رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

498

صالحة أحمد

السمعة الطيبة التي تظل وإن رحلنا

29 يوليو 2025 , 12:11ص

كل واحد منا يعيش وفي ذمته ذاك الهدف، الذي يحرص على تحقيقه وتحويله لواقع على أرض الواقع؛ لذا نجده يبذل قصارى جهده في سبيل تحقيق ما يريده حتى يبلغ مبتغاه، ويحصد كل ما خرج في أثره بعد حياة مُكللة بكثير من الإنجازات، التي تظل كتركة يتولاها من حوله بعد رحليه، فيفوز بها من قُدر له ذلك، ويفوز (هو) بما تركه من سمعة طيبة ستظل وإن رحل عن هذه الدنيا، ويكفي من كل ما سبق أن تقابل تلك التركة كلمة صادقة ودعاء طيب وكل ما يخرج من القلب في حق من انتقل إلى ذمة الله، ويكون بأمس الحاجة إلى كل ما سيحرص العاقل والمُدرك لقيمته وقيمة تلك التركة العظيمة على العمل بما يُرضي الله في حياته؛ كي ينعم بتلك التركة بعد مماته، وليت الأمر ينطبق على الجميع، فكما نجد من يدرك سنجد من لا يفعل؛ ولأنه لا يفعل يظل الظلم هائجا ومنتشرا، وبين هذا الأخير ومن سبقه لاشك أننا سنقف عند من يخلص في عمله؛ ليحصد ثماره بعد رحيله.  منذ أسبوع مضى انتقل إلى رحمة الله الأستاذ محمد سعد البلم مُخلفا سمعة طيبة تحث من يُذكر من أمامه، ومن يتذكره على الدعاء له بالرحمة، وهو ما أخبركم به من بعد تجربة عملية تضمنت الكثير من الخبرات المهنية، التي جمعتني به وأكدت وجوده الإنساني في الكثير من المواقف، فالعمل الذي تحكمه إنسانية المرء يبقى أثره طويلا، ولدرجة أن عجلة العطاء تستمر بالدوران دون توقف حتى وإن انتهت صلاحية العمل.  (نعم) الموت حق علينا، لكني لم أتخيل يوما أن تتطرق إليه كلماتي؛ لتشمل صاحب القلب الطيب، الذي عاملنا معاملة الأب، وحرص على البحث عن المواهب الحقيقية والدفينة في أعماقنا؛ كي يُسلط الضوء عليها بعد أن يُنميها ويطورها وفق خطة حرص على تطبيقها رغم كل التحديات، التي سبق أن واجهته وتصدى لها بفضل من الله أولا، ومن ثم صلابته، وخبراته الحياتية الكبيرة، وسياسة النفس الطويل، التي كان يعتمدها؛ ليأخذ كل ما له من حقوق ولو بعد حين، والحق أن ذكر ما قد كان منه (رحمة الله عليه) يطول، وما يكفينا من مسيرته هو اعتماد هذه الحقيقة وهي أن وجودك في هذه الدنيا كزائر، ستنتهي مدة زيارته متى انقطع الحبل الذي يربطه بهذه الحياة، وحتى يكون ذلك كن مُخلصا في كل ما تقوم به وتقدمه؛ كي تترك أثرا تحث به من يذكرك على تذكر كل ما صنعته في حياتك، فيختم ذلك بكلمة صادقة ودعوة طيبة تكون من نصيبك.رحلة الحياة خاطفة جدا، ومن لم يُحضر نفسه جيدا وبما يُرضي الله خسر الكثير، حتى وإن خرج بما يحسبه من المكاسب. مما لا شك فيه أن ما تناولته اليوم ليس بالجديد، ولكنه ما يتوجب علينا التطرق إليه من حين لآخر؛ لنتذكره ونُذكر به سوانا، إذ إننا لا نعلم متى نرحل، ولكننا نعلم أننا نحتاج لهذا النوع من التذكير فعلا. وأخيرا: رحم الله كل من رحل عنا وغفر له، ووفق كل من يعمل بضمير ويخلص في ذلك. اللهم آمين.

مساحة إعلانية