رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

ebalsaad@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

0

ابتسام آل سعد

متى تعود غزة للحياة؟

21 أكتوبر 2025 , 02:40ص

ما هذه الأخبار التي نقرأها كل يوم؟! أليس من المفترض أن يكون قرار وقف إطلاق النار ساريا منذ تاريخ العاشر من أكتوبر الجاري في قطاع غزة وفقا لخطة ترامب والاتفاق الموقع بين إسرائيل وحماس؟! إذن لمَ يسقط العديد من الشهداء الفلسطينيين يوميا حتى الآن؟! ولم لا تزال إسرائيل تطلق غاراتها على جنوب القطاع وعلى رفح؟! ولم لا يزال عدد الشهداء يتزايد في الوقت الذي قلنا إن العدوان قد توقف وإن أهل غزة اليوم في مرحلة إحصاء لخسارتهم الجسيمة في الأرواح والممتلكات والتفكير ببداية جديدة تبدو هذه المرة أصعب من البدايات التي سبقتها؟! لمَ لا يزال العالم غير متنبه للخروقات الإسرائيلية للاتفاق وإن الشهداء الفلسطينيين يزداد عددهم مقابل انتظار العائلات الإسرائيلية لرفات بقية أسراهم؟! الأمر يبدو محيرا أمام نفي حماس أن تكون لها يد في مقتل ضابط وجندي إسرائيلي في رفح وتورط إسرائيل الواضح في تنفيذ بنود الاتفاق الذي نص على وقف كامل للعمليات العسكرية الإسرائيلية وبدء انسحاب قواتها من المناطق المأهولة في القطاع وعودة النازحين إلى شمال غزة وتنفيذ بند تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب فهل هناك من يفسر هذه الخروقات؟!

ثم أين شاحنات المساعدات الإنسانية التي قيل إنها سوف تتدفق على القطاع منذ بدء يوم العاشر من أكتوبر الجاري إن لم تكن الغارات الإسرائيلية قد توقفت من الأساس ولا يزال الفلسطينيون يبحثون عن مأوى لهم من أن تحيلهم هذه الغارات إلى أشلاء في غمضة عين؟! فالأخبار لا تزال تتوالى عن هجمات إسرائيلية هنا وهناك وغارات وإطلاق النار على الفلسطينيين والمركز الحكومي في غزة يعلن عن سقوط المزيد من الشهداء في وقت بدأ الفلسطينيون يتنفسون الصعداء بعد إعلان نجاح الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه في شرم الشيخ المصرية والتي أعلنت مصر بعدها أنها سوف تستضيف مؤتمرا كبيرا لإعادة تعمير غزة.

فرحنا كثيرا لقرار وقف إطلاق النار في غزة وإن الاتفاق نص على تدفق المساعدات وحرية الحركة لأهل القطاع في النزوح من الشمال للجنوب وبالعكس بل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والتي على ما يبدو أنها لم تنسحب ولا تزال تمارس هوايتها في إراقة الدم الفلسطيني كما يظهر لنا كل يوم في إعلان رقم الشهداء منهم في القطاع.

فنحن نريد لهذا الشعب أن يتوق للحياة مجددا وأن يطوي هذه الصفحة ولا ينساها وأن يظل ما جرى ماثلا لهم ولا يُكرر أو يعيد نفسه بكل القساوة والمرارة والوحشية والحرمان والفقد الذي امتلأت جوانبهم وقلوبهم من كل هذا وفي زيادة لا نقصان لذا فإن على واشنطن التي رعت هذا الاتفاق وكانت صاحبة الفكرة والبنود فيه أن تسعى لتأكيده واقعا يشعر به الفلسطينيون كما يشعر به الإسرائيليون الذين يستقبلون رفات أسراهم وجثامينهم تباعا بينما في المقابل نرى جثامين الشهداء الفلسطينيين تتكدس أمام المستشفيات والمنظومات الصحية المنهارة في القطاع حتى مع إعلان سريان الاتفاق فوالله إن شعب غزة قد أنهكه التعب وأي تعب؟! وأضناه الحرمان وأي حرمان؟! فيا أيها العالم الساكت الناظر بصمت قل شيئا وإلا فإن سكوتك يغني عن ألف كلمة تصف جبنك وتراخيك للأسف!.

مساحة إعلانية