رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فهد عبدالرحمن بادار

تويتر @Fahadbadar

مساحة إعلانية

مقالات

1242

فهد عبدالرحمن بادار

كأس العالم والاقتصاد القطري

20 نوفمبر 2022 , 09:44ص

تبدو قطر واثقةً وبشدة، عشية انطلاق منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم، في قدرتها على استضافة بطولة ناجحة وتعزيز مكانتها باعتبارها من الدول المهمة في رياضة كرة القدم. تسجل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، التي تستضيفها قطر، بعض السوابق البارزة، حيث أن هذه هي النسخة الأولى من البطولة التي تُقام في بلد شرق أوسطي، والنسخة الأولى التي تنطلق في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وأول نسخة تُعقد في دولة صغيرة نسبيًا من حيث عدد السكان. وحتى قبل انطلاق أي مباراة من مباريات البطولة، كانت هناك بعض الإنجازات الرياضية والاقتصادية الملحوظة التي سُجلت بالفعل. وفيما يتعلق بالمشجعين الذين يتساءلون عن تاريخ دولة قطر وتراثها في رياضة كرة القدم، يمكن القول إن هذه الآراء قد فات أوانها وعفا عليها الزمن. فقد باتت هناك بطولات دوري محلية ناجحة في قطر، كما سيتواصل استخدام ملاعب كأس العالم بعد انتهاء البطولة. وعلى أرض الملعب، تحسنت المعايير في السنوات الأخيرة، واستفادت قطر في ذلك من حصولها على شرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وهو ما ساهم في ارتقاء منتخبنا الوطني إلى المركز الخمسين في التصنيف العالمي للفيفا.

ومن الناحية المالية، حققت البطولة هدفها المتعلق بجني الإيرادات حتى قبل انطلاق البطولة بفضل مبيعات التذاكر وعقود الرعاية والضيافة، حيث أشار تحليل أجرته شركة فيتش للحلول، وهي شركة للاستشارات الاقتصادية، إلى حصول الاقتصاد القطري على دفعة إيجابية عمومًا من جراء استضافة البلاد لهذه البطولة. حيث ان الإيرادات المحتملة من جراء ارتفاع الاستهلاك، وأرباح قطاع السياحة والصادرات الخدمية تفوق المخاطر المحتملة مثل احتمال ارتفاع معدلات التضخم.

وقد تسببت هذه البطولة في تعطيل الدوريات الأوروبية التي بات يتعين عليها تعليق المنافسات المحلية وأخذ استراحة في منتصف فصل الشتاء للمرة الأولى منذ زمنٍ بعيدٍ. ومن غير المحتمل أن تكون هذه آخر مرة يحدث فيها ذلك. وهناك سياسة واضحة يتبعها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تسعى إلى نشر اللعبة في جميع أنحاء العالم، حيث كانت دول أوروبا وأمريكا الجنوبية تهيمن فيما مضى على قائمة أفضل المنتخبات والدول المرشحة لاستضافة البطولات الكبرى، لكن لعبة كرة القدم باتت الآن رياضة عالمية بالفعل. وسوف يشاهد ما يقدر بنحو أربعة مليارات شخص المباراة النهائية للبطولة هذا العام، أي ما يقرب من نصف سكان العالم، وهي إحصائية مذهلة حقًا.

وكانت الأموال التي أنفقتها دولة قطر في إطار استعداداتها لاستضافة البطولة ضخمةً أيضًا، حيث أشارت تقارير صحفية إلى أن حجم هذه النفقات قد بلغ 200 مليار دولار، وهو مبلغ قد يستدعي النقد، لكن تلك الإحصاءات تبدو مضللةً لأنها تشير إلى الأموال التي صُرفت على مشاريع تحديث البنية التحتية للبلاد إجمالاً، بما في ذلك مشاريع شق الطرق الجديدة، والمطارات، ومرافق البنى التحتية الأخرى من نقلٍ ومواصلاتٍ وأنظمة الصرف الصحي. وستحقق هذه الاستثمارات فوائد اقتصادية كبيرة لسنوات قادمة. وفي المقابل، عندما استضافت الولايات المتحدة البطولة في عام 1994، كانت لديها بالفعل مرافق البنية التحتية المتطورة لدولة من دول العالم الأول، لذلك لم تكن في حاجة لصرف مبالغ طائلة على استضافتها للبطولة.

وقد بلغ حجم الإنفاق المباشر على الملاعب في قطر حوالي 7 مليارات دولار، وتشمل هذه التكلفة بعض المشاريع الرامية لضمان كفاءة الطاقة في أثناء بناء الملاعب واستخدامها، مع السعي إلى تقليل انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري إلى الحد الأدنى. وفي السياق نفسه، أُنشئت العديد من المساحات المخصصة للمشاة وممرات الدراجات والمساحات الخضراء في ضواحي الملاعب. وفي مرحلة الاستعداد لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم، يراقب الفيفا تقدم الاستعدادات بعناية، حيث يجري عمليات تفتيش شهرية للتأكد من التزام الدولة المستضيفة بمعايير الاستضافة. ويحتفظ مسؤولو الفيفا بالحق في سحب شرف استضافة هذه البطولة إلى حين التأكد من تحقيق الدولة المستضيفة للتقدم المطلوب في استعداداتها لاستضافة هذه البطولة الكبرى. وفي النهاية، يجب تقييم البطولات الرياضية الكبرى من حيث كونها تمثل تجربةً استثنائيةً بدلاً من تحليل التكلفة والعائدات المترتبة على استضافتها. ومع ذلك، يجب على الدولة أن تضمن وجود جدوى اقتصادية لاستضافتها. وفي المقال التالي، سأناقش إلى أي مدى يمكن أن تعود استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم بالفائدة على قطر، وما إذا كانت الفوائد تتزايد مع نمو حجم البطولة ومستواها.

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

192

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

594

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

75

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية