رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

165

صالحة أحمد

ليست مجرد لقمة هنية

22 يوليو 2025 , 03:26ص

لا يُعبر الصمت أبدا عن موقف انهزامي، فهو ما يقع منا؛ بسبب صدمة سبق وأن تعرضنا لها فجردت الكلمات من المعاني حتى صار ما نقوله وكأنه لم يكن من الأصل؛ لنشعر بأننا ندور في حلقة مُفرغة نقول فيها ما لا ندركه فيبدو وكأننا ننتخب الصمت سيدا للموقف، وذلك لقدرته على إدارة الأمور بطريقة خاصة لا تمت لنا بصلة؛ لنصبح بذلك كمن تنصل عن أدواره التي لا ولن تنتهي، فالصمت الذي نحسبه قد أنهى الموقف في حينه لن يفعل ذلك بتاتا بحكم أنه يملك العديد من الوجوه لعل أهمها ذاك الوجه، الذي يخفي خلفه كمية هائلة من الغضب، وسينفجر يوما ما؛ ليحصد كل ما خرج من أجله، وهو ما يكون في حينه دون قيمة تُذكر ولكن وبمجرد أن يمضي الوقت ويحدث ما لم نكن لنتوقعه، يظهر في نهاية المطاف بصورة مختلفة سنسعد أنها قد بلغت بنا تلك النهاية المرجوة بسلام؛ كي ندركها متى قُدر لها ذلك.

 تضيع الكلمات مني في موقف صاخب ترهقه كل تلك الأحداث التي صارت تُفقد العالم صوابه، وكيف لا يكون ذلك؟ وغزة العزة تتعرض لـ (جريمة تجويع) أسقطت من فيها وهم من لا يريدون أو يشتهون سوى الحصول على (لقمة هنية) قد لا تروق سواهم ممن سيتذمر منها ومن تقلص الخيارات المُتاحة أمامه؛ كي يتكرم ويتناول طعامه، في حين أن أهل غزة يبحثون عن أقل القليل؛ كي يسدوا به جوعهم، الذي تمكن منهم حتى صارت الجثث تتساقط في كل زاوية. ويبقى السؤال: كيف لنا أن نُتابع ذاك المشهد وكأن شيئا لم يكن؟ لا يُعقل أن يُحرم أهل غزة من أبسط الحقوق، التي لن تتجاوز الحصول على (لقمة دافئة). بالأمس أرسلت إحداهن صورة لحوار دار بينها وبين قريبتها في غزة، تشكو فيه الحال وتبكي ما قد بلغت عتبته الأمور، إذ نفد كل الطعام، وما عادت تملك هي وأسرتها سوى القليل من (العدس) الذي لن يصمد حتى نهاية هذا الأسبوع. ثم ماذا؟ ما الذي سيحدث بعد انتهاء هذه المهلة التي تحكمها الظروف؟ وكيف ستعيش تلك الأسر ما تبقى لها دون طعام يغذي الأجساد، ودون أمان يبث الأمل فيها؟ 

 (غزة العزة) بأمس الحاجة لحياة كريمة تتضمن أبسط الحقوق التي ستنفض عنها ما قد خلفته ويلات الحرب من دمار أنهكها، والتواجد من أجل شعبها بإثبات تلك الحقوق من أبرز الواجبات التي تقع على عاتق كل من يعرفها ويعترف بها وبكل ما لها من حقوق ستكون لها بإذن الله تعالى تحت مفهوم النصر، الذي سيحين حينه متى شاء الله ذلك، ومتى أدرك كل واحد منا معنى أن ينصر أخاه ويبذل أبسط الأسباب التي ستُحقق ذلك، ويدركها أكثر من سواه، وعليه فكر بما يُمكنك فعله؛ كي تبذل من الأسباب ما يسهم بنصرة غزة العزة، ولا تتردد، وحتى يكون لنا ذلك نسأل الله العون والسلامة للجميع.

مساحة إعلانية