رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد المحمدي

مساحة إعلانية

مقالات

1731

د. أحمد المحمدي

مِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ

20 أكتوبر 2024 , 02:00ص

واهم من يظن أن قضية الحق مرتبطة بشخص وإن بلغ بين الأتباع منزلة الرأس من البدن.

أحمق من يتوهم أن القضايا الكبرى تموت بموت معتنقيها! وأن الحق يمكن أن يمحى بارتقاء بعض متبعيه!

الحق يصنع أبطاله ويجمع رواده، ويقودهم نحو المعالي أحياء كانوا أو أمواتا، وقوده في مسيرته تلك: دماء تراق تمهيدا لنصر آت. وفي التاريخ عبرة وعظة لمن أراد أن يستشرف الغد المرتقب، من ذلك ما كان في غزوة مؤتة في السنة الثامنة من الهجرة، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك «بصرى الشام» رسولا منه فقتله، فكان لابد من الرد، فجهز النبي جيشا قوامه (ثلاثة آلاف مقاتل) وجهز الروم وأعوانهم من الخارج والداخل جيشا قوامه مائتي ألف مقاتل!

اصطف المسلمون في مؤتة في أشرس موقعة في تاريخ الإسلام حيث أمواج بشرية من الرومان ونصارى العرب تنساب إلى أرض مؤتة، ورجال كالجبال من المسلمين يقفون ثابتين في وجه أقوى قوة في العالم آنذاك.

أمّر النبي صلى الله عليه وسلم على الجيش زيد بن حارثة، وأخبر إن قتل أن يكون جعفر مكانه، فإن قتل أن يكون عبد الله بن رواحة، ثلاثة قادة لجيش عظيم الهمة قليل العدد أمام جحافل الباطل كلهم.

حمل الراية زيد بن حارثة رضي الله عنه فكان أول شهيد في المعركة، لأن القادة في الإسلام لا يختبئون خلف أبواقهم بل هم في الميدان يقاتلون دفاعا عن قضيتهم.

قتل زيد مقبلا غير مدبر فهل انهار الجيش بموته؟!

تقدم جعفر بن أبي طالب فحمل الراية، وقاتل قتالاً لم يُرَ مثله، وأكثر رضي الله عنه الطعن في الرومان حتى تكالبوا عليه.

كان ساعتها يحمل الراية بيمينه فقطعوا يمينه، فحملها بشماله فقطعوا شماله، فحملها رضي الله عنه بعضضيه قبل أن يسقط شهيدًا، فهل انهار جيش الإسلام وضاعت قضيته بموته؟!

تقدم عبد الله بن رواحة الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، فحمل الراية، وقاتل قتالاً عظيمًا مجيدًا حتى قُتل في صدره رضي الله عنه، وكان من شعره يومئذٍ:

يَا نَفْسُ إِنْ لَمْ تُقْتَلِي تَمُوتِـي *** هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ صُلِيتِ

وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَـدْ أُعْطِيـتِ *** إِنْ تَفْعَلِـي فِعْلَهُمَا هُدِيـتِ

سقط القادة الثلاثة الذين عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل انتهت القضية؟!

وهل سينزوي الحق بانزواء القادة؟!

انبرى لحمل الراية مسلم جديد لعله أحدث الجيش إسلاما فقد أسلم قبل ثلاثة أشهر فقط!

قاتل خالد بن الوليد كما لم يقاتل من قبلُ، حتى قال - كما في صحيح البخاري-: «لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية».

وضع خالد خطة عبقرية تدرس إلى يوم الناس هذا وانتصر المسلمون بخروجهم سالمين وعادوا إليها بعد سنوات بقيادة خالد نفسه ليفتحها وتم له ذلك.

الحق منتصر وموت كل القادة لا يغير من تلك الحقيقة، فهنيئاً لمن قضى نحبه وهنيئاً لمن ينتظر.

اقرأ المزيد

alsharq هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟

في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد

213

| 14 نوفمبر 2025

alsharq حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة

إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد

240

| 14 نوفمبر 2025

alsharq السقوط إلى هاوية الطلاق

من المؤسف ان اتحدث عن الطلاق وهي ظاهرة اجتماعية باتت منتشرة وبكثرة في مجتمعنا القطري والخليجي، فنسبة الطلاق... اقرأ المزيد

150

| 14 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية