رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير يقول: المسرح هو الحياة ولكل منا فيه دور، والمسرح هو أبو الفنون بين الفنون الأخرى، والنشاط المسرحي لا يمكن أن يحقق المعادلة بدون وجود خشبة مسرح لتقديم مثل هذه الأنشطة أو تلك، والمكان الوحيد الذي كان يحقق هذا المفهوم في المعادلة هو مسرح قطر الوطني الذي اختفى عن الأنظار وفقد الأضواء وتم إغلاق أبوابه من غير سابق إنذار، هذا المسرح المتميز في تصميمه وموقعه وعلو ارتفاعه والمتميز في إمكانياته الفنية عالية الجودة من حيث الإضاءة والصوت ونوع الخشبة والوحيد في منطقة الشرق الأوسط بهذه المواصفات وتلك الإمكانيات، وكما وصفه الزميل الإعلامي عبدالعزيز محمد في تغريدته بتاريخ 7- 6 – 2023 يقول فيها: إن هذا المبنى المميز بموقعه أصبح يحيط به الظلام من الداخل والخارج. وهذه التغريدة أثارت فضولي لكتابة هذا المقال، ومنذ فترة ليست بالقصيرة وقبل انطلاق مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته 35 بتاريخ 16-5-2023 الذي أقيمت فعالياته في مسرح الدراما بمؤسسة الحي الثقافي كتارا وهنا سألت المعنيين عن المسرح لماذا لم تقم فعاليات المهرجان على مسرح قطر الوطني. حيث أفادوني بأن هناك تعليمات من إدارة الدفاع المدني بعدم استخدامه لا من بعيد ولا من قريب. ومنذ فترة ليست بالبعيدة تساقطت أجزاء من السقف في مدخل المسرح وعلى ضوء ذلك تم نقل موظفي المسرح إلى مركز شؤون المسرح في منطقة السد وهنا اعتقدنا بأن يكون هناك نوع من الاستنفار والاستغاثة من الجهات المعنية لهذا المبنى الشامخ المعبر بشكله ومضمونه عن ماهية الثقافة وأشكالها المختلفة. وقد تشرفت بإدارة هذا المسرح مع بداية افتتاحه في عام 1982م والذي كان شعلة مضيئة متوهجة في تقديم الفعاليات المختلفة وشكل لنا جسوراً ثقافية مع العالم الآخر وعرفنا مدارس مختلفة في الفنون بشتى أنواعها وأشكالها بدءاً بالخليج مروراً بالوطن العربي وصولاً إلى آسيا وأوروبا وأمريكا على سبيل المثال لا الحصر. من الكويت عانقت خشبة المسرح مسرحية دقت الساعة بطولة المرحوم خالد النفيسي وسعد الفرج ومحمد المنصور وجاسم النبهان، ومن مصر رية وسكينة بطولة شادية وسهير البابلي وأحمد بدير، ومن الأردن مسرحية الممثل الواحد لزهير النوباني، ومن آسيا فنون شعبية يابانية، ومن فرنسا عزف للعود بمشاركة قطرية، ومن بريطانيا مسرحيات خالدة للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير، ومن أمريكا فرق موسيقية مختلفة. ناهيك عن النشاط المحلي من مهرجان الدوحة المسرحي إلى عروض الفرق الأهلية وأعمال للمؤسسات الخاصة مثل أعمال الفنان القدير: غانم السليطي والمرحوم عبدالعزيز جاسم وغيرهما. إذاً تسأل عن الحال هذا هو الحال. وكان يا مكان في قديم الزمان هذا المسرح شعلة مضيئة من النشاط والحيوية. وأصبح اليوم مظلماً تحيط به الكآبة وتغيب عنه الابتسامة وأخيراً نقول لمن يهمه الأمر مسرح قطر الوطني يشكي الحال ويستغيث فهل من مُغيث؟ وسلامتكم
1743
| 25 يونيو 2023
الدراما التلفزيونية تعتبر في المخطط البرامجي للتلفزيون وكذلك الإذاعة العمود الفقري في كل دورة برامجية لهما. والتلفزيون عندما بدأ عام ١٩٧٠م – ١٩٧٤م بالأسود والأبيض وبدأ يبث برامجه بشكل متواضع وبفترات زمنية قصيرة وحتى المبنى كان متواضعاً ومقره الإذاعة القديمة بأستوديوهات صغيرة متواضعة في شكلها ومضمونها ولا تتسع إلا لتقديم نشرة الأخبار والبرامج المنوعة والتي تعتمد على المذيع لضيق الأستوديو ولكن مع هذا أنتج التلفزيون عدد ثلاث تمثيليات بالأسود والأبيض مثل: عائلة بوشلاخ- أنا الغلطان -الي ما عنده قلم ما يسوى قلم-، ونظراً لضيق الأستديوهات في عدم القدرة لبناء الديكورات فقد قام التلفزيون بتصوير تمثيلية ( بوشلاخ) في مبنى دائرة الإعلام الذي كان يقع في عمارة نابكو بشارع المطار بالقرب من الدوار المجنون وكانت هذه العمارة تضم أيضاً وكالة الأنباء والعلاقات العامة وقاعة الموسيقى والغناء التي تقع في الدور الأرضي للعمارة والتي تم فيها تصوير تمثيلية بوشلاخ لإمكانية مساحتها في بناء الديكور، أنا الغلطان قدمت في الأستديو ولكن لم تحقق المعادلة في التنفيذ بالشكل المطلوب لضيق الأستديو أما الي ما عنده قلم ما يسوى قلم تم تصوير أغلب المشاهد فيها خارجياً وشهدت هذه التمثيلية ظهور أول عنصر نسائي قطري وهي (سلوى عبدالله) وكان صاحب فكرتها المرحوم موسى عبدالرحمن موسى وكانت هذه التمثيليات من إخراج المرحوم أحمد الطوخي، في عام 1974م بدأ البث التلفزيوني الملون في مبناه الجديد وبدأت إدارة التلفزيون باستقطاب مخرجين من الوطن العربي من أمثال المرحوم حسن بشر ووجيه الشناوي وإبراهيم الصباغ وأمين الطريفي وعبدالمجيد الرشيدي وغيرهم. وتم إنشاء مراقبة للدراما والنصوص والإنتاج وكان للمخرجين القطريين دورهم البارز في هذا ومنهم الأخ المخرج علي الحمادي وعلي التميمي وغيرهم. ومنذ منتصف السبعينيات ونهاية التسعينيات من القرن الماضي بدأت الدراما القطرية تضيء في السماء المحلية والخليجية من حيث الشكل والمضمون في الكم والكيف، عندما كنا نشاهد مسلسل فايز التوش بأجزائه المختلفة في طرح قضاياه المعبرة عن نبض الوطن والمواطن في سياق الأحداث من حيث الطرح للمواضيع التي تلامس قضايا المجتمع وغيرها من المسلسلات ذات الطابع والنهج المحلي لقضايانا المختلفة مثل الهجرة إلى المستقبل – الضياع – دانة- صرخة ندم – البيت الكبير – الدانوب – بنات الفريج – سيف دحيلان - آخر الأيام - نعم ولا وحكم البشر وغيرها من تلك المسلسلات المحلية منها والعربية والتي حصلت على عدة جوائز في مهرجانات عربية وخليجية. ولا ننسى دور التأليف لمثل هذه المسلسلات وخاصة المحلية وعلى رأسهم الأخت الفاضلة وداد عبداللطيف التي أثرت الدراما القطرية بكتاباتها وتنويع مواضيعها في الطرح والتي كتبت أغلب هذه المسلسلات. وهنا اسمحوا لي أن أذكر لكم موقفا جاء على لسان عملاق الكوميديا الخليجية في تلك الفترة وهو الفنان المرحوم (عبد الحسن عبدالرضا) عندما كان في زيارة للدوحة للتعاقد على عرض مسرحية عزوبي السالمية والتي عُرضت في سينما الخليج قبل افتتاح مسرح قطر الوطني في عام 1982م وأنا أودعه في المطار قال لي (يا بوجسوم صرتو ذيابه في إنتاج الدراما التلفزيونية وأنا أخوك) وهذا الإطراء من هذا الفنان في تلك الفترة بمثابة شهادة تقدير تعلق على صدر الدراما القطرية، وكما تعلمون بأن المواطن والمقيم في تلك الفترة الذهبية للدراما كان ينتظر بفارغ الصبر المسلسل الذي يعرض بعد الإفطار لأنه كان يطرح مشاكله ويخاطب وجدانه ويرى ما يطرح قريبا منه في الشكل والمضمون وكذلك الإذاعة كنا ننتظر بفارغ الصبر المسلسلات التي كانت تذاع قبل الإفطار مثل: سوالف اليصاصة – وأهل الرق- ودورة زمان – ودقت القبعة – من إخراج المرحوم إسماعيل تامر وكذلك تجار المخشر الذي تشرفت بإخراجه في إحدى الدورات الرمضانية وهذه المسلسلات المتميزة في الطرح كانت من تأليف المرحوم أحمد حسن الخليفي، رحمه الله، ولكن للأسف الشديد بعد أن ألغت إدارة التلفزيون مراقبة الدراما والنصوص والإنتاج وأسندت هذا الدور لشركات الإنتاج الخاصة أصبح التلفزيون مُسيرا بعد أن كان مخيرا في إنتاج هذه المسلسلات ولنكن واقعيين وبعيداً عن المجاملات والعلاقات الشخصية كلنا نعلم علم اليقين بأن شركات الإنتاج هذه وجدت في المقام الأول للربح وليس لإثراء الدراما وكذلك هو المجال في المسرح نفس الأسطوانة المشروخة وهذا حق مشروع بأن تربح ولكن ليس على حساب مفهوم الدراما تلفزيونياً ومسرحياً وهذا كلام مأكول خيره. وفي ظل هذه المؤسسات الإنتاجية الكثيرة أصبح العمل المنتج لمثل هذه الشركات وتلك المؤسسات لا يحقق المعادلة في متعة المشاهد وتحقيق طموحاته ورغباته اجتماعياً وثقافياً وفكرياً كما كان الحال في السابق ومن هذه الأعمال ما شاهدناه على الشاشة الفضية في رمضان بعد الإفطار وهو مسلسل يحمل اسم قالوا الأولين الذي نفذ في الجمهورية التركية علماً بأن أغلب هذه المشاهد لا علاقة لها بما قاله الأولون وهناك فكرة لا تحمل مقومات ماهية الدراما وأحداث غير منطقية في تسلسل وبناء الأحداث الدرامية وشخصيات نمطية مركبة وإقحام غير مبرر فنياً ناهيك عن العناصر الأخرى مثل الملابس وتقمص الشخصيات لأدوارها والديكور وغيرها من العناصر الفنية، رغم أن الموقع يتسم بالجمالية في الشكل التي تدور فيه الأحداث ولكن العمل الفني هو مجموعة عناصر متكاملة يجب أن تتسم بالتجانس فيما بينها بدءا من النص وهو الأهم ومن ثم المخرج والذي يعد هو المحرك الأساسي للعمل، من ثم الممثلون والإضاءة والديكور وغيرها من متطلبات العمل الفني والتي للأسف هذه العناصر فقدت التجانس والإيقاع الفني فيما بينها والتي لم نر لها أي موقع من الإعراب لا بالفتحة ولا بالضمة ومن هنا نقول لابد من إعادة وترتيب مفهوم الإنتاج الدرامي لمثل هذه الأعمال من إدارة التلفزيون وإعادة المياه إلى مجاريها بعودة مراقبة الدراما والنصوص والإنتاج لأن ما يصرف لمثل هذه الأعمال من موازنات فوق الخيال وفوق ما يتصوره العقل والمنطق وليس هناك نسبة وتناسب بين الكم والكيف وهذه النوعية من الأعمال أصبحت لا تتناسب مع العصر الذي نعيشه وفي هذه الحالة يصبح الكحل في العين الرمدة خسارة وسلامتكم..
2205
| 02 مايو 2023
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بتاريخ 15-1-2008 كتبت في زاويتي الأسبوعية لنتواصل آنذاك في جريدة الشرق مقالًا عن هذا الرجل الموسيقار الإنسان وما قدمه من إبداع للموسيقى والألحان بعنوان "هذا الموسيقار الإنسان وشفافية الإبداع للألحان"، حيث كان يعيش بيننا بهدوء واطمئنان، واليوم أكتب هذه السطور المتواضعة بعد أن رحل إلى مثواه الأخير في صباح يوم الجمعة 22 يوليو حيث ودّعه المواطنون والمقيمون بمختلف الأعمار والأطياف في موكب مهيب تم توديع الروح والجسد في مساء ذلك اليوم. ولكن الذكرى سوف تبقى خالدة في إنجازاته الفنية والتي ارتبطت بإبداع هذا الموسيقار العزيز أبو ناصر عبد العزيز، ارتباطي وعلاقتي بهذا الشهم المغوار -رحمه الله- بدأت في عام 1966 مع بدء إنشاء فرقة الأضواء الموسيقية والتي كان مقرها في البداية في بيت عربي من الإسمنت ملك يوسف علي فخرو في منطقة الجسرة بجانب برادات قطر مكان وزارة الخارجية على الكورنيش الحالي، والتي أزيلت مؤخرًا، ثم بعد ذلك تم الانتقال إلى مقر أكثر هدوءًا بعيدًا عن الضوضاء وأعين الناس حيث كان مفهوم الموسيقى والفن بشكل عام هو نوع من العبثية ويدخل في إطار الممنوعات في ذلك الوقت، وكان هذا المقر يقع في منطقة الجسرة خلف مصلى العيد الحالي، وكان هذا الرجل العبقري الفنان والمبدع -رحمه الله- هو الأب الروحي لهذه الفرقة والموجه لها في المشورة والاستشارة. عملنا معًا في مجال الموسيقى والتمثيل ضمن مجموعة من ذلك الجيل الذي أصبح فيما بعد هو جزء من الحدث والمنظومة الإعلامية المسموعة والمرئية في هذا البلد المعطاء لمثل هذه الأجيال المبدعة. في بداية التسعينيات ذهبنا إلى القاهرة هو لدراسة الموسيقى وأنا لدراسة المسرح مع مجموعة من أعضاء فرقة الأضواء من نفس الجيل. وفي القاهرة أيضًا كان هو الموجه لنا في المشورة والرأي لأمور كثيرة ومتعددة اجتماعية كانت أو فنية وكانت زيارتنا له واجبة في مساء كل خميس من كل أسبوع في شقته الكائنة في منطقة الدقي مقابل بقالة السعودي، وكانت هذه المجموعة تضم محمد أبوجسوم، الدكتور مرزق بشير، المرحوم إسماعيل خالد، علي عبد الستار، حامد نعمه، والمرحوم محمد الساعي والذي كان يعتبر عبد العزيز ناصر هو الأب الروحي له فنيًا واجتماعيًا وبمثابة ولي أمره في القاهرة. تخرجنا من القاهرة أنا في عام 1976 وهو في عام 1977 التحقنا بالعمل في وزارة الإعلام آنذاك هو في إدارة الإذاعة وأنا في إدارة الثقافة والفنون، وكان التواصل الحميم بيننا مستمرًا إما من خلال العمل أو من خلال جلساته الأسبوعية في منزله العامر في منطقة بن محمود والذي كان يأتيه الجميع من الفئة الفنية والاجتماعية. وفي عام 2014 ترك العمل بالمؤسسة القطرية للإعلام وترك مراقبة الموسيقى والغناء التي تسلمها المرحوم تيسير عقيل برغبة شخصية ليصبح مخيرًا لا مسيرًا ويعيش عالمه الخاص المليء بالأحاسيس والمشاعر ومايصاحبها من الآلام والمتاعب رحلة طويلة حملت معها مجمل العلاقات الإنسانية والإبداعات الفنية، كان حسه الديني -رحمه الله- يسبق حسه الفني والاجتماعي في علاقته مع الآخرين وكان له طقوسه الخاصة في ذلك أساسها الشفافية ودماثة الخلق وروعة الابتسامة حتى مع أقرب المقربين له، رحل عنا بهدوء وعاش بيننا أيضًا بهدوء الأحاسيس والمشاعر وماتحمله من آلام ومتاعب. كان من أهم أصدقائه ورفقاء دربه- رحمه الله- آلة الكمان ومن ثم آلة العود ولكن تبقى آلة الكمان هي الدافع الأساسي لدراسته الموسيقية بدلًا من اللغة العربية والمحرك لملكة الخيال والإبداع لأعماله الفنية والذي يؤكد فيه أهمية الكيف لا الكم في مفهوم إنتاجية الأعمال. تعددت مدارس الألحان بين البعد الوطني والانتماء إليه مثل أغنية (الله ياعمري قطر، يا قطر يا قدر مكتوب، وأحب ترابك ياقطر)، وروعة ألحان السلام الأميري، ثم يأتي البعد العربي ليؤكد عروبته مثل أغنية (ياقدس ياحبيبتي، وآهٍ يا بيروت) ثم يعرج بألحانه إلى البعد الإنساني والإسلامي، مثل أغنية (المجاعة وأغنية أفغانستان). أما البعد العاطفي فتمثل في (أصدر للورق همي، واقف على بابكم)، ومن ثم يأتي التراث ممثلًا في (يالعايدوه والقرنقعوه). وفي الختام نقول مهما كتبنا عن هذه الأسطورة في عالمنا المعاصر في شخص ذلك الرجل الإنسان والمبدع الفنان الموسيقار العزيز أبو ناصر عبد العزيز فلم ولن نوفيه حقه.. وهذا هو الأهم.
1191
| 02 أغسطس 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين، ولله ما أعطى ولله ما أخذ يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" صدق الله العظيم. هكذا هو حال الدنيا، يأتيك الأجل والقدر في أي زمانٍ ومكان، هناك من يأتيه الأجل المحتوم في اليوم المكتوب بعد صراعٍ ومعاناةٍ طويلة مع المرض، ومنهم من يأتيه بعد غيبوبةٍ طويلة والآخر بحادث مؤلم أو بسكتة قلبية هادئة، هذه الأخيرة هي التي تفجع وتؤلم لأنها تأتي فجأة وبدون استئذان وسابق إنذار بوجود إعياء أو مرض تسبق قبض الروح والرحيل إلى الآخرة. هكذا هي الأسباب والمسببات إما عاجلة أو آجلة. ومهما تعددت وتنوعت فالموت واحد. ومن هنا كانت هذه الفاجعة لموت الفجاءة في رحيل ذلك الرجل المبدع الإنسان علي بن محمد السادة في فجر يوم السبت الموافق 9-7-2016 رحل إلى الرفيق الأعلى بهدوء وبدون سابق إنذار أو استئذان، رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، أسدل الستار على رجل الإعلام بشكل عام وابن الإذاعة الأم بشكل خاص. كان رحمه الله يؤمن بالنظرية التي تقول "كلما كنت محترمًا فرضت احترامك على الآخرين"، ومن هنا كان مثاليًا في علاقته مع الآخرين، يوجب حق الكبير والصغير، مثالًا للذوق والاحترام. كان رحمه الله يحمل هم الوطن بإبداعاته الفنية عندما يعبر بشفافية المصداقية بين أنامله الذهبية للعمل سواء في التسجيل أو المونتاج أو الإخراج وهمه هو البحث عن ما هو جديد في الإبداع والابتكار.معرفتي بهذا الرجل الإنسان كانت في بداية الثمانينيات عندما كنت مديرا لمسرح قطر الوطني، ثم تعمقت هذه المعرفة والعلاقة بعد انتقالي في بداية التسعينيات إلى إدارة الإذاعة حيث تم تكليفي بعمل حلقة خاصة عن يوم الاستقلال الذي كان يصادف الثالث من سبتمبر آنذاك، وطلبت أن يكون هذا الرجل الإنسان رحمه الله منفذًا لهذه الحلقة الخاصة، وكان هذا أول تعاون لي معه فنيًا. في عام 2008 تعمق هذا التعاون مع إمكانات هذا المبدع الذي يعي ما يقول ويفعل عندما قمت بإعداد وتقديم البرنامج الحواري "دعوة للتواصل"، على مدى دورة إذاعية كاملة من يناير إلى نهاية أبريل 2008، حيث وجدت في هذا الرجل الإنسان والمبدع الفنان الحس المرهف في الاختيار والإتقان والتوظيف الفني الجيد للعمل الذي يقوم بتنفيذه أو إخراجه.وما قدمه المرحوم للإذاعة من برامج سواء في التسجيل أو المونتاج أو التنفيذ والإخراج كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولكن يبقى برنامج "حدث في مثل هذا اليوم" والذي شكل فريقا ثنائيا متجانسا في الأفكار والابتكار مع أحمد عدنان، وما يبذل من جهد لهذا البرنامج اليومي في تأكيد وأهمية الأحداث للزمان والمكان، والذي لا يزال يذاع يوميًا في الفترة الصباحية والمسائية. وحول هذا البرنامج كتبت مقالًا بعنوان "عدنان والسادة إبداعات إذاعية" بتاريخ 27-7-2010 ضمن زاويتي الأسبوعية في جريدة "الشرق" آنذاك، بأن هذا البرنامج يحمل بين طياته أهم المعايير والمقاييس لمفهوم البرنامج المتكامل في الشكل والمضمون ومن ثم تأتي الأبعاد التوافقية في هذا الإبداع بين المعد والمقدم أحمد عدنان والمنفذ لهذا البرنامج علي السادة، هذه السمفونية الثنائية في التوافق والأحاسيس جعلت من هذا البرنامج اليومي وجبة دسمة للاستماع والاستمتاع.في الختام نقول: رحم الله هذا الرجل المبدع الإنسان وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه لراجعون. والحمد لله رب العالمين.. وهذا هو الأهم.
1182
| 20 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نتواصل بين فترة وأخرى نبحث ونترقب لما هو جديد ومتجدد لموسوعة الإعلام العربي والخليجي بقنواته الفضائية المتعددة في الموسم السنوي الرمضاني من كل عام، وفيه تتسابق القنوات الفضائية وتجري جري الوحوش لإنتاج وشراء المسلسلات والبرامج في هذا الشهر الفضيل دون الشهور العربية الأخرى، وأصبح هذا الشهر له خصوصية في هذا المفهوم للإنتاج والتسويق والتنافس فيما بين هذه القنوات وتلك، وعند التدقيق لهذا التنافس وفي هذا التسارع في الكم الهائل من الإنتاج لهذه البرامج وتلك المسلسلات والتي في أغلبها ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة بافتقادها للموضوعية وماهية المضامين للبناء الدرامي والتسلسل المنطقي للأحداث، وما يصاحبها من خروج عن المألوف وخصوصية المجتمع خليجيًا كان أو عربيًا وفي ظل هذا العبث لمفهوم الإعلام المرئي في عدم فهم رسالته السامية والذي معه نفتقد متعة المشاهدة اللهم إلا فيما نذر وندر وبالتالي تسأل عن الحال.. هذا هو الحال فيما نشاهد من فوضى إعلامية لقنواتنا الفضائية في هذه الأجواء الرمضانية حيث أصبحت مقرونة ومرتبطة بهذا الشهر الفضيل، علمًا بأن طبيعة المُشاهد في المنطقة العربية والخليجية له خصوصية في هذه الأجواء الرمضانية بحيث الغالبية العظمى تنطلق مع أذان العشاء إلى أداء صلاة التراويح ومن ثم كل إلى وجهته إما إلى الدوام أو الأسواق أو المجالس بعكس الشهور الأخرى التي غالبًا ما يكون المشاهد ملازمًا لبيته وأهله وبالتالي فرصة المشاهدة لهذه القنوات وتلك متاحة بصورة أفضل وأشمل. وإذا لاح في الأفق بوجود شيء ممكن متابعته تأتي فقرة الإعلانات لتقضي على حبل أفكارك في المتابعة لهذا المسلسل أو ذاك البرنامج أو تلك المسابقة وبالتالي تجد أن الزمن الحقيقي لهم نصف ساعة فيما نشاهده في ساعة كاملة بسبب إقحام مثل هذه الإعلانات والتي ليس لها أي موقع من الإعراب لمفهوم المادة الإعلامية مما يعكر صفو المشاهدة وضياع الوقت الزمني لمثل هذه الأعمال والبرامج إلى جانب أن أغلب هذه الإعلانات تأتي في شكلها ومضمونها خادشة للحياء ومخلة للآداب والذوق العام، ومن هنا نقول إن صناعة الإعلان علم وذوق وإتقان وصناعة الإعلان أصبحت مادة إعلامية تدرس في الجامعات ولا يجب أن ينظر إليها نظرةً دونية في آلية التنفيذ.ومن هنا نقول إن الإعلان في السابق يعتبر فقرة إعلامية قائمة بذاتها ضمن الخارطة البرامجية بحيث تصبح مدة فقرة الإعلانات بين ١٥ دقيقة إلى نصف ساعة، وكانت تذاع إما بعد نشرة الأخبار، أو المسلسل أو البرنامج الحواري وغيرها من البرامج، وكان لها متابعين. وكانت هذه الإعلانات تتسم بالتشويق ومتعة المشاهدة بعيدًا عن الابتذال والإسفاف والخروج عن المألوف لمفهوم الرسالة الإعلامية، أما المسابقات فحدث ولا حرج توزع فيها الجوائز المالية بإسهاب وسخاء دون جهدٍ من المتصل بالتفكير أو البحث، وبالتالي ليس هناك نسبة وتناسب بين قيمة الجائزة المالية وجواب السؤال المطروح، وفي أحيان كثيرة نجد المذيع هو من يجيب على السؤال بدل المتصل وكأننا في جمعيةٍ خيرية لتوزيع الجوائز المالية.
382
| 29 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نتواصل بين فترةٍ وأخرى، نبحث، ونترقب، كل ما هو جديد ومتجدد لموسوعة الإعلام العربي والخليجي؛ بقنواته الفضائية المتعددة، في الموسم السنوي الرمضاني من كل عام، وفيه تتسابق القنوات الفضائية وتجري جري الوحوش لإنتاج وشراء المسلسلات والبرامج في هذا الشهر الفضيل، دون الشهور العربية الأخرى، وأصبح هذا الشهر له خصوصية في هذا المفهوم للانتاج والتسويق والتنافس فيما بين هذه القنوات وتلك، وعند التدقيق لهذا التنافس. وفي هذا التسارع في الكم الهائل من الانتاج لهذه البرامج وتلك المسلسلات التي في أغلبها ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة، بافتقادها للموضوعية، وماهية المضامين للبناء الدرامي والتسلسل المنطقي للأحداث، وما يصاحبها من خروج عن المألوف وخصوصية المجتمع خليجياً كان أو عربياً، وفي ظل هذا العبث لمفهوم الإعلام المرئي؛ في عدم فهم رسالته السامية والذي معه نفتقد متعة المشاهدة، اللهم إلا فيما نزر وندر، وبالتالي تسأل عن الحال.. هذا هو الحال فيما نشاهد من فوضى إعلامية لقنواتنا الفضائية في هذه الأجواء الرمضانية، حيث أصبحت مقرونة ومرتبطة بهذا الشهر الفضيل، علماً بأن طبيعة المُشاهد في المنطقة العربية والخليجية، له خصوصية في هذه الأجواء الرمضانية بحيث الغالبية العظمى تنطلق مع أذان العشاء إلى أداء صلاة التراويح، ومن ثم كل إلى وجهته إما إلى الدوام أو الأسواق أو المجالس بعكس الشهور الأخرى التي غالباً ما يكون المشاهد ملازماً لبيته وأهله، وبالتالي فرصة المشاهدة لهذه القنوات وتلك متاحة بصورة أفضل وأشمل. واذا لاح في الأفق بوجود شيء ممكن متابعته تأتي فقرة الإعلانات لتقضي على حبل أفكارك في المتابعة لهذا المسلسل أو ذاك البرنامج أو تلك المسابقة، وبالتالي تجد أن الزمن الحقيقي لهم نصف ساعة فيما نشاهده في ساعة كاملة، بسبب إقحام مثل هذه الإعلانات، التي ليس لها أي موقع من الإعراب لمفهوم المادة الإعلامية، مما يعكر صفو المشاهدة وضياع الوقت الزمني لمثل هذه الأعمال والبرامج إلى جانب أن أغلب هذه الإعلانات، يأتي في شكلها ومضمونها خادشة للحياء، ومخلة للآداب والذوق العام، ومن هنا نقول بأن صناعة الإعلان علم وذوق وإتقان، وصناعة الإعلان أصبحت مادة إعلامية تدرس في الجامعات، ولا يجب أن ينظر إليها نظرةً دونية في آليةالتنفيذ. ومن هنا نقول: إن الإعلان في السابق يعتبر فقرة إعلامية قائمة بذاتها ضمن الخريطة البرامجية، بحيث تصبح مدة فقرة الإعلانات بين ١٥ دقيقة إلى نصف ساعة، وكانت تذاع إما بعد نشرة الأخبار، أو المسلسل أو البرنامج الحواري وغيرها من البرامج، وكان لها متابعون. وكانت هذه الإعلانات تتسم بالتشويق ومتعة المشاهدة، بعيداً عن الابتذال والإسفاف والخروج عن المألوف لمفهوم الرسالة الإعلامية، أما المسابقات فحدث ولا حرج؛ توزع فيها الجوائز المالية بإسهاب وسخاء دون جهدٍ من المتصل بالتفكير أو البحث، وبالتالي ليس هناك نسبة وتناسب بين قيمة الجائزة المالية، وجواب السؤال المطروح، وفي أحيانٍ كثيرة نجد المذيع هو من يجيب على السؤال بدل المتصل، وكأننا في جمعيةٍ خيرية لتوزيع الجوائز المالية، علماً بأن هذه المسابقات وجدت للتثقيف والبحث عما هو جديد في عالم المعرفة، وبالتالي يجب أن تكون الأسئلة في مثل هذه المسابقات، تنعكس على أجواء هذا الشهر الفضيل، وتتضمن أهم المواقع الإسلامية وأهم الغزوات وأهم الأحداث التي حدثت في شهر رمضان وغيرها.. من هذه الأسئلة ذات الصلة بهذا الشهر، ومكتسباته وصولاً إلى البرامج الأخرى، والمسلسلات لتحمل بين طياتها، وفي شكلها ومضمونها هذه الديباجة، وتلك المنظومة، وبين هذا وذاك، تأتي غالبية هذه البرامج مفتقرةً للغة العربية، لغتنا الأم ولغة القرآن الكريم، الذي قال فيها سبحانه: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ)) بعيداً عن الصخب، والفوضى الإعلامية لهذه القنوات الفضائية، في هذه الأجواء الرمضانية، وهذا هو الأهم.
928
| 29 يونيو 2016
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4290
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2040
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1788
| 04 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1452
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1173
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
1044
| 10 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
909
| 03 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
870
| 09 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
669
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
645
| 04 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
606
| 08 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية