رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
الشيخ عبدالله النعمة يوضح الفارق بين صيام الجمعة ويوم عرفة هذا العام

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله النعمة الفارق بين صيام يوم الجمعة الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بصيام يوم قبله أو بعده وصيام يوم عرفة هذا العام الي سيكون يوم جمعة. وتحدث خلال برنامج حياتنا على تلفزيون قطر مساء اليوم الأربعاء عن حالة لبس لدى البعض حول صيام يوم الجمعة وصيام يوم عرفة مُبيّناً أن كليهما يختلف، قائلاً: نحن مقدمون على صيام يوم عرفة.. وأن غير الحاج يشابه الحاج في بعض المناسك فالثاني يقف يوم عرفة والأول يصومه، مُذكّراً بفضل صوم يوم عرفة الذي يكفر سنة ماضية وسنة قادمة، مشدداً على أهمية عدم تفويت هذه الفرصة. وأضاف أن الإشكالية لدى كثير من الناس هذا العام هي أن يوم يوم عرفة يوافق الجمعة وهناك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم نهى فيه عن الصيام يوم الجمعة، حيث قال لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوم قبله أو يوم بعده. وتابع: بعض الناس يسأل كيف أصوم يوم عرفة وأحصل على الأجر ولا أستطيع صوم يوم قبله أو بعده.. علماً أن بعده يُحرم لأنه يوم العيد.. لكن في صيام يوم عرفة أجاز الفقهاء وتكلم العلماء ومنهم ابن تيمية وابن حجر والنووي وغيره أن صيام يوم عرفة ليس لخصيصة يوم الجمعة.. وهذا الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن يُخص يوم الجمعة بصيام أو قيام كما ورد في الحديث.. وأضاف: لكن إذا صادف يوم الجمعة يوم عرفة أو صادف يوم صيام أحد.. أو نذر وقال أحد الأشخاص إذا شفا الله ابني سأصوم اليوم التالي وشفاه الله يوم خميس، وجب عليه أن يصوم يوم الجمعة مفرداً، وتكلم العلماء إذا كان هناك سبباً لصيام يوم الجمعة فلا بأس في ذلك.

1194

| 06 يوليو 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: عشر ذي الحجة أعظم الأيام فضلاً عند الله

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم من مواسم الطاعات وفضائل الأوقات ما هو للمؤمنين مغنما لاكتساب الخيرات ورفعة الدرجات، وتكفير الخطايا وغفران السيئات، تتوالى على العباد تلك المواسم والأزمنة بفضل الله وكرمه، ما ينقضي زمن إلا وأعقبه زمن مثله أو أعظم منه، وها نحن عباد الله قد أدركنا هذه العشر المباركات، إنها عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها في كتابه تبيانا لفضلها، وتنويها بشأنها وتعظيما لأمرها فقال سبحانه: والفجر وليال عشر وقال سبحانه في شأنها ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام قال ابن عباس رضي الله عنهما في أيام معلومات هي أيام عشر ذي الحجة. وقال الخطيب إن عشر ذي الحجة هي أعظم الأيام عند الله فضلا وأكثرها أجرا، فقد روى البزار وغيره عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفضل أيام الدنيا العشر، يعني: عشر ذي الحجة، وفي هذه الأيام يوم عرفة الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وفي هذه العشر يوم النحر الذي سماه الله تعالى يوم الحج الأكبر، وقال عنه صلى الله عليه وسلم: إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر رواه أبو داوود بسند صحيح، ويوم النحر هو يوم العيد، ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى للحجيج وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره. وذكر الشيخ النعمة أن هذه الأيام العشر هي صفوة أيام العام فضلا ومكانة، وهي أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة، على ما فيها من فضائل وبركات، ولأجل هذا فقد ذهب المحققون من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره إلى أن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العام مطلقا وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي، وفي الصحيحين والسنن بألفاظ متقاربة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر (يعني العشر من ذي الحجة) قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. وأضاف: كان السلف الصالح يحيون هذه الأيام بالأعمال الصالحة ويجتهدون فيها اجتهادا عظيما والأعمال الصالحة المشروعة في هذه العشر كثيرة، فكل عمل يقربك إلى الله بادر به واجتهد في أدائه كتلاوة للقرآن وذكر واستغفار وصلة للأرحام وبر للوالدين وتفريج الكربات وقضاء الحوائج للناس والصدقة على الفقراء والمحتاجين والإحسان إلى سائر عباد الله اجمعين، والمحافظة على النوافل والصلوات وكف الأذى عن الناس وحفظ اللسان من الغيبة والنميمة، وأعظم ما يُستقبل به هذا الموسم هو التوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام والعزم على العمل الصالح فإن نية المؤمن خير من عمله. ولفت الشيخ عبدالله النعمة الى أن من الأعمال الفاضلة المشروعة في هذه العشر صيام التسعة الأولى منها، فهو مستحب استحبابا شديدا كما قال النووي وغيره من المحدثين، لما روى أبو داوود وأحمد بسند صحيح عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يصوم تسع ذي الحجة ويتأكد فيها صيام يوم عرفة لغير الحاج، فإنه يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، أما صيام يوم العيد وأيام التشريق فإنه محرّم مطلقا.

361

| 02 يوليو 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: أخذ العظات من الحوادث يقوي الإيمان

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن النظر في حقائق الأشياء في الكون والمخلوقات وأخذ العظة والاعتبار مما يجري حول الإنسان من المواقف والحوادث والاستفادة من قصص الغابرين وأحوال الماضين هو من علامات التيقظ والانتباه، ودلائل العقل والفلاح، فالحياة ميدان، والتجربة خير برهان، والحكمة ضالة المؤمن، روى مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وُعظ بغيره، ولأجل هذا كثر الحث في كتاب الله على التدبر والاتعاظ والنظر والاعتبار بالمشاهدات في أكثر من آية كقوله تعالى: إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار وقال: فاعتبروا يا أولي الأبصار، وجاء الاعتبار بالمرويات والقصص وأحوال الأمم والمجتمعات والأفراد، كوله تعالى: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب، وذكر سبحانه قصة فرعون وما آل إليه فقال: إن في ذلك لعبرة لمن يخشى، أن لمن يتعظ وينزجر، قال ابن أبي الدنيا -رحمه الله-: قال بعض الحكماء: أحْي قلبك بالمواعظ ونوره بالفكر وموته بالزهد وقوّه باليقين وذلله بالموت وقرره بالفناء وبصره فجائع الدنيا وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الأيام واعرض عليه أخبار الماضين وذكره ما أصاب من كان قبله وسِرْ به في ديارهم وآثارهم، وانظر ما فعلوا وأين حلوا وعمّ انقلبوا. وأضاف الخطيب: ما أكثر المواعظ التي نبه الله تعالى عليها في كتابه وضربها لعباده مثلا ليعتبروا ويتعظوا، فلا يصيبهم ما أصاب الأمم الخالية ولا يؤاخذوا على حين غفلة وغرة. وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أن من تفكر في عواقب الدنيا وأحوالها أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر وربما كانت الأحداث تجري من حول الإنسان والمواقف التي تمر به في الحياة سببا لعلو همته وفلاحه وصلاح نفسه ورفعته، فله من كل بيت عظة بحاله وعبرة بمآل أصحابه وتكفيه القبور مواعظ الأمم السابقة، وحسبه من التاريخ معتبر ومدكر. وقال الخطيب إن كثرة الاعتبار في الدنيا والاتعاظ بأحوالها وما يجري فيها من الحوادث والقصص تقوي إيمان العبد بربه وتوسع مداركه وفكره وتدله على آيات خالقه ي الكون والمخلوقات، وتكسبه خوفا من الله ومهابة من عقابه ولنا في هذا الزمان عبرة وعظة ألسنا نرى الأخبار ونسمع الأحوال ونشاهد الأحداث التي تقع في الدنيا بالصوت والصورة أما نسمع عن تلك الأعاصير والزلازل والفيضانات، أما نرى تلك الأمم والشعوب التي أنهكتها الحروب والصراعات ينامون ويستيقظون على دوي المدافع وصوت البنادق والرشاشات، أما نشاهد الأفراد والجماعات التي تتضور جوعا لا تجد قوت يومها، أما نشعر ونحث وقد ابتلينا بأمراض غريبة وأوبئة مهلكة، فلماذا لا نتعظ، ولماذا لا نعتبر؟ فأين العقلاء وأين أولو الأبصار والألباب؟ فاعتبروا يا أولي الأبصار.

932

| 18 يونيو 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: احترام النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً من أعظم الواجبات

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن نبينا محمدا بن عبدالله صلى الله عليه وسلم هو إمام المتقين وخاتم الأنبياء والمرسلين، وصفوة الخلق أجمعين إنه الرحمة المهداة والنعمة المسداة صاحب الخلق العظيم والدين القويم بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين، رفع الله تعالى ذكره وأعلى في العالمين قدره وزكى طبعه وخلقه وبرأه من النقائص والعيوب وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، قال تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم وقال: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وقال تعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا. وأكد الخطيب أن من الأمور المقررة الثابتة التي لا مجال فيها للشك والريب أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتقديره واحترامه حياً وميتاً من أعظم الواجبات التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، وأن محبته والدفاع عنه ونصرته وفداءه بالنفس والمال والأهل دِينٌ يدين به المسلم له تعالى، وأن كراهيته وبغضه وانتقاصه والاستهزاء به وبدينه كفر وردة عن دين الله تعالى توجب العقوبة واللعنة في الدنيا والآخرة، وقد كتب الله عز وجل على نفسه حماية نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه وحفظه ونصرته وخذلان من تعرض له، وإهلاكه وخسرانه في الدنيا والآخرة. وأضاف: كتاب الله يبين لنا هذه الحقيقة الثابتة في حفظ الله للنبي صلى الله عليه وسلم في آيات كثيرة تتلى إلى يوم القيامة، قال تعالى: فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، وقال: والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين، قال ابن كثير رحمه الله: ومن عصمة الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: حفظه له من أهل مكة وصناديدها وحسّادها ومعانديها ومترفيها مع شدة العداوة والبغض ونصب المحاربة له ليلا ونهارا. روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرس حتى نزلت هذه الآية والله يعصمك من الناس فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال لهم: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله، وقال تعالى في حفظه للنبي صلى الله عليه وسلم إنا كفيناك المستهزئين، وقال: إن شانئك هو الأبتر. وقال الشيخ عبدالله النعمة إن هذه وعود ثابتة صادقة من الله تعالى لرسوله وخليله صلى الله عليه وسلم ألّا يضره المستهزئون وأن يكفيه إياهم بما شاء من أنواع العقوبة ومن أصدق من الله تعالى عهدا وقيلا ونصرة ومقدرة؟.

571

| 11 يونيو 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: لن تقوم للأمة قائمة إلا بوحدة كلمتها

قال فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة إن الله أكرم هذه الأمة بدين الإسلام، الذي جمع الله به شتاتها ووحد كلمتها، وأزال أسباب فرقتها، وألف بين قلوب أتباعها، حتى تآخى في الإسلام الحبشي والرومي والعربي والأعجمي فأصبحوا إخوة في الدين رحماء بينهم أولياء بعضهم لبعض، قال تعالى ممتنا على هذه الأمة بنعمة التآلف والاجتماع: هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. وأضاف الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب:، لقد جاء الإسلام برابطة عظيمة أقوى من رابطة الدم والنسب والجنس والعرق واللسان واللغة، إنها رابطة الأخوة الإيمانية والوحدة الدينية المتمثلة في قوله تعالى: إنما المؤمنون إخوة، والتي أكدها النبي صلى الله عليه وسلم مرات ومرات بقوله وفعله وأمره ونهيه، روى أبو داود عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم اقصاهم وهم يد على من سواهم بل ومثل المؤمنين والمسلمين في اجتماعهم ووحدتهم كالسجد الواحد، فقد روى مسلم والبخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فما أحوج هذه الأمة إلى الوحدة والاجتماع ونبذ التفرق والاختلاف والتنازع والشحناء فإنما تؤدي إلى الفشل وضعف الأمة وتفتيت المجتمع وذهاب الريح وتحقيق الهزيمة. وقال الشيخ عبدالله النعمة: ولأجل تحقيق هذه الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية والرابطة العظيمة أوجب الله تعالى على المسلمين الاعتصام بالكتاب والسنة وأمرهم بلزوم الجماعة والاتحاد ونهاهم عن التفرق والاختلاف فقال: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا، قال الإمام القرطبي رحمه الله: إن الله يأمر عباده بالألفة وينهاهم عن الفرقة لأن الفرقة هلكة والجماعة نجاة، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إن حبل الله الذي أمر به هو الجماعة والطاعة. وأوضح الخطيب أنه من نظر في تاريخ أمة الإسلام وقلب صفحات ماضيها وتأمل سير سلفها ورجالها أدرك أنه لم يكن لأمة الإسلام أن تجتمع لها كلمة أو يتوحد لها صف أو ترتفع لها راية أو تقوم لها دولة يرهبها العدو ويرجوها الصديق إلا بتآخيها فيما بينها إخاء عظيما لا مثيل له في تاريخ الأمم والشعوب، واتحادها ووحدتها التي زالت معه الفوارق وتلاشت الشعارات وأصبحت أمة الإسلام أمة عزيزة مرهوبة الجناب رفيعة العماد وطيدة الأركان. وحث الخطيب جميع المسلمين قائلاً: اعلموا أن اجتماع المسلمين ووحدتهم أُسراً وشعوبا ومجتمعات وأمما وتكاتفهم واتحادهم وتعاضدهم أعظم معين لهم بعد توفيق الله على مواجهة التحديات التي تتربص بالمسلمين والتحرر من التبعية الفكرية والحضارية والنجاة من الفتن المعاصرة، اجتماع المسلمين ووحدتهم قوة متجددة للفرد والأسرة والمجتمع، وهو منعة من التفرق والاختلاف ونصر وعزة على الأعداء وإرغام للشيطان وحزبه. على المسلمين أن ينتبهوا ذكر الشيخ عبدالله النعمة أن توحيد الصفوف المسلمة وتأليف النفوس المؤمنة وجمع الكلمة على مستوى الأسر والجماعات والشعوب والدول والاعتصام بالكتاب والسنة هي الدعائم الوطيدة بإذن الله لبقاء الأمة ودوام عهدها ونجاح رسالتها وإن الله تعالى ليرضى للمسلمين أن يعتصموا بحبله ولا يتفرقوا، فعلى المسلمين أن يعوا ما يُحال لهم، وأن يستفيدوا من دروس التأريخ وأن يتناسوا الخلافات فيما بينهم، فمستقبل الإسلام ومقدسات المسلمين وديار الإسلام المنكوبة المغتصبة أولى بالدفاع والمحافظة من التقاتل بين المسلمين أنفسهم، وعليهم أن ينتبهوا إلى من يسعى في التفريق ونشر الخلاف بينهم بالشائعات والإرجاف والشكوك والأكاذيب، والنفخ في الأخطاء واستغلال الأحداث والأزمات في تأجيج الصراع بين المسلم وأخيه، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.

837

| 28 مايو 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: رضا الزوجين بما قُسِمَ لهما أساس السعادة

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن السعادة الأسرية ضرب من ضروب العزة والكرامة، وهدف من أهداف البشر ومقصد من مقاصد الإسلام، أساسها قائم على المودة والاستقرار والمحبة والألفة والراحة والرحمة وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، ولأجل هذا اعتنى الإسلام بتكوين الأسرة واستصلاحها عناية فائقة ورسم لها المعالم الواضحة وحدد الأهداف النافعة والآداب المصلحة لأن الزوجين هما نواة الأسرة، والأسرة هي أساس المجتمعات وسرها. وقال النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن تماسك المجتمع وترابطه وقوته بتماسك أفراد الأسرة وتكاتفها، فصلاح الأسر صلاح للأمة. وأوضح الخطيب أن هناك أمورا كثيرة يقوم عليها بناء الأسرة المسلمة السعيدة، تتوطد فيها العلاقة الأسرية وتبتعد عنها رياح التفكك والانفصام والتصرم، وأول هذه الأمور وأهمها: التمسك بالإيمان وتقوى الله وطاعته وامتثال أمره في علاقة الإنسان بزوجه وبيته وأسرته والقيام بما أوجب الله عليه من حقوق وواجبات وأمانات مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، وفي الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. رضا الزوجين بحياتهما.. أساس السعادة وأضاف الخطيب: ومن أهم عوامل الأسرة السعيدة رضا الزوجين بما قسم الله لهما، وأن يعلما أن الكمال والتمام في الدنيا عزيز، ومن سرّه حال ووصف، ساءته أحوال وأوصاف، قال تعالى: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَ، وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر، أو قال غيره، فمن كَرُم أصله لأن قلبه وطبعه واتسع صدره وحلمه وزاد فضله وحسنت عشرته وأخلاقه مع زوجته وأبنائه وأفراد أسرته، قال عليه الصلاة والسلام: أكمل المؤمنين أيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا. وقال الشيخ عبدالله النعمة: ألا ما أجمل الأسرة حين تبنى على الحب والوئام والتفاهم والاحترام والتعاون والانسجام فتتحقق السعادة المنشودة وتنشأ الذرية الصالحة والأسرة المتماسكة السعيدة. وأردف: اعلموا أن صلاح الأسرة طريق أمان الجماعة كلها، وهيهات أن يصلح مجتمع ضعفت فيه حبال الأسرة، وكيف وقد امتن الله سبحانه بهذه النعمة العظيمة، نعمة اجتماع الأسرة وتآلفها وترابطها فقال سبحان: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ. تفكك الأسر ضياع للأمة ذكر فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن الزوجين وما بينهما من وطيد العلاقة، وإن الوالدين وما يترعرع في أحضانهما من بنين وبنات يمثلان حاضر أمة ومستقبلها، ومن ثم فإن الشيطان حين يفلح في فك روابط أسرة فهو لا يهدم بيتا واحدا ولا يحدث شرا محدودا، وإنما يوقع الأمة جمعاء في أذى عظيم وشر مستطير والواقع المعاصر خير شاهد، فرحم الله رجلا محمود السيرة طيب السريرة سهلا رفيقا لينا رؤوفا رحيما بأهله حازما في أمره، لا يُكلف شططا ولا يرهق عسرا ولا يهمل في مسؤولية، ورحم الله امرأة لا تطلب غلطا ولا تكثر لغطا صالحة قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله، وعليكم عباد الله بالتوجه إلى الله في الخلوات والأسحار بالدعوات الصادقات بصلاح النية والذرية فإنها شعار الأنبياء والصالحين وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، وثق بعد هذا كله أن الله تعالى سيحفظ أسرتك ويحقق أمنيتك في أهلك وأولادك ويقر عينك بصلاحهم وفلاحهم وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.

531

| 21 مايو 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: الدعاء يجلب النعم ويدفع الهموم والنقم

قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: يتقلبُ الناسُ في دنياهُمْ بين أيامِ الفرحِ والسرورِ، وأيامِ الشدةِ والبلاءِ وتمُرُ بهمْ سِنينَ ينعَمُونَ فيها بطيبِ العيشِ، ورغدِ المعيشةِ، وتعصفُ بهم أخرى عِجافٌ، يتجرعونَ فيها الغُصَصَ أو يَكتوونَ بنارِ البعدِ والحِرمانِ.. وفي كِلا الحالينِ لا يزالُ المؤمنُ بخيرٍ ما تعلقَ قلبُهُ بربهِ ومولاهُ وثَمَةَ عِبادَةٌ هي صلةُ العبدِ بربهِ، وهي أُنسُ قلبهِ وراحةُ نفسهِ... وتتأكدُ هذه العبادة في هذا الشهر الكريم، شهرُ التقوى والصبر والإحسان، شهر الدعاء والتضرع والإنابة لله سبحانه. وأكد الخطيب بأن الدعاء هو روضةُ القلبِ وجنةُ الدنيا، عبادةٌ ميسورةٌ مطلقةٌ، غيرُ مقيدةٍ بمكانٍ ولا زمانٍ ولاحالٍ، دعاءٌ في الليلِ والنهارِ، وتضرعٌ في البرِ والبحرِ وحينَ الإقامةِ والسفرِ، نفْعُهُ يَلحَقُ الأحياءَ في دنياهُمْ، والأمواتَ في لحودِهِمْ أو ولدٌ صالحٌ يدعو له . الدعاء يكشفُ بفضلِ اللهِ البلايا والمصائِبَ، ويمنعُ وقوعَ العذابِ والهلاكِ، هو عدوُ البلاءِ، يُدافِعُهُ ويُعالِجُهُ، ويمنعُ نُزولَهُ، ويرفَعُهُ أو يُخَفِفُهُ إذا نَزَلَ، يقول عمرُ بنُ الخطابِ –رضي الله عنه- إني لا أحملُ همّ الإجابةِ وإنما أحملُ همّ الدعاء، فإذا أُلهمْتُ الدعاءَ فإن الإجابةَ معهُ. وأضاف الخطيب وما استُجلبتِ النِعمُ، ولا استُدْفِعَتِ النِقَمُ بمثلهِ، بهِ تُفرَجُ الهموم، وتَزولُ الغمومُ، اخرج أحمدُ الترمذي من حديث سعد بن ابي وقاص قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم دعوةُ ذِي النُونِ وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنَّهُ لم يَدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قط إلا استجابَ الله له - وفي لفظ – لا يقولُها مكروبٌ إلا فرجَ اللهُ عنه وذكر الشيخ عبدالله النعمة بأن الدعاءُ هو عينُ المنفعةِ وهو خيرٌ كلهُ، يدعو المسلمُ بينَ يدي اللهِ، بين يديّ جوادٍ كريمٍ، يعطي ما سُئلَ إما معجلاً وإما مؤجلاً، اخرج الحاكمُ بأسناد صحيح عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلا أعطاهُ اللهُ بها إحدى ثلاثٍ: إما أن يُعجلَ له دعوتُهُ وإما أنْ يدخِرَها له في الآخرةِ، وإما أن يَصرفَ عنهُ من السوءِ مثلها، قالوا: إذاً نُكثرُ، قالَ: اللهُ أكثرُ فبكلٍ أنتَ غانمٌ، رابحٌ، مأجورٌ مشكورٌ. ... من يُكثرُ الدعاء يُشكُ أن يُستجابَ لَهُ، فليعزِمِ المسألةَ، وليُعظِمِ الرغبةَ، وليُلحَ في الدعاءِ فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لا يزالُ يستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحم، ما لم يستعجلْ، يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ فلم يُستجبْ لي، فيستحسرُ – أي ينقطع - عند ذلكَ وَيَدَعُ الدعاءَ. ولفت الخطيب إلى أنه ينبغي للمؤمنِ ألا يترُكَ الطلبَ من ربهِ فإنه متعبدٌ بالدعاءِ، وعلى المؤمن أن يجتهدَ في الدُعاءِ، وأن يكونَ على رجاءِ الاجابةِ ولا يقنطُ من رحمةِ اللهِ فإنه يدعو كريمًا، قال سفيان بن عيينة رحمه الله:لا يمنَعَنَ احدَكم من الدعاءِ ما يعلمُ من نفسهِ –يعني التقصير- فإنَ اللهَ قد أجابَ شرَ خلقهِ ابليسُ حينَ قال: قَالَ رَبِّ فأَنظِرني إلى يَومِ يُبعثونَ، قالَ فإنكَ من المُنظرينَ، إلى يومِ الوقتِ المعلوم. ونوه الخطيب بقوله: فيا من تكالبت عليه الهمومُ والغمومُ، وضاقت عليهِ الارضُ بما رحُبت، أينَ انتَ من سؤالِ اللهِ ورجائِه؟ ويا من أرهقتهُ الامراضُ واغرقتهُ الديونُ ويا من أثقلته المعاصي والذنوب، أين أنتَ من الغني القيوم؟ أين أنت من غافرِ الذنبِ وقابل التوب؟ ويا من غَشِيهُ الخوفُ والقلقُ، تَطَلع الى السماءِ فعندَ اللهِ الفرجُ، هذا هو الدعاءُ فأينَ السائلونَ؟ وهذا هو الطريقُ فأين السالكونَ؟

767

| 16 أبريل 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة في جامع الإمام: رمضان شهر مواساة الفقراء والمساكين

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل على المسلمين صيامه، شهر تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، وتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الزلات وتُمحى فيه السيئات، يُعتق العباد فيه من النيران، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، اختصه الله من بين سائر الطاعات له، ووعد عليه بجزيل الأجر وعظيم الثواب. وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام: حل بساحة المسلمين ضيف كريم وموسم عظيم جعله الله سبحانه وتعالى ميداناً يتنافس فيه المتنافسون ومضماراً يتسابق فيه الصالحون ومجالاً لتهذيب النفوس وتزكية القلوب، ذلكم هو شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام شهر القرآن والذكر والدعاء شهر الجود والكرم والعطاء شهر يتقرب فيه المسلمون إلى الله بأنواع الطاعات وصالح الأعمال والقربات، جاء في الحديث الذي يعد أصلا في جواز تهنئة الناس بعضهم بعضا برمضان، فقد أخرج أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضر رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه: أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم، شهر رمضان تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الزلات وتُمحى فيه السيئات، يُعتق العباد فيه من النيران، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، اختصه الله من بين سائر الطاعات له، ووعد عليه بجزيل الأجر وعظيم الثواب، جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فيقول الله تبارك وتعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. في الصيام عباد الله تحقيق التقوى والعبودية لله في أسمى صورها وقهر النفوس وإذلالها، وتربيتها على حسن الاستجابة والامتثال لأوامر الله وتربية الضمائر على مراقبة الله وخشيته يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن في الصيام مواساة للفقراء ومشاطرة للمساكين، إذ يتعظ المسلم بصيامه وحاجته إلى الطعام والشراب أياماً معدودة، وساعات محدودة بحال الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات، قيل ليوسف عليه السلام: أتجوع وأنت على خزائن الأرض؟ فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع كيف لا عباد الله، وشهر رمضان شهر الجود والعطاء.

1630

| 02 أبريل 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: عدم شكر النعم يفنيها.. وقلّما تعود

دعا فضيلة الشيخ عبد الله النعمة إلى شكر نعم الله العظيمة وآلائه الجسيمة، لأن للشاكر أجرا عظيما وثوابا جزيلا، روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للطاعم الشاكر من الأجر مثل ما للصائم الصابر، بل هو من أعظم أبواب رضى الله عن العبد، ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها، بل إن جزاء الحمد عظيم جليل، روى البخاري في صحيحه عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل: ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول. وأردف الخطيب: تلك كلمات قليلة عشناها في الحديث عن بعض من نعم الله وفضائله التي أسبغها على عباده، نعم عظيمة وآلاء جسيمة، يكفي في بيانها قول ربنا: وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ هل أدينا شكرها؟ وهل قمنا بواجب الحمد فيها؟ روى أبو داود عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: يا معاذ وإني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ولفت الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ إلى أن فئات من الناس ظنوا أن الشكر أحرف وكلمات، عبارات وهمسات ينطق بها لسانه، وقلبه غافل ساه، جوارحه غارقة في المعاصي والآثام، العين تبصر ما تشاء والأذن ومن تشاء والأذن تسمع ما تشتهي واللسان ينطق بما يحلو به. وقال: يا أهل التوحيد إن الشكر ليس مجرد ألفاظ تقال، الشكر أن تسير حياتك كلها وفق مراد الله ورسوله فلا تسمع إلا ما يرضي الله ولا تبصر إلا ما يحبه ولا تنطق إلا بما يقربك منه، قال الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى: عليكم بملازمة الشكر على النعم، فقل نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم. فالواجب علينا أن نعتبر قبل أن نكون عبرة، وأن نتذكر قبل أن نكون ذكرى، والحوادث من حولنا تترى، تقول لنا: إن من نسي الله وفضله نسيه الله، ومن عصى الله وهو يعرفه سلط الله عليه من لا يعرفه، ومن أوتي النعمة فلم يشكرها سلبها الله منه.

737

| 26 مارس 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: التربية بالقدوة الوسيلة الأكثر تأثيراً على الأبناء

قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة إن قضية التربية الصحيحة قد شغلت الآباء والأمهات والمربين والمربيات، كلٌ يريد أن يُخرج جيلا قويا، جيلا يكون شامة في جبين الأمة، ومن أهم وسائل التربية الصحيحة التربية بالقدوة الحسنة، فإن للأفعال تأثيرا لا يقل أثره عن الأقوال والتوجيهات، والناس كما يقول الإمام الغزالي (لا يتعلمون بآذانهم بل بعيونهم). وبين الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن اقتداء البشر بعضهم ببعض فطرة جبلية وسنة آدمية، فترى الناس يقلد بعضهم بعضا، سواء كان هذ التقليد في الخير أو الشر، فالأسوة هي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره، إن حسنا وإن قبيحا. وقال النعمة: لقد كان أحد الأركان التي قامت عليها شخصية المسلم الأسوة أو القدوة الحسنة التي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أي أحد أن يقتدي يإخوانه من الأنبياء فقال له: أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: نبيكم صلى الله عليه وسلم فمن أُمر أن يقتدي بهم، ولما اشتد به البلاء أمره الله بالصبر كإخوانه من الأنبياء فقال سبحانه: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، وأعظم قدوة في الإسلام هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، على رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك جعله الله لنا أسوة وقدوة، بل أمرنا بذلك فقال: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا، يقول ابن عاشور في تفسيره لهذه الآية: في الآية دلالة على فضل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه الأسوة الحسنة لا محالة، وقال ابن كثير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر الله تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه عز وجل. وأكد الخطيب أن في القدوة الحسنة أثرا عظيما في تشكيل الشخصية الإنسانية، فالإنسان بفطرته يميل إلى الاقتداء بغيره وفي هذا بيان بأن بلوغ هذه الفضائل السلوكية من الأمور التي هي في متناول القدرات الإنسانية، وشاهد الحال أقوى من شاهد المقال، والمثال الحي المرتقي في درجات الكمال يثير في نفس البصير العامل قدرا كبيرا من الاستحسان والإعجاب والتقدير والمحبة لبلوغ هذه المرتبة في من يقتدي بهم. وأوضح أن القدوة الطيبة للمسلم وأفعاله الحميدة وصفاته العالية وأخلاقه الزاكية مما يجعله أسوة حسنة لغيره.

1882

| 12 مارس 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: راحة النفس في صلاح الزوجة والأبناء

أكد فضيلة الشيخ عبد الله النعمة أن السعادة الحقيقية والراحة النفسية هي في الرضا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، كما أكد أن من أهم أسباب قرة العين وصلاح الحال واستقرار النفس وطمأنينة القلب هو طاعة الله وامتثال أمره، وفي مقدمة هذه الطاعة والعبادة الصلاة التي هي قرة عين المؤمن. وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن الحياة الطيبة السعيدة والعيشة الهنية الرضية، والاستقرار والطمأنينة النفسية مطلب مهم ومقصد أسمى وغاية عظمى يسعى إلى تحقيقها البشر، وتشرئب إلى سماعها النفوس وتطمح إلى تحقيقها وبلوغها الأفئدة، ولا شك أن السعادة الحقيقية والراحة النفسية هي في الرضا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، فمن رضي بهم ذاق طعم السعادة وعرف حياة الطمأنينة والراحة، روى مسلم عن العباس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا. وأوضح أن من السعادة والراحة والطمأنينة هو قرة العين وثباتها وسكونها بعد سكون القلب والطمأنينة، هو السرور الحاصل في النفس مع الرضا التام وعدم النظر إلى ما سواه، وقد وردت قرة العين في القرآن الكريم في عدة مواضع ولعلنا نقف على بعض منها كقوله سبحانه: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، قرة العين في صلاح الزوج والولد، سئل الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى: هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ أهي الدنيا أم في الآخرة؟ فقال: لا بل في الدنيا، قيل: وما ذاك؟ قال: المؤمن يرى زوجته وولده يطيعون الله، فما أجملها من حياة أن يرى الرجل زوجته وأولاده في صلاح وفلاح وما أجملها من لحظات عندما يعيش الرجل مع امرأة عفيفة مطيعة صالحة، وينعم بذرية بارة وديعة، لا يرى منهم إلا الحسن من الأفعال، ولا يسمع منهم إلا الجميل من الأقوال، فيعيش في جنة الدنيا قبل أن يجتمع بهم في جنة الآخرة، هذه هي قرة العين وراحة النفس في صلاح الزوج والولد. وأردف: وجاء ذكر قرة العين في رؤية من نحب ونرحم فها هي زوجة فرعون تقول في شأن موسى عليه السلام حين ألقي بالتابوت في اليم فألقاه اليم بقصر فرعون قالت: قُرَّتُ عَيْنٍۢ لِّى وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ، وما ذاك إلا أن جعل الله محبة موسى في قلوب عباده، قال سبحانه: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي، ثم قرت عين أم موسى بردته ورجوعه لأمه فقرت عينها، عين الأم برضيعها وصغيرها ووليدها، قرت عينها برؤيته وقرت عينها بسلامته وقرت عينها بنجاته من القتل على يد فرعون وقرت عينها بنجاته من الغرق في البحر، فارتاحت النفس واطمأن القلب واستقر وسكن، فَرَدَدْنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ. وذكر الخطيب أن من قرة العين، قرة عين المؤمن في الجنة، قال سبحانه: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فالله سبحانه يجازي عباده بأعمالهم الصالحة فيفرحون بذلك، وتقر أعينهم من الخير الكثير والنعيم الغزير، والفرح والسرور واللذة والحبور فيقر الله أعينهم بما لا يخطر على بال بشر ولا يعلم به نبي ولا ملك.

2511

| 05 مارس 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: ترك المحرمات دلالة على تقوى المسلم

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن ترك المحرمات فيه دلالة على التقوى والقرب من الله، والسلامة والنجاة من المهالك، وإنما يؤجر العبد على اجتنابه للحرام إذا تركه امتثالا لنهي الشرع عنه. وقال النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن حكمة الله ورحمته بعباده اقتضت أن يبين لهم أمور دينهم حلالها وحرامها ومباحها ومكروهها، ذلك أن الله تعالى أنزل على نبيه الكتاب تبيانا لكل شيء وتفضيلا لكل أمر وحجة على الخلق أجمعين، وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم، ووكل بيان ما أشكل من الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينتقل إلى الرفيق الأعلى حتى ترك السبيل نهجا واضحا، فأحل الحلال وحرم الحرام، وترك الناس على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، يقول أبو ذر رضي الله عنه توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يحرك جناحيه في السماء إلا وقد ذكر لنا منه علما، فالحلال في الشرع بين ظاهر لا حرج في فعله والحرام في الشرع بين ظاهر لا رخصة في إتيانه حال السعة والاختيار، وهو ضد الحلال، وإنما يؤجر العبد على اجتنابه للحرام إذا تركه امتثالا لنهي الشرع عنه، لا لخوف أو حياء أو عجز عن المحرم، وأما في حالات الضرورة فقد أجمع علماء الإسلام على أن الضرورات تبيح المحظورات، لقوله تعالى: وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه. التشريع المطلق حق رباني وذكر عبدالله النعمة أن من المعلوم قطعا أن التشريع المطلق تحريما وتحليلا وتشريعا إنما هو حق خالص لله تعالى، قال تعالى: قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون، وقال سبحانه: إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه، يقول الإمام الشاطبي: الكتاب كل الشريعة وعمدة الملة وينبوع الحكمة وآية الرسالة ونور البصائر والأبصار لا طريق إلى الله سواه ولا نجاة إلا لمن استضاء بهداه. وأوضح الخطيب أن أصل الدين أن الحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله، فسنة النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته هي المفسرة للقرآن الدالة عليه، المبينة المجملة المفصلة لأحكامه، فرض اتباعها وحرام مخالفتها، من يطع الرسول فقد اطاع الله، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. ونوه بأن ديننا لم يحرم إلا كل خبيث مضر، قال تعالى: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالشريعة كما قال ابن القيم: مبناها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد عدل كلها رحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة. وقال الخطيب: إن في الحلال الذي أباحه الله تعالى لعباده غنية عن الحرام وما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه، فترك المحرمات من أعلى مراتب الإيمان وافضل درجات الإحسان، يحقق للمرء راحة البال، وطمأنينة النفس والبعد عن الحرام ويشيع في المجتمع النظافة والإصلاح والسعادة والفلاح وكلما كان العبد أبعد عن المحرمات كان أطهر لقلبه وأسلم لدينه ففي الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، فإن كان هذا في الشبهات فما بالك بمن يترك المحرمات؟. وأردف: ترك المحرمات فيه دلالة على التقوى والقرب من الله، والسلامة والنجاة من المهالك، ثبت عند الترمذي بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس، ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه: تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه في مثقال ذرة وحى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما، حجابا بينه وبين الحرام، ويقول الحسن البصري رحمه الله ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام، في ترك المحرمات كثيرا من البشريات، قال تعالى: والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى، قال المفسرون: لهم البشرى في الدنيا بالثناء عليهم بصالح أعمالهم، وعند نزول الموت بهم وعند وضعهم في القبر وفي الآخرة عند الخروج من القبر، وعند الوقوف للحساب وعند جواز الصراط وعند دخول الجنة، كل ذلك باجتنابهم لما حرم الله عليهم، والمفلح بحق هو من اجتنب المحرمات، فاجتنبوه لعلكم تفلحون بعد ما ذكر الخمر والميسر والأنصاب جعل الله اجتناب هذه المحرمات دليلا للفلاح.

1326

| 19 فبراير 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: الاستغفار من أعظم أسباب استجلاب الرحمة والخيرات

أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد النعمة أن الناس متى تضرعوا إلى الله تعالى بالدعاء الصادق، ولجأوا إليه بالعبادة وابتعدوا عن محارمه، أرغد لهم العيش وأردف لهم النعم وأرسل عليهم السماء مدرارا وأمدهم بأموال وبنين وجعل لهم جنات وجعل لهم أنهارا. وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إنه متى ما ابتعدوا عن هديه ونبذوا شرعه وغفلوا عن الطاعة وبارزوه سبحانه بالمعاصي، وعلقوا آمالهم على أسباب واهية، حبس عنهم القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، قال مجاهد - عليه رحمة الله-: إن البهائم لتلعن العصاة من بني آدم إذا اشتدت السّنَة وأمسك المطر، تقول: هذا بشؤم معصية بني آدم، وأصدق من ذلك ما رواه الحاكم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم. وأضاف الخطيب: عباد الله.. بكثرة الخبث تُنتقص الأرزاق وتُنتزع البركات ويعم الفساد وتفشو الأمراض وتسود الفوضى وتضطرب الأحوال بالمعاصي وتزول النعم وتحل النقم، بسببها تتوالى المحن وتتداعى الفتن إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وأوضح الشيخ عبدالله النعمة: لقد دعا الله تعالى عباده جميعا إلى ساحة جوده وكرمه والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، وجعل باب التوبة والمغفرة رحمة فياضة يرتقي بها التائب المستغفر في سلم الحسنات، عن مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال فيما يروي عن ربه سبحانه: يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، الاستغفار عباد الله يجلب الغيث المدرار للمستغفرين ويجعل لهم جنات ويجعل لهم أنهارا، الاستغفار يكون سببا من أعظم أسباب استجلاب الرحمة والخيرات والبركات. وأردف: ولقد كان من هديه عليه الصلاة والسلام أن يتضرع إلى الله عز وجل بالدعاء والصلاة لنزول الغيث ويسأل الله تعالى اللطف والنفع والرحمة، وإنه لما ضعف عند الناس ربط الأسباب بمسبباتها، وتوفرت لديهم النعم وطغت عليهم النظرة المادية أخذ بعضهم ينسب الأمطار إلى المناخ والطبيعة، ناسين أو متناسين قول الحق سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا، قال ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم: ليس عام بأكثر مطرا من عام، ولكن الله يصرفه كيف يشاء، ثم قرأ الآية: وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا، أي: ليتذكر من مُنع القطر أنه إنما أصابه ذلك بذنب وقع فيه، فيقلع عما هو فيه، فهو سبحانه وتعالى الذي أنزل المطر عذبا فراتا سائغا شرابه ولو شاء لحبسه في السماء أو لجعله ملحا أجاجا: أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ.

2025

| 26 نوفمبر 2021

محليات alsharq
عبدالله النعمة في جامع الشيوخ: 6 أسباب تزيد الأرزاق وتبارك فيها

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن طلب الرزق والحرص على تحصيله والسعي في اكتسابه والتفنن في نمائه وزيادته، من القضايا المهمة في حياة الناس وهي فطرة وجبلة، فطر الناس عليها، ولابد للمسلم أن يعي أن قضية الرزق في حياته تقوم على ركائز عقدية مهمة، وهي أن الرزق بيد الله وحده، فلا يطلب الرزق إلا من الله، فلا رازق سواه، وما كتبه الله للإنسان من الرزق فلن يخطئه أبداً، ورزق الله للعبد لا يسوقه إليه حرص حريص، ولا يدفعه عنه كراهية كاره، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها. وأوضح أن من أسباب زيادة الرزق وبركته، كثرة الصدقات وإخراج الزكاة والإحسان إلى الفقراء والمساكين وكفالة اليتيم والإنفاق في وجوه البر عامة، قال سبحانه وتعالى: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين، وعند البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك، ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام: ما نقصت صدقة من مال، بل تزده رواه مسلم، فالإنفاق والصدقات والزكاة تجر البركة والنماء والزيادة في الرزق. ركائز يقوم عليها الرزق وقال النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: لابد للمسلم أن يعي أن قضية الرزق في حياته تقوم على ركائز عقدية مهمة، وهي أن الرزق بيد الله وحده، فلا يطلب الرزق إلا من الله، فلا رازق سواه وفي السماء رزقكم وما توعدون، فطلب الرزق من العبادات التي لا يجوز صرفها إلا لله، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإذا سألت فاسأل الله، ومن رحمة الله تعالى بعباده أن كتب لهم الرزق جميعا إنسهم وجنهم عربهم وعجمهم صغيرهم وكبيرهم مؤمنهم وكافرهم، بل حتى المخلوقات الضعيفة والكائنات الحية تكفل الله تعالى برزقها، وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين، وقال تعالى: وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم. فما كتبه الله للإنسان من الرزق فلن يخطئه أبداً، ورزق الله للعبد لا يسوقه إليه حرص حريص، ولا يدفعه عنه كراهية كاره، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، روى الطبراني بسند حسن عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت. الرزق مقسوم.. ويزيد بالأسباب وقال إن الرزق وإن كان مقسوما مقدرا لابن آدم منذ خلقه الله تعالى، إلا أن له أسبابا تزيد فيه للعبد وتبارك له فيه وهي من قدر الله وتيسيره لعباده، وهدايته وتوفيقه إياهم، ومن أهم هذه الأسباب وأعظمها في جلب الزيادة والبركة والنماء في رزق العبد، تقوى الله وطاعته، وكثرة عبادته والبعد عن معصيته، قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وفي الحديث عند الحاكم وغيره بسند صحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ومن الأسباب العظيمة في بركة وزيادة الرزق التوكل على الله تعالى صدقا ويقينا، ففي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا، رواه أحمد والترمذي، وملازمة الاستغفار فإنه من أعظم أسباب البركة في الرزق والنجاة في الدارين، فإن الله تعالى يقول: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا، وروي في الأثر أنه صلى الله عليه وسلم قال: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه الله من حيث لا يحتسب.

1915

| 20 نوفمبر 2021

محليات alsharq
عبدالله النعمة في جامع الإمام: الأمر بالمعروف جعل الأمة الإسلامية خير الأمم

قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة إن الله خلق الخلق وفاضل بينهم، فخلق آدم بيده وأسجد له الملائكة تكريماً له، واصطفى من بني آدم الأنبياء ثم من الأنبياء الرسل، ثم اختار من الرسل أولي العزم، واصطفى منهم محمداً صلى الله عليه وسلم فهو سيد ولد آدم. وقال النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن الله فاضل بين الأيام والشهور فاختار من الشهور أربعة ومن الأيام يوم النحر من السنة، ويوم الجمعة من الأسبوع فهو أفضل الأيام، ومن الأوقات ساعات السحر من آخر الليل يتنزل فيها الرب سبحانه، واختار من الأماكن مكة المكرمة لتكون قبلة للمسلمين واختار من الأمم هذه الأمة أمة الإسلام لتكون خير الأمم «وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون». لهذا كسبت الأمة «الخيرية» وأوضح النعمة أن ابن القيم رحمه الله قال: «والمقصود أن الله تبارك وتعالى اختار من كل جنس من أجناس المخلوقات أطيبه واختصه لنفسه وارتضاه دون غيره فإنه سبحانه طيب لا يحب إلا طيباً ولا يقبل من العمل والكلام والصدقة إلا الطيب، فالطيب من كل شيء هو مختاره تبارك وتعالى»، قال تعالى في شأن هذه الآية «كنتم خير أمة أخرجت للناس»، وقد صح في هذه الآية ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه «كنتم خير أمة أخرجت للناس» قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام، وما ذاك إلا حباً منهم في هذا الدين العظيم وهذا ما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة في بيان خيريتها وأنها أكرم الأمم ولا فخر، روى الترمذي بسند حسن عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى «كنتم خير أمة أخرجت للناس» قال: إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله، وقال صلى الله عليه وسلم: «وجعلت أمتي خير الأمم» رواه أحمد. الإسلام نال قصب السبق وأردف: يخبر الله سبحانه عن هذه الأمة الإسلامية المحمدية بأنها خير الأمم «كنتم خير أمة» والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس، واختار لهم هذا النبي صلى الله عليه وسلم لتنال هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات التي دلها عليها النبي وكان هديه وبعثته خيرا لهذه الأمة وسائر البشرية. وأكد الشيخ عبدالله النعمة بقوله: وإنما جعلت هذه الخيرية في هذه الأمة لنفعها المتعدي لغيرها، ولذلك جاء وجه التعليل وبيان سبب هذه الخيرية في إتمام الآية في قوله تعالى «تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله»، فالخيرية مرتبطة بهذه الأمور في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله تعالى، ومتى ما فقدت أو قصرت الأمة في هذه العبادات فقدت خيريتها في ميزان الله وميزان البشر. هذا هو منبع الخيرية ولفت الخطيب إلى أن هذه الخيرية ليست نابعة عن مجاملة أو محاباة أو اختصاص بلا مسوغ، وإنما علتها وسببها هو ما ذكره الله بعد ذلك معللا هذه الخيرية فمناطها مرتبط تماما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمنبثق عن الإيمان بالله تعالى ورسوله فمن حقق الشرط تحقق له المشروط وقامت به الصفة، كما قال عمر رضي الله عنه: «من سره أن يكون من هذه الأمة فليود شرط الله فيها»، والخطاب في قوله تعالى: «كنتم» خطاب للمؤمنين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ولمن جاء بعدهم واتبع تعاليم الإسلام إلى يوم الدين، ولذا قال ابن كثير: «والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذي يلونهم كما قال سبحانه في آية أخرى «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».

1390

| 06 نوفمبر 2021

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: يستقيم إيمان العباد بالتمسك بالسنة النبوية

أكد فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن طاعة النبي ومحبته ونصرته أصل عظيم من أصول الدين الحنيف لا يستقيم به إيمان العبد إلا بتحقيقها صدقا وعدلا، وحقا وواقعا في حياته قولا وعملا واتباعا وهديا، وأنه لا يكتمل إيمان عبد مسلم حتى يكون النبي أحبّ إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين. وقال عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: روى البخاري من حديث عبدالله بن هشام رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر، يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر فإنه الآن، والله لأنت أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر، أي الآن عرفت يا عمر فنطقت بما يجب عليك، وبما يكتمل به إيمانك في تقديم حب النبي صلى الله عليه وسلم على حب النفس. طاعة الرسول من أصل الدين وبين الخطيب أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته ونصرته والدفاع عنه واتباع أمره واجتناب نهيه والاقتداء به في فعله والاعتصام بسنته والتمسك بها أصل عظيم من أصول الدين الحنيف لا يستقيم به إيمان العبد إلا بتحقيقها صدقا وعدلا، وحقا وواقعا في حياته قولا وعملا واتباعا وهديا، جعلها الله علامة على محبته وطاعته ورضوانه، قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. المطلوب الاقتداء وأضاف: إنه لا يكتمل إيمان عبد مسلم حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين، وإن محبته صلى الله عليه وسلم ليست ادعاء وابتداعا وإنما هي اتباع واقتداء وحقيقةٌ وانتماءٌ، هي في حقيقتها: تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله عز وجل إلا بما جاء به صلى الله عليه وسلم ووضحه وبينه لأمته، جاء في الحديث المتفق عليه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين، وهذا ما دفع بالصحابة رضي الله عنهم إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، ضربوا أروع الأمثلة وأعلى النماذج في حب النبي صلى الله عليه وسلم، بذلوا أرواحهم ودماءهم وأموالهم في سبيل الله، جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكمونه في أموالهم وأنفسهم وهو يقولون: هذه أموالنا بين يديك يا رسول الله فاحكم فيها بما شئت وهذه نفوسنا بين يديك، لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك، ما تخلّف منا أحد، إنا لصُبُر في الحرب صُدُق عند اللقاء فامض بنا يا رسول حيث شئت، وها هو علي بن أبي طالب يصف حب الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم فحين سُئل رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ لم يكن حبا صوريا بل كان حقيقة وواقعا، تجسد في اتباعه والاقتداء به والفداء بالنفس له، فها هو أحدهم يقع أسيرا فيسأله أبو سفيان فيقول: أنشدك بالله أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال الصحابي: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي! فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا. هكذا تكون محبة النبي وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أن المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليست في المظاهر والشكليات والدعوى والاحتفالات، ونظم الأشعار والمدائح، وإنما هي طاعته وتعظيمه والتحاكم إلى شريعته واتباع هديه وسنته وتوقيره والدفاع عنه ونصرته حيا وميتا والثناء عليه بما هو أهله وكثرة ذكره والصلاة عليه والتأدب مع سنته وحديثه والتأسي به في شمائله ونشر سيرته وحديثه ليتخذوه قدوة لهم وأسوة في حياتهم وعباداتهم لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا.

1246

| 16 أكتوبر 2021

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: حسن الخُلُق علامة على كمال الإيمان

قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة إن الإسلام اهتم بالأخلاق والآداب اهتماما منقطع النظير، وحث عليها وأمر بلزومها في توجيهاته وأوامره، وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق الحسن بالأجر العظيم، والثواب الجزيل من الله تعالى. وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن حسن الخلق وانتشار الأخلاق الفاضلة بين الناس أساس بناء الأفراد والمجتمعات ومعيار صلاح الأمم والمجتمعات، إنه علامة على كمال الإيمان وحسن الإسلام وسبب عظيم لرفعة الدرجات والنيل من محبة الله تعالى ومحبة خلقه. اهتمام منقطع النظير بالأخلاق وأضاف الخطيب: لقد اهتم الإسلام بالأخلاق والآداب اهتماما منقطع النظير، وحث عليها وأمر بلزومها في توجيهاته وأوامره، فما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا ببر ومعروف، ولا نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا عن منكر وقبيح، ويكفي لبيان مكانة الأخلاق والآداب في الإسلام أن يحصر النبي صلى الله عليه وسلم مهمة بعثته وهدف رسالته في إصلاح الأخلاق وتهذيبها بقوله في الحديث الذي رواه البخاري في الأدب المفرد: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وأردف: وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مكانة الأخلاق في الإيمان فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا. الخلق الحسن أجره عظيم وأوضح الشيخ النعمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وعد صاحب الخلق الحسن بالأجر العظيم، والثواب الجزيل من الله تعالى ففي الحديث الذي رواه الترمذي بسند صحيح قال صلى الله عليه وسلم: إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسانكم أخلاقاً، وعن أبي داود والحاكم بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وحين سئل عليه الصلاة والسلام عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: تقوى الله وحسن الخلق. هذه هي الأخلاق المحبوبة ولفت الخطيب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين طرفا من أخلاق الإسلام التي يحبها الله ورسوله، كما جاء في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لأشج بن عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة، وقوله: ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار، كل قريب هين سهل أخرجه الترمذي وحسنه، وعند مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد، وروى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، وعند الحاكم بإسناد صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عقبة..ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ تصل من قطعك وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك. الكذب أسوأ خلق وتناول الخطيب أفعال النبي صلى الله عليه وسلم فلقد ضرب أروع الأمثلة في حسن الخلق والأدب وجميل التعامل مع الناس جميعا، ولا ريب، فقد بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، ليتمم مكارم الأخلاق، وكان برا رحيما يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكلّ ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ويغيث ذا الحاجة الملهوف، وما ضرب صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا سبابا، ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، وكان أبغض الخُلق إليه الكذب، وكان من أحسن الناس وجها، وأطيبهم خلقا، وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عُرف في وجهه، ولم يكن ينتقم لنفسه، إلا أن يُنتهك شيئ من محارم الله، فينتقم لله سبحانه. وذكر الشيخ عبدالله النعمة: واستكمالا لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وسمته، فقد كان يبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى شيء يسير، هيّن المؤونة لين كريم الطبع جميل المعاشرة طلق الوجه بساما متواضعا من غير ذلة جوادا من غير سرف رقيق القلب رحيما بكل مسلم، خافضا جناحه للمؤمنين، يعود مريضهم ويشهد جنازتهم، وكان جميل الطبع مع أهله يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب الشاة لأهله، ويكون في مهنة وخدمة أهل بيته، يأكل مع الخادم ويجالس المساكين ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتيهما.

2348

| 09 أكتوبر 2021

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: الأخوة بين المسلمين قاعدة عظيمة قررها الإسلام

أكد فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن التعاون على البر والتقوى هو تعاون على تحقيق ما أمر الله به ورسوله قولا وعملا واعتقادا، وعلى ترك ما حرم الله ورسوله قولا وعملا واعتقادا، كما أكد على أن التعاون بين المسلمين قربة عظيمة إلى الله تعالى، والله تعالى فطر الإنسان محتاجا إلى من يعاونه ويسانده على قضاء حوائجه، وأن الإسلام يهدف من خلال توجيهاته وآدابه وقيمه ونظمه إلى إقامة المجتمع الآمن المطمئن المتكاتف المتعاضد، مثله كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وقال فضيلة الشيخ النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: يهدف الإسلام من خلال توجيهاته وآدابه وقيمه ونظمه إلى إقامة المجتمع الآمن المطمئن المتكاتف المتعاضد، مثله كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة جاءت الشريعة الإسلامية بمقاصد عظيمة وغايات كريمة وقواعد راسخة متينة لبث الألفة والمحبة والأخوة بين المسلمين بعضهم لبعض، وبين أفراد المجتمع الواحد ومن القواعد العظيمة الجليلة التي قررها الإسلام في قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، ففي الآية قاعدة عامة في تعامل المسلم مع الناس وفي الوصول لأعلى درجات الرقي والكمال في تعامل الناس مع بعضهم البعض، قال ابن القيم - يرحمه الله - فالبر كلمة لجميع أنواع الخير والكمال المطلوب من العبد، في هذه الآية أوصى الله تعالى عباده المؤمنين بالتعاون فيما بينهم (على البر والتقوى). التعاون تقرب إلى الله وأوضح الخطيب أن التعاون بين المسلمين قربة عظيمة إلى الله تعالى، والله تعالى فطر الإنسان محتاجا إلى من يعاونه ويسانده على قضاء حوائجه، قال ابن تيمية -رحمه الله- حياة بني آدم وعيشهم في الدنيا لا يتم إلا بمعاونة بعضهم لبعض، والنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على التعاون في مناسبات كثيرة وأحاديث متعددة، روى البخاري عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه، وعن مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. البر ديدن السلف وأضاف: كان سلف هذه الأمة يحث بعضهم بعضا على البر والتقوى والخير، قال عطاء بن أبي رباح - رحمه الله - تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث فإن كانوا مرضى فعودوهم أو مشاغيل فأعينوهم أو كانوا نسوا فذكروهم، وسئل أبو حمزة الشيباني عن الإخوان في الله عز وجل من هم؟ قال: هم العاملون بطاعة الله عز وجل المتعاونون على أمر الله عز وجل، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم، قال بعض الحكماء: فضيلة الفلاحين التعاون بالأعمال، وفضيلة التجار التعاون بالأموال، وفضيلة الملوك التعاون بالآراء والسياسة، وفضيلة العلماء التعاون بالحكم الإلهية، والفضيلة المشتركة بين الأصناف الأربعة هي التعاون على ما يصلح به المعاش والمعاد. التعاون كلمة شاملة ولفت فضيلة الشيخ النعمة إلى أن مجالات التعاون كثيرة ومعدودة، فالعون يكون في مجال المساعدة بالمال وبالجسم وبالقول وبالجاه وبالعلم والمشورة النافعة، بالشفاعة الحسنة وما من عمل في الحياة إلا له جوانب يمكن أن تكون مجالا من مجالات التعاون على البر والتقوى فكل خير من قول أو فعل فهو يدخل في البر وكل منكر من قول أو فعل فإنه يجتنب بالتقوى، فنحن مأمورون بالتعاون على البر والتقوى، ونهينا عن التعاون على الإثم والعدوان، وبهذا ينال الإنسان سعادته قبل إسعاد الآخرين، قال الماوردي - رحمه الله - ندب الله سبحانه إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى له، لأن في التقوى رضا الله تعالى وفي البر رضا الناس، ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته. المحبة تعزز الأخوة الإسلامية وذكر الخطيب أن للتعاون فوائد جمة فمن أهم فوائد التعاون أنه من ثمرات الأخوة الإسلامية، وهو طريق موصل إلى محبة الله ورضاه وجنته، وهو سبب من أسباب الألفة والمحبة بين الناس، وثمرة من ثمرات الإيمان فضلا عن كونه حاجة ماسة للإنسان وتحقيق سنة الله تعالى في خلقه، ويوافق طبيعة الأشياء. ومن المقرر في أصول أهل السنة والجماعة أن التعاون ولزوم الجماعة وترك الفرقة فيه تحقيق أصل من أصولهم، فمن أعظم فوائد التعاون تحقيق الأمر الإلهي وتعاونوا على البر والتقوى، وقوله: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وفي التعاون تمكن من تنفيذ أوامر الله تعالى، إذ بالتعاضد يقوي بعضنا بعضا وفي امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي حث على التعاون والجماعة ومعاونة الناس.

1338

| 25 سبتمبر 2021

محليات alsharq
عبدالله النعمة في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: سلامة الدين تكون بالحفاظ على الصلوات المفروضة

أكد الشيخ عبدالله النعمة أن الصلاة هي عمود الديانة ورأس الأمانة، وهي أول ما فُرض وآخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وهو في سكرات الموت، ولقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بإقامة الصلاة والمحافظة عليها. وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: نقف في الخطبة مع عبادة من أهم العبادات، بل هي الركن الثاني من أركان الإسلام، هي من أظهر معالم هذا الدين وأعظم شعائره، هي بعد الشهادتين آكد مفروض، وأعظم معروض وأجل طاعة وأرجى بضاعة، من حفظها حفظ دينه ومن أضاعها فهو لما سواها أضيع، هي من الفرائض التي لم ترتبط بموسم ولا موقوفة على مناسبة، فريضة ليست في العمر مرة ولا في العام مرة، بل ولا في اليوم مرة، ولكنها في اليوم والليلة خمس مرات. وأوضح الشيخ النعمة أن الصلاة هي عمود الديانة ورأس الأمانة، أخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، الصلاة وما أدراك ما الصلاة، أكثر الفرائض ذكرا في القرآن، واستفاضت في فضائلها وأهميتها الأحاديث والآثار، جاء في الأثر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لا إيمان لمن لا صلاة له، وصح عن عمر رضي الله عنه قال: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. المنجية من العذاب وأضاف: حتى جعل صلى الله عليه وسلم يجلجلها في صدره - أي الصلاة - وما يفيض بها لسانه الصلاة الصلاة ما ملكت أيمانكم، وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها وشرفها فقال عنها: نورا تضيء لصاحبها في ظلمات الموقف، وفيها نور يعلو وجه من حافظ عليها، وهي نور تهدي إلى الصواب، وتوصل إلى طريق السلامة وهي برهان وحجة واضحة على صلاح العبد وإيمانه، ونجاة للعبد من عرصات وعذاب يوم القيامة، أخرج أحمد والطبراني عن أبي عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوما فقال: من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة. من أسباب السعادة وقال إن الله أمر عباده المؤمنين بإقامة الصلاة والمحافظة عليها، فقال سبحانه: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين، وأثنى سبحانه على المحافظين على الصلاة وذكرهم في عداد عباده المؤمنين، وما يتحلون به من صفات عظيمة وخصال كريمة توجب لهم الجنة وتباعدهم عن النار، فقال سبحانه: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون إلى أن قال والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. ونوه الخطيب: تبرز أهمية الإسلام عند المسلم ومكانته في قلبه من خلال المحافظة على الصلاة، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال: كان يكون في مهنة أهله - تعني في خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة، وعند أحمد والنسائي قال عليه الصلاة والسلام: وجعلت قرة عيني في الصلاة، أي إنها من أسباب السعادة والمسرة وراحة النفس، وكان عليه الصلاة والسلام إذا أصابه هم أو حزن قال: أرحنا بها يا بلال. أداء الصلاة راحة للقلب وأكد أن الصلاة راحة للقلب وطمأنينة للنفس من تعب الدنيا ومشاغلها، وأوصى بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام مسلم، فقال: عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة. ولفت الشيخ عبدالله النعمة أنه لأهمية الصلاة أوجبها الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين حتى في حالات القتال، والنفوس أشد ما تكون خوفا من العدو، وإزهاقا من القتال، وليس هذا فحسب، بل لقد أوجبها لله حتى على المريض، فيصلي حسب حاله، قائما أو قاعدا، أو جالسا أو على جنبه، يومئ إلى القبلة بالركوع والسجود إيماء، سواء استطاع التطهر أم لا، كل ذلك دليل على مكانة الصلاة في الإسلام وعظم منزلتها. الصلاة الصلاة، فقد أمر الله تعالى بالمحافظة عليها كثيرا، وحذر من التهاون فيها أو التكاسل عنها، والنصوص في ذلك بينة واضحة لا تخفى على ذي لب وبصيرة، وهكذا كان دأب سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين في شدة حرصهم ومحافظتهم على الصلاة، لقد كانوا يستعدون للصلاة أيما استعداد، ذكر الذهبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء، وهذا سعيد بن المسيب لم تفته صلاة الجماعة مدة أربعين سنة، بل حتى وهم مرضى كانوا يُحملون حملا إلى الصلاة.

1697

| 27 أغسطس 2021

محليات alsharq
عبدالله النعمة في جامع الأمام: الاختلاف يهدد تماسك المجتمع ويخلخل بيانه

دعا فضيلة الشيخ عبدالله النعمة إلى اللحمة والتكاتف والتعاضد بين المسلمين، وحذر في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بمناسبة بداية العام الهجري الجديد من التفرق والاختلاف والتنابز بالألقاب كما حذر من الخصومات والشحناء والفتن ونحوها. و أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن شهر الله المحرم شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنة الهجرية، وبه يبدأ المسلم عامه الجديد، وقد جاءت السنة النبوية داعية ومبينة إلى عظيم هذا الشهر، وأن فضل صيام يوم عاشوراء، أنه يكفر السنة التي قبله، فتخرج نقيا معافى من صغائر الذنوب والآثام. خير بداية للعام وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أن شهر المحرم هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله عنها: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ..، قال قتادة رحمه الله: العمل الصالح أعظم أجرا في الأشهر الحرم، والظلم فيهن أعظم من الظلم في سواهن. وأضاف: إن شهر الله المحرم شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنة الهجرية، وبه يبدأ المسلم عامه الجديد، وقد جاءت السنة النبوية داعية ومبينة إلى عظيم هذا الشهر، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. المحرم أفضل الشهور وأضاف: ذهب بعض أهل العلم إلى أن أفضل الأشهر الحرم هو شهر المحرم، قال الحسن البصري: إن الله افتتح السنة بشهر حرام، وختمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، قال ابن رجب: وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل، فقال الحسن وغيره: أفضلها شهر الله المحرم، وكان اسمه في الجاهلية صفر الأول، ثم جاء الإسلام فسماه النبي صلى الله عليه وسلم شهر الله المحرم، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهر الله المحرم، وخصه بهذا الاسم دون سائر الشهور، فأضيف بهذا الاسم إلى الله، وفي هذا تشريف وزيادة في فضله على سائر الشهور. شهر انتصارات المسلمين في شهر الله المحرم كتب الله النصر والغلبة لطائفة من المؤمنين على جند من الكافرين، فقد كان هلاك فرعون وجنوده، ونصر موسى وقومه في العاشر من شهر الله المحرم فصامه شكرا لله على نصره، جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء، فقال لهم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على صيام هذا اليوم، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم، يعني يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان. وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أنه يكفي في فضل صيام يوم عاشوراء، أنه يكفر السنة التي قبله، فتخرج نقيا معافى من صغائر الذنوب والآثام، أخرج مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله، ويستحب صوم التاسع مع العاشر لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لئن بقيت إلى قابل -يعني العام القادم- لأصومن التاسع، يعني صوم التاسع مع العاشر.

1579

| 14 أغسطس 2021