رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد بن عوض المشيخي

أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

مساحة إعلانية

مقالات

1050

د. محمد بن عوض المشيخي

عمان .. من الإمام المؤسس إلى السلطان| هيثم .. تاريخ مشرق وإنجازات خالدة

18 نوفمبر 2025 , 02:22ص

القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة المختلفة، فرصيدهم يكون حاضرا في القلوب والأفئدة التي تجعل كل الناس تعبر بصدق عن إنجازاتهم وتذكر أعمالهم الفريدة عبر الأجيال، ذلك لكونها «أي الأعمال» تميزهم عن غيرهم؛ ويمكن وصف ذلك بـ «كاريزما» القيادة والرشد في إدارة شؤون الدولة؛ أو ما يعرف بفن القيادة الذي يفتح الأفق ويمد الجسور بين القائد والرعية، ويزيل الضبابية بين الحاكم وشعبه. فقيادة النَّاس وإدارة شؤونهم باقتدار نحو المستقبل المُشرق ليس بالأمر السهل أو الهين، بل يعد ذلك من أهم فنون الإدارة المعاصرة وأصعبها على الإطلاق، وقد أنعم الله على عُمان بقيادات حكيمة تعمل بلا كلل أو ملل لتحقيق آمال وطموحات المجتمع العماني بكل أطيافه، في هذه الأيام النوفبرية الخالدة ونفحاتها التي تأسر العقول؛ تختلط المشاعر الوطنية النابعة من الوفاء الصادق والإخلاص لعمان وسلطانها صاحب النظرة الثاقبة الذي يقود بحكمة واقتدار سفينة الوطن نحو المجد. 

فوطننا العزيز على موعد مع مناسبة مجيدة كتبت بماء من ذهب، لأنها تذكرنا جميعا بذكرى خالدة وعزيزة على قلوبنا جميعا، ألا وهي العيد الوطني الذي يحمل رقم (281) من الأعوام المشرقة بالإنجازات التي تعانق السماء موقعة بعبق التاريخ الأسرة البوسعيدية الكريمة وبصمة سلاطينها الميامين، بداية من الإمام المؤسس أحمد بن سعيد الذي يعود له الفضل بعد الله في طرد المحتلين الفرس وتوحيد البلد تحت رايته ثم انتخابه إماما بإجماع العمانيين من أهل الحل والعقد في ذلك الوقت؛ مرورا بسلاطين عظماء بإنجازاتهم الوطنية ومواقفهم المشرفة للوطن والأمة، إذ يبرز من تلك الكوكبة من الزعماء والقادة الذين تولوا حكم عمان في عهود مختلفة؛ وكان هاجسها وغايتها الأولى المحافظة على أمن الوطن، واستقرار شعبها، بل وحتى استقلال قراراتها السيادية في أحلك الظروف وأصعبها؛ اثنان من الأسماء التاريخية التي لا يمكن لها أن تنسى من ذاكرة العمانيين القاصي منهم والداني على حد سواء وهما: أولا؛ السلطان سعيد بن سلطان الذي امتد حكمه من 1806 – 1856أي في النصف الأول من القرن التاسع عشر، فقد نجح في تأسيس إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف يشار لها بالبنان في ذلك الوقت امتدت من جنوب شرق الخليج العربي إلى شرق افريقيا. فقد كانت عمان واحدة من أهم وأكبر الإمبراطوريات في ذلك الزمن من حيث المساحة وكذلك الأساطيل البحرية العابرة للبحار والمحيطات في الشرق والغرب، والأهم من ذلك كله الازدهار الاقتصادي والتجاري الذي كان غطى إقليم بلوشستان شرقا إلى زنجبار في القرن الافريقي غربا. 

ففي القرن العشرين وبالتحديد في عام 1970، كان هذا البلد العزيز على موعد مع فجر جديد من العقود المشرقة بالأمن والاستقرار والمنجزات التي تعانق عنان السماء؛ إذ أطل من جديد على الأرض العمانية عهد جديد ونهضة تنموية مستدامة كتب صفحاتها المضئية السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه؛ فقد نجح من جديد ببعث الماضي التليد للغبيراء، وأبحرت السلطنة بقيادته الحكيمة نحو حضارة القرن العشرين بما تحمله من تنوير ونجاحات، وكان السلاح الفتاك المستخدم؛ محاولة القضاء على ثالوث التخلف: (الجهل والمرض والفقر) من خلال استخدام العلم والمعرفة في نشر الفكر وتأسيسس دولة المؤسسات، وبناء هياكلها المختلفة ودعوة المواطنين المهاجرين في دول الخليج وأوروبا للعودة والمشاركة في خدمة الوطن، حيث شهدت البلاد مشاريع اقتصادية شامخة وعملاقة، وانفتاحا ثقافيا مخططا له، راعى الثوابت والقيم العمانية والهوية الوطنية والاستفادة من الثورات العلمية والإنتاج الفكري الذي يجعلنا نتواصل مع الثقافات والشعوب الأخرى في أرجاء المعمورة.

وفي هذه المرحلة التي تعيشها السلطنة وهي تحتفل بيوم 20 نوفمبر المشرق، في كنف قائدنا الفذ السلطان هيثم - أعزه الله - الذي ينتمي إلى إرث إمبراطوري عظيم، وتعد أسرته هي الأقدم والأعرق في الحكم في الجزيرة العربية، وهو جدير بالتقدير والثناء لمقامه الرفيع، وأخلاقه العالية وتواضعه المنقطع النظير، والأهم من ذلك كله قربه من أبناء هذا الوطن وحبه الأبدي للتراب الوطني المقدس. 

وفي الختام؛ عمان اليوم وهي تعيش أجمل عهودها نحو المستقبل الزاهر؛ الذي أجاد سلطان الفكر كتابة فصوله المضئية، فهي لا شك في طريقها لتحتل مكان الريادة بين الأمم حسب رؤية 2040 الذي يعتبر (هيثم) المجد المهندس الحقيقي لها، وقد وضع نصب عينيه الكريمتين أن تكون السلطنة في مقدمة دول العالم في ثالوث التنمية المعروف بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. فعمان تنتظر منا جميعا رد الجميل والإخلاص للوطن والولاء للسلطان هيثم والمحافظة على الإنجازات التي تحققت على أرض سلطنتنا الغالية التي في واقع الأمر لا ينكرها إلا ظالم.

أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الرقمية ركيزة التحول نحو حكومة المستقبل في قطر

في ظل التسارع التكنولوجي الحالي، والذي يفتح آفاقًا جديدة من بيئات العمل المختلفة، لم تعد القيادة الفاعلة تُقاس... اقرأ المزيد

396

| 19 نوفمبر 2025

alsharq أي بوصلة نحتاجها اليوم؟

قرأت مقولة تقول: «إن من يملك بوصلة، يملك سلامًا». فالبوصلة ليست مجرد أداة للاتجاه نحو الشرق أو الغرب،... اقرأ المزيد

144

| 19 نوفمبر 2025

alsharq كلنا نضحك.. ولكن من منا سعيد؟

كنت أظن بكل سذاجات البدايات أن الضحك دليل على أننا بخير، فالناس لا يضحكون الا اذا فرحت قلوبهم،... اقرأ المزيد

171

| 19 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية