رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

ebalsaad@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

441

ابتسام آل سعد

الكــلام حتى الإلجــام

28 سبتمبر 2025 , 03:20ص

(تكلمنا فألجمناهم) هذا أقل ما يمكن أن توصف به كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الأمم المتحدة، والتي عبرت عن رأي شعبه وجميع أحرار العالم الذين يرون إسرائيل كيانا محتلا ومغتصبا ومنتهكا لكل قوانين الأرض التي تقول لإسرائيل إن ما تفعلينه في غزة هو إبادة جماعية وتطهير عرقي وخرق واضح لكل مبادئ الإنسانية المعمول بها في كل العالم، وتعمق هذا المفهوم باعتدائها الغادر على دولة تمثل وسيطا يعتد به لأجل إعادة المخطوفين الإسرائيليين الذين لا يزالون في قبضة حماس التي تلاحقها أيدي إسرائيل في خارج أراضيها كما فعلت في هجماتها الآثمة على الدوحة أثناء اجتماعات لقيادات الحركة لمناقشة الاقتراحات الأمريكية من أجل وقف الحرب في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين كما تدعي تل أبيب حرصها على ذلك، بينما تؤكد أفعالها بأنها تخلت تماما عن هذا الهدف بتعميق إجرامها داخل وخارج غزة والضفة الغربية وإنها بتعميق مفهوم الإرهاب عليها من خلال هذه السياسة الدموية العمياء فإن أهالي هؤلاء المخطوفين لا يمكن أن يمنوا أنفسهم بعودة مخطوفيهم سالمين إذا ما استمر نتنياهو المجرم في سياسته القائمة على الدم والاعتداء على أراض ليست في طرف حرب مع إسرائيل وهي دولة ترعى وساطة بالمشاركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، ليتوقف هذا العدوان الجائر والدموي على القطاع الذي يعاني منذ أكثر من عامين من القتل والتشريد والحصار والجوع والعطش والمرض والإنهاك والتعب الشديدين ناهيكم عن العشرات من الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى والبنية المدمرة بالكامل مما أضحى القطاع مجرد أنقاض هائلة من التدمير والموت والأوبئة وشح الغذاء والدواء والماء ووقف كل المساعدات التي يمكن أن تخفف ولو قليلا من كل هذه المعاناة الضخمة لأهل غزة. 

ويأتي نتنياهو اليوم وعلى المنصة الأممية نفسها ليلبس لبسا لا يليق بمجرم مثله ويحاول تنميق الكلام والحروف لتظهر معاناة إسرائيل الواهية في كلماته التي لم ينتظرها الكثير من الحاضرين الذين غادروا قبيل إلقاء هذه الكلمات الكاذبة أو بعد البدء بها ومحاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يظهر عمق الجروح الإسرائيلية التي تسببت بها المقاومة الفلسطينية التي لن يكون بسببها وجود أي دولة فلسطينية ولا سلطة فلسطينية تحكمها ما دامت إسرائيل تحتلها من البحر إلى النهر وهو أمر بات مستهجنا من الدول العربية والإسلامية وكثير من دول أوروبا التي جاهرت بمخالفتها للسياسة الإسرائيلية الدموية والفاشية في غزة حتى إن أسبانيا لم تتوقف حكوميا بدءا من الملك ورئيس الحكومة والوزراء وحتى أصغر طفل من الشعب فيها على مناهضة السياسة الإسرائيلية باعتبار حكومة نتنياهو حكومة قائمة على الدم والجرائم الفظيعة، وأعلنت أنها سوف ترافق سفينة الصمود العربية القادمة إلى قطاع غزة لخرق الحصار عنها بسفن حربية لحمايتها، بينما أعلنت إيطاليا مساندتها لإسبانيا في هذه المهمة التي تعتبرها إنسانية وضرورية للتخفيف عن أهل غزة ما يعانونه من قتل ممنهج وتطهير عرقي إسرائيلي أعمى يريد قتل كل ما يتحرك على أرض غزة، وهو ما حاول نتنياهو تبريره في كلمته التي أصرت القوات الإسرائيلية في كل مناطق فلسطين المحتلة على إذاعتها عبر مكبرات الصوت للتأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن حقها ودولتها وأرضها وشعبها وبدا رئيس الوزراء الإسرائيلي كالثعلب المتلون على منصة ما كان يجب أن تُعطى له أبدا لكنها عوضا عن ذلك قدمت له حجمه المناسب عليها باعتباره مجرم حرب وقاتل الأطفال والرُضع والأجنة في أرحام أمهاتهم، لذا كانت كلمة سمو الأمير كلمة كافية ووافية ألجمت من عارض إدانات العرب والغرب لسياسة هذا الكيان الغاصب وألجمته.

مساحة إعلانية