رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تفاقمت مشكلة النفايات الإلكترونية المتمثلة في التلفزيونات، الــحــاســبــات، أجــهــزة الـصـوت والـمـسـح الـضـوئـي، كـامـيـرات الفيديو، الهواتف والطابعات وغيرها من الأجهـزة الــتــي تــحــتــوي عـلـى مــواد لـهـا خــواص سـامـة ينتج عنها نفايات خطرة، وأن ملايين الأطنان من هذه النفايات يبقى مجهولا في ظل غياب التشريعات الخاصة بتلك المشكلة، وتفشي الثقافة الاستهلاكية بين المواطنين وحــرص الـــكـــثـــيـــريـــن عــلــى اقـــتـــنـــاء الأجـــــهـــــزة الــحــديــثــة والاسـتـغـنـاء عـن الـقـديـم منها رغم كفاءتها مما يفاقم المشكلة بزيادة النفايات الإلكترونية والتداعيات السلبية المترتبة عليها في السنوات المقبلة، ونادى العديد من الـمـتـخـصـصـين بضرورة إطلاق مبادرة وطنية شـــامـــلـــة تــــشــــارك بـــهـــا كــافــة الـقـطـاعـات الـمـعـنـيـة بـالـدولـة بـــالـــتـــعـــاون مــــع الــمــنــظــمــات المدنية والـشـركـات العملاقة المنتجة للإلكترونيات، خــاصــة أن آثــــار تـلـك المواد في الغالب مخفية ولا تظهر إلا على المدى البعيد، وقد كتبت الصحف المحلية الكثير من التحقيقات حول هذا الموضوع ولكننا لم نسمع خبرا يطمئن المواطنين والمقيمين على أرضنا الطيبة بأن هناك خطوات تم اتخاذها نحو هذا الاتجاه.
الأضرار العاجلة والآجلة للنفايات الإلكترونية
لاحتواء هذه الأجهزة التالفة مـــــكـــــونـــــات مـن الـمـواد الـضـارة والـسـامـة مثل الرصاص والزئبق والكروم، وهذه مواد سامة، إذا تم دفنها أو حرقها تـصـبـح بــــؤرا للميكروبات والمواد السامة ما يهدد بمشكلات وبائية، كما أنها تـحـتـوي على مـــواد كـيـمـائـيـة سـامـة خـاصـة في بطاريات الأجهزة، وأيضا لــوحــات الــدوائــر الـكـهـربـائـيـة وأنــابــيــب الـــزجـــاج والأســــلاك والـــمـــقـــاومـــات والــمــكــثــفات وغيرها من الأجهزة الداخلية الـدقـيـقـة، ولاحتواء البعض منها على مادة البلاستيك التي تسبب تسمم الـتـربـة فـي حـالـة عــدم إعــادة تصنيعه، ويسبب حـرق هذه الـــمـــواد انــبــعــاث الــكــثــيــر مـن الــــغــــازات الــســامــة والـــضـــارة بالبيئة وأبـرزهـا ثاني أكسيد الـــكـــربـــون وبــالــتــالــي تـفـاقـم مـشـكـلـة الاحــتــبــاس الــحــراري وارتفاع درجة حرارة الأرض.
أين يكمن الحل
بما أن التخلص من هذه النفايات بالطريقة التقليدية المعروفة بالدفن أو الحرق يسببان أضراراً متفاقمة أكثر من تركها في مكانها، فالحل يكون صعباً ويحتاج إلى تكاتف جميع قطاعات الدولة الخاص منها والعام والمدني وإعادة التدوير بالطريقة المثلى هو الحل النهائي الذي توصلت إليه معظم الدول المتقدمة والاســتــفــادة منها في صناعات أخرى، خاصة إذا علمنا أن متوسط وزن جهاز الـحـاسـب الـمـكـتـبـي الـتـقـلـيـدي يبلغ 32 كــيــلــو جــــرام ويحتوي على 7,1 كــيــلــو جــــــرام مـن مــعــدن الـــرصـــاص والــزرنــيــخ والكوبالت والزئبق وجميعها مواد تعتبر ذات قيمة عالية وفي نفس الوقت تــحــتــوي عــلــى مــــــواد سـمـيـة، لذلك لابد أن تقوم الجهات المعنية بالدولة بسن التشريعات والقـــوانـــيـــن لـلـتـخـلـص مـــن الــنــفــايــات الإلــكــتــرونــيــة بـطـرق علمية وصـحـيـة، عبر شـــركـــات مــتــخــصــصــة، وقــد نــجــحــت الـــيـــابـــان فـــي إعــــادة الـتـدويـر والـتـصـنـيـع لـلأجـهـزة والأدوات الإلـكـتـرونـيـة، وكذلك توعية المواطنين والمقيمين بخطورة الأمر، وتوزيع النشرات الدورية التي تبين خطورة هذه الأجهزة التالفة وما تبثه من سموم في حال مكوثها لمدة زمنية طويلة أو دفنها أو حرقها بطريقة تقليدية، والتوعية أيضا تكون بتحديد الأعمار الافتراضية لهذه الأجهزة ووضع حد زمني لاستعمالاتها، مثال ذلك الأجهزة الصورية مــثــل (أجــــهــــزة الــتــلــفــزيــون) مــن 4-7 سنوات، الأجهزة اللوحية من سنة الى 5 سنوات، والأجــهــزة الــــصــــوتــــيــــة مــــثــــل (مـــشـــغـــل الأقــــراص الـمـحـمـول) 13-15 سـنـة والأجــهــزة المعلوماتية مـثـل الـهـواتـف الـلاسـلـكـيـة من 5 إلى 3 أعوام، والـطـابـعـات من2 الى 4 أعوام، وأجــــهــــزة الــفــاكــس والـــــحـــــاســـــبـــــات الــشــخــصــيــة وشــــاشــــات الـــحـــاســـبـــات من 6 الى 7 أعوام، وهناك الأجهزة المنزلية المستهلكة مثل الثلاجات والغسالات وأفران الغاز ومراوح الشفط وغيرها تجدون أعمارها موضحة في المواقع العلمية على شبكة الانترنت، أنصح الجميع بالاطلاع عليها.
كسرة أخيرة
دولتنا الحبيبة خطت خطوات متقدمة فيما يخص صناعة تدوير المخلفات وسجلت أرقاماً عالية في كميات المخلفات التي تم تدويرها والاستفادة منها، وقبل أن تكتمل الصورة النهائية لهذه الصناعة في بلادنا أرى أن يتم التفكير بجدية في وضع الخطط العلمية والصحية الآمنة بمشاركة القطاع الخاص لكيفية التخلص من النفايات الإلكترونية التي تمثل خطراً متربصاً لبيئتنا وصحة أبنائنا وأن عمليات التمادي في الطرق التقليدية خاصة الدفن يزيد من حدة المشكلة لاحتواء هذه المخلفات على مواد سامة خطيرة، خاصة أن مــســاحــة الأراضــي الفضاء بـدولـتنا الحبيبة ليست كبيرة مقارنة بمساحة الدولة ككل مما يتطلب الأمر ضرورة إيــجــاد مــبــادرة وطـنـيـة تـتـمـاشـى مع رؤيـــــة قــطــر 2030 تـشـتـرك فيها كـافـة الأجــهــزة المعنية مـن وزارات البلدية والبيئة والصناعة والتجارة ومنظمات المجتمع المدني والـنـادي الـعـلـمـي والــشــركــات الـكـبـرى الــمــنــتــجــة لـــلإلـــكـــتـــرونـــيـــات لإعـــادة تـدويـر تـلـك النفايات والاسـتـفـادة منها والاهـتـمـام بـالـمـشـكـلـة بـطـريـقـة شمولية، مع تمنياتنا للجميع بالصحة والعافية.
falghazal33@gmail.com
كيف يُساهم المجتمع في بناء نفسه؟
اهتمت الدول الغربية بنظام الوقف، وقد ساهم ذلك بفعالية في بناء المجتمع واستقلاله في إدارة شؤونه عن الدولة؛... اقرأ المزيد
45
| 08 ديسمبر 2025
اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام قطر، يومٌ تتزيّن فيه الدوحة وكل مدن البلاد بالأعلام والولاء... اقرأ المزيد
51
| 08 ديسمبر 2025
أنصاف مثقفين!
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة، ولا يطالبك بأن تصفق له. أما نصف المثقف فيقف بينك... اقرأ المزيد
57
| 08 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4041
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1731
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1575
| 02 ديسمبر 2025