رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

ebalsaad@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

204

ابتسام آل سعد

ولن تهتز بإذن الله

15 سبتمبر 2025 , 02:55ص

لن أخفيكم فقد جذبني اللقاء المتلفز لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع قناة CNN الأمريكية عقب الاعتداءات الغادرة الإسرائيلية الأخيرة على الدوحة، وتحديدا على مقر اجتماع مغلق لقادة المقاومة الفلسطينية (حماس) في منطقة (كتارا) التي تكتظ بالبيوت المأهولة والمدارس التعليمية ناهيكم عن كونها منطقة سياحية تكون طوال العام قبلة للمواطنين والمقيمين والزائرين مما أسفر عن العديد من الشهداء من قطر وفلسطين الذين تم مواراتهم الثرى بعد صلاة جنازة مهيبة حضرها سمو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعدد من رموز الدولة ووزرائها وشعبها من المواطنين والمقيمين والحقيقة إن الشيخ محمد بن عبدالرحمن والذي ظهرت عليه رباطة الجأش بصورة ملحوظة لم يتوان عن التوصيف الحقيقي لرئيس وزراء إسرائيل في كونه طالب العالم بتقديم حماس وعدد من القيادات الفلسطينية للعدالة بينما هو نفسه مطلوب للجنائية الدولية بصفته مجرم حرب قتل عشرات الآلاف من الأبرياء في غزة وقاد مجاعة قصوى في القطاع وهو إنسان (بربري ونرجسي) يدّعي إنه يبحث عن الوساطة والمفاوضات لإعادة المختطفين الإسرائيليين الذين تأسرهم حماس وفي نفس الوقت يستهدف الجانب الآخر من الذين يتفاوض معهم بالقتل والتطهير العرقي بل ويعتدي على دولة هي وسيط في هذه المفاوضات بطلب من إسرائيل نفسها والولايات المتحدة الأمريكية وليست طرفا في الحرب والنزاع وينتهك سيادتها بالصورة الغادرة التي شهد عليها العالم وكانت سببا يفضح سياسة إسرائيل الدموية في ملاحقة أعدائها في دول محايدة لا تكون طرفا مباشرا في الصراع معها كما حدث في لبنان وإيران والآن في قطر وهي الدولة التي ارتضت تل أبيب نفسها أن تحتضن ملف الوساطة والمفاوضات مع حماس إلى جانب القاهرة وواشنطن ومع هذا فإسرائيل تندفع بمواقف معادية، عبر ممثلو دول عربية وغربية في جلسة لمجلس الأمن على إدانتهم لهذه المواقف المتناقضة ووقوفهم الكامل إلى جانب قطر في الدفاع عن سيادتها والإعراب عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم الذي وُصف بالغادر والمشين لكيان العدو المحتل.

اليوم تتجه أنظار العالم للعاصمة القطرية الدوحة التي تحتضن قمة من شأنها الخروج في موقف موحد لإدانة إسرائيل التي وأدت سير المفاوضات والتوصل إلى حل لوقف العدوان الفاشي على قطاع غزة المحاصر حيث كان وفد حماس مجتمعا لدراسة ومناقشة الاقتراح المقدم من واشنطن للتوصل على اتفاقية لوقف الحرب البربرية على أهل وأطفال غزة حين وقع الهجوم الذي اتخذه نتنياهو ذريعة لتبرير فشله وسوء إدارته للحرب التي تكتوي القوات الإسرائيلية فيها ما اسفر عن قتل ما يقارب الألف قتيل من القوات الإسرائيلية التي انتهكت غمار القطاع ناهيكم عن استهداف هذه القوات لعدد من المخطوفين وقتلهم في عمق غزة بعد الاشتباه بهم مما يثير حتى الآن غضب عشرات الآلاف من الإسرائيليين تجاه خطط نتنياهو في هذه الحرب التي يسعى من خلالها لتحقيق نصر باستهداف قوى حماس في الخارج لكنه بلا شك يخوض مغامرة هو الخاسر فيها بقطع مسار المفاوضات التي تلح عائلات الأسرى على المضي فيها لعودة أبنائهم لها والحكم عليها بالإعدام في الوقت الذي تسعى فيه الدوحة لرفع الكرب عن الفلسطينيين بإنهاء هذا العدوان وانتهاء الحرب وهو موقف تدفع الدوحة ثمنه بلا شك بعد أن أثبتت تل أبيب عن أن الطريق لاستباحة الدول العربية إما بالتطبيع الناعم اللين والسهل وإما بالقصف والمجاهرة بالعداء لمن يثبتون على مواقفهم من القضية الفلسطينية العربية وقطر لا شك تمثل الفريق الثاني باستحقاق وهو أمر تتشرف فيه ولا تتبرأ منه وهذا يظهر جليا في موقفها الثابت اليوم رغم الغدر ووقع ضحايا شهداء حتى من القطريين أنفسهم وأعني الشهيد بدر الدوسري رحمه الله الذي نال حظه من الشهادة كمواطن قطري وعربي مسلم واختلطت دماؤه بدماء أشقائه الفلسطينيين على أرض قطر التي تدفع اليوم ثمنا باهظا لمواقفها التي لن تتخلى عنها وإسرائيل تعرف ذلك رغم تهديداتها المتكررة بإعادة ما فعلته مرارا في المستقبل لكنها بلا شك تجهل قطر الثابتة والماضية في الاعتراف بالحق الفلسطيني المنهوب من عدو محتل وجبت مقاومته شاء العدو أم أبى.

مساحة إعلانية