهر للعالم أجمل ما في مجتمعنا من قيم وكرم وذوق ونخوة واحترام. كل قطري هو سفير وطنه، وكل مقيم بحبه لقطر هو امتداد لهذه الرسالة. وبقدر ما نعطي، بقدر ما تزدهر صورة قطر في أعين ضيوفها، وتظل دائماً وجهة مضيئة تستحق الزيارة والاحترام.
1443
| 25 نوفمبر 2025