رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

234

صالحة أحمد

فقط استراحة مُحارب

13 مايو 2025 , 02:19ص

حين بلغت عتبة مكتبي وأعلنت بدء يوم جديد، وبعد أن تفحصت (قائمة المهام)، التي بدت وكأنها غريبة ولا تمت لي بصلة بحكم أن ما فيها قد غاب عن ذهني فعليا؛ بسبب ضغوطات العمل، والملفات المفتوحة بكل ما تحمله من موضوعات مختلفة تمس الحياة وتخصها، جردت تفكيري من كل شيء سواها تلك القائمة، التي ركزت فيها أكثر وأدركت أن كل ما فيها يخصني، ويجدر بي القيام به على خير وجه وفي أقرب فرصة مُمكنة؛ لذا وفي سبيل إتمام تلك المهمة بنجاح فلقد عمدت إلى إعادة ترتيب كل شيء؛ لمعرفة ما الذي يستحق مني مُباشرته، والحمد لله أني قد فعلت وتمكنت من ذلك بعد أن قطعت شوطا طويلا، اعتمدت فيه على التركيز على كل مهمة؛ كي أخرج بالنتيجة المرجوة، التي يسعى إليها كل مُجتهد؛ للحصول على مساحة أكبر يمكنه من خلالها معرفة ما يحدث من حوله في الساحة، فيدرك الجديد دون أن يفوته أي شيء، ويصبح مع مرور الوقت من العناصر الفعالة في محيطه.

ثم ماذا؟

يرتبط الحماس لإنجاز ما علينا من مهام بالهدف الذي يقف في الجهة المُقابلة من المهمة ذاتها؛ لذا وبقدر ما يبدو ذاك الهدف كبيرا بقدر ما يصبح حرصنا على إنجاز المهمة وإتمامها بسلام (أكبر)، وما يساعد على تقليص تلك المسافة الزمنية، التي يتطلبها تحقيق ما نريد هو إدراكنا التام لكل ما نفعله، خاصة وأن المرء منا وإن لم يدرك ما يفعله فلن يُقبل عليه بقلبه، إذ سيكون الأمر بالنسبة له مجرد مهمة سينتهي منها؛ ليلحق بغيرها، في حين أنه ومتى أدرك طبيعة تلك المهام، والأسباب التي تحثه على إتمامها فسيعمل وبجد دون أن يسمح لأي سبب من الأسباب بعرقلته، لدرجة أن توقفه لبرهة من الزمن سيكون بمثابة (استراحة مُحارب) سيتابع من بعدها ما قد بدأ به وبقوة أكبر.

هذه الكلمات لذاك المُحارب

من الطبيعي أن تعمل وتتعرض للضغوطات التي تعترض طريقك من حين لآخر، ومن الطبيعي أيضا أن يُضايقك ذلك؛ بسبب ما يقع عليك من تأخير تُخلفه التراكمات، ولكن ما يخرج عن إطار الطبيعي والمألوف هو أن تتهاون في إتمام ما عليك من مهام تقف عليها أمور أخرى في حياتك وحياة من حولك، وهو ما يُمكنك تجاوزه بإذن الله تعالى متى أدركت ضرورة قيامك بالتالي: استثمار الوقت بشكل جيد، والقيام بالمهام الضرورية في كل وقت تشعر فيه بأنك وُجدت؛ كي تُعطي.

الالتزام بعمل ما يُحسب عليك ولك، وعدم السماح للآخرين بفرض قائمة مهامهم عليك؛ كي تُنجز ما ليس لك من الأصل.

التركيز على عملك، وعدم الانشغال بما يمكنه تشتيتك، ويُبعدك عن مسارك. وأخيرا تذكر أنك المعني من كل ذلك وأن نجاحك يعتمد عليك أولا وأخيرا؛ لذا تعرف على نقاط الضعف وحاول معالجتها ومن ثم تطويرها وتحويلها لنقاط قوة سترفع من قدرك أكثر وأكثر.

 بِنِيّةٍ صَالِحة أقولها

حين تناولت موضوع إتمام المهام وما يعقب ذلك من نيل للأهداف التي نسعى إليها، فعلت بحكم أن الحياة كعجلة تستمر بالدوران بقدر ما نعطي، ننُجز، ونحصد ما نريد من أهداف، وأن فيها من يواجه الكثير من العقبات التي تُجمده حيث هو، فيتنحى جانبا ليس لأنه يبحث عن تلك الاستراحة التي يحتاجها المُحارب فيعود من بعدها أقوى، ولكن وللأسف الشديد لأنه ارتطم بمن وقف في وجهه وقال له Enough أي يكفي ما قد كان منك، وهو ذاك الذي لا يملك حق فعل ذلك من الأصل، ولكنه يفعل لأسباب يحرص من خلالها على بقاء سواه في الخلف في حين أن المقدمة تكون له ومن نصيبه، (المُقدمة) التي وُجدت من أجل كل من يعطي، ينجز؛ ليحصد ما خرج في سبيله منذ البداية، والأمل أن نكون منهم، وحتى يكون لنا ذلك نسأل الله التوفيق للجميع.

مساحة إعلانية