رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في إحدى القرى العربية القديمة، عاش رجل يدعى «سعيد» كان معروفًا بكرمه وحسن ضيافته. كان سعيد يعيش في بيت بسيط، لكن قلبه كان يتسع للجميع. في أحد الأيام، قدمت إلى قريته قافلة من المسافرين العطشى والجائعين. عند وصولهم، استقبلهم سعيد بترحاب حار، وأمر خدمه بإعداد وجبة فاخرة لهم.
رغم قلة ما كان يمتلكه، لم يطلب سعيد من الضيوف أي مقابل. وبعد أن تناولوا الطعام وشكروا سعيد، أصر على أن يأخذوا معه حزمة من التمور وماء يكفيهم لرحلتهم. عندما علم أهل القرية بما فعله سعيد، أصبحوا يلقبونه بـ «سعيد الكرم»، وأصبحت قصته تتناقلها الأجيال كرمز للكرم والجود في المجتمع العربي.
والشخص الكريم هو من يتسم بسخاء النفس والطيبة في التعامل مع الآخرين. يتميز بالقدرة على تقديم الدعم والمساعدة للآخرين بطيب خاطر دون توقع مقابل، الكرم يتجلى في عدة أبعاد، مثل الكرم المادي سواء بتقديم المال، أو الطعام، أوإكرام الضيوف أو المساهمة في المشاريع الخيرية.
وهناك الكرم العاطفي، فتقديم الدعم النفسي والعاطفي للآخرين من خلال الاستماع لهم، وتشجيعهم، والتخفيف من همومهم قمة الكرم، وهناك أيضا الكرم بالوقت مثل تخصيص الوقت لمساعدة الآخرين، والتطوع في الأنشطة المجتمعية أو قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة لدعمهم، بل إن مشاركة المعرفة والخبرة مع الآخرين، وتقديم المشورة المفيدة يعتبر كرم بالمعرفة، والتعامل مع الآخرين بلطف واحترام، وإظهار التقدير لجهودهم ومساهماتهم كرم بالاحترام والتقدير.
والسؤال هنا، ومع كل هذه الامثلة للشخص الكريم كيف يكون رد الجميل له ؟.. والاجابة على هذا السؤوال يتوقف على مدى العلاقة بين الأفراد أنفسهم من خلال التعاملات اليومية، وهناك طرق كثيرة لرد الجميل لعل من أهمها الامتنان والتقدير، فكلمات الشكر الصادقة والتقدير يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، والمساعدة والمساندة والتي تعكس روح التعاون وتُظهر تقديرك للجميل الذي قدمه، والوفاء والاحترام من خلال الحفاظ على وعودك وأن تكون صادقاً في تعاملك، والاعتراف بالجميل وبفضل الشخص الكريم ومشاركته مع الآخرين.
ومع كل هذا يتساءل البعض أين نحن من الكرم وهل نحتاج الى كرم مادي أم كرم معنوي، من وجهة نظري، تختلف الاحتياجات بين الكرم المادي والمعنوي بناءً على الظروف الفردية والمجتمعية، كلا النوعين لهما أهميتهما الخاصة، فالكرم المادي يتضمن تقديم المال، الطعام، أو الموارد الأخرى، ويكون ضرورياً في حالات الحاجة الملحة مثل الفقر أو الأزمات. هذا النوع من الكرم يمكن أن يكون حاسماً في تلبية الاحتياجات الأساسية وتحسين حياة الأفراد بشكل ملموس، اما الكرم المعنوي يشمل الدعم العاطفي، التقدير، والاحترام. في الأوقات الصعبة، قد يكون الكرم المعنوي أكثر أهمية لأنه يعزز الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، ويجعل الناس يشعرون بالقيمة والاحترام.
وفي ظل الرخاء المادي الذي نعيشه الآن والحمد لله، يظل الكرم المعنوي أساسيًا، الإيجابية، والدعم النفسي، والتفهم، والتقدير من حولنا يمكن أن تعزز سعادتنا وجودتنا في الحياة، الكرم المعنوي يعزز الروابط الإنسانية ويجعل التجارب أكثر إشباعًا ومعنى، الكرم المعنوي يكون له تأثير كبير في ظل الضغوطات التي يواجهها الجميع من غنى أو فقير أو حتى محتاج، ففي أوقات التحديات، يمكن أن يكون للتقدير والاحترام والدعم النفسي تأثير كبير في تحسين الحالة النفسية وتخفيف الضغوط، في النهاية، الكرم المعنوي يعزز العلاقات الإنسانية ويعزز الدعم المتبادل، مما يساهم في تحسين نوعية الحياة للجميع، بغض النظر عن الوضع المادي.
ويجب أن أتوقف هنا على أشياء قى غاية الاهمية، نظرا لحساسية هذا الموضوع، الا وهو التفريق بين الكريم الحقيقي والكريم للمباهاة والظهور، فهناك علامات ومميزات يمكن خلالها للشخص تحديد اذا كان هذا الشخص كريما بطبعه، أم أنه للمباهاة والفخر وفى بعض الاحيان تصل الى الإذلال، فالكريم الحقيقي يكون دافعه هو الرغبة الصادقة في مساعدة الآخرين وتحسين حياتهم دون انتظار أي مقابل. نواياه نقية، وعطاؤه نابع من القلب، يظهر كرمه بشكل مستمر، متواضعاً، ولا يسعى إلى تقديم نفسه كأنها أفضل من الآخرين.
أما الكريم للمباهاة يكون دافعه هو تحقيق الشهرة والظهور أمام الآخرين، وقد يسعى إلى لفت الانتباه أو كسب الإعجاب، يظهر كرمه فقط في المواقف التي يمكن أن يحصل فيها على تقدير أو إشادة من الآخرين، وعادة ما يكون عطاؤه متقطعاً، يبرز أعماله الخيرية ويحب أن يُشيد به من قبل الآخرين، وقد يكثر من الحديث عن كرمه.
واختم مقالي بقصة من أبرز قصص كرم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي القصة المشهورة عن ضيافة أسامة بن زيد: كان أسامة بن زيد رضي الله عنه من أقرباء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان له منزلة كبيرة لديه. في إحدى المرات، جاء أسامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأحضر معه طعاماً أهداه إليه. كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلس مع أصحابه وكان الطعام متواضعاً، لكن في نفس الوقت كان يظهر على النبي صلى الله عليه وسلم كرمه اللامحدود في استقبال أي هدية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما نحن أناس نصيب خيراً من الله، فننفق فيه»، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الطعام وأكرم أسامة بن زيد، ولم يظهر أي تمييز بين طعام قليل أو كثير.
وفي موقف آخر، ذات يومٍ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضيفٌ، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة رضي الله عنها طعامًا ليقدمه للضيف. ولكن لم يكن لديهم ما يقدمونه. فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد أصحابه ليحضر له الطعام. جاء الصحابي بالطعام، وأكرم النبي صلى الله عليه وسلم ضيفه به. وعندما لم يبقَ من الطعام إلا القليل، قسم النبي صلى الله عليه وسلم ما تبقى بين الضيف وأسرته بسخاء، تاركاً لنفسه القليل، معبرًا عن كرمه العميق في تلبية حاجات الآخرين حتى في أصعب الظروف.
هذه القصص تعكس مدى كرم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورحابة صدره، حيث كان دائمًا يكرم الضيف ويحرص على تقديم المساعدة للآخرين، مهما كانت الظروف.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
• ناشطة اجتماعية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4161
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1746
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1602
| 02 ديسمبر 2025