رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4524

مختصون لـ الشرق: الترويج للحطب المحلي في موسم التخييم يثير مخاوف التعدي على البيئة

20 أكتوبر 2018 , 08:00ص
alsharq
انواع مختلفة من الحطب في الاسواق المحلية
أبوبكر الحسن:

طالبوا بتشديد الرقابة على الأسواق ووضع آلية تقنن إنتاج المزارع..

محمود بلوشي: الحطب في الأسواق المحلية من  المزارع والمستورد قليل

كثرة المعروض من الحطب أدى إلى تخفيض الأسعار كثيرا مقارنة بالأعوام الماضية

تعرض الاسواق الشعبية مع قرب انطلاق موسم التخييم كميات كبيرة من حزم الحطب تسوق باعتبار ان مصدرها مزارع الدوحة، ونظرا لتعدد انواع الحطب المعروض ما بين السدر والسمر والقرض بخلاف المواسم الماضية فإن علامات استفهام كثيرة اطلقها مهتمون بالبيئة، خوفا من ان يكون مصدر هذه الاخشاب المخصصة للحرق عمليات احتطاب جائر تطال اشجار البيئة القطرية .

"الشرق" حاولت استقصاء مصدر الحطب المعروض في الاسواق المحلية من خلال زيارات ميدانية، وسؤال اصحاب المحال عن مصدر بضاعتهم، كما تحدثنا مع اصحاب مزارع ومهتمين بسلامة البيئة عن اضرار الاحتطاب، وما يمكن ان يحدثه من دمار للغطاء النباتي في قطر               

 بداية قال محمود بلوشي صاحب محل في السوق العماني إن معظم اخشاب الحرق المتوفرة في السوق العماني بالدوحة مصدرها المزارع المحلية، وفي العادة تقوم المزارع بجمع مخلفات الاشجار التي تشتمل على اغصان جافة متساقطة بفعل الرياح واخرى رطبة يتم تقطيعها من الاشجار الكبيرة في كل موسم لتحفيزها على النمو وهذه الاغصان كانت تتخلص منها المزارع عن طريق الحرق، ولكن في السنوات الاخيرة ومع كثرة الاقبال على الحطب المحلي اصبح عمال المزارع يقومون بجمع مخلفات الاشجار بعد تقطيعها وبيعها في الاسواق المحلية في شكل حزم صغيرة .

واضاف بلوشي ان هناك عمالا متخصصين في تقليم اشجار المزارع، وهم يقومون بهذا العمل مقابل حصولهم على الاجزاء المقتطعة من الاشجار حيث يقومون بتقطيعها الى اعواد قصيرة ومن ثم تجفف وتجلب للاسواق المحلية واغلب انتاجهم من اشجار القرض الكبيرة والسدر والاثل، وجميع هذه الانواع يكثر الطلب عليها لتستخدم في حطب الحرق، مشيرا الى ان كثرة المعروض من الحطب في الاسواق المحلية خفضت الاسعار كثيرا مقارنة بالاعوام الماضية حيث يتراوح سعر حزمة الحطب الصغيرة بين 7و 10 ريالات قطرية، والحزم الاكبر حجما تبدأ من 15 ريالا .

مصادر توريد محدودة

وتابع بلوشي: قد تبدو كميات الحطب المحلي في الاسواق الشعبية كثيرة نظرا لقلة المستورد من الحطب، لأن استخدامات الحطب تكاد تقتصر على موسم التخييم بخلاف الفحم النباتي الذي يستمر الطلب عليه طوال العام، مشيرا الى ان مصادر استيراد الفحم عديدة من بينها تايلاند واندونيسيا ودول افريقية عديدة من بينها كينيا، نيجيريا واثيوبيا .

ومن جانبه قال احد العاملين في محل عبد الله بن ناصر العلي المعاضيد بالسوق العماني انهم الوحيدون الذين يستوردون الحطب من حيدر اباد الهندية ويباع باسعار زهيدة سواء في شكل حزم او عبوات بلاستيكية، بينما يمتلئ السوق بالحطب المنتج محليا في المزارع القطرية، وهذا المنتج باعتباره قطريا لا توجد له شهادة منشأ .

 حفاظاً على البيئة البرية وممتلكات أصحاب المزارع..

سيف السويدي: جهات الاختصاص مطالبة بوضع آلية  لمعرفة مصدر الحطب بالأسواق                

طالب سيف السويدي الناشط البيئي وزارة البلدية والبيئة بتشكيل لجنة من المهندسين الزراعيين العاملين في قسم الزراعة لمعاينة منتجات الحطب في اسواقنا المحلية، منعا لحدوث تعد على اشجار البيئة البرية، ويمكن من خلال معاينة المنتجات المعروضة بالاسواق معرفة مصدر الحطب بما ان اشجار البيئة القطرية محدودة ومعروفة، لأن بعض الباعة قد يروجون لحطب مستورد ويبيعونه على اساس انه منتج محلي او العكس.

 موضحا ان المنتج المستورد يفترض ان يكون له شهادة منشأ، وبالنسبة للمنتج المحلي لابد من معرفة المزرعة المنتجة وبذلك يمكن حماية حقوق اصحاب المزارع التي قد تتعرض للتعدي هي الاخرى دون علم اصحابها. واكد السويدي ان اقتطاع الاشجار الخضراء بغرض انتاج الحطب لا يجوز شرعا، لأنه يمثل تعديا على البيئة الطبيعية التي وهبها لنا الله، ولكن يمكن الاستفادة من الاغصان الجافة للاشجار او التي تتعرض للسقوط بفعل الرياح مشيرا الى ان فصل الصيف المعروف بقساوته قد يتسبب في جفاف اغصان الاشجار الكبيرة التي قد لا تجد حاجتها الكافية من الماء ولكن لابد من وضع آلية تمكن جهات الاختصاص من معرفة مصدر الحطب المتوفر بالاسواق فلا يكفي ان نقول هذا منتج محلي دون معرفة كيفية انتاجه، وهل تم بصورة شرعية ام بالتعدي على البيئة البرية او ممتلكات الأفراد.    

علي الكعبي: البلدية رفضت عرض حطب المزارع في ساحات المنتج الوطني

قال علي الكعبي صاحب مزرعة إن اغلب المزارع القطرية تتخذ اسيجة من الاشجار، ويقوم اصحاب المزارع بتقليم اشجارهم سنويا، خصوصا الاشجار الكبيرة وغالبا ما يقوم العمال الذين يتولون عملية تشذيب الاشجار بجمع الاغصان المتناثرة وتقطيعها وتجفيفها ومن ثم عرضها في الاسواق المحلية، وهذه العملية تسهم في المحافظة على نظافة المكان مشيرا الى انه يقوم بجمع الاغصان الناتجة عن تقليم اشجار مزرعته وتجفيفها بغرض الاستخدام الشخصي ولا يرسلها للاسواق .

واعرب الكعبي عن اعتقاده بأن ما يتوفر في الاسواق المحلية من حطب مصدره المزراع القطرية مشيرا في هذا الصدد الى ان اصحاب مزارع كانوا يريدون عرض ما جمعوه من حطب نتيجة لتقليم اشجار مزارعهم في الساحات المخصصة للمنتج الوطني الا ان الجهات المختصة في وزارة البلدية رفضت عرض حطب المزارع في ساحات المنتج الوطني ربما لأنهم يتخوفون من ان عرض هذا المنتج قد يعطي رسالة سالبة بأن الاحتطاب مشروع، رغم ان البلدية تعرف ان الحطب مصدره المزارع القطرية وليس هناك اي تعد على البيئة البرية ولكن الاحتياط واجب.            

        

استبعد حدوث تجاوزات..

مصدر مسؤول في البيئة: السجن والغرامة عقوبة مخالفي قطع الأشجار البرية                

استبعد مصدر مسؤول في البيئة حدوث اي تجاوزات بشأن قطع الاشجار البرية، مؤكداً أن مفتشي البيئة متواجدون في المناطق البرية لرصد أي مخالفة سواء قطع الاشجار او غيرها من المخالفات البيئية، واوضح ان آخر مخالفة احتطاب تم ضبطها كانت قبل سنتين تقريباً، مؤكدا ان الوعي لدى المواطنين ساهم بشكل كبير في الالتزام بعدم قطع الاشجار خاصة ان الوزارة تبذل جهودا كبيرة في توعية المجتمع.

 وبشأن الحطب المتواجد في السوق القطري أكد أن مصدره المزارع حيث يقوم اصحابها بتقليم الاشجار او قطعها لعدم جدواها في المزرعة او للتوسع في زراعة المحاصيل او حرث التربة وتهيئتها للزراعة، وقد يكون الحطب مستوردا من خارج قطر، واكد المصدر ان وزارة البلدية والبيئة لا تتهاون مع المخالفين ويوجد تفتيش بشكل مستمر سواء في المزارع او حتى الاسواق للتأكد من مصدر الحطب.

 موضحا ان القانون صارم ضد المخالفين حيث يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ثلاثة أشهر، وبغرامة لا تقل عن ألفي ريال ولا تزيد على عشرين ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من خالف أي حكم من أحكام هذا القانون، وتضاعف العقوبة في حالة العودة، وفي جميع الأحوال، تحكم المحكمة بمصادرة وسائل النقل والآلات والمعدات المستعملة في ارتكاب المخالفة، كما تحكم بإلزام المحكوم عليه في الجريمة بالتعويض المناسب عن الأضرار والخسائر التي تلحق بالبيئة النباتية جراء ارتكابها.

د. سيف الحجري: الاحتطاب يوقع صاحبه تحت طائلة القانون

 قال د. سيف بن علي الحجري رئيس برنامج اصدقاء الطبيعة ان الاحتطاب ممنوع في دولة قطر نظرا لمحدودية الغطاء النباتي من الاشجار في الدولة والذي يواجه بدوره تحديات تتعلق بالتربة والظروف المناخية، موضحا ان الانتفاع بالمخلفات النباتية من المزارع الناتجة عن عمليات التقليم الموسمية او الاشجار التي يتم قطعها لتعبيد الطرقات لاغبار عليه، ولكن التعدي على البيئة باقتطاع الاشجار البرية بغرض توفير حطب للحريق فهذا التصرف يوقع صاحبه تحت طائلة القانون، حتى لو كان اقتطاع الاشجار بكمية قليلة بغرض الشواء او صنع القهوة في البر.

واهاب د. الحجري بكل محبي البر الذين تعودوا على قضاء اوقات في احضان الطبيعة في موسم التخييم ان يحافظوا على البيئة في البر من منطلق حب الوطن والمحافظة على موارده الطبيعية كما يجب ان يعلم الجميع ان قطع الاشجار بغرض جمع الحطب او ما يسمى ب «الاحتطاب» ممنوع قانونا وهناك رقابة مستمرة من جهات الاختصاص على اشجار البر. واشار د. الحجري الى وجود تجار يستوردون اخشاب الحرق من دول آسيوية ويغذون بها السوق المحلي حتى لا تحدث فجوة في هذا الجانب رغم ان استخدامات الاخشاب قليلة ويزيد الطلب على هذه السلعة في موسم التخييم، معربا عن اعتقاده بأن هناك وعيا بضرورة المحافظة على البيئة لدى المخيمين.    

محمد الدوسري: التعديات على الأشجار البرية ليست بغرض الاتجار

قال محمد الدوسري صاحب محمية ان اشجار البيئة القطرية رغم تنوعها الكبير الا ان اماكن تواجدها قليل جدا نظرا لطبيعة المناخ لذلك استدعى الامر استصدار قوانين بمنع قطع الاشجار البرية، مشيرا الى ان اشهر انواع الاشجار التي تستخدم في الحرق وتتوفر في البيئة القطرية هي العوسج، السدر والسمر وغيرها من الانواع ويتطلب الامر تنبيه هواة الرحلات والتخييم في البر بالمحافظة على الاشجار البرية لأنها تعتبر من مواردنا الطبيعية وتمثل مصدر غذاء للحيوان ومأوى لطيور البيئة القطرية او الطيور المهاجرة.

واكد الدوسري ان قطع الاشجار بغرض الحرق ممنوع وفقا لقوانين البيئة ورغم ذلك تحدث تعديات بين الحين والآخر على البيئة البرية ليس بغرض الاتجار في اخشاب الحريق وانما لاستخدام بعض زوار البر الذين قد لا يستشعرون خطورة ما يقومون به من تعد على البيئة البرية، لذلك لابد من تكثيف الرقابة على البر وبوجه خاص في موسم التخييم. واشار الدوسري الى انهم يقومون بتقليم اشجار المحمية في الشتاء ويجمعون الاخشاب ثم يجففونها ويضعونها تحت تصرف زوار المحمية بالمجان.

مساحة إعلانية