رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد 2022 – 2023 وجميع الجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على أهبة الاستعداد لاستقبال هذا العام الدراسي المتميز والمتفرد بكل ما تحمله الكلمة من معنى لمصادفة تنظيم بلادنا الحبيبة بطولة كأس العالم قطر 2022، هذا الحدث العالمي الذي تتأهب له كل أجهزة الدولة المختلفة وينتظره المواطن والمقيم بالبلاد بترقب شديد، ومن ضمن هذه الجهات بالتأكيد وزارة التربية والتعليم التي قامت بتعديل جدولة بداية العام وتواريخ امتحانات نصف السنة ونهاية السنة وكذلك على الطلاب بالمدارس ضرورة أن يتهيأوا لكيفية استقبال هذا الحدث الفريد من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي والذي قد لا يتكرر على مدى سنوات طويلة قادمة وربما لأجيال قادمة، لما لهذه الاحتفالية العالمية من صدى عالمي كبير.
التأهيل الأسري للطلاب لاستقبال العام الجديد
لابد أن يكون الطالب جاهزا ماديا ومعنوياً فكما يحضر أدواته من كراسات وأقلام وألوان وما إلى ذلك فعلى الوالدين والأسرة التشجيع والدعم اللازم وشحن همة الأبناء ليكون إيجابيا مقبلا عليه بجد واجتهاد، لكي يستقبل العام الدراسي الجديد بفرح وتفاؤل وحماس لمنحه القوة للبداية الجديدة وكل بداية جديدة تستلزم فرحا وتفاعلاً وطاقة إيجابية للبدء بقوة، ونقطة انطلاقه الأولى ستشكل الكثير من معالم رحلته طوال العام، لأن الكثير من الطلاب يتكاسلون في الأيام الأولى من دراستهم بحجة أن الوقت ما زال مبكرا على شحذ الهمم واستغلال القدرات بحدها الأقصى خاصة أن هذا العام يعتبر أقصر زمنا من الأعوام السابقة ويعتبر متفردا بسبب تخلله تنظيم الدولة لكأس العالم، وهم بذلك يصعبون على أنفسهم كثيرا، وربما كذلك يعرضون أنفسهم لمتاعب مستقبلية.
وصفات النجاح للعام الدراسي الجديد
إن وصفة النجاح هي بسيطة وسهلة يجب أن تنتبه لها الأسرة وأولياء الأمور مثل عدم تراكم المذاكرة على الطالب لكي لا تصير ثقيلة ترزح تحته وكذلك الاستعداد يحتاج لاستغلال الوقت الاستغلال الأمثل، وتنظيم الوقت بعمل جدول معين للمذاكرة لكن المهم هو تنظيم الوقت ولا يجعل مادة بعينها تطغى على المواد الأخرى بحجة أنه لا يحبها أو أنها صعبة تحتاج لوقت أطول أو لأي سبب آخر، فالطالب لا يستفيد إذا تفوق في مادة بعينها دون المواد الأخرى، وكذلك الاستفادة من أخطاء العام السابق ويجب تذكير الابن منذ بداية العام بدرجاته في المواد للعام السابق وحثه على الاجتهاد لتحسينها وتذكيره بالممارسات الخاطئة التي كان يمارسها في العام الماضي لكي يتحسن مستواه الاستيعابي والعلمي كل حسب مرحلته التي سيقدم عليها سواء في مرحلة الابتدائي أو المتوسطة أو الثانوية خاصة إذا كان في السنة النهائية ومقبلا على امتحان الشهادة الثانوية العامة، ويجب أن تغرز الأسرة في نفس الطالب باستقبال العام الدراسي وهو يتطلع لإنهائه بالتزام وتفوق ويضع نصب عينيه النجاح والتفوق غاية يسعى للوصول إليها وكلما تعب وبذل مجهودا هو لمصلحته وأن الله يكافئ المجتهدين.
تهيئة المدارس والمعلمين
يجب أن تكون هناك توجيهات معينة للمعلمين بكيفية استقبال الطلاب للعام الجديد في ظروف تنظيم البلاد لبطولة كأس العالم وأن هناك حدثا عالميا سوف تستقبله بلادنا وبالتالي هناك وافدون لحضور هذا الحدث من مختلف دول العالم ويحملون عادات وتقاليد مختلفة عن تقاليدنا وطبائعنا المجتمعية يجب التعامل معها بحكمة، كما لابد من غرز بعض المفاهيم في التعامل في أذهان طلابنا وتكون هناك أوقات مخصصة ضمن جدول الحصص اليومي لكل مرحلة حسب أعمارهم بعكس تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية للوافدين الجدد على بلادنا الذين يزوروننا لأول مرة، ويكون في مقدمة ذلك كيفية التعامل الفردي والتصرفات اليومية أثناء فترة وجود هذه الوفود سواء في المجمعات التجارية الكبرى أو في المرافق والأماكن الترفيهية التي تحتضن تنظيم فعاليات البطولة، وأن تقوم إدارات المدارس بوضع بعض النصائح القيمة التي تساعد الطلاب في عكس هذه القيم التي تتميز بها بلادنا وبالتالي نقل هذه النصائح من الطلاب إلى بقية أفراد أسرهم لاكتمال المنظومة المجتمعية، ويجب أن تكون مدارسنا مهيأة أكاديميا وعلميا لتقديم مادة دسمة لطلابنا لعكس ثقافة بلادنا إلى الوفود القادمة، ومن المعروف أن معظم الوافدين لحضور بطولة كأس العالم يتطلعون لمعرفة ثقافة البلاد خاصة أن وقت المباراة لا يأخذ منهم كل أوقات اليوم وهناك أوقات فراغ يستغلها هؤلاء للتجوال في أماكن معينة للتعرف على معالم الدولة وثقافتها.
بلادنا تستحق الأفضل
بقدر فرحة الشعب القطري بالفوز بتنظيم بطولة العالم يجب أن نكون على قدر الحدث ونكون مستعدين من مختلف جميع فئات المجتمع ومختلف الجهات المعنية لاستقبال هذا الحدث أفضل استقبال ونعكس للعالم أجمع أن بلادنا تستحق استضافة هذا الحدث العالمي كما نجحت في استضافة الكثير من الفعاليات العالمية والأحداث الكبيرة من قبل، كما أن طلاب المدارس يتشكلون من جنسيات عربية وغير عربية يجب أن يتم توضيح بعض المفاهيم لجميع الطلاب والالتزام بممارسة عاداتنا وتقاليدنا المعروفة لكل العالم من حسن الضيافة وبشاشة الاستقبال لكل الزائرين لأن الانطباع الجيد الذي سيخرج به هذا الزائر من بلادنا سيظل لسنوات طويلة في باله وينقله إلى أي بلد يذهب إليه، وعلى إدارات مدارسنا بمختلف مراحلها تنوير طلابنا بالبرامج التي وضعتها الدولة لاستقبال هذا الحدث العالمي وكيفية الاستمتاع بالفعاليات المصاحبة لهذا الحدث العالمي الفريد والمشاركة الفعالة فيه لكي يعكس التطور الحضاري الذي وصل إليه مجتمعنا المحلي مما يعتبر مؤشرا لإنجاح البطولة.
كسرة أخيرة
هناك العديد من المبادرات المجتمعية التي انطلقت خلال الفترة الماضية للمساهمة في إنجاح بلادنا لتنظيم بطولة العالم منها (مبادرة زينة) لتجميل المرافق والمباني والشوارع والبيوت التي تقع في الطرق المؤدية إلى أماكن فعاليات تنظيم البطولة، وكذلك مبادرة (أنت مهم) التي انطلقت لشحذ الهمم لكل أفراد المجتمع للمساهمة في إنجاح الحدث، لذلك لابد أن تتفاعل جميع مدارسنا مع هذه المبادرة وإطلاق مبادرات طلابية جديدة متميزة للمساهمة في إنجاح البطولة لما للفئة الطلابية والشبابية من دور هام وحيوي في كل المجتمعات وتنعكس مشاركاتهم الفعالة في عكس الحيوية التي يتمتع بها المجتمع لأنهم يعتبرون العرق النابض على هذه الأرض وهم من يقومون ببنائها ويسعون لازدهارها فلا حياة من دون شباب، ولتتوحد جهودنا في الفترة القادمة لتصب في رفع شأن بلادنا أمام الأمم التي تترقب انطلاق هذا الحدث العالمي الفريد.
الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية
Falghazal33@gmail.com
كيف يُساهم المجتمع في بناء نفسه؟
اهتمت الدول الغربية بنظام الوقف، وقد ساهم ذلك بفعالية في بناء المجتمع واستقلاله في إدارة شؤونه عن الدولة؛... اقرأ المزيد
48
| 08 ديسمبر 2025
اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام قطر، يومٌ تتزيّن فيه الدوحة وكل مدن البلاد بالأعلام والولاء... اقرأ المزيد
54
| 08 ديسمبر 2025
أنصاف مثقفين!
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة، ولا يطالبك بأن تصفق له. أما نصف المثقف فيقف بينك... اقرأ المزيد
72
| 08 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4056
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1731
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1575
| 02 ديسمبر 2025