رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

524

هكذا يصيب وهج الحرب الضفة الغربية

26 مايو 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

ليس فقط غزة في قرص النار.. الضفة الغربية أيضاً بين مطرقة مشتعلة من شمالها إلى جنوبها، وإن بأشكال مختلفة، بل إنها باتت مفتوحة على أهوال جديدة من المواجهة، يستخدم فيها جيش الاحتلال المقاتلات الحربية كما جرى في مدينة جنين، دون إغفال استسهال جنود الاحتلال إطلاق النار على الشبان الفلسطينيين وإعدامهم بدم بارد، ما أوقع أكثر من 500 شهيد في مناطق الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب الاقتلاعية التطهيرية على الشعب الفلسطيني في 7 أكتوبر. يسعى الاحتلال لجعل مدن الضفة الغربية ممراً سائباً لدورياته وآلياته العسكرية، إذ دأب على اقتحامها صباح مساء، منفذاً أوسع عمليات المداهمة والاعتقال والتفتيش، وأخيراً قرصنة وسرقة الأموال من محال الصرافة، بذريعة أنها تقدم المساعدة لـ»المنظمات الإرهابية» وفق تعبيره، والمقصود هنا فصائل المقاومة الفلسطينية. وأمام لغة الحرق والتدمير لممتلكات الفلسطينيين في قرى الضفة الغربية، التي تنفذها عصابات المستوطنين المنفلتين، وتصاعدت أخيراً، فمن الطبيعي من وجهة نظر مراقبين، أن يصيب وهج العدوان الملتهب في قطاع غزة الضفة الغربية، وليس أدل على ذلك من أن ارتدادات هذا العدوان، فرضت نفسها على امتداد الضفة الغربية، من جنين ونابلس وطولكرم شمالاً، إلى الخليل وبيت لحم جنوباً، مروراً برام الله وأريحا في قلبها.

وفق الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، فإن الأوضاع في الضفة الغربية باتت مشرعة على أسوأ الاحتمالات، بعد أن أخذت جبهتها تشهد تطورات نوعية من خلال لجوء جيش الاحتلال لاستخدام الأسلحة ذات التقنية العالية في القتل والتدمير كما جرى في جنين أخيراً، مرجحاً أن تتصاعد الأحداث في مناطق الضفة الغربية في المرحلة المقبلة. يقول شديد لـ «الشرق»: «ثمة تقديرات بأنه في حال اتساع رقعة العدوان على قطاع غزة باجتياح رفح، واستمرار (انفلاش) عصابات المستوطنين، فإن الضفة الغربية وهي الساحة الثانية للمواجهة، مقبلة على مرحلة صعبة، وتصعيد إسرائيلي خطير، يرجح أن يتخلله حملة هدم واسعة لمنازل الفلسطينيين، ومضاعفة عمليات القتل والاعتقال، للحد من نشاط المقاومة الذي نهض أخيراً». ولم يكن عابراً ما شهدته مدن جنين وطولكرم ونابلس ورام الله والخليل أخيراً من «تمارين قتالية» لجيش الاحتلال، إذ حلّقت في الأيام الأخيرة طائرات حربية مقاتلة من طراز (إف 35) في سماء هذه المدن وعلى ارتفاعات منخفضة، في رسالة «مبطّنة» مفادها بأن جيش الاحتلال متأهب بين الفعل والرد عليه، في حال تدحرجت المواجهة إلى الضفة الغربية، ليضع الفلسطينيون مخاوفهم «تحت الرماد» بانتظار ما سيحدث.

وجلي أن قطاعات كثيرة تأثرت في الضفة الغربية بالحرب المستعرة في قطاع غزة، إذ انزلقت الأوضاع الاقتصادية إلى واد سحيق، ولم يكن عادياً اهتزاز الوضع المعيشي مع فقدان آلاف العمال الفلسطينيين أعمالهم في فلسطين المحتلة العام 1948، فيما الحكومة الفلسطينية عاجزة عن دفع رواتب موظفيها بعد عودة لعبة «عائدات الضرائب والمقاصة» إلى الواجهة، لتمتد آلة الحرب الإسرائيلية إلى لقمة عيش المواطن الفلسطيني، الأمر الذي يدفع باتجاه مواجهة مرتقبة في الضفة الغربية عنوانها «يا قاتل يا مقتول». يعلق الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي: «من الواضح أن دولة الاحتلال لديها هدف إستراتيجي واحد وهو القضاء على الشعب الفلسطيني، وتدمير كل مقومات حياته، ولذا أخذت تضيق الخناق عليه، لدفعه إلى الرحيل عن أرضه، وهناك توجه لدى قادة الكيان نحو حرب إبادة في قطاع غزة، تتزامن مع عدوان يتصاعد في الضفة الغربية». يضيف في حديث لـ «الشرق»: «الاحتلال يلهث للانتقام من الكل الفلسطيني في غزة والقدس والضفة الغربية، من إخفاقه في صد «طوفان الأقصى» والمناخ السائد يؤشر على أن لغة الحرب والعدوان باتت تتفوق على الدبلوماسية الدولية.. ربما تختلف السياسات والاجتهادات بين قادة الاحتلال، لكن القاسم المشترك الأكبر بينهم، هو القضاء على الوجود الفلسطيني، بذريعة القضاء على حركة حماس في غزة، وتقويض مجموعات المقاومة في الضفة الغربية، ومن هنا فالأوضاع ذاهبة إلى تدهور خطير، ومزيد من العنجهية الإسرائيلية».

مساحة إعلانية