رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

291

صالحة أحمد

فليكن ذلك من البداية المُطلقة

27 أغسطس 2024 , 02:00ص

النهايات التي تُثير الاستياء، ونشعر معها بالعجز يتبعه ذاك القلق الذي ينهال علينا بسياطه، فنتأخر قليلاً عن وجهتنا، لم يكن لها أن تكون منذ البداية المُطلقة؛ لأنها وبكل بساطة بدأت من نقطة صغيرة جداً، لم ندرك حقيقتها، ولم نسمح لها بالتعبير عن نفسها وبأي شكل من الأشكال، فكان تأجيل النظر إليها؛ للبت في أمرها، هو ما سمح لها بالتمادي؛ لتأخذ حجماً أكبر من حجمها، سنجبر على الالتفات إليها فيما بعد، وبوقت كان من الممكن استثماره في أمور أخرى أكثر أهمية ستضيف لحياتنا قيمة فعلية، لذا وكي نتجنب ذلك يجدر بنا التركيز، ومن ثم التفكير بتلك الأمور الصغيرة، التي بدأت من نقطة ما منذ (البداية المُطلقة) كما ذكرت آنفاً؛ كي تلقى منا من الاهتمام والمعالجة ما تستحقه.

أحبتي: لابد أن ندرك أن ما يظهر على صفحة حياتنا وإن لم يكن له أي وزن في مطلعه، فإنه ذاك الذي سيأخذ حيزاً سننشغل به فيما بعد، وكي نتجنب ذلك فإنه ومن الأفضل أن نُدقق في كل شاردة وواردة تُقبل علينا وعلى حياتنا من كل حدب وصوب؛ لننعم بجميل ما نستحق ويستحق أن يكون في مراحل لاحقة لن تشكو من تكدس صغائر الأمور تلك.

لقد بدأت هذا المقال بهذه الكلمات؛ لموقف (لن أخوض تفاصيله) ولكني تعرضت له، ولم أكن لألقي له بالاً؛ لأني ما حسبت أنه سيؤثر علي؛ لصغر حجمه، ولاعتقادي (حينها) بأن الأمور الصغيرة جداً لا تستحق منا مساحة كبيرة من التفكير بها، فمن الطبيعي أن تمضي مع مرور الوقت، ولكنه ما لم يكن؛ إذ تفاقم ذاك الموقف الصغير وأصبح مارداً تقزم من أمامه فعلي؛ ليتطلب الأمر مني جهداً مضاعفاً؛ كي يعود كل شيء إلى مكانه وإلى حجمه الطبيعي، وهو ما قد حدث بالفعل، ولله الحمد، وانتهى ما كاد يُنهي حياتي؛ لأخرج ومن بعد من تلك التجربة بهذه الخلاصة المُخلصة: كل شيء يُقبل عليك يحتاج منك إلى تدقيق وتفحص؛ لأنك المعني، (نعم) قد تشغلك الحياة، وتبعد فرص متابعة كل صغيرة وكبيرة ولبعض من الوقت، ولكن (لا) لا تسمح لشبح ذاك العذر القبيح بالسيطرة عليك وعلى حياتك الجميلة، فتبلغ مرحلة لم تكن لتدركها منذ البداية، ويمضي من عمرك ما سيمضي، دون رجعة، في حين أنك بأمس الحاجة إلى كل دقيقة منه؛ لتنجز، تتفوق، وتبلغ القمة حيث يجدر بك أن تكون (القمة) التي تحتاج منك تحمل مشقة ما ستجده في الطريق وأنت في طريقك إلى الأعلى، (لا) الانشغال بأمور أخرى كان من الممكن أن تخمدها منذ البداية، لو أنك التفت إليها، وعالجتها بجدية ودون أي تأخير أو تقصير.

بالنسبة لي فلقد خرجت من تلك التجربة التي خضتها بما يُشذب ويُهذب تفكيري؛ لأراقب الكون من حولي؛ وأدقق في كل صغيرة تربكني وتثير قلقي قبل أن تكبر، وهو النهج الذي سألتزم به بإذن الله، والأمل أن يفعل كل من يريد خوض تفاصيل صفحات جديدة من حياته دون أن يعكر صفوها أي شيء، وحتى يتحقق لنا ما نود ونريد. ألقاكم على خير.

مساحة إعلانية