رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بعد سنة من حدث 7 أكتوبر التاريخي السياسي المفاجئ الذي أدخل العالم في دوامة بدأ يتضح المشهد الإستراتيجي بكل ألوانه وأطيافه ليتبين منه ما كان مجهولا أو مسكوتا عنه.
فالرأي العام الدولي يدرك اليوم أن حالة الجمود والتمسك بالمواقف الأولية الموروثة لم تعد تخدم الأمن والسلام الدوليين بل أصبحت إسرائيل عبئا ثقيلا على الدول العظمى حتى لو جنت منه بعضها «غنائم» مؤقتة.
وسجل العالم جرائم إرهابية جديدة حين تفجرت آلاف الأجهزة الإلكترونية (بايجرس) في وجوه وجيوب مالكيها من إخوتنا اللبنانيين يوم 17 سبتمبر بعد أن جاءت المفاجأة من اليمن فجر يوم الأحد 15 سبتمبر الجاري متمثلة في صاروخ بالستي من الجيل الجديد انطلق من اليمن وقطع مسافة أكثر من ألفي كيلو متر في دقائق قليلة ولم تقتنصه رادارات القبة الحديدية فأصاب تل أبيب وكاد يدمر مطار بن غوريون الدولي وكانت هذه الجبهة اليمنية أقوى مما توقع العدو المحتل الذي فقد صوابه وتفرقت قياداته بينما تعززت فلسطين بمقاومة الاحتلال وتوحيد صفوفها.
ولا أخفي قرائي الأفاضل أنني خلال إجازتي الأخيرة تجولت في عدة عواصم أوروبية حيث كنت دائم الاستئناس بتصورات واستشرافات عدد من الزملاء المحللين الكبار لملفات الشرق الأوسط وأعرف منذ عقود أنهم خلال عملهم الأكاديمي في مراكز البحث والتوقعات يصيبون في أغلب الحالات كبد الحقيقة ويتوفقون إلى وضع سيناريوهات مستقبلية للعديد من الأزمات على ضوء اطلاعهم اللصيق على مصالح الدول وتفكيك حساباتها الظاهرة والباطنة وعلى ضوء معرفة عميقة بجينات الدول الشرقية وتوقعات ردود أفعال قادتها ونخبها. وأقدم للقراء الكرام اجتهاداتي في استخلاص نتائج تفكير زملائي الأوروبيين إزاء حالة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية.
يضع هؤلاء ثلاثة سيناريوهات أوجزها كالتالي: 1 - السيناريو الأقرب احتمالا هو أن تشكل الدول الخمسة الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن خلية أزمة مشتركة للاتفاق حول مشروع حل سلمي ومتكافئ لأزمة سياسية وأخلاقية نتجت عن حرب الإبادة التي يشنها يوميا (ناتنياهو) لا من أجل وطنه كما يدعي بل من أجل نجاته الشخصية من قضاء بلاده الذي ينتظر محاكمته عن العديد من الجرائم في السلم وفي الحرب فهذا المتطرف يعتبر استمرار الإبادة الانتقامية طريقه الوحيد للإفلات من المحاسبة.
ولعل أهم خطوط هذا المشروع تنطلق من قراءة جديدة للملف الفلسطيني الذي لم يبدأ يوم 7 أكتوبر 2023 بل بدأت المأساة من النكبة 1947 حين تم تعويض شعب أصيل بشتات دخيل وهو ما أكده معالي رئيس مجلس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن حين شرح موقف دولة قطر المنخرطة في جهود الوساطة بغاية إيقاف حرب الإبادة والتوفق إلى ابتكار حلول جذرية للأزمة وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه الطبيعي في دولة مستقلة وذات سيادة يكون مكانها السلمي في شرق أوسط أعدل وأكثر أمانا.
ومن جهته أشار الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري يوم الثلاثاء الماضي إلى أنه: «يجب أن تتحمل إسرائيل مسؤوليتها في القصف الانتقامي أمام المحاكم الأممية». ويقول بعض زملائي الأكاديميين إن إدانة قطر بأشد العبارات استمرار حرب الإبادة ستفتح مجالا لتفسر دولة قطر توجهاتها الصادقة والناجعة في التمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية للوصول إلى حل معقول يعتمد تأسيس دولتين جارتين أي الرجوع لما قبل الخامس من يونيو 67 أي ما قبل الاحتلال بالقوة لأراض شاسعة لدول عربية جارة وهذا الموقف القطري الثابت يندرج في جهود قطر في الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه وملاحقة مرتكبيه ثم لتشرح لشقيقاتها وللرأي العام العالمي منطلقات علاقاتها مع الجمهورية الإيرانية باعتبارها شريكا في السلام بحكم الدين والجغرافيا مع مراعاة دولة قطر لمصالح كل دول الشرق الأوسط في كنف التعاون واحترام الشرعية الدولية وخدمة للسلام العالمي لتكون دولة قطر أول من يبادر بإقرار مناخ من الصفاء وعودة الثقة بين الأشقاء.
والأرجح في تفكير هؤلاء الزملاء الغربيين أن الدول الخمسة وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا في حال اتفق دبلوماسيوها في لقاءاتهم على مشروع حل الدولتين سوف يقدمونه إلى المنتظم الأممي ويدعون إلى فرضه بقرارات مجلس الأمن الملزمة.
2) السيناريو الثاني هو أن تنجح الدول العربية والمسلمة النشيطة في تقديم مبادرة قريبة من مبادرة الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومنها المبادرة التي قدمها الرئيس بايدن مثل التي عرفت بمبادرة السلام العربية تلك المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل ونتذكر أن هذه المبادرة التي أعلنها الملك عبد الله رحمه الله سنة 2002 ضاعت أو كادت بسبب تعنت اليمين المتطرف في إسرائيل والذي يتحالف مع أحزاب تلمودية لا تؤمن بالسلام مع جيرانها بل تعتقد أن نصوص التوراة أعطت كل فلسطين للعرق اليهودي وفضلته على العالمين! وهؤلاء متمسكون بدولة يهودية صافية من النهر إلى البحر.
3) السيناريو الثالث الذي يبدو الوحيد عندما يصعب أو يستحيل تحقيق أحد السيناريوهين الأسبقين هو انتقال ملف الأزمة إلى مجلس الأمن بالتوازي مع المحكمة الدولية بلاهاي (وهي الجهاز القضائي الذي يتبع منظمة الأمم المتحدة وأحد الآليات المكلفة بحل النزاعات على أساس القانون الدولي وحفظ الأمن والسلام الدوليين).
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
975
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد تحديثٍ تقني أو خطوةٍ إدارية عابرة، بل كان دون مبالغة لحظةً كاشفة. فحين سمحت منصة (إكس) بقرارٍ مباشر من مالكها إيلون ماسك، بظهور بيانات الهوية الجغرافية للحسابات، لم تنكشف حسابات أفرادٍ فحسب، بل انكشفت منظوماتٌ كاملة، دولٌ وغرف عمليات، وشبكات منظمة وحسابات تتحدث بلسان العرب والمسلمين، بينما تُدار من خارجهم. تلك اللحظة أزاحت الستار عن مسرحٍ رقميٍّ ظلّ لسنوات يُدار في الخفاء، تُخاض فيه معارك وهمية، وتُشعل فيه نيران الفتنة بأيدٍ لا نراها، وبأصواتٍ لا تنتمي لما تدّعيه. وحين كُشفت هويات المستخدمين، وظهرت بلدان تشغيل الحسابات ومواقعها الفعلية، تبيّن بوضوحٍ لا يحتمل التأويل أن جزءًا كبيرًا من الهجوم المتبادل بين العرب والمسلمين لم يكن عفويًا ولا شعبيًا، بل كان مفتعلًا ومُدارًا ومموّلًا. حساباتٌ تتكلم بلهجة هذه الدولة، وتنتحل هوية تلك الطائفة، وتدّعي الغيرة على هذا الدين أو ذاك الوطن، بينما تُدار فعليًا من غرفٍ بعيدة، خارج الجغرافيا. والحقيقة أن المعركة لم تكن يومًا بين الشعوب، بل كانت ولا تزال حربًا على وعي الشعوب. لقد انكشفت حقيقة مؤلمة، لكنها ضرورية: أن كثيرًا مما نظنه خلافًا شعبيًا لم يكن إلا وقودًا رقميًا لسياسات خارجية، وأجندات ترى في وحدة المسلمين خطرًا، وفي تماسكهم تهديدًا، وفي اختلافهم فرصةً لا تُفوّت. فتُضخ التغريدات، وتُدار الهاشتاقات، ويُصنع الغضب، ويُعاد تدوير الكراهية، حتى تبدو وكأنها رأي عام، بينما هي في حقيقتها رأيٌ مُصنَّع. وما إن سقط القناع، حتى ظهر التناقض الصارخ بين الواقع الرقمي والواقع الإنساني الحقيقي. وهنا تتجلى حقيقة أعترف أنني لم أكن أؤمن بها من قبل، حقيقة غيّرت فكري ونظرتي للأحداث الرياضية، بعد ابتعادي عنها وعدم حماسي للمشاركة فيها، لكن ما حدث في قطر، خلال كأس العرب، غيّر رأيي كليًا. هنا رأيت الحقيقة كما هي: رأيت الشعوب العربية تتعانق لا تتصارع، وتهتف لبعضها لا ضد بعضها. رأيت الحب، والفرح، والاحترام، والاعتزاز المشترك، بلا هاشتاقات ولا رتويت، بلا حسابات وهمية، ولا جيوش إلكترونية. هناك في المدرجات، انهارت رواية الكراهية، وسقط وهم أن الشعوب تكره بعضها، وتأكد أن ما يُضخ في الفضاء الرقمي لا يمثل الشعوب، بل يمثل من يريد تفريق الأمة وتمزيق لُحمتها. فالدوحة لم تكن بطولة كرة قدم فحسب، بل كانت استفتاءً شعبيًا صامتًا، قال فيه الناس بوضوح: بلادُ العُرب أوطاني، وكلُّ العُربِ إخواني. وما حدث على منصة (إكس) لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، لأنه يضع أمامنا سؤالًا مصيريًا: هل سنظل نُستدرج إلى معارك لا نعرف من أشعلها، ومن المستفيد منها؟ لقد ثبت أن الكلمة قد تكون سلاحًا، وأن الحساب الوهمي قد يكون أخطر من طائرةٍ مُسيّرة، وأن الفتنة حين تُدار باحتراف قد تُسقط ما لا تُسقطه الحروب. وإذا كانت بعض المنصات قد كشفت شيئًا من الحقيقة، فإن المسؤولية اليوم تقع علينا نحن، أن نُحسن الشك قبل أن نُسيء الظن، وأن نسأل: من المستفيد؟ قبل أن نكتب أو نشارك أو نرد، وأن نُدرك أن وحدة المسلمين ليست شعارًا عاطفيًا، بل مشروع حياة، يحتاج وعيًا، وحماية، ودراسة. لقد انفضحت الأدوات، وبقي الامتحان. إما أن نكون وقود الفتنة أو حُرّاس الوعي ولا خيار ثالث لمن فهم الدرس والتاريخ.. لا يرحم الغافلين
909
| 16 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها من كأس العالم الذي أبهر وأدهش وأتقن، الى احتضان فعاليات كأس العرب. نعم نجحت قطر في جمع العرب في ملتقى استثنائي، بدأ بافتتاح مهيب وأسطوري اجتمعت فيه حضارة العرب وعاداتهم وأحلامهم ونجحت في تقديم فلسفة الاستاد خلال الأيام الماضية على أنه البيت العربي الكبير الذي يجمع العرب متجاوزين الحدود والفوارق. لقد تبيّن لنا أن هناك الكثير مما يجمع العرب، وليس حرف الضاد وحده، فها هي كرة قدم أظهرت أنهم يقفون ويستطيعون البناء وتقديم الأفضل، وأن هناك جيلا متفائلا يؤمن بالمستقبل وبأنه قادر على أن ينهض من تحت الركام، جيل جديد يتنفس عطاءً ويضع لبنات البناء الذي يعيد المجد لهذه الأمة. أما فلسطين فكانت حاضرة في هذا المهرجان الكروي، في تضامن ليس جديدا أو غريبا على قطر وشعبها، ولعل الأوبريت المؤثر حين جمع قصص الاناشيد الوطنية للدول العربية عبّر لكل الحاضرين والمشاهدين أن تحريرها ممكن وان وحدتنا ممكنة. قطر ومن جديد تجمع العرب في كأس العرب للمرة الثانية من المحيط الى الخليج في هذه الاحتفالية الكروية التي تعد الأكبر في العالم العربي، والسؤال الذي يطرح نفسه عن سرّ نجاح قطر مرة تلو الأخرى؟ لقد وضعت قطر بصمتها على خريطة العرب والعالم فأصبح يشار إليها بالبنان لما تمتلكه من قدرات استثنائية على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى وتمثل كأس العرب فصلاً جديداً في هذا الإرث الرياضي الغني والمتنوع. قطر وخلال أعوام مضت وضعت رؤيتها، وحددت هدفها وسخرت امكاناتها، وبذلت كل ما تستطيع لتحقيق ما رأيناه من ترتيبات لإقامة كأس العالم على أرض صغيرة حجما، كبيرة بالفعل فكان لها ما أرادت واستقر الهدف وجاءت في هذه البطولة لتبني على ما تم انجازه وتعطي أكثر وأكثر. تمتلئ ملاعب قطر بالجماهير التي تحول ملاعب المونديال الأيقونية إلى مسرح جديد للإثارة الكروية العربية يستفيد فيها المشاركون والجماهير من منظومة متكاملة، أسست على أرقى المعايير البيئية العالمية، فهي لم تعتمد بناء ملاعب يطلق عليها مصطلح الأفيال البيضاء ببناء أبنية ضخمة لا داعي لها بل شيدت على مبدأ الاستدامة واستخدام أدوات صديقة للبيئة بحيث يمكن تفكيك وإعادة استخدام الملاعب وفق خطة مدروسة بمجرد الانتهاء منها سواء بإعادة تدويرها في مشروعات داخلية أو بالتبرّع بها وإهدائها إلى دول أخرى لرفع كفاءة منشآتها الرياضية إضافة الا أنها ملاعب بلا تدخين وملاعب يصدح فيها صوت الأذان انجاز مختلف ومقدر. يضاف إلى هذه الملاعب المونديالية، أنها استفادت من البنية التحتية الرياضية الواسعة التي أولت قطر اهتماما كبيرا بها بما في ذلك مرافق التدريب الحديثة، ومناطق المشجعين التي توفر تجربة ترفيهية متكاملة وفي نقطة تحسب لهذه الجهود تتضمن الملاعب خيارات أماكن مخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة. وهنا لا بد من ذكر تسهيلات حركة المشجعين من خلال شبكة منظمة من المواصلات فنجاحها يعد حجر الزاوية في انجاح البطولة فهي توفر شبكة نقل حديثة ومتكاملة تتمتع بسلاستها وفعاليتها مع وجود مترو الدوحة العمود الفقري للدوحة الذي يربط غالبية الملاعب والمناطق الحيوية في قطر خلال دقائق معدودة، بجانب منظومة نقل عام فعالة سلسة الحركة خلال الفعاليات الكبرى، فضلا عن طرق حديثة تساهم بصورة كبيرة في تقليل الازدحام وتعزيز انسيابية حركة الجماهير. وإلى جانب ذلك، يتوفر أسطول حديث من الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك خدمة نقل عام مستدامة وفعالة تشمل "مترولينك"، والتي تتمثل في شبكة حافلات فرعية مجانية تربط بين محطات المترو والأماكن المحيطة. لقد ركزت قطر على الاستدامة عبر استخدام حافلات كهربائية وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتوفير تجربة سلسة في نقل المشجعين مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة عند تصميم وسائل النقل والمحطات، وهو الأمر الذي يساعد على ترك إرث مستدام لقطر يعزز من مكانتها كمركز للفعاليات العالمية. وبينما تدار المباريات من جهة تقام مجموعة من الفعاليات الثقافية والترفيهية لتعزيز تجربة المشجعين وخلق أجواء إيجابية وبناء جسور بينهم حيث ترحب قطر بهم بطريقتها وبحسن وكرم الاخلاق والضيافة. أي انجاز هذا، خطوة ٌتحسب وتقدر ونقطةٌ بألف هدف، فقطر تربط استثمارها بالرياضة بتحقيق نمو اقتصادي وسياحي وفي نفس الوقت وفي هذا المحفل العربي الاخوي تزيل اسباب الفرقة وتقرب المسافات في تجمع لم نكن نراه او يشهد له في من سبقها من فعاليات لكأس العرب. أي انجازٍ هذا في أكبر تجمع عربي، إذا هي الارادة الجادة والحقيقية المنتمية، تغلفها الشجاعة والاقتدار الساعية لبث الخير. قطر لا تمتلك المال فقط، إنما هي تتبع قواعد النجاح وتركز على الإنسان وفكره وتطويره، لا تترك جهدا ً في الاستفادة من خبرات الآخرين والتعلم منها والبناء عليها، وتعطي الفرص وتمنح المساحات للعطاء لمن يريد من القطريين أو غيرهم ممن يعيشون على أرضها. من استاد ملعب البيت كان الافتتاح، ولن تكون النهاية، لقد أصبحت قطر على الدوام البيت الذي يجمع ولا يفرق يلم الجراح ويبث الطمأنينة. الأمل يحدونا لأن نزيد ما تم بناؤه فكريا وروحيا ومعنويا في قطر، وفي غيرها من شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية، حتى نغدو منارة يهتدى بنا.
693
| 15 ديسمبر 2025