رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. زياد علوش

- كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني

مساحة إعلانية

مقالات

333

د. زياد علوش

المجاعة في غزة.. هل من صحوة أممية؟

27 أغسطس 2025 , 05:09ص

أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط.

فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة.

وقالت المنظمات إن على إسرائيل ضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية.

الإعلانُ رسميًا من قبل الأمم المتحدة، عن مجاعة في غـزة، إنما يُؤكّد المؤكَّد الذي يُشاهده العالم منذ شهور، بل منذ السابع من تشرين الأول 2023، حين شنّت إسرائيل حرب إبادة على قطاع غـزة، بمشاهد مروّعة حرّكت ضمائر كثيرين في العالم، وغيّرت نظرتهم وموقفهم من القضية الفلســطينية، لكن التعاطف اياه ظل عاجزاً عن وقف مسلسل الإجرام.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صرح بأن الوضع الحالي في قطاع غزة يجب أن ينتهي، وذلك بعد إعلان الأمم المتحدة بأن القطاع يعاني من المجاعة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن حدوث المجاعة في غزة ليس لغزا، وإنها كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية. وأضاف أن المجاعة لا تتعلق فقط بالغذاء ولكنها انهيار متعمد للأنظمة الضرورية للبقاء على قيد الحياة. وقال: «الناس يتضورون جوعا، الأطفال يموتون.

ليس الجوع وحده من يفتك بالغزيين، بل تلاحقهم السادية الاسرائيلية بشتى انواع القتل والتعذيب، على وقع العجز العربي والاسلامي الرسمي والشعبي والتواطؤ الدولي، لا احد حتى الآن قادر على تحدي الغطاء الامريكي لاسرائيل، ومؤشرات واشنطن رغم التصريحات الرنانة تذهب بالمزيد من الصمت على سفك الدم الفلسطيني، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، صرح، أن بلاده فرضت عقوبات جديدة على قاضيين ومدعين اثنين بالمحكمة الجنائية الدولية، في وقت تواصل فيه واشنطن ضغطها على المحكمة بسبب استهدافها قادة إسرائيليين.

وذكرت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان أن واشنطن حددت هؤلاء الأشخاص وهم نيكولا يان جيو من فرنسا، ونازهات شميم خان من فيجي، ومامي ماندياي نيانج من السنغال، وكيمبرلي بروست من كندا.

وجيو قاضٍ في المحكمة الجنائية الدولية ترأس هيئة ما قبل المحاكمة التي أصدرت مذكرة الاعتقال بحق المطلوب من المحكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب الحرب على قطاع غزة، وخان ونيانج هما نائبا المدعي العام في المحكمة.

تأتي هذه الخطوة بعد أقل من 3 أشهر من اتخاذ الإدارة الأمريكية خطوة غير مسبوقة بفرض عقوبات على 4 قاضيات في المحكمة ذاتها، على خلفية قضايا مرتبطة بواشنطن وإسرائيل، منها إصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو.

وشاركت القاضيات في إجراءات أفضت إلى إصدار مذكرة اعتقال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بحق نتنياهو، لمسؤوليته عن أفعال تشمل جريمة الحرب المتمثلة في التجويع كوسيلة حرب في الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل. 

وفي فبراير/شباط الماضي، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا لفرض عقوبات على المحكمة، منتقدا إصدارها أوامر اعتقال لنتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

امام التعنت الاسرائيلي والصمت الغربي الرسمي، وتواتر المشاهد المروعة من غزة وعموم فلسطين لم تعد الادانات تكفي.

فهل نشهد فصلاً جديداً من التكاذب والخذلان، أم صحوة إنسانية أممية تطيح بالرؤوس الحامية في تل أبيب، في نقطة اللاعودة يحضر الفعل من عدمه وينتهي التحليل.

 

مساحة إعلانية