رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبد المجيد

كاتب وروائي مصري

مساحة إعلانية

مقالات

1032

إبراهيم عبد المجيد

حادث قطار والخطأ في عربات الإسعاف الكثيرة!

19 سبتمبر 2024 , 02:00ص

يوم السبت الماضي الرابع عشر من هذا الشهر سبتمبر وقع حادث تصادم في مصر بين قطارين في منطقة الزقازيق. كالعادة دخلت على السوشيال ميديا لأرى الحادث وتداعياته. رأيت صورا بشعة لمكان الحادث وعرفت أن الضحايا أربعة والجرحى يزيدون عن الأربعين. عرفت كيف أعلنت محافظة الشرقية التي بها مدينة الزقازيق الطوارئ في كل المستشفيات، وكيف أرسلت المحافظة على وجه السرعة خمسا وعشرين سيارة إسعاف إلى مكان الحادث، مما هو جدير بالاحترام والتقدير لمن فعلوا هذا، سواء كان المحافظ أو غيره من المسؤولين. أجل. لم يحدث منهم أي إهمال. مشهد الحادث ذكرني بمسلسل حوادث القطارات أيام الرئيس مبارك. هو مسلسل يطول الحديث فيه أبشعه حادث قطار الصعيد المتجه من القاهرة إلى أسوان بعد منتصف الليل في العشرين من فبراير عام 2002 قرب محطة اسمها العياط في الطريق إلى الجنوب. وكيف اشتعلت النار في عرباته وراح ضحيته 361 شخصا غير الجرحى. معظم الحوادث كانت تتم بالقرب من مدينة العياط حتى طالبت ساخرا في مقال لي أن يغيروا اسمها، فهو يجلب البكاء او العياط بالعامية المصرية. في صباح وقوع ذلك الحادث القديم كنت مسافرا إلى باريس، وبينما أنا جالس في التاكسي الذي يقلني إلى مطار القاهرة أذيع خبر الحادث وأنه لم يقع ضحايا له. وصلت إلى باريس وجلست أمام التلفزيون أتابع الاخبار في محطة أجنبية، فعرفت بالعدد الهائل للضحايا. لم يدهشنى كذب من أذاعوا أنه لا ضحايا للحادث، فلقد تعودنا على الكذب في الإعلام الرسمي. حوادث كثيرة قدمها لنا الإعلام الرسمي على غير حقيقتها التي تظهر فادحة ومؤلمة بعد ساعات. كانت حوادث القطارات تتكرر أكثر من مرة في العام بشكل بشع. من أغربها حادثة خرج فيها القطار عن طريقه وانحرف إلى أحد الأسواق في مدينة دمنهور!  لا أنسى يوما كنت أركب القطار عائدا من الإسكندرية إلى القاهرة فسمعت خبطات في الجانب، ورأيت الزلط يرتفع عن الأرض مما جعلني أدرك ان القطار خرج عن القضبان. جذبت ذراع آلة صغيرة ترسل إشارة إلى السائق موجودة على جدار كل عربة وتوقف القطار. كيف لم يشعر السائق قبلي بما جرى؟ ليس مهما. الحقيقة أن كل الحوادث كان وراءها إهمال كبير. توقفت عن ركوب القطارت بعد عام 2012 لأن كل التأخير في حركتها كان يبدو بسبب التجمعات الثورية التي توالت بعد يناير 2011 كما قيل لنا، حتى عرفت بالصدفة أن التعطيل يتم بتعليمات لإلصاق التهمة بثورة يناير. استيقظ كل هذا مع حادثة قطار الزقازيق لكني فوجئت بتصريحات كامل الوزير وزير النقل. ألقى باللوم على من أرسلوا عربات الإسعاف بهذا العدد الكبير فبدا الأمر على غير حقيقته. كان عليه أن يشكرهم لسرعة تصرفهم واستعدادهم. الأغرب أنه قال إن كثيرا ممن دخلوا المستشفيات لم يكونوا ضحايا، غير مدرك أنه بعد حادثة كهذه، فالقلق يأخذ بكل انسان يشعر بأي ألم في جسمه. كان حديث الوزير محاولة تبرير لا معنى لها، ولا أدري كيف لم يفكر أنه لو وقع حادث آخر ستتأخر سيارات الإسعاف حتى لا يتم إحراجه. كما يمكن أن تتوقف المستشفيات عن استقبال الكثيرين للكشف، أو ينتظروا أن يحدد لهم ما يفعلون. لقد صار الاحتشاد لإنقاذ الضحايا خطأ. طبعا هذه لم تكن الحادثة الأولى عبر السنوات العشر السابقة، لكن تصريحات الوزير فتحت باب الأسئلة عما يعلنه دائما من تحديث في حركة القطارات. أسئلة أيقظتها تصريحاته العجيبة .

مساحة إعلانية