رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

531

د. أحمد القديدي

أسرار نجاح ونجاعة السياسة الخارجية القطرية

25 أبريل 2025 , 12:34ص

يبدو أن هذه الحكمة التي أشار إليها الكاتب مصطفى حايد هي إحدى مرتكزات السياسة الخارجية القطرية لأن الموقف القطري يحدده فهم الآليات النفسية التي تقود إلى العنف الاجتماعي الذي هو ليس ترفا فكريا بل هو خطوة أساسية نحو تفكيكها ومقاومتها وبدلا من أن نكون ضحايا سلبيين لهذه العمليات يمكننا الاختيار أن نكون فاعلين ومؤثرين في كسرها. هل لاحظتم موقف قطر من تصعيد حرب الإبادة وهي كوسيط تسجل عدم تفاعل المحتلين مع حلول مقترحة من قبل الوسطاء ولذلك لا تستبعد الانسحاب من هذه الوساطة. وإذا أردنا تحليلا صحيحا مثلا للزيارة الموفقة التي أداها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى موسكو فنحن ندرك أن غاية السياسة الخارجية الذكية القطرية هي الحرص على توازن الشركاء وتعادل الحلفاء بين القوى العظمى التي تتصارع وتتقاسم النفوذ والمكاسب وثروات العالم فيما بينها. وهل يفيد إنكار هذا المعطى الأساسي في مجال العلاقات الدولية الراهنة والاستعاضة عن الواقع رغم مرارته بأحلام وهمية وبطولات جوفاء قد تعود علينا نحن العرب والمسلمين بالوبال والخيبات ومزيد الهزائم؟!

بهذا التفكيك العميق لحقائق العلاقات الدولية نفهم الوساطة القطرية بين المحتلين مغتصبي الأرض وحماس التي تدافع عن أرضها ومستقبل شبابها.

وأورد هنا رأيا يندرج في نفس السياق كتبه المدون التونسي حميد الغربي يقول فيه: «الاستهانة بحقوق الشعوب لا تصنع سلاما بل تراكم الغضب وتمهد لانفجارات لا تحمد عقباها. فحين يصبح الظلم قانونا يعوض القانون الدولي كما جاء في ميثاق الأمم المتحدة علينا أن نرفضه مع إدراكنا بأننا لا نريد عالما خاليا من الظلم فالظلم داء قديم وجرح يسكن الأرض منذ أن قتل قابيل هابيل لكن المصيبة أن يصبح للظلم أنصار وأن يتحول الجلاد إلى بطل والضحية إلى متهم.

* إن العدالة لم تعد عمياء بل مكممة مقيدة مختطفة من قبل كائن يصرخ في وجه الزمن بأنه هو القانون وأن من يعارضه خائن وأن الوطنية حكر على عيونه التي لا ترى وأذنيه التي لا تسمع ولسانه الذي يقطر حقدا. وكم من ضحية فلسطينية أخرى بعد عشرات الآلاف من الأبرياء ونصفهم من الأطفال على أيدي (ناتنياهو) المطلوب من محكمة الجنايات الدولية ليدرك الأحرار أن الوقت حان لمقاومة القهر والإبادة بالطرق العقلانية؟ وكم من مرة سنشرب القهر كالماء ونعض على الغصة كالرغيف؟ توزع المظالم كما توزع القبائل الطبول والمزامير يوم العيد. ومن يحلم يدفن حيا ومن يقول «لا» رافضا تعويض القانون الدولي بقانون الغاب يطرد من جغرافيا الوطن ومن يطالب بالحرية يتهم بالخيانة وتصبح القوانين لا تحمي الحقوق بل تدوسها وتصبح محاكمهم لا توزع «عدالتهم» بل تبيعها. حيث إن السكوت ليس حيادا بل جريمة.. بل خيانة. لن يتوقف الظالم لأنه لم يجد من يوقفه ولن يتراجع لأنه وجد في عبيده تصفيقا لكل صفعة.. هو لا يفهم معنى الوطن لأنه ليس من هذا الوطن.. وفي نفس سياق انعدام المنطق واستفحال الفوضى الاقتصادية والمالية وفي ظل الحرب الجمركية التي يشنها الرئيس (دونالد ترامب) يبقى السؤال الأكثر تداولا: هل سيصمد الدولار ويحافظ على مكانته المركزية في الاقتصاد العالمي؟

وفي حال أرادت الدول التخلي عن «الأخضر» فهل من بدائل؟ وكما نعلم فالدولار يترنح على وقع الحرب الجمركية التي يشنها الرئيس (دونالد ترامب) غير أنه لا يزال في الوقت الراهن يحافظ على موقعه كعملة لا غنى عنها في المبادلات التجارية والاحتياطات العالمية. لكن لكم من الوقت؟ فالعملة الخضراء التي تستمد قوتها من النفوذ الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة تظل الوسيلة الأوسع انتشارا للتحوط في أوقات الأزمات أو النزاعات لكن يمكن أن تفقد قيمتها مع تحول القوة والنفوذ من الولايات المتحدة إلى الصين مثلا وهي التي تملك اليوم عام 2025 أكبر مخزون من الدولارات بل أكثر مما هو موجود في الخزينة الفيدرالية الأمريكية!!!

ولعل العملاق الروسي الذي ظل نائما إلى اليوم شرع يستيقظ من سباته بعد أن أيقظته حربه مع أوروبا القارة العجوز المتهالكة عبر الضحية أوكرانيا!!

* هذه روسيا التي يزورها حضرة صاحب السمو أمير قطر، حفظه الله، وتتضمن مذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وصندوق الاستثمار الروسي: دفع التعاون مع روسيا إلى مجالات أرحب حيث تم توقيع اتفاقية و3 مذكرات تفاهم لبحث سبل تعزيز العلاقـــات وكذلك دعم الـتـعـاون والاسـتـثـمـار فـي عـدد مـن الـقـطـاعـات الحيوية لا سـيـمـا فـي مـجالات الـطـاقـة والاسـتـثـمـار والـثـقـافـة والـصـحـة بالإضافة إلى مناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين خاصة تـطـورات الأوضـاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا ولبنان وذلك في حفل رسمي بقصر الكرملين والذي استهله فخامة الرئيس بالترحيب بسمو الأمير، مشيرا إلى تطور العلاقات بين البلدين ومنوها بزيارة سمو الأمير وما تجسده من عمق علاقات الصداقة والتعاون بينهما واصـفـا قطر بكونها مـن أهـم الـشـركـاء لـبلاده في الشرق الأوسـط. كما أعـرب فخامته عن تطلعه إلى تطوير هذه العلاقات لتشمل كافة مجالات الشراكة بما يحقق مصالح وطموحات الشعبين الروسي والقطري. وأصر سمو الأمير على إدراج قضيتنا المركزية الفلسطينية ضمن المحادثات وتضمينها في البيان الختامي للزيارة بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وذات السيادة في حدود 1967وعاصمتها القدس الشرقية.

* إنه لمن دواعي الاعتزاز أن تشق دولة قطر طريقها بين الأعاصير التي تعصف بالعالم وتفرض موقفها المشرف الجريء في الوساطات والمحافل الدولية دون أن تتنازل عن القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي تؤمن بها وتتخذها مرجعا لعلاقاتها الخارجية وسياساتها العقلانية بتوجيه حكيم من حضرة صاحب السمو أميرها وقائد مسيرتها، حفظه الله ورعاه، وهو ما يفسر مصداقية قطر وثقة الدول فيها. ولو تأملنا فقط نجاح الجزيرة بقنواتها العديدة في كشف جرائم الإبادة وكيف استطاعت الجزيرة بلغاتها العالمية المعروفة وبـ 450 مليون مشاهد يوميا أن تصنع رأيا عاما عالميا ضاغطا على الحكومات وفاعلا في توجيه المواقف الدولية والأممية تجاه قضية شعب فلسطين...!

اقرأ المزيد

alsharq موازنة الدولة 2026 نهج متوازن يعزز جودة التنمية

تعكس موازنة الدولة للعام المالي 2026 جملة من المؤشرات الإيجابية التي تؤكد حرص الدولة على ترسيخ الاستقرار المالي،... اقرأ المزيد

81

| 13 ديسمبر 2025

alsharq من الرياض.. أطيب التهاني للدوحة بيومها الوطني

من فضل الله تعيش دول مجلس التعاون الخليجي اليوم مرحلة غير مسبوقة من التقارب والتنسيق، تعمّقها رؤى قادتها... اقرأ المزيد

159

| 13 ديسمبر 2025

alsharq العدالة المعلقة بين النية المبطنة والإبادة المعلنة 1-2

على شريط ساحلي قبالة بحر أبيض، وبتوقيت يكاد يتفق واللحظة، تُعاد كتابة التاريخ بدمٍ لا يزال يجري طوفانه!... اقرأ المزيد

132

| 13 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية