رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا

359

الوقت والذوق والمرأة.. دلائل حضارية في الإسلام

13 مارس 2014 , 05:14م
alsharq
القاهرة – بوابة الشرق

كثيرا ما تعانى الدول العربية والإسلامية في الوقت الراهن من أزمة حضارة أو أنها أصبحت في مؤخرة الركب الحضاري، وهنا نقف تنتابنا الدهشة كيف وأنها هي التي صدرت الحضارة للعالم الغربي بل وللعالم أجمع.

يمكن أن نسترجع تاريخنا ونرى كيف لهذه الدول العربية أن تخلت عن السبب الرئيسي لرقيها وحضارتها ألا وهو التراخي في تطبيق تعاليم ديننا وإهمال القواعد التي وضعها لنا لصنع مجتمعات راقية متحضرة، ونظرة إلى بعض هذه القواعد توضح لنا الإجابة عن سبب تخلفنا الحضاري ولنا بعض الأمثلة.

فن إدارة الوقت

لقد من الله علينا بنعمة الوقت وجعلنا جميعا نتساوى في هذه النعمة الجليلة وهناك كثير من الآيات التي أقسم فيها بالوقت مثل قوله تعالى “والضحى والليل” و ”والفجر وليال عشر” و ”إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا” وغيرها من الآيات التي تحث على قيمة الوقت وأن كل شنئ بميقات محدد.

وقديما كان العرب والمسلمون يغتنمون هذا الوقت في العمل والبحث عن سبل التقدم حتى أنهم كانوا يقطعون المسافات الكبيرة والتي تستغرق أيام وربما أشهر للوصول إلى معلومة أو فكرة، ولكن اليوم ومع كل ما ننعم به من تكنولوجيا حديثة توفر لنا الوقت والجهد إلا أننا نتبارى في إهدار الوقت بشكل متعمد على الإنترنت وأمام الشاشات والهواتف المحمولة مما جعلنا أشبه بعالم آلى تحركه التكنولوجيا.

فن الاتيكيت

الإتيكيت كلمة فرنسية معناها البطاقة: THE TICKET - (ما علاقة البطاقة بالإتكيت – بطاقات الدعوة للمناسبات – لو دعيت إلى فندق راقي مثلا: كيف أتصرف – خلف بطاقة الدعوة التعليمات الوصول – سلم المعطف على باب الفندق ... ادخل سلم على الداعي .. اجلس في غرفة الشاي ... كلم كبير الخدم وهو يعطيك التعليمات. وهنا يضرب لنا ديننا الحنيف أروع الأمثلة على هذا الفن الراقي في كثير من المواضع مثل قوله تعالى لبيان عدم التكلف وهو من الذوق والاتيكيت “وما أنا من المتكلفين” وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لتوضيح طريقة الاستقبال”، “إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق” وفى الهدية وأثرها في النفس يقول النبي “تهادوا تحابوا” وكذلك تقديم الورود والتي أصبحت من سمات الدول المتقدمة وتتصدر المناسبات الرسمية قوله صلى الله عليه وسلم: “من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح” حديث شريف.

وهناك الكثير من الأمثلة التي توضح لنا مدى الرقى التي نتمتع به إذا أمعنا النظر في ديننا السمح.

معاملة المرأة

عانت المرأة قبل الإسلام من كثير من الظلم والمعاملات الجاهلية التي حقرت من شأنها ورسخت لها دورا محددا يدنى من قدرها وكرامتها ولكن جاء الإسلام ليمحى كل هذه الأفكار ويرسخ لصورة جديدة للمرأة ترفع من شأنها فبعد أن كانت تدفن حية ومن نجا منهن يعشن عيشة بائسة مهينة فليس لها حظ من ميراث قريبها مهما كثرة أمواله، ومهما عانت من الفقر والحاجة لأنهم يخصون الميراث بالرجال دون النساء بل أنها كانت تورث عن زوجها ما يورث ماله وكان الجمع الكثير من النساء يعيشن تحت زوج واحد، حيث كانوا لا يتقيدون بعدد محدد من الزوجات غير عابئين بما ينالهن من جراء ذلك من المضايقات والظلم.

ولكن جاء الإسلام ليرفع عنها كل هذه المعاناة ويرفع قدرها وورد هذا في أكثر من آية قال تعالى ”إنا خلقناكم من ذكر وأنثى” فذكر سبحانه أنها شريكة الرجل في الثواب والعقاب على العمل و”من عمل صالحا من ذكر أو أنثى هو مؤمن” لنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”، وحرم سبحانه اعتبار المرأة من جملة موروثات الزوج الميت فقال تعالى: ”ياأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء ” فضمن لها استقلال شخصيتها وجعلها وارثة لا موروثة وجعل للمرأة حقا في الميراث من مال قريبها فقال تعالى: ”للرجل نصيب مما ترك الوالدان الأقربين له للنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا”.

كل هذه القواعد وغيرها يحثنا عليها ديننا الحنيف ونحن نتخلى عنها يوما بعد يوم ثم نبحث بعد ذلك عن المخرج والملاذ من هذه الأزمة التي أصبحت تعانى منها أغلب دولنا العربية والإسلامية، وهنا يجب علينا أن نقف ونسترجع هذه القواعد الثمينة حتى يتسنى الخروج من أزمتنا الحالية والتي يمكن أن نطلق عليها، أزمة حضارة.

مساحة إعلانية