رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كنت قد طرحت هذا الموضوع في مقالي السابق بجريدة الشرق بتاريخ 16 مايو 2016 تحت عنوان "قطر بحاجة لوزارة الثقافة والسياحة والتراث"، وقد أعربت عن قلقي حول ضم وزارتين مهمتين كوزارة الثقافة ووزارة الرياضة في وزارة واحدة، أنا لست ضد دمج الوزارة ذات الصلة لما فيه من صالح عام ونبذ للتعددية وهدر الموارد، ولكني حتماً لا أحبذ دمج وزارتين مهمتين وضروريتين لخدمة المصالح الوطنية لدولتنا، فقطر اليوم تحت مجهر الصحافة العالمية سواء كانت الصفراء أو حتى النزيهة.وكي لا أكرر ما أسلفته، فإني أود التأكيد على ضرورة إعادة فصل الوزارتين ودمج الهيئات المعنية بالثقافة والسياحة كهيئة متاحف قطر وهيئة السياحة وغيرهما من الجهات ذات الصلة، تحت مظلة وزارة واحدة وسأقترح لاحقاً بعض المحاور التي لابد من وضعها كنقاط ارتكاز لصياغة استراتيجية الوزارة المنشودة.هدفي من هذا المقال التأكيد على دور الوزارتين عند فصلهما ولا يهمني الرد على ما يقال في الإعلام عن قطر، فمبادراتنا تتحدث عن نفسها وأفعالنا تبيض الوجه، ولكن لا يجوز لحسن نوايانا أن نترك من "هب ودب" يشوه حقيقة مساعينا و"يدس السم في العسل"!ولن أتطرق للرياضة لأني لست مطلعة على أحوال الرياضة والرياضيين، ولكن المعلوم أن قطر أصبحت قبلة لتنظيم الأحداث الرياضية واستضافة كأس العالم 2022 تحتاج لوزارة بحد ذاتها! إذاً مع هذا الزخم الرياضي لابد من تخصيص وزارة مستقلة له.ولأني مهتمة بالثقافة والتراث والفنون والتنشيط السياحي، فإني أناشد القيادة الكريمة تشكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار لأهميتها القصوى لخدمة مصالحنا الوطنية؛ فقطر اليوم من أهم محاور القوى الناعمة عالمياً.وفي مقالي السابق بينت دور هذه الوزارة في تمثيل دولة قطر في المحافل الدولية خارج معترك السياسة والاقتصاد والرياضة الذي برزنا فيهم بجدارة، ولكن للأسف لم يُوَاكَّبه حضور ثقافي أو فني أو شعبي مما أدى إلى اكتناف الغموض للهوية القطرية، وأطلق العنان للمتربصين لتشويه صورة الهوية القطرية وقيّمّنا وتدنيس كل ما هو قطري.لابد حتماً من وجود وزارة مستقلة للاعتناء بثقافتنا وتاريخنا العريق وإبراز أمجادنا وهويتنا السمحة خصوصاً للسيدات اللاتي دائماً ما يوضّعّنَّ في قالب السواد والرجعية! إن دمج كل ما يعنى بالثقافة والسياحة والتراث والآثار تحت مظلة وزارة واحدة سيقود لترشيد الموارد وتوحيد الرؤية والعمل ضمن منظومة موحدة خصوصاً في ما يتعلق بالمشاركة في الأحداث العالمية والترويج السياحي للدولة وتوحيد ما ينشر من مواد إعلامية وللتعاون مع سفارات دولة قطر بالخارج لتوضيح الصورة النمطية المشرفة عن دولتنا وهويتنا.وهذه بعض المحاور المقترحة لاستراتيجية الوزارة:- الاهتمام بالسياحة التاريخية من خلال الاهتمام بالمناطق والقلاع الأثرية وعمل برامج زيارة خاصة بها وبرامج لمعايشة الماضي فيها، عمل أوبريتات للأغاني والروايات الشعبية يمثلها طلبة المدارس في هذه القلاع من خلال مهرجانات فلكلورية.- تبادل الزيارات للفنانين والترويج للفنانين القطرين من خلال المعارض العالمية، وإشراك وفود ثقافية ترويجية مع أي وفود قطرية تحضر مناسبات خارجية.- الاهتمام بدار للنشر تتبع للوزارة لإنتاج مطبوعات منوعة تترجم من قبل الوزارة لعدة لغات وتُصَّدر للخارج بالتعاون مع سفارات قطر وعبر مطار حمد الدولي وعلى متن الخطوط القطرية.- الترويج للجهات السياحية في الدولة – غير المجمعات التجارية المنتشرة في العالم- كاللؤلؤة وكتارا ومزارع الأهالي وبيوتهم القديمة والمتاحف الأهلية، الترويج لساحات المزروعة ففي أوروبا وأمريكا تعد أسواق المنتجات المحلية المفتوحة أحد أهم الوجهات السياحية، وفتح باب المشاركة للأهالي بعمل أكشاك لبيع المأكولات التقليدية التي يتقنونها ومنتجاتهم الحرفية.- تنمية السياحة البحرية، وتخصيص شواطئ مجهزة للسيدات. - الاهتمام بكل ما يتعلق بالتراث القطري من مطبخ وأزياء وفنون العمارة والألعاب والروايات الشعبية والفلكلور وجوانب الحياة اليومية وإبرازها.لدينا الكثير في ثقافتنا العريقة والغنية الذي لابد من إبرازه، وذلك سيأتي حتماً من خلال وزارة مستقلة بحد ذاتها، وأختم بقول سمو الأمير "قطر تستحق الأفضل من أبنائها" فمن شأن هذه الوزارة أيضاً فتح فضاء أرحب للفنانين والمثقفين للعطاء لدولتنا الغالية.
1637
| 13 فبراير 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دمج وزارة الثقافة والتراث ووزارة الرياضة والشباب لا يخدم مصالح قطر كقوة ناعمةيجب تصحيح الصورة المغلوطة بقصد أو بدون قصد عن دولة قطر وعن هويتنا وتراثنا بعيداً عن معترك السياسة والاقتصادعلام "سَيُلَّحِق" الوزير؟ على الفعاليات الرياضية أم الثقافية؟ على التمثيل الخارجي أم الحضور المحلي؟ أصدر سمو الأميرالمفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الشاب الحكيم ذو النظرة الاستشرافية، خليفة أمير المجد حمد -حفظهما الله- مطلع هذا العام أمراً بتعديل مجلس الوزراء تضمن دمج عدد من الوزارات ذات الصِّلة في خطوة موفقة لترشيد الاستهلاك ونبذ الازدواجية من جهة وكردة فعل ذكية لتدهور أسعار النفط من جهة أخرى. ولكني أود أن أبدي وجهة نظري المتواضعة من منطلق ميولي الثقافية واهتمامي بالتراث والمتاحف والحضارات الإنسانية وحرصي على صورة قطر وشعبها أمام العالم. كما أُدَّعِم وجهة نظري بتحليلي للانطباع المتأصل عند الكثير من الأجانب عنا من خلال حديثي معهم في أسفاري أو أثناء الدراسة أو عبر مشاهدة قنواتهم وبنتائج دراسة كلفنا بها في الفوج الأول للقيادات الصاعدة.فأنا أجد أن دمج وزارة الثقافة والتراث ووزارة الرياضة والشباب لا يخدم مصالح قطر كقوة ناعمة ولا يعزز المكانة الدولية التي تبوأتها، حيث أصبحنا الشغل الشاغل للإعلام العالمي ومحط أنظار العالم أجمع بلا مبالغة. إن هاتين الوزارتين تحديداً هما الأهم للحكومة القطرية حاضراً، فجميعنا يعلم زخم الروزنامة الرياضية القطرية ويعي الحاجة لاستقلالها بوزارة مختصة. من الصعب ضم مسؤوليات ومهام هاتين الوزارتين الحيويتين اللتين تقع على عاتقهما مسؤوليات جِسَام من تمثيل الدولة في الفعاليات العالمية المستمرة طوال العام إلى تصحيح الصورة المغلوطة -بقصد أو بدون قصد- عن دولة قطر وعن هويتنا وتراثنا بعيداً عن معترك السياسة والاقتصاد.وعلام "سَيُلَّحِق" الوزير؟ على الفعاليات الرياضية أم الثقافية؟ على التمثيل الخارجي أو الحضور المحلي؟ هل سينظر سعادته في أحوال المثقفين وهمومهم أم سيدرس قضايا الرياضيين المختلفة جملةً وتفصيلاً! فالثقافة شأن مستقل له خصوصياته الحساسة ولا يمكن توحيد أمورها مع الرياضة. ثم يُتهم الوزير ظلماً بالتقصير في الحضور أو بالتركيز على جانب وإهمال الآخر، يقول -سبحانه- "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" ولا أشكك في أداء سعادة الوزير صلاح بن غانم العلي، فهو -وإنجازاته تشهد- من خيرة الرجال، ولم يقصر ولم يهمل أي فئة تحت مظلة وزارته، ولكني أتكلم عن دمج الوزارتين بصورة عامة وعن صفة وزير الثقافة والرياضة وليس عن شخص سعادته الذي هو قدوة في المهنية.في وجهة نظري لابد من استعادة وزارة الثقافة في الحكومة القطرية، ولكن بمسمى جديد ومضمون أعم وأشمل، ليصبح مسمى الوزارة "وزارة الثقافة والسياحة والتراث". أجد أن هيكل الوزارة يحتاج للتوسيع ليضم تحت مظلته كافة الجهات المعنية بتراث وحضارة وهوية الدولة، ولعل أبرز هذه الجهات: هيئة متاحف قطر وهيئة السياحة ومركز التراث والهوية وإدارة سوق واقف. فإن لم شمل هذه الجهات ذات الفحوى والسمات المشتركة سيحقق نفعاً جماً وسيمنع الازدواجية -أو التعددية- فيما يخص صورة وهوية دولة قطر والمواطن القطري كما وسيقي من اللَبس والدخائل على عناصر ومكونات تراثنا.كان لي شرف الاختيار ضمن الفوج الأول بمركز قطر للقيادات، حيث قسمنا إلى مجموعات للعمل على المشروع النهائي. المشاريع كانت عبارة عن دراسة عدد من التحديات لرؤية قطر ٢٠٣٠ ووضع التوصيات المناسبة، وقد وقع على عاتق فريقي الذي انتخبني الإخوة والأخوات الأفاضل فيه لقيادته لإنجاز المشروع، دراسة تحدي "الحفاظ على الهوية القطرية والتقاليد". المهم أنه خلال الدراسة لاحظنا تعدد الجهات المعنية بالتراث والثقافة، طبعاً وزارة الثقافة والفنون والتراث كانت أبرزها ولكن في المقابل وجدنا أيضاً على مسرح الأحداث لاعبين كبارا آخرين منهم: هيئة متاحف قطر، هيئة السياحة، مركز قطر للتراث والهوية، سوق واقف، كتارا! فكان منهكاً لفريق العمل التوجه لكل من هذه المؤسسات على حدة والحصول على المواعيد وعمل مقابلة مع كل مسؤول وفي النهاية يكون الكلام مكرراً!. ماذا لو جاء باحث أجنبي ليكتب عن تراث قطر، خصوصاً مع سطوع نجمها كقوة ناعمة ومنارة لاستضافة أحداث عالمية كبرى، إلى أين سيتوجه وكم من الوقت سيلزمه لينجز بحثاً منطقياً عن هويتنا وتراثنا! وماذا لو أقيم حدث عالمي يخص التراث فلمن ستوجه الدعوة؟ وعلى سبيل المثال لو ستشارك وزارة -ولتكن الاقتصاد- في معرض تجاري وأرادوا أخذ بعض الكتيبات عن قطر لإهدائها للمشاركين الأجانب، فمن أين سيحصلون على المطبوعات التثقيفية؟ من مركز التراث أو وزارة الثقافة ولا هيئة المتاحف أو... والمؤسف ومن أوجه الهدر التي يمكن تفاديها - سواء هدر الجهد أو المال أو الوقت- أن لكل من هذه الجهات مطبوعات تصدر عنها، تعددت أشكالها ومضمونها واحد.وأثناء عملنا بالمشروع صادف أيضاً أن طرح مركز قطر للتراث والهوية ورشة حول الرواية الشعبية، ومن الطرائف أن إحدى إدارات وزارة الثقافة طرحت بعدها بأسابيع قليلة نفس الورشة تماماً، ولكنها على ما أذكر تحت مسمى "ندوة الرواية الشعبية"! ثم -مثلا- إذا طالعنا كتيبا عن المأكولات الشعبية القطرية فسنجد حتماً اختلافاً في المسميات وعناصر أخرى في إصدار كل مؤسسة لأن فرق العمل مختلفة.إذاً ضم هذه الجهات في وزارة مستقلة "وزارة الثقافة والسياحة والتراث" بات ضرورياً لما في ذلك من ترشيد للموارد وتضافر للجهود لتوحيد الرؤية والأهداف والرسالة وصورتنا في المحافل العالمية المختلفة، فدولة قطر تحت المجهر لبروزها كقوة ناعمة وكوجهة سياحية مما يستدعي انتقاء الصورة التي نُصَدِرها عنا والحرص على تكوين انطباع إيجابي عند من يزورنا، فهناك الكثير من الأفكار المغلوطة عن ثقافتنا وعن المرأة القطرية ومكانتها. ويمكن ضم هذه الجهات في شكل إدارات مستقلة تتمتع بصلاحيات عمل كبيرة، بهدف تشجيع الابتكار وكسر البيروقراطية وهو أمر محبذ في مجال الثقافة والفنون، ويمكن حتى أن يكون لكل إدارة شعارها تحت الشعار الرئيسي للوزارة وتحت الإدارة اللامركزية العليا للوزارة التي في النهاية ستضمن توحيد المضمون والصورة الكبيرة وإن اختلف الشكل من إدارة لأخرى، وهنا تجدر الإشارة إلى حسن اختيار وزير ويفضل وزيرة من الجيل الحديث الداعم لمثل هذا المنهج، وتَكُون عالية الثقافة والتأهيل لتبرز بشخصيتها الجوانب المشرفة لهويتنا وما وصلت له المرأة القطرية من علم وانفتاح على العالم، مع حفاظها على تقاليدها التي تفخر بها والتي لم ولن تكون عائقاً لتطورها. وتتمتع بحس فني يؤهلها للتحاور في هذا المجال، وملمة بثقافات الشعوب واهتماماتهم لتخاطبهم عن تراثنا باللغة الأقرب إلى قلوبهم، وتَكُون مهتمة بالمشاركة بل مبادرة لعمل معارض وندوات تتحدث فيها وتبرز من خلالها تقاليدنا العريقة وثقافتنا المستنيرة، والله الموفق.
1136
| 16 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وكنت في الجزء الأول من المقال قد طرحت فكرة - أو بالأحرى أمنية- بتشكيل الاتحاد الخليجي الذي طالما انتظرناه، ومن ثم تعزيزه بتحالف وثيق مع عدد من الدول العربية في مقدمتها المملكة المغربية الشقيقة والمملكة الأردنية، وكذلك دول كالسودان وجمهورية موريتانيا والجزائر قبل أن تعبث بأمنها واستقرارها الأيدي الخبيثة، فهذه الدول تعج بالموارد البشرية التي تعاني من البطالة، والموارد الطبيعية غير المستثمرة من جهة أخرى ولكن منَّ الله على دول الخليج بالموارد المادية والقدرة على توفير التكنولوجيا والتأهيل المهني والمعدات الحديثة، وعليه فإن تحالف دول هذين الطرفين سيحقق للمنطقة العربية الأمن والاستقرار من خلال نهضة صناعية واقتصادية كبيرة ستسهم بتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي المنشود، كما أن التعاون العسكري والتسلح الحديث لابد أن يكون على قائمة أولويات هذا التحالف، وهنا قد يتساءل البعض إن كنت لا أعلم بوجود كيان يدعى جامعة الدول العربية تضم دول الخليج والدول العربية!. وكي لا أطيل عليكم سأسألكم: هل ما زلتم تعتقدون أن للجامعة العربية اليوم دورا حقيقيا يعطيها الثقل الإقليمي الذي "يتعمل له حساب"؟ في رأيي الشخصي أصبحت عضوية الجامعة العربية عبئا مادياً على الدول الأعضاء دون تأثير ملموس لقراراتها على المستوى الدولي!. خصوصا فيما يخص بعض الدول العربية التي تعاني من العدوان الخارجي والداخلي على حد سواء كسورية الجريحة أجار الله شعبها من تسلط بشار ومن العدوان الإسرائيلي الذي لا يحترم لا معاهدات ولا مواثيق للأمم المتحدة ولا أبسط مبادئ الإنسانية.والجامعة العربية لم تعد "جامعةً" للدول ولم تفلح على الأقل في إصلاح ذات البين داخلياً بين بعض أعضائها! فما الجدوى من الجامعة العربية إذا كان دورها شكلياً ولا يتعدى بعض المبادرات التنموية المتواضعة في بعض الدول الأعضاء؟.التحالف الإسلامي العسكريلعل من أبرز التحركات الاستراتيجية التي أثلجت صدورنا وأعادت للمملكة العربية السعودية بريق مجدها هو تأسيس التحالف الإسلامي العسكري بمشاركة ٣٩ دولة، فنأمل في استمرارية وتنمية هذه المبادرة العظيمة ودعمها على كافة الأصعدة، فقد حققت ماكنا نبغي -بجانب التحالفات والمبادرات آنفة الذكر- فروسيا تسحب غالبية قواتها من الأراضي السورية، إيران طأطأت رأسها وكأن عليه الطير ولم تعد تفتي في أمور منطقتنا، قوة داعش تتقهقر وسيطرتها تنحسر والحوثيون في طريقهم للخيبة والهزيمة إن شاء الله، وأخيراً لم يخف عليكم التعاون والاحترام الكبيرين وتخفيف نبرة التهكم الذي أبدته الولايات المتحدة الأمريكية في القمة الأخيرة التي جمعتها بقادة دول مجلس التعاون في الرياض. لقد ساورتنا الشكوك في وقت ما خصوصاً العام الماضي وكاد اليأس يتمكن منا، ونحن نرى أنفسنا فريسة سهلة لتهديدات من كل الاتجاهات، ولكن بفضل الله تبددت مخاوفنا اليوم واطمأنت نفوسنا فلله الفضل والمنة.ختاما أدعو إخواني وأخواتي مواطني دول الخليج والعرب كذلك إلى التحلي بروح المواطن الصالح بحفظ النعم في دولنا وترشيد الاستهلاك وتبني ثقافة الإنتاج ونبذ مظاهر التبذير والإسراف، فالنعمة زوالة، عافانا الله وإياكم، وقد رأينا أمثالاً كثيرة في التاريخ ولابد من التدبر وأخذ العبر، كما أذكركم بأننا إخوة في الله لا فرق بيننا سوى بالتقوى، والتعاون والتضامن، ولا يحتقر أحدنا الآخر ولا يقلل من شأنه؛ عن أَبي هريرة -رضي الله عنه-: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمُ، لاَ يَخُونُهُ، وَلاَ يَكْذِبُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم حَرَامٌ عِرْضُهُ وَمَالهُ وَدَمُهُ، التَّقْوى هاهُنَا، بحَسْب امْرئ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخَاهُ المُسْلِم) رواه الترمذي. ولنسد باب الفتن والدسائس ونؤد الإشاعات في ميلادها، فكلنا يعي وجود أطماع خارجية في منطقتنا ومبدؤها الوصول لأهدافها: "فرق تسد"! خصوصا بإثارة النعرات الطائفية والقبلية فلنستفق ولتكن الزوبعة التي عصفت بدولنا قبل فترة بمثابة درس لنا، فها نحن عدنا إخوة تربطنا وحدة التاريخ والمصير المشترك، عن أَبي موسى: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً) وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ. وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى).وأذكركم ونفسي بقيم الاجتهاد والإخلاص في العمل وإتقانه، فقد حض رسولنا الكريم على ذلك كما حض على السعي في طلب العلم والله -جل جلاله- يقول "يرفع الله الذين أتو العلم درجات" فبالعلم والعمل الدؤوب نبني نهضتنا ونحقق الاكتفاء الذاتي ونسد باب الفتنة التي منبعها الجهل والفراغ ونضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمننا أو من يطمع في أراضينا وخيراتنا. وختاماً يجب غرس هذه المبادئ والقيم النبيلة في نفوس أبنائنا من خلال مقررات التربية الوطنية وتوعيتهم ليحافظوا على نعم الله ويحفظوها."اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء، ومتعنا في أوطاننا واهد قادتنا وولاة أمورنا إلى مافيه خير وصالح أمتنا واجمعهم على كلمة الحق ووحد صفوفنا وقنا شر الفتن ماظهر منها وما بطن وانصرنا على من عادانا"، اللهم آمين.
939
| 28 أبريل 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قطر لم تغرد خارج السرب بل كانت تحاول أن تنقذ السربتحية إجلال وعرفان لسمو الأمير الوالد الذي قاد السفينة بحكمة وتروٍ وبعد نظر حتى رسا بها على بر الأمانلقد نشأ معظمنا منذ أيامه الأولى على ترانيم أغنية "خليجنا واحد مصيرنا واحد وشعبنا واحد، يعيش يعيش فالعيش الله أكبر ياخليجٍ ضمنا"... لقد كانت هذه الأغنية بمثابة النشيد الوطني لأهل الخليج، أتذكر ونحن أطفال كنّا في أحد الصيفيات في ربوع فيينا الجميلة عاصمة النمسا، وقد اعتادت جدتي أم مبارك بن علي البادي رحمها الله على السكن كل صيف في إحدى بنايات الشقق الفندقيه القريبة من شارع الماريا الشهير لسنوات طوال حتى نشأت بيننا وبين العائلة التي تدير هذه المنشأة علاقة وطيدة وصلت لدرجة تسمية إحدى حفيداتها باسم خالتي الصغرى. وخالتي هذه تحديداً كانت تأخذ معها كيساً به كمية من تراب قطر حين تسافر وتشغل باستمرار أغنية خليجنا واحد... هناك وراء البحار في فيينا وكأنها تتحدى موزارت وبيتهوفن في موطنهما!هذه الحادثة الحقيقية الطريفة أردت أن أفتتح بها مقالي كشاهد على الانتماء القوي لخليجنا الغالي، وباختصار وكي لا أُحيّي حوادث دفنت، فإنه وبعد كل ما عصف بخليجنا الغالي رأينا قبل أيام في المملكة العربية السعودية أنه مهما جرى فخليجنا واحد وشعبنا واحد ومصيرنا واحد، فالحمد لله على توافق الرؤى واتحاد قياداتنا يداً واحدة ضد الأخطار المحدقة لضمان أمن شعوبهم واستقرار المنطقة، وكمواطنة خليجية أشكر قادتنا الكرام على اتحادهم في وجه التهديدات المحيطة، وسعيهم الصادق لأمن واستقرار أمتنا. وهنا ندعُو بتواضع قادتنا الأعزاء إلى التمعن في الأحداث الأخيرة التي أثبتت أنه لا بُدَّ لهم ولا بديل من توحدهم لحماية أوطاننا؛ فهل تكون قمة الرياض الأخيرة والظروف الإقليمية الراهنة فاتحة خير للشروع فعلاً في تأسيس الاتحاد الخليجي؟ أما عسى الوقت حان بعد هذا المخاض العسير لإعلان "اتحاد الخليج العربي"؟ رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجزاه الله خيراً على مساعيه الطيبة لتشكيل هذا الاتحاد. فنحن نشهد كل يوم طارئاً جديداً يجعل الأمنيات تتزايد والدعوات تتعالى لتشكيل هذا الاتحاد الذي سيزيد من هيبة وثقل دول الخليج العربي إقليمياً وعالمياً.حلف الاتحاد الخليجي والعرب وفي ذات السياق أتذكر أن معظمنا تفاجأ في قمة ٢٠١١ بدعوة مجلس التعاون الخليجي المملكة المغربية للانضمام إليه، واليوم تجلى لنا أنها خطوة استراتيجية سليمة ومباركة بل لابد كذلك من الاستجابة لرغبة المملكة الأردنية في الانضمام لهذا الحلف. وأقول الحلف لأَنِّي أرى أنه من الضروري تشكيل الاتحاد الخليجي الذي يضم دولنا الست التي أسسته من جهة وحلف عربي يضم في عضويته الاتحاد الخليجي والدول العربية التي تنعم بحكومة شرعية متجاوبة ويهمها فعلاً مصلحة شعبها واستقرار وأمن المنطقة العربية، وفي مقدمتها طبعاً المملكة المغربية التي بدأت فعلاً بالتعاون مع دول الخليج والمملكة الأردنية التي أبدت رغبتها. ويؤسفني أن جمهورية مصر العربية نأت بجنبها وأصبحت علاقاتها مع الدول العربية انتقائية — من وجهة نظري — ومبنية على مصالح ذاتية بحتة! أنا لا أتكلم عن إخواننا وحبايبنا المصريين مباشرة ولكن أتكلم عن النظام المصري الحالي الذي بدأ يعزل مصر الحبيبة والمصريين عن باقي الدول العربية! أين أنت يا مصر التي في "خاطرِ ودم" كل عربي؟ استفيقوا يا مصريون قبل أن تسقطوا في شرك المؤامرة المدمرة! لقد كانت مصر في قلب كل عربي حيث يشعر بانتماء غير طبيعي لها وأنها بيته، يعني صحيح ما كانت تعرف به أنها "أم الدنيا"! ولكن اليوم أصبحت مصر غريبة على بعض الشعوب العربية، وأصبح بعض العرب يخشى زيارة مصر رغم اشتياقه لها، وذلك بسبب العداء الذي زرعه النظام في قلوب المصريين ضد بعض أشقائهم العرب وبسبب الفتنة والمهاترات الهزلية التي تنضح بها برامج "التوك الشو" اليومية على غالبية القنوات المصرية! لا أعرف ما الهدف من التفريق بين المصريين وبعض أشقائهم العرب والخليجيين الذين كانوا وما زالوا يكنون الحب والتقدير لإخوانهم المصريين؟! كنت أتمنى أن تكون زيارة الملك سلمان مؤخرا إلى مصر بادرة خير لتعود مصر الحبيبة إلى بيت العروبة كسابق عهدها وبالتالي تنضم لهذا الحلف، لكن يبدو أن هذا محال الآن مع أن اقتصاد مصر ورخاء شعبها سيكون المستفيد الأكبر إذا تراجع النظام المصري عن سياسة عزل البلد عن العرب وسياسة إطلاق الأكاذيب وخلق عداوات ضد بعض الدول الخليجية والعربية دون دلائل حقيقية ودون وجه حق! الله يصلح الحال.وهنا قد يتساءل البعض إن كنت لا أعلم بوجود كيان يدعى: جامعة الدول العربية يضم دول الخليج والدول العربية!التوجه إلى تقوية الأواصر مع تركياأقول: الآن حصحص الحق توجهات قطر كانت صح، لقد اتهمت قطر قبل سنوات قليلة بالتغريد خارج السرب، ليس فقط لبنائها علاقات مع تركيا بل أيضاً لتحركاتها الدبلوماسية وتبنيها للغة الحوار والتفاوض مع إيران وروسيا وأمريكا وغيرها من الدول ولبنائها شراكات استراتيجية دولية، واليوم نشاهد أن دولا خليجية وعربية كثيرة أصبحت تحذو حذو قطر التي اتضح أنها لم تكن تغرد خارج السرب بل كانت تحاول إنقاذ السرب.فتحية إجلال وعرفان لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة بيض الله وجهه الذي قاد السفينة بحكمة وترو وبعد نظر حتى رسا بها على بر الأمان ووفق الله الأمير تميم ليواصل بثبات وحكمة ونظرة ثاقبة مسيرة المجد والعزة. فأنا أرى أن تركيا، خصوصاً في عهد الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الحريص على مصالح المسلمين واستقرار المنطقة، أنها حليف استراتيجي مهم لابد من تعزيز التعاون معه وتقوية الأواصر في كل المجالات كما بدأت قطر منذ سنوات.ختاماً ادعو إخواني وأخواتي مواطني دول الخليج والعرب كذلك إلى التحلي بروح المواطنة الصالحة بحفظ النعم في دولنا وترشيد الاستهلاك وتبني ثقافة الإنتاج ونبذ مظاهر التبذير والإسراف فالنعمة زوالة عافانا الله وإياكم وقد رأينا أمثلة كثيرة في التاريخ فلابد من التدبر وأخذ العبر، اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء ومتعنا في أوطاننا واهد قادتنا وولاة أمورنا إلى ما فيه خير وصالح أمتنا وجمعهم على كلمة الحق ووحد صفوفنا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وانصرنا على من عادانا، اللهم آمين.
1859
| 25 أبريل 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أساس البلاء أن مدير مكتب اليونسكو في الخليج العربي شخص أجنبيلقد أصبح الأجانب عبئاً كبيراً على ميزانية دولنا دون مردود إيجابي متميزبعض الأجانب بدلاً من أن يرفعوا كفاءة ومهنية المواطنين أدوا في الغالب إلى إحباط المواطنين وتقاعسهمأنا لست ضد وجود الأجانب في بلادنا فهذه ظاهرة طبيعية ومنتشرة في كل بلاد العالمإن توجهات قيادتنا الرشيدة أدت إلى رفع حماس الشباب ودفع آفاق طموحهم لمزيد من التعلم والاجتهاديجب فوراً اتخاذ الإجراء اللازم من المعنيين لضمان بقاء المكتب في الدوحة وتعديل أوضاعه ليؤدي الدور المنوط بههل قلّت الكفاءات المحلية حتى يدير مكتب اليونسكو بالخليج خبير أجنبي؟ هل نحن غير قادرين على تمثيل ثقافتنا والتعاطي مع باقي الثقافات؟هل من المنطق ألا يتحدث مدير مكتب إقليمي لغة الإقليم الذي يمثله؟دولة قطر تدعم تمكين المرأة قولاً وفعلاً منذ سنوات طوال المرأة القطرية تحملت مسؤولية منصب الوزيرة والسفيرة بالخارج ومندوبنا لدى الأمم المتحدة سيدة إذاً لسنا بحاجة لمرأة أجنبية تمثلنا لتحقق اليونسكو الكوتالابد أن يشترط مسؤولونا أن يكون مدير المكتب مواطناً قطرياً يتم اختياره بنزاهة وشفافيةتطالعنا الصحف كل يوم بحوادث العنصرية ضد القطريين والخليجيين في عقر دارهم، وبفضائح الفساد الإداري وهدر أموال دولنا فيما لا يعود علينا بالنفع أو الفائدة، وفي معظم هذه الحوادث -إذا لم يكن كلها- يكون المتسبب بها أشخاص أجانب، وأنا لست ضد وجود الأجانب في بلادنا، فهذه ظاهرة طبيعية ومنتشرة في كل بلاد العالم، حيث يتواجد الأجانب في جميع المستويات المهنية من عمال في وظائف يدوية بسيطة إلى مستشارين في المكاتب الرئاسية، حتى في الأمم الكبرى التي تتمتع بالاكتفاء الذاتي كالولايات المتحدة الأمريكية. ولكن الأجانب في معظم الدول خاصة الغربية يحترمون وجودهم الأجنبي ولا يتجاوزون الخطوط المرسومة لهم مهما علا شأنهم ومهما كان علمهم. ويرضون بما قسم لهم في العقد الأساسي ولا يطالبون بترفيع موديل السيارة الممنوحة لهم أو اشتراط توفير سيارة لزوجاتهم أيضاً أو طلب فيلا فاخرة بحوض سباحة أو التوسط لجلب أقاربهم لتوظيفهم أو توظيف زوجاتهم معهم ولا يتخيرون لهم الوظائف ولا الامتيازات.الاستعانة بالأجانب عادة ما تكون لسد نقص ما أو لتدريب المواطنين خلال العمل بوجود مختص معهم يقوم بتوجيههم، أي أن وجودهم يكون عوناً للدولة المضيفة مقصده العودة بالفائدة عليها وعلى شعبها مع إفادة هذا الأجنبي الذي ترك بلده ليقدم لنا خدماته. ولكن الحاصل اليوم في معظم دول الخليج العربي "الغنية بالبترول" أن الأجانب أصبحوا عبئاً كبيراً على ميزانية دولنا دون مردود إيجابي متميز، خصوصاً الآن مع ظهور جيل كفء ومقتدر من الكفاءات الوطنية، بل إن بعض الأجانب بدلا من أن يرفعوا كفاءة ومهنية المواطنين أدوا في الغالب إلى إحباط المواطنين وتقاعسهم.وما يثير حفيظتي وحفيظة معظم المواطنين هو التمكين والدعم اللامحدود وغير المبرر لهؤلاء في بلادنا حتى يصلوا إلى القناعة التامة بأنهم أسياد مرفوع عنهم القلم وأن خزائن وخيرات هذا البلد المضيف الكريم تحت إمرتهم وأنهم كلما قالوا "هات" سيأتيهم وبزيادة! وأن لهم الحق دون المواطنين في تعيين أقاربهم وأصدقائهم وفي تزوير مؤهلاتهم -ولو أنهم في الواقع غير مضطرين لذلك- لأنهم سيقبلون في أي وظيفة كانت دون اختبار لكفاءتهم أو التحقق من مؤهلاتهم فهم "أجانب" يعني: بالفطرة عباقرة وخبراء ويعرفون كل شيء وشغولون أكثر من المواطنين! حتى لو مايعرفون إلا لغتهم الأم ومايعرفون اللغة الإنجليزية ولا العربية طبعا بل وفي بعض الأحيان ماعندهم درجة البكالوريوس!. وقد وصلت ببعضهم الجرأة إلى تفصيل أنظمة وسياسات بعض الوظائف والمكاتب على أهوائهم بلا حسيب وبلا رقيب وعملوا على إقصاء القطريين والعرب من بعض المكاتب وذريعتهم الكلاسيكية هي: "أن القطريين مب مال شغال، مايعرفون مراسلات بالإنجليزي، مايبون ومايقدرون يتحملون مسؤولية مشروع أو شغل معين، مايبون يسافرون في شغل - وطبعا للأسف يجزمون بأن كل القطريات يرفضن العمل خارج المكتب أو السفر مع أن ذلك عار عن الصحة تماماً خصوصاً في أيامنا هذه- نكمل عن الموظفين القطريين: مايبون يكملون الشغل الضروري بعد انتهاء ساعات العمل، كثيرون الغياب، يعني باختصار كل شيء سيّئ في القطريين! والمشكلة تكون أسوأ أحياناً عندما يكون المدير القطري مقتنعا بوجهة نظر رئيس القسم الأجنبي في موظفيه القطريين، خصوصاً إذا كان فيهم واحد كفء وطموح، حيث يخشى رئيس القسم الأجنبي أن يعين هذا القطري مكانه، بل والأدهى والأمر إذا كان المدير القطري يعاني من عقدة النقص هو أيضاً ويخشى من ذلك الموظف القطري المجتهد فيتعاونان عليه ضمناً ويشتغلان عليه حرباً نفسية وتهميشا وتنزيل تقييماته وحرمانه من الدورات الأفضل والمكافآت إلى أن يدفع ثمن تفوقه وطموحه بأن يضحى فريسةً للإحباط والقهر فينتهي به الأمر إما إلى أن يصبح (غلبان ويمشي جنب الحيط ولا ينظر إلى أبعد من قدميه لإرضائهما ليتركاه في حاله) أو هروب الكفاءات الشابة المؤهلة والطموحة من المؤسسات التي تحتاج إليها إلى جهات أخرى -والله يستر علينا وما نوصل إلى مرحلة هجرة العقول والكفاءات الوطنية إلى الخارج!- وسنلاحظ بسبب هذه الظاهرة وجود عدم تكافؤ في توزيع الكفاءات الوطنية في مؤسسات الدولة، فبعضها منفر للشباب الكفء رغم الامتيازات الجيدة، وبعضها جاذب للشباب القطري بفضل وجود إدارة قطرية محترفة ومؤمنة بقدرات شباب الوطن خصوصاً أن جيلنا وحتى الجيل الذي سبقنا والأجيال التالية تعلم شبابها أفضل تعليم وفي أفضل الجامعات واختلطوا بثقافات وتجارب تعليمية منوعة أدت إلى توسيع مداركهم وإثراء ثقافتهم وتعزيز مهاراتهم، كما أن توجهات قيادة وطننا الحكيمة الحاثة على الرقي بالعلم والداعمة للشباب ولطلبة العلم ورؤية قطر ٢٠٣٠ أدت جميعها إلى رفع حماس الشباب ودفع آفاق طموحهم لمزيد من التعلم والاجتهاد في العمل، وكذلك المبادرات الوطنية المتعددة في قطاع الشباب والثقافة والتعليم رفدت الدولة اليوم بجيل من الكفاءات الطموحة التي تتمتع بالمهارات والكفاءات اللازمة لتسيير دفة العمل والبناء في وطننا وهي قادرة على تحمل مسؤولية أية مهمة -لو أعطيت الفرصة- بنجاح وثبات، وهدفهم الأسمى هو المشاركة فعلياً في صنع أمجاد هذا الوطن الغالي وتعميره وإعلاء اسمه في المحافل الدولية دون الالتفات إلى المصالح الشخصية أوالمطامع المادية. وبالعودة إلى موضوع مكتب اليونسكو في الدوحة، الصراحة في السنوات الماضية نسينا أن لهم مكتبا في الدوحة! لأننا لم نعد نسمع عنهم أو عن أية أنشطة أو مبادرات لهم كما في باقي الدول؟.بل أصارحكم القول بأنه من خلال إثارة جريدة الشرق لقضية الفساد اكتشفت أن مكتب اليونسكو في قطر هو المكتب الإقليمي لمنطقة الخليج العربي واليمن!! "ياللهول!!" هل يوجد مكتب دولي بهذا الحجم والأهمية ويعنى بسبع دول هنا في الدوحة وما حد يدري به إلا من اضطر للتعامل معه؟!.بعيدا عن قضية الفساد وحتى لا يكون مقالي إعادة لما طرح سابقاً وبلا إفادة؛ فإني سأختصر وجهة نظري كقطرية في النقطتين التاليتين: ١- من الرائع أن تحتضن دولتنا الحبيبة قطر هذا المكتب فهو التواجد المناسب في المكان المناسب، لأن دولة قطر من الدول المهتمة جداً بشؤون الثقافة والعلوم والتراث وهي ركائز هذا المكتب والمنظمة الرئيسية التي يمثلها"اليونسكو".كما أن الدوحة أصبحت اليوم منارةً بارزةً على خارطة العالم لاستضافة ودعم مؤتمرات وفعاليات ومعارض علمية وثقافية وتراثية هامة منها على سبيل المثال لا الحصر: مؤتمر وايز السنوي للتعليم، منافسات نجوم العلوم العرب، مؤتمر سيمام الدولي للمتاحف، فعاليات كتارا وهيئة متاحف قطر الثقافية والفلكلورية المستمرة على مدار العام والتي تحتضن ثقافات الشعوب من مختلف أرجاء المعمورة، فعاليات مؤسسة قطر العلمية والثقافية وما يتبعها من برامج.. وغيرها الكثير. فالدوحة كما قلت أصبحت قبلة للمثقفين والفنانين والعلماء وداعمةً لهم، إذاً وجود مكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة صحيح لأنه موجود في وسط يزخر بما يحتاج له من فئات مانحة وموفرة للمواد التي يعنى بها من علوم وثقافة وتراث وكذلك يزخر بالفئات المستهدفة خصوصاً وأن الشعب القطري محب للعلم ومتذوق للثقافة والفنون ومهتماً بتراثه ومتطلع للتعرف على ثقافات الآخرين. فيجب فوراً اتخاذ الإجراء اللازم من المسؤولين القطريين لضمان بقاء المكتب في الدوحة وتعديل أوضاعه جذرياً ليؤدي الدور المنوط به ويكون له تواجد وتأثير أكبر، ليس فقط في قطر والخليج بل يتعداه ليكون حلقة وصل بين الثقافة الخليجية وباقي شعوب وثقافات العالم ويروج للفكر المنير الذي تنعم به عقولنا وشعوبنا خصوصاً في ظل الأوضاع العالمية الراهنة وما صاحبها من إساءة للثقافة الخليجية والإسلامية.من جهة أخرى؛ فإن دولة قطر من أكرم دول العالم وأكثرها عطاءً ودعماً لكل ما يعنى بالثقافة والعلوم والتراث وما من شأنه تعزيز الحوار والتبادل الثقافي بين الشعوب. وكما قرأنا في تحقيق جريدة الشرق فإن دولة قطر تقدم دعماً مادياً سخياً ومستمراً للمكتب وكذلك تدعم توظيف القطريين بتحمل جزء من مستحقاتهم الشهرية، وهذا أمرٌ محمود والمفروض أنه مشجع وجاذب للكفاءات الوطنية التي لم نسمع بوجودها في المكتب فيجب محاسبة المكتب من قبل الجهات القطرية على قيمة الدعم القطري المهدر.٢- لماذا تكون مديرة مكتب اليونسكو في الخليج العربي أجنبية؟!هل هذا هو الحال في باقي مكاتب اليونسكو حول العالم؟ هل يدير مكاتبها الإقليمية أشخاص من خارج المنطقة بل ولا يمتون لثقافة وتراث المنطقة بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد؟ ولا بس إحنا دول الخليج مفروض علينا مدير المكتب ولا نقدر أن نطلب أنه يكون أحد المواطنين وكل ماعلينا هو ضخ أموالنا بأمرهم والمدير الأجنبي يقدم لنا مايشتهي ويمثلنا كما يشتهي؟! ليش إن شاء الله؟ هل قلت الكفاءات المحلية حتى هذه الوظيفة يعين بها "خبير أجنبي"؟! هل نحن غير قادرين على تمثيل ثقافتنا والتعاطي مع باقي الثقافات؟ هل قل القطريون والقطريات المتحدثون باللغة الفرنسية بجانب اللغة الإنجليزية (على اعتبار أنها أحد شروط تولي بعض المناصب في الأمم المتحدة واليونسكو)؟ هل من المنطق ألا يتحدث مدير مكتب إقليمي لغة الإقليم الذي يمثله؟ هل مازالوا يتذرعون بأن المرأة في بلادنا محرومة من العمل في هذه الوظائف؟ نعلم أن المنظمات العالمية تدعم توظيف المرأة على الرجل، طيب أيش المشكلة؟ دولة قطر تدعم تمكين المرأة قولاً وفعلاً من سنوات طوال فالمرأة القطرية تحملت مسؤولية منصب الوزيرة والسفيرة بالخارج ومندوبنا لدى الأمم المتحدة سيدة كما أن أحد السيدات في وفدنا الدائم لمنظمة العمل الدولية بجنيف تمثل الدولة في بعض الاجتماعات، وغيرها من مهمات، يعني نحن لسنا بحاجة لمرأة أجنبية لتحقق بها اليونسكو الكوتا.٣- المقترحات: لابد فوراً من أن تخاطب الجهات القطرية المسؤولة المقر الرئيسي لليونسكو خطاباً جاداً على أعلى المستويات تطلب فيه فوراً عزل المديرة الأجنبية التي لم تضف شيئا للمشهد الثقافي في قطر أو الخليج ولم يكن لها أي مشاركة أو أثر في أي نشاط أو مؤتمر. وكانت تطلب مبالغ دعم لم يظهر لها مردود في أنشطة المكتب وكانت تتسم بالعنصرية ضد المواطنين والعرب في المكتب. وغيرها من وقائع وردت في تحقيق جريدة الشرق. يجب أن تبدأ الاتصالات عاجلاً حيث علمنا من خلال جريدة الشرق أنه تم إرسال شخصين للتحقيق في تلك الوقائع وسيقومان برفع تقرير للمسؤولين في المقر الرئيسي فلابد أيضاً من أن يكون لنا قول فنحن البلد الحاضن والداعم مادياً.من جهة أخرى لابد أن يشترط مسؤولونا أن يكون مدير المكتب مواطنا قطريا يتم اختياره بنزاهة وشفافية من خلال الإعلان عن الوظيفة في الصحف المحلية ودراسة ملف المرشحين وإجراء المقابلة لهم من قبل لجنة محايدة تضم مسؤولين كبارا من اليونسكو ومن الخارجية القطرية، ولابد من اختيار شخص مهتم ومتحمس للوظيفة يتمتع بالمؤهلات واللغات والثقافة اللازمة لإدارة مثل هذه المكاتب متعددة الجنسيات والعمل مع المنظمات العالمية المختلفة ليكون أو لتكونَ سفيراً مشرفاً للثقافة والعقلية القطرية والخليجية في المحافل المختلفة. نتمنى أن تحظى هذه المقترحات باهتمام جدي من المسؤولين وأن نلمس مردودها الإيجابي فوراً.
1496
| 14 أبريل 2016
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
4785
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3414
| 21 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2865
| 16 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2670
| 16 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2592
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1407
| 16 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1383
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1020
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
954
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
822
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
807
| 17 أكتوبر 2025
في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...
765
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية