رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
منذ أن بدأ حملته الانتخابية وحتى آخر لقاء معه مع الملياردير «إيلون ماسك» على منصة «إكس»، كرر ترامب في كل مناسبة أو لقاء جماهيري أو إعلامي، جملتين بشأن الحرب الأوكرانية وهما «لو كنت موجودا في السلطة لما قامت هذه الحرب»، و»سأنهى هذه الحرب خلال 24 ساعة بصورة سلمية».
وعلى هذا الأساس، أثار موقف ترامب من الحرب الأوكرانية الكثير من التساؤلات الرئيسية، خاصة وأنه الأقرب للبيت الأبيض بصورة كبيرة عن منافسته هاريس، وأهم هذه التساؤلات المثيرة للجدل مفاده هل بمقدور ترامب إنهاء الحرب، وكيف؟. إذ يرى كثيرون في صدد ذلك أن تصريحاته بشأن الحرب مجرد دعاية انتخابية. بسبب الخطورة والحساسية الشديدة للملف الأوكراني للولايات المتحدة وحلفائها وللعالم.
في كل مرة يُسأل فيها ترامب كيف ستنهى الحرب الأوكرانية، لم يدل بإجابة أو خطة محددة، مع الإدلاء بجمل غامضة من قبل بوتين مفاوض ناجح ويريد إنهاء الحرب، قمت باتصال مع رئيس أوكرانيا والاتفاق معه على إنهاء الحرب، الحرب كلفت الخزانة الأمريكية أموالا طائلة وأضرت بالولايات المتحدة.
ويدل ذلك على معرفة ترامب الجيدة أن إنهاء هذه الحرب، أو إنهاء الدعم الأمريكي لها ليس بالأمر الهين. يمنح الدستور الأمريكي للرئيس الأمريكي صلاحية تحديد السياسة الخارجية الأمريكية أو وضع التصور العام للسياسة الخارجية الأمريكية. ومع ذلك، فصلاحيات الرئيس الخارجية تظل مقيدة في بعض الجوانب الخارجية التي خص بها الدستور الأمريكي الكونجرس، وعلى رأسها المساعدات الخارجية، وسلطة تمديد عمل القوات المسلحة في الخارج، وهذا من جانب.
ومن جانب آخر، في بعض القضايا الاستراتيجية الحساسة وخاصة دعم إسرائيل، والتصدي للصين وروسيا، ومكافحة الإرهاب. يتم صنع القرار بمشاركة دوائر داخلية متعددة من أبرزها البنتاجون وجهاز الأمن القومي، ويخضع الرئيس دائما لقرار هذه الدوائر التي يطلق عليها «العميقة» حيث لديها رؤى مختلفة تتعلق بأمن الولايات المتحدة واستدامة دورها المهيمن في العالم.
ومن هذا المنطلق، فقدرة ترامب على إنهاء الحرب الأوكرانية ليس بالأمر السهل، حيث يتطلب ذلك أمرين، أولهما أغلبية جمهورية في الكونجرس، وموافقة الدوائر العميقة على ذلك.
وباستقراء الموقف الأمريكي تجاه الحرب منذ اندلاعها، يتبين أن تلك الحرب تلقى دعما واضحا من الحزبين من خلال الكونجرس الذى وافق بأغلبية عدة مرات على استمرار الدعم المادي والعسكري لأوكرانيا، وأيضا من الدوائر العميقة التي تسعى فيما يبدو إلى استنزاف روسيا. ومن ثم، أيضا إضعاف التحالف الصيني- الروسي.
وعليه، فإنهاء ترامب لهذه الحرب أو إنهاء الدعم الأمريكي لها، في وقت قصير وليس في 24 ساعة كما يدعى لأغراض دعاية، نظن أنه مهمة مستحيلة.
إذن، فمحل البحث الرئيسي ينبغي أن يكون منطلقة الرئيسي كيف سيؤثر ترامب على هذه الحرب، وليس كيف سينهيها. فوجود ترامب في السلطة بما له من صلاحيات خارجية واسعة وحق الفيتو في قرارات الكونجرس، سيؤثر بلا أدنى شك على مسار الحرب الأوكرانية.
من منطلق سوابق ترامب الخارجية، وأسلوب قيادته، وتصريحاته في الحملة الانتخابية. يمكن القول إن تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا سيتأثر مؤكداً في وجوده. يتعامل ترامب في السياسة الخارجية من منطلق التاجر والمكسب والخسارة المباشرة. إذ لا يعنيه مصالح ومفردات من قبيل انتصار الديمقراطية على الديكتاتورية أو محور الشر، أو استنزاف روسيا.. إلخ. فقط ما ترمى إليه بصيرته هو كيف سيؤثر هذا القرار على المصالح الأمريكية المباشرة خاصة الاقتصادية، وكيف يؤثر هذا التهديد بشكل مباشر على الولايات المتحدة.
وسبق وقد انتقد ترامب في أكثر من مناسبة الدعم المالي الأمريكي الكبير على أوكرانيا. وبالتالي، سيضغط ترامب بشتى السبل لتقليص الدعم لأوكرانيا، وسيواجه الكونجرس فيتو رئاسيا مستمرا موجها لدعم أوكرانيا. والدعم الأمريكي لأوكرانيا أمر في غاية الأهمية لترسيخ الصمود الأوكراني ضد روسيا، حيث تمكن الجيش الأوكراني من اختراق «كورسيك» على مقربة من العمق الروسي. وجود ترامب أيضا، سيدفع تحالف شركاء الأطلسي مجددا إلى حافة التوتر كما حدث في ولايته السابقة. في لقائه الأخير مع ماسك، وجه انتقادات لأوروبا بحسبانها تستغل واشنطن، ويجب أن تدفع ثمن الحماية الأوروبية. ومن ثم، فمن المؤكد أن تحالف الأطلسي القوى الداعم لأوكرانيا لن يستمر على نفس القوة في وجود ترامب.
ونخلص من ذلك، أن وجود ترامب في البيت الأبيض مرة ثانية، لن ينهى الحرب أو الدعم الأمريكي بصورة نهائية قاطعة. لكنه حتما سيؤثر بصورة كبيرة على هذه الحرب، وهذا سيصب في صالح روسيا، على الأقل من زاوية عدم تقديم أية تنازلات لإنهاء هذه الحرب.
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
192
| 30 ديسمبر 2025
أصالة الجمال الحق !
ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد
147
| 30 ديسمبر 2025
الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة
في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد
69
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2013
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1620
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1137
| 24 ديسمبر 2025