رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر الحرمي

مساحة إعلانية

مقالات

2136

جابر الحرمي

لماذا تسود «ثقافة اللامعرفة» في المجتمع؟

21 فبراير 2005 , 12:00ص

من بين الثقافات التي تسود بين شريحة واسعة من ابناء المجتمع ما يعرف بثقافة «اللامعرفة» إن صح التعبير، والتي اقصد من خلالها ان هناك مصطلحات عديدة تتداول في المجتمع، ومشاريع طموحة تنفذ، ولكن هناك جهلاً معرفياً بمضمونها من قبل العديد من الافراد.

وحتى اقرِّب الأمر، سأشير إلى نماذج من ذلك، منها المدارس المستقلة، فلو سألت شريحة من الناس عن هذه المدارس، وما هو الاختلاف بينها وبين المدارس العادية التابعة لوزارة التربية والتعليم بوضعها الدارج، ولو استطلعت افراد المجتمع، لاكتشفت ان الغالبية لا تعرف شيئا عن ذلك، ولا تعرف عن هذه الخطوة الا الاسم، على الرغم من أن البعض قد يكون لديه ابناء قد اقدم على إلحاقهم بهذه المدارس، ولكنه يجهل أي معلومات عنها.

أمر آخر، منذ عدة سنوات ومشروع الحكومة الالكترونية يسير من خطوة لأخرى، ويتوسع بصورة جيدة، وتعلن وزارات ومؤسسات مختلفة التحاقها بالمشروع، ولكن يظل هذا المشروع غامضا لدى العديد من الناس، بدليل ان النسبة التي تستخدم هذا المشروع، او تتعامل معه مازالت محدودة، لأكثر من سبب، أهمها بالطبع الجهل بالمشروع، فلو وجدت المعرفة به لكان الاقبال على التعامل معه كبيرا.

اللجنة الوطنية لحقوق الانسان... هناك جهل بأهدافها والادوار التي تقوم بها والمسؤوليات التي تقع عليها، ومفهوم حقوق الانسان بصورة عامة غائب لدى شريحة كبيرة من افراد المجتمع، فكل ما يعرف عن ذلك امور عامة يكتنفها غموض، فلو سألت شخصا في الشارع ماذا تعرف عن اللجنة، لقدم لك معلومات متناثرة وعامة.

هذه كانت نماذج بالطبع، وليس المقصود هي بذاتها، ولكن المقصود اننا لانعرف الكثير من المشاريع والخطوات التي تنفذ في المجتمع، ونقوم بتداول مصطلحات نحن لا نعرف عنها شيئا، ولكن مسؤولية ذلك تقع على من، المواطن «الفرد» ام الوزارات والمؤسسات التي تطلق مثل هذه المشاريع؟.

أعتقد أن المسؤولية مشتركة، نحن بحاجة الى ثقافة معرفية تسود المجتمع، وهذا يفرض تكاملا بين الطرفين، المؤسسات و الافراد، بمعنى ان تكون هناك حملات اعلامية وتوعوية مكثفة تقوم بها هذه الجهات عبر وسائل مختلفة ومبتكرة وغير تقليدية، وتعمل على الذهاب الى الافراد اينما كانوا، ولا تنتظر ان يأتي هؤلاء الافراد للسؤال عن مشاريعها التي تطرحها، بل ليس هذا فقط، يفترض قبل البدء بتنفيذ أي مشروع ان تسبقه حملات توعية وتثقيف لأفراد المجتمع، حتى يتفاعل هؤلاء، خاصة ان هذه المشاريع موجهة بالاساس لأفراد المجتمع، فاذا ما غاب عنهم المردود الايجابي، فان التعاطي مع تلك المشاريع سيكون محدودا، نظرا لغياب المعرفة بها.

هذا بالطبع لا يعفي الافراد من المسؤولية عن تكوين الثقافة والمعرفة المطلوبة تجاه القضايا والمشاريع التي تطرح في المجتمع، فلا يعقل ان نظل نعتمد على الدولة او الوزارات او المؤسسات في ان تضع أمامنا، او تضع في فمنا كل شيء حتى الثقافة العامة، فهذا امر مبالغ فيه، ينبغي علينا ان نسعى الى معرفة الاطروحات القائمة في المجتمع، والمشاريع التي تنفذ سواء كانت تعليمية او اقتصادية أو اجتماعية...

نحن نتسابق لشراء الامور الاستهلاكية، ونذهب بعيدا في تحميل أنفسنا تبعات مالية باهظة من اجل المظاهر العامة، ومن اجل مواكبة احدث «صرعات الموضة»، ومن اجل الظهور بمظاهر خداعة في كثير من الاحيان، ...، ولكن في الوقت نفسه لا نفعل الشيء نفسه اذا ما تعلق الامر بالثقافة او العقل او المعرفة، بل لا نصرف على هذه الامور ولو10 في المائة مما نصرفه على الامور الاستهلاكية الاخرى، وهذه حقيقة.

إذن ــ كما قلت سابقا ــ المسؤولية مشتركة، والعبء يقع على الجانبين في رفع درجة الوعي والمعرفة لدى افراد المجتمع، وعدم الركون إلى «ثقافة الوقت» فحسب، بل يجب العمل على تكوين معرفة بما يدور في المجتمع، ففي ذلك مصلحة كبرى، وتفاعل اكثر مع القضايا والمشاريع التي تطرح، وهو ما ينبغي أن يكون.

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

231

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

828

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

159

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية