رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

267

جابر محمد المري

جباليا مقبرة الصهاينة المحتلين

21 نوفمبر 2024 , 02:00ص

جباليا مدينة فلسطينية تقع على بعد 4 كيلومترات شمال مدينة غزة، تبلغ مساحتها 18 كم ويعيش فيها أكثر من 175000 مواطن فلسطيني، هذه المدينة التي سطّر أهلها ومقاومتهم وتضحياتهم أروع الصور التي باتت حديث وسائل الإعلام العالمية وذهولهم من صمود هذه المدينة لأكثر من 50 يوماً لحرب الإبادة المجرمة التي يشنها جيش الاحتلال والتي تعد الأعنف منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023، ولازالت جباليا حتى ساعتنا هذه عائقاً أمام أعتى الجيوش في تنفيذ خطته لإخلاء شمال قطاع غزة من أي تواجد بشري للاستعداد للمراحل القادمة لسيطرتهم على كامل قطاع غزة التي يخطط لها جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء من خلالها على حماس وكل الفصائل الفلسطينية المقاومة وإبادة سكانها وتهجير ما تبقى منهم إلى أي مكان لا يجعلهم عائقاً أمام أهداف سلطة الاحتلال لإخلاء كامل غزة !

ولأن لكل مسيرة مقاومة احتلال فصلاً من الملاحم البطولية ستُسطّر بأحرف من نور في تاريخ هذه الدولة وشعبه يبقى مدوناً وشاهداً له على مر التاريخ، فلعل الصمود الأسطوري والمقاومة العظيمة لأهل جباليا وأبطالها المجاهدين ما يُجسّد هذه الملحمة التي ستضاف إلى ملاحم الأمة والتي كان آخرها ملحمة مدينة الفلوجة العراقية عام 2003 التي صمد فيها أبطال المقاومة العراقية أمام القوات الأمريكية المحتلة وكبدوها الخسائر الكبيرة رغم تواضع أسلحتهم وقلتها.

ولكم أن تتخيلوا كيف لمنطقة صغيرة جداً كجباليا لم يتبق فيها إلا عدد قليل من أهلها وعدد من المقاومين أن تصمد أمام أكثر من 5 آلاف جندي إسرائيلي مدججين بالسلاح والعتاد يساندهم طيران حربي لا يتوقف ساعة عن قصف المباني وتدمير كل من يقع تحت عينه وقناصة لا يسمحون لكائن كان أن يخطو خطوة واحدة على أرضها، لكم أن تتخيلوا أن المقاومة لا زالت حتى يومنا هذا تلقّن العدو درساً في فنون الحرب وتكبده الخسائر في الأرواح والعتاد، ولم تشفع للاحتلال زجه بأفضل وحداته النخبوية أن يعلن كل يوم خسارته لأفضل عناصر هذه الوحدات وأعلاهم رتبة.

معركة جباليا باتت تؤرق العدو الصهيوني الذي يرى بأنه من الضروري حسمها في أقرب فرصة بعد كل هذه الخسائر في جنودها وعتادها والتي ألقت بظلالها على سمعتهم في الشارع الإسرائيلي وحديث وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية وبالتالي زيادة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لإنهاء هذه الحرب والإفراج عن الرهائن الذين تشكل المطالبة بهم واستئناف محادثات وقف اطلاق النار بين حماس وإسرائيل مطلباً ملحاً وعامل ضغط من أهالي الرهائن على الحكومة الإسرائيلية.

جباليا العصية الشامخة لازالت حتى ساعتنا هذه تقاوم جبروت وغطرسة الآلة العسكرية الصهيونية المدمرة متسلحة بثباتها وصبرها وإيمانها بأنه لا بد لليل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر كما يقول الشاعر العربي أبو القاسم الشابي، جباليا كما هي كل مدن غزة الأبية العظيمة التي استطاعت أن تُركع العدو الصهيوني وأن تقف في وجهه ووجه كل ظالم متغطرس، ورغم وقوف أمة الملياري مسلم متفرجة أمام ما يحدث من قتل وتهجير لأهل غزة، فها هي غزة صامدة محتسبة لم تأبه بدعم الدول الكبرى لهذا الكيان الهش الذي مهما طال بقاؤه وتجمعت قطعانه على أرض فلسطين إلا أن تجمعهم مكتوب لهم بـ « زوالهم « كما أخبرنا خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه قبل أكثر من 14 قرناً « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود «.

فاصلة أخيرة

دعا الحاخام دانئيل سجرون الأحد الماضي إلى الإسراع في بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى وتحويل إقامته من قضية للنقاش إلى مهمة ومن مجرد تمنيات إلى خطة عملية واستغلال صمت الأمة الإسلامية التي باتت عديمة الجدوى على حد قوله. ونحن نقول: أمةٌ لم تلتفت إلى ما يتعرض له أبناؤها من قتل وتهجير على أرض فلسطين ؛ كيف لها أن تهتم بمقدساتها التي حافظ عليها أسلافها بدمائهم وأرواحهم على مدى قرون ؟!!

مساحة إعلانية