رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مرزوق فليج الحربي

مساحة إعلانية

مقالات

252

مرزوق فليج الحربي

غزة العظيمة تسقط مشروع إسرائيل الكبرى

25 أغسطس 2025 , 05:13ص

في مؤتمر بال بسويسرا وهو المؤتمر الذي دعا له تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية عام 1897 طرح فكرة وطن لليهود قابل للتوسع، وقال بن غورين (أول رئيس وزراء للكيان المحتل) حدود إسرائيل تمتد حيث يستطيع الجيش الدفاع عنها، وقال مناحين بيغن عام 1980 يهودا والسامرة والجولان والجليل ليست أراضي محتلة إنها أراض إسرائيلية. 

نفهم من هذه التصريحات أننا أمام كيان ليس مغتصبا فقط بل كيان متوسع ومتى ما سنحت الفرصة سوف يكمل مشواره التوسعي الذي بدأ 1947 باحتلال جزء من فلسطين واكمله في عام 1967 ليحتل بقية فلسطين وسيناء والجولان وجنوب لبنان... لذا ليست بمستغرب تصريح نتنياهو من أيام قليلة حيث استعرض خريطة تصور مشروع إسرائيل الكبرى الممتد من النيل الى الفرات وقال (أشعر أنني في مهمة تاريخية روحانية فأنا مرتبط جداً برؤية إسرائيل الكبرى التي تشمل فلسطين وجزءاً من الأردن ومصر).

مع كل هذا الوضوح والمباشرة في التصريحات من قادة الكيان الصهيوني منذ هرتزل الى تصريح نتنياهو الأخير فالعرب والمسلمون بدولهم ومنظماتهم يواجهون الأمر ببيان موقع من 31 دولة ومن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي هل يهدد أو يدعو للوحدة ورص الصفوف ورفع الجاهزية للدفاع عن الكيانات والدول التي من الممكن أن تتحول بين ليلة وضحاها الى جزء من إسرائيل الكبرى.. للأسف لا بل هو بيان شجب واستنكار شديد اللهجة فقط لا غير.

واليوم نعيش حالة من الضعف بل تجاوزنا حالة الضعف الى حالة من الوقوف مع الكيان الصهيوني ومد يد التعاون معه تحت مفهوم التطبيع او التعاون التجاري ونحن نرى توجهاته المعلنة بأنه سوف يسيطر على دولنا ويضمها لكيانه المسمى (إسرائيل الكبرى) بل إن هناك دولا أخرى بالغت وأصبحت اشد صهينة من الصهاينة أنفسهم وبدأت بكيل التهم لكل من يقف أمام المشروع الصهيوني، ولا يقف أمام المشروع الصهيوني اليوم الا حماس وبقية الفصائل الفلسطينية. 

ولا نستبعد أن حرب غزة ووقوف حماس وجهادها وصبرها وتكبيدها للكيان الصهيوني الخسائر البشرية والسياسية والاقتصادية ودورها في فضح جرائم الكيان الصهيوني هي حجر عثرة امام المشروع الصهيوني التوسعي.. ولو سقطت غزة فما الذي يمنع الكيان من السيطرة على لبنان الذي كان يضربها الكيان الصهيوني ويغتال قيادات ويدمر مربعات سكنية كاملة ولا ترد عليه ولا برصاصة وما الذي يمنعها من السيطرة على سوريا وهي التي قصفت جميع مطاراتها ووصل القصف الى القصر الرئاسي واحتل جزء من أراضيها ولم تحرك ساكناً ومن الذي يمنعها من السيطرة على العراق وهي التي كان الكيان يستخدم اجواءها لضرب ايران ولا تحرك ساكنا ناهيك عن المساعدات الامريكية التي قيدت البلاد واخضعتها للسياسات الصهيونية.

وهذا كله يثبت أن غزة اليوم مع ما فيها من ألم ومن معاناة ومع ما قدمت من شهداء وجرحى إلا أنها تقف حجر عثرة أمام التوسع الاستيطاني.. وأخوف ما نخاف أن نقول غداً (أكلنا يوم أكلت غزة).

مساحة إعلانية