رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في هذه الزاوية من الأسبوع الماضي كتبت بعدم شرعية النظر في مخالفة إدارية في محفلين مختلفين في مدينة واحدة، وعدم شرعية عقاب المخالف مرتين على خطأ واحد. اليوم نتناول موضوعا آخر لا يقل أهمية عن الموضوع السابق. يقول تقرير المجلس الأعلى للقضاء الذي نشر في (الشرق 24 / 11): إن إدارة الفتوى قدمت 86 فتوى قانونية في عام واحد إلى جهات الاختصاص وهذا جهد من واجبنا أن نشكر تلك الإدارة على إنجازه، لكن يثور سؤال نطرحه عبر وسيلة إعلامية إلى إدارة الفتوى ما مدى دستورية التعاقد مع أناس جاوزت أعمارهم الستين وهم من جنسيات ليست قطرية، علما بأن في الدولة قانونا يحال الموظف إلى التقاعد عند الستين من العمر وللإدارة حق الاستثناء، تؤكد السيرة الذاتية لمعظم هؤلاء المعينين حديثا والذين تتجاوز أعمارهم الستين عاما بأنهم ليسوا من ذوي الخبرات النادرة التي لا يستطيع المواطن القطري أداءها علما بأن المواطن المحال إلى التقاعد لا يقل كفاءة ولا علما عمن عداه. ما رأي إدارة الفتوى في قانون المرور الذي يحمل مالك السيارة كل المخالفات التي وقعت على السيارة علما بأن المالك لا يقود السيارة وأن من يقودها شخص آخر وفوق هذا يحمل بتسجيل نقاط مخالفة ضد المالك تسقط عنه حقه في قيادة السيارة بعد عدد من النقاط ؟ هل أهل الفتوى والتشريع لهم إلمام بأوضاع المجتمع القطري ويعلمون أن مواطنا أو مواطنة قد يسجل أكثر من سيارة باسمه ويقودها سائقون ويمكن أن يرتكبون مخالفات قانونية هل نقاط المخالفة تسجل على المالك حتى ولو لم يكن هو الذي يقود السيارة؟
طبعا المشرع سيعود إلى النصوص القانونية ليعطي فتواه فيما ذكرت، لكن النص القانوني جامد هل المفتي القانوني أخذ في اعتباره حال المجتمع القطري إلى جانب النصوص ورجح كفة المجتمع على كفة النص بمعنى مواطن سجل باسمه خمس سيارات يقودها أفراد متعددون فهل يحمل بنقاط مخالفة تسقط عنه قيادة السيارة عند حد معين من النقاط أم أن كل سائق هو من يتحمل أخطاءه؟
(2)
يشتكي الكثير من الناس طول فترة التقاضي لقضايا لا تحتمل التأجيل، وأخرى لا تستدعي التأجيل، فمثلا شركة مقاولات أقامت دعوى على مالك عقار بأنه لم يسدد مستحقات تلك الشركة وأن ما تبقى في ذمة المالك مبلغ وقدر (س) وأن عليه سداده. المدعى عليه أثبت بموجب إيصالات موقعة من المدعي وبموجب مستندات بنكية بأنه سدد كل ما استحق عليه، والسؤال هنا لماذا القاضي لم يبت في هذه المسألة بعد أن استمع لحجج كلا الطرفين وتبين أن المبلغ المدعى به قد سدد وتحسم هذه المسألة في أقصاه ثلاث جلسات. ويستغرب المراقب إحالة مثل هذه المسألة إلى خبير من قبل المحكمة فالأمر لا يحتاج إلى رأي خبير لأن المدعى عليه قدم ما ينفي عنه التهمة بموجب مستندات أصلية صادرة من مكتب المدعي وبموجب توقيعه ومستندات بنكية لا تقبل الطعن، هذه المسألة مابرحت بين يدي القضاء منذ ما يقارب السنتين، فهل هذه المسألة تحتاج إلى هذه الفترة الزمنية الطويلة؟
(3)
مسألة أخرى اجتماعية إنسانية تتعلق بقضايا الطلاق بين زوجين، نعلم جميعا الحديث الشريف القائل بأن أبغض الحلال إلى الله الطلاق، وعند النظر إلى سجلات التقاضي نجد أن هذه المسألة تحتل حيزا من مسائل التقاضي العائلي. مثال: سيدة تريد الطلاق من زوجها لأسباب اجتماعية، والقضاء كلف شاهدين لإيجاد صلح بين الزوجين وثبت باليقين بأن الصلح يكاد يكون مستحيلا، وأن الزوجة أبلغت القاضي كتابة عبر الشاهدين بأنها لا تستطيع العيش تحت سقف واحد مع زوج تزوج عليها امرأة أخرى رغم وجود أطفال وأن هذا الزوج محرم عليها بعد اليوم كحرمة أبيها عليها. يصر القاضي على أن التفريق يقتضي الإعلان عن ضرر وقع على الزوجة. فتعلن الزوجة بأن زوجها تزوج عليها امرأة أخرى، وغير قادر ماليا، وأنه انبشها في ديون بنكية غير قادرة على سدادها وفوق هذا طلب منها ما يقارب (100.000) ريال عشية عيد النحر لسداد بعض التزامات عليه وتفاجأت بإعلان زواجه من امرأ ة أخرى فأي ضرر أشد وطأة على سيدة أم لأطفال وهموم مالية من أجل إسعاد زوجها وتكون خاتمة المطاف زيادة مديونية الزوجة الأولى، وتنكر الزوج للوفاء بديون زوجته الأولى.
بعض القضاة رحمهم الله عز وجل يتعسفون في استخدام النص القرآني القاضي بحق تعدد الزواج إلا أنه غيب الأسباب الموجبة لتعدده ـــ وليس هذا مكان التعمق في حيثيات ذلك الحق ــ لا يأخذ بعض القضاة رحمهم الله الأوضاع الاجتماعية في الاعتبار لأنهم لا يلمون بعلم الاجتماع، كذلك لا يدركون الآثار النفسية السلبية على الزوجة والأطفال لأنهم لا علم لهم بعلم النفس، ولم يكلف أحدهم أو المؤسسة القضائية بوجه عام مركزا متخصصا بدراسة الآثار السلبية على المجتمع من أثر تعدد الزوجات.
إن الواجب الشرعي يقتضي قبل إتمام عقد النكاح الثاني، إلى جانب أمور أخرى، أولا معرفة ما إذا كان الزوج مكتمل الصحة لا تنخره الأمراض وذلك بموجب شهادة طبية واستعراض ملفه الطبي عن طريق خبير طبي خشية من التقارير الشكلية، ثانيا معرفة وضعه المالي بموجب إثبات مادي لا يتخلله الشك، ثالثا معرفة الوضع المالي بين الزوجين وإعلام الزوجة الأولى برغبة زوجها في الزواج من امرأة ثانية، والتيقن من ردة الفعل عندها لأنها في هذه الحالة ستبدي ما كان مستورا بين الزوجين.
آخر القول: لا نشكك في نزاهة القضاء في بلادنا ولا في قدرة القضاة لكننا في حاجة ماسة إلى أن يتعرف القاضي على علم النفس الاجتماعي وكذلك علم الاجتماع عن طريق البحث والدراسة ولا يجب أن يكتفي بالنصوص الدينية أو القانونية انطلاقا من قاعدة تقول " الناس أعرف بشؤونهم ".
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6375
| 24 أكتوبر 2025
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6201
| 27 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين لم يتقنوا الجلوس في أماكنهم. كم من مقعدٍ امتلأ جسدًا، وظلّ فارغًا فكرًا، وإحساسًا، وموقفًا. الكرسي لا يمنح الهيبة، بل من يجلس عليه هو من يمنح المكان معناه. المدرب… حين يغيب التأثير: المدرب الذي لا يملأ مقعده، هو من يكرّر المعلومات دون أن يُحدث تحولًا في العقول. يشرح بجمود، ويتحدث بثقة زائفة، ثم يغادر دون أن يترك بصمة. الحل أن يفهم أن التدريب رسالة لا مهنة، وأن حضوره يقاس بتغيير الفكر والسلوك بعده. وعندما يغيب هذا الإدراك، يتحول التدريب إلى ترفٍ ممل، ويفقد المجتمع طاقاته الواعدة التي تحتاج إلى من يشعل فيها شرارة الوعي. المدير… حين يغيب القرار: المدير الذي لا يملأ كرسيه، يهرب من المسؤولية بحجة المشورة، ويُغرق فريقه في اجتماعات لا تنتهي. الحل: أن يدرك أن القرار جزء من القيادة، وأن التردد يقتل الكفاءة. وعندما يغيب المدير الفاعل، تُصاب المؤسسة بالجمود، وتتحول بيئة العمل إلى طابور انتظار طويل بلا توجيه. القائد… حين يغيب الإلهام: القائد الذي لا يملك رؤية، لا يملك أتباعًا بل موظفين. الحل: أن يزرع في فريقه الإيمان لا الخوف، وأن يرى في كل فرد طاقة لا أداة. غياب القائد الملهم يعني غياب الاتجاه، فتضيع الجهود، ويضعف الولاء المؤسسي، ويختفي الشغف الذي يصنع التميز. المعلم… حين يغيب الوعي برسالته: المعلم الذي يجلس على كرسيه ليؤدي واجبًا، لا ليصنع إنسانًا، يفرغ التعليم من رسالته. الحل: أن يدرك أنه يربّي أجيالًا لا يلقّن دروسًا. وحين يغيب وعيه، يتخرّج طلاب يعرفون الحروف ويجهلون المعنى، فيُصاب المجتمع بسطحية الفكر وضعف الانتماء. الإعلامي… حين يغيب الضمير: الإعلامي الذي لا يملأ كرسيه بالمصداقية، يصبح أداة تضليل لا منبر وعي. الحل: أن يضع الحقيقة فوق المصلحة، وأن يدرك أن الكلمة مسؤولية. وعندما يغيب ضميره، يضيع وعي الجمهور، ويتحول الإعلام إلى سوقٍ للضجيج بدل أن يكون منارة للحق. الطبيب… حين يغيب الإحساس بالإنسان: الطبيب الذي يرى في المريض رقمًا لا روحًا، ملأ كرسيه علمًا وفرّغه إنسانية. الحل: أن يتذكر أن الطب ليس مهنة إنقاذ فقط، بل مهنة رحمة. وحين يغيب هذا البعد الإنساني، يفقد المريض الثقة، ويصبح الألم مضاعفًا، جسديًا ونفسيًا معًا. الحاكم أو القاضي… حين يغيب العدل: الحاكم أو القاضي الذي يغفل ضميره، يملأ الكرسي رهبة لا هيبة. الحل: أن يُحيي في قراراته ميزان العدالة قبل أي شيء. فحين يغيب العدل، ينهار الولاء الوطني، ويُصاب المجتمع بتآكل الثقة في مؤسساته. الزوج والزوجة… حين يغيب الوعي بالعلاقة: العلاقة التي تخلو من الإدراك والمسؤولية، هي كرسيان متقابلان لا روح بينهما. الحل: أن يفهما أن الزواج ليس عقداً اجتماعياً فحسب، بل رسالة إنسانية تبني مجتمعاً متماسكاً. وحين يغيب الوعي، يتفكك البيت، وينتج جيل لا يعرف معنى التوازن ولا الاحترام. خاتمة الكرسي ليس شرفًا، بل تكليف. وليس مكانًا يُحتل، بل مساحة تُملأ بالحكمة والإخلاص. فالمجتمعات لا تنهض بالكراسي الممتلئة بالأجساد، بل بالعقول والقلوب التي تعرف وزنها حين تجلس… وتعرف متى تنهض.
5103
| 20 أكتوبر 2025