رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

336

صالحة أحمد

أصحاب المحتوى الجيد والهادف

18 مارس 2025 , 07:00ص

حين تمتد رقعة الزمن تأخذ كل الأحداث التي نعيشها ونرغب بمرورها وانقضائها سريعا مساحة أكبر مما نريد؛ لنشهد على تفاصيل أكثر وبشكل يتجاوز حدود مخيلتنا، فندرك الكثير مما يروقنا ومما لا يروقنا أيضا، ولكن وحين يتعلق الأمر بما نحب نجد أن الوقت يمضي وكأنه يُحلق على ظهر (طائر السرعة)، ويرحل بعيدا عنا حاملا معه الكثير من الأمنيات التي رغبنا بها غير أنها لم تتحقق وكل ذلك؛ بسبب تقصير منا وسوء تدبير، إضافة إلى كل ما يجعلنا نبحث عن إجابة شافية لهذا السؤال: كيف حدث ذلك؟

إن إجابة السؤال الذي ذكرته آنفا تتطلب منا معرفة أن ما سبق ذكره ينطبق أيضا على هذه الأيام الفضيلة وكل ما تحمله بين طياتها من خير يستحق منا البحث عنه والتمسك به، دون السماح له بالمضي وكأن شيئا لم يكن، وما أجملها فكرة استثمار وقتنا في رمضان بما يعود بنفعه علينا وعلى من حولنا، فكما هو معلوم أن الأجر مُضاعف مع كل عمل نُقدم عليه ونقوم به، وعليه فإن التفكير وبشكل جدي في كل عمل نقوم به يستحق منا وقفة صارمة لا تعبث مع الوقت أبدا.

في آخر لقاء جمعني بكم ومن خلال هذه الزاوية كنت قد تناولت موضوع صناعة المحتوى، وأن كل فرد منا يُعد فردا من أسرة صُناع المحتوى (وإن اختلفت منصته التي سنتفق على أنها تأخذ حيزا فعليا من حياته)، وهو ما ينطبق علينا في رمضان وغيره، ولكن ولأن الأجر يتضاعف يجدر بنا التفكير مليا بالمحتوى الذي نُريده قبل أن نخوض تفاصيله، وبصراحة وخلال الفترة الماضية كنت قد سمعت بموقف تعرض له أحدهم (وهو من يُحسب على صُناع المحتوى) ويندرج تحت خانة (أصحاب المحتوى الجيد والهادف)، وهو ما يستحقه فعلا؛ لأن ما يقوم به لوجه الله تعالى، وكل ما يدعو إليه وفي سبيله. الموقف ودون الخوض في تفاصيله الدقيقة، يروي خلافا نشب بينه وبين طرف آخر استعان به للترويج له بحكم ما يحظى به من مُتابعة أكثر من جيدة، وبسبب لحظة غفل عنها، وغابت عن إدراكه كان على وشك أن يُروج لأمور تخالف ضميره الحي، ولا تتفق معه، ولكنه وبفضل من الله تدارك الأمر قبل أن يكون ويُحسب عليه، وبادر بالانسحاب لوجه الله تعالى .

غير أن الأمر لم يتوقف عند ذاك الحد، خاصة وأنه لم يتوافق مع مزاجية الطرف الثاني الذي لم يوافق على ما أقدم عليه صاحبنا، فوصفه بأنه unprofessional أي غير محترف، والجميل أن صاحب المحتوى -الذي أحسبه صاحب موقف يُحسب له- تمسك بموقفه، ولم يتأثر بردة الفعل التي قابلت فعله الذي تقدم به، وذلك؛ لأن ما يهمه هو فعل ما يُمليه عليه ضميره، ويكون في المقام الأول والأخير لوجه الله تعالى. وهو ما يأخذنا أيها الأحبة للكلمات التي طلت عليكم الأسبوع الماضي ومن خلال مقال «أنت أيضا صانع محتوى»، والتي ذكرت فيها التالي: قبل أن تبحث عن الفائدة من المحتوى الذي ترغب به لسواك، تأكد بأنك تفعل ما تفعله لوجه الله تعالى، (نعم) قد تكون مجرد كلمات تلك التي ستجود بها، ولكن من الكلمات ما يقطع الطريق على الأخطاء حتى من قبل أن تكون، ولك أن تتخيل عمليات الإنقاذ التي ستساهم بها من خلال محتواك، الذي يمتد منك؛ ليصل إلى الآخر، ويعود إليك من جديد.

ثم ماذا؟

يجدر بنا التفكير مليا في الصورة الأخيرة التي سنظهر من خلالها، دون الالتفات للعقبات التي لا تستحق منا الانشغال بها أصلا؛ لأنها وبكل بساطة لا تملك حق ذلك، فما يهم هو إدراك حقيقة أن لكل منا صورته الخاصة التي ستُميزه يوما ما، تلك الصورة التي يرسمها الضمير، وتلونها المبادئ التي لا تقبل إلا بالصواب فقط. وأخيرا: لصانع المحتوى الذي تمسك بموقفه لوجه الله تعالى: كن على ثقة بأن الله سيعوضك بأجمل مما تتخيل، أنت وكل من يبحث عن الجنة وهو في هذه الدنيا. وأخيرا: فليوفق الله الجميع.

مساحة إعلانية