رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. جاسم الجزاع

* باحث وأكاديمي كويتي
Jassimaljezza@hotmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

225

د. جاسم الجزاع

هشاشة النظام العالمي في غزة

27 أغسطس 2025 , 05:04ص

كم أصبح العالم اليوم هشّاً كما لم يكن من قبل، وهذا ملاحظ للجميع، فالمنظومة الدولية التي شُيّدت على شعارات العدالة وحقوق الإنسان، لا تلبث أن تتهاوى عند أول اختبار حقيقي أمامها، ابتداءَ من تغير المناخ الذي يهدد مصائر الأجيال، إلى الحروب والنزاعات المسلحة التي تفتك بالأوطان والبشر، ومن أزمة الغذاء التي تعصف بالملايين، إلى موجات النزوح التي تحوّل البشر إلى ضحايا في تقارير المنظمات الإنسانية، وعند ذلك تتكشف لنا صورة قاتمة للعالم الذي يفتقد أبسط مقومات التعاون الفعّال. لكن ومع ذلك، تبقى الأحداث الأخيرة التي حصلت في غزة نموذجاً أكثر وضوحاً لهذه الهشاشة التي يعاني منها المجتمع الدولي، فكانت قطعة ضيقة من الأرض، كشفت بالفعل عجز العالم بأسره وتفضح خواء النظام الدولي.

غزة ليست قضية محلية تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي مرآة تعكس عمق الاختلال والهشاشة في النظام العالمي، فمنذ سنوات طويلة يعيش أهلها بين حصار خانق وحروب متكررة وما يحصل الآن بعد السابع من أكتوبر إلى هذه اللحظة، نجد أن القوى الكبرى تقف بين صمت مشبوه أو عجز متعمد عن صياغة حل عادل ومباشر، أو لعلها لا ترغب أصلاً في ذلك. فازدواجية المعايير هنا تفضح كل الادعاءات التي يروج لها المجتمع الدولي، فكيف يُحتفى بحقوق الإنسان في مكان، بينما تُسحق في غزة تحت صمت دولي مريب؟، أليس هذا دليلا واضحا على أن النظام الدولي لا يقوم إلا على موازين القوة ويتجاهل تماما موازين القيم؟.

وهشاشة النظام العالمي لا تنحصر في غزة وحدها، فهي جزء من مشهد أكبر وأكثر قتامة، فهناك حرب مدمرة في السودان، وجوع ينهش سوريا، وصراع لا ينتهي في اليمن، وتوترات أخرى تهدد أمن المنطقة والعالم بأسره، وكلها ملفات متشابكة تفضي إلى نتيجة واحدة وهي أن غياب دور النظام العالمي لم يعد مجرد خلل سياسي، بل أصبح خطراً وجودياً يهدد حاضر الإنسانية ومستقبلها.

فالدرس الأعمق هو أن النظام العالمي الذي يتغاضى عن جرح غزة لن يستمر طويلا في هيمنته، فالتواطؤ على الظلم لا يقتل المظلوم وحده، بل يدمر الفاعل ويزرع بذور الفوضى التي ستعود على الجميع، وإن غزة اليوم ليست مجرد ساحة حرب فحسب، بل كارثة تعطي سؤالا واحدا مفتوحا للضمير العالمي وهو، هل سيبقى دور النظام العالمي مجرد مؤتمرات وبيانات مكرورة، أم يتحول إلى فعل حقيقي يعيد الكرامة للمقهورين ويوقف نزيف الدم؟

أعتقد أن الأمر بحاجة إلى أعجوبة دهرية تسقط النظام العالمي الحالي وتسعى لخلق نظام عالمي جديد يؤمن بضرورة الحفاظ على المكتسبات البشرية بشكل عام ويحرص على توازن القوى وأن تعود القيم الإنسانية لتكون موجهة للإنسان في وجوده على الأرض.

اقرأ المزيد

alsharq 29 عاماً من الصدارة

احتفلت شبكة قنوات الجزيرة والتي تُبث من قطر في الأول من نوفمبر الجاري بمرور ذكرى 29 سنة على... اقرأ المزيد

165

| 03 نوفمبر 2025

alsharq التبصير الطبي.. ميثاق ثقة لا ورقة موقعة

عندما يُجري المريض جراحة طبية، يُثار التساؤل حول من يقع عليه الالتزام بتبصير المريض: هل يلتزم بذلك الطبيب... اقرأ المزيد

354

| 03 نوفمبر 2025

alsharq معنى أن تكون شاعراً!

كل شاعر، مهما بدا هادئًا أو مطمئنًا في موقعه، يحمل في داخله جناحين قلقين، لا يطيقان البقاء طويلًا... اقرأ المزيد

219

| 03 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية