رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

102

صالحة أحمد

ما يحدث في غزة يتطلب الكثير

05 أغسطس 2025 , 12:00ص

هناك الكثير من الأحداث التي تشغل العالم في الآونة الأخيرة؛ لذا كثيرا ما نلاحظ أن الأنظار صارت تنصرف نحوها وسط مشهد يرفع علامات الاستفهام حول حقيقة ما يحدث؛ ليتشتت المُتابع لها، ويغيب عن كل ما يستحق منه متابعته والتفكير به بل والتركيز عليه، والغريب أن كل واحدة من تلك الأحداث توفر الأسباب التي تجمع مِن حولها من تجمع؛ لنصبح في نهاية المطاف كأحزاب، يتصرف كل حزب حسب الاتجاه الذي انصرف نحوه حتى وإن لم يتأثر به بشكل تام، والحق أن من يلعب تلك اللعبة التي تقوم على مبدأ (الشد والجذب)، ويعتمد عليها من حين لآخر لأسباب خاصة به يُدرك تماما أن الهدف الرئيسي، الذي يقف خلف ما يفعله هو (صرف الانتباه) عن أمر أكبر بكثير من الواقع الذي يشغل الواقع، والدليل على ذلك هو ما يحدث حتى هذه اللحظة من شد وجذب لأمور لا تستحق كل الجدل الذي يُثار من حولها، ولكنها وعلى الرغم من ذلك تجمع من المتابعين من تجمع؛ لتحقق الهدف المرجو الذي تسعى إليه، ويبقى السؤال الذي يفرد عضلاته في هذا الموقف: ما هدفنا نحن من تلك المتابعة إن لم تكن لتُضيف لنا أي شيء؟ 

 إن ما نخضع له خلال هذه المرحلة هو ما يُعرف بـ Framing حيث يُفرض علينا الإطار الذي يُحدد لنا ما نتابعه؛ لنتأثر به، ونؤثر، ومن ثم نتقدم بما تجود به الأنفس، وهو ما يختلف من فرد لآخر، والحق أن غياب القوانين، التي ومن الممكن أن تفرض على كل واحد منا ما يتابعه؛ ليتخذ الإجراء المناسب بحسب ما يُمليه عليه ضميره، ويخرج بما يريده، هو ما لا يجمعنا وسط دائرة واحدة، ولكنه ما يفرض علينا الشتات الذي يبعدنا عن القضية الأهم التي تحتاج لتكاتف الجميع؛ للنظر في أمرها، والمساهمة في معالجتها. هناك ما يدور في هذا العالم ويحتاج لانتباه وتركيز الجميع، (نعم) تفرض علينا الحياة الكثير مما يتطلب منا النظر في أمره، ولكن (لا) لا يعني ذلك أن ننجرف بعيدا وراء ما لا يستحق ما نبذله من جهد؛ كي ندركه. 

 فيما يتعلق بالسؤال الذي سبق وأن طرحته آنفا؛ كي أجمع الإجابة التي قد تُرضي غروره وهو: ما هدفنا نحن من تلك المتابعة إن لم تكن لتُضيف لنا أي شيء؟ إليكم التالي: بداية فلنتفق على نقطة أساسية، وهي أن تحديد ما يريده كل واحد منا يعتمد عليه في المقام الأول والأخير، وليس على الجهة التي تفرض عليه ما تفرض؛ لذا فإن الهدف المُراد تحقيقه يقع على عاتق من يتلقى ويتابع، وليس على من يُرسل، فهو ما لا يفرض عليه رفض كل ما يُقدم له، أو إلغاء اشتراكه في متابعة الأحداث الأكثر أهمية؛ لاتخاذ المواقف الصلبة، ولكن بذل تركيزه الأكبر في متابعة أهم الأحداث التي تهز العالم وتقشعر منها الأبدان. من الآخر ما يحدث في غزة أكبر من أن نلتفت لأي أمر آخر وننشغل به حتى وإن كبر حجمه، واخذ حيزا لا يُستهان به. ما يحدث في غزة قد تجاوز كل الحدود. ما يحدث في غزة يتطلب مني ومنك بذل المُمكن والمُستطاع؛ لتقديم المساعدة أيا كان حجمها، وما يهم فعلا هو أن تكون، وحتى حين راقب ما تتابعه، وجاهد نفسك؛ كي تُحدث فرقا.

مساحة إعلانية