رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالرحمن الشمري

مساحة إعلانية

مقالات

942

عبدالرحمن الشمري

إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

30 سبتمبر 2025 , 05:03ص

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من أبشع الجرائم السياسية في التاريخ الحديث عندما منح وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في عام 1917 وعده المشؤوم متجاهلًا الحقوق التاريخية والسياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني. كان هذا الوعد بمثابة (إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق) حيث تنازلت بريطانيا عن أرض لا تملكها ومنحتها لحركة استيطانية دخيلة لتزرع بذور معاناة شعب بأكمله وتبدأ مأساة لا تزال فصولها مستمرة حتى يومنا هذا.

واليوم وبعد قرن من الزمن تطل من نافذة الحرية المزعومة بريطانيا بخطوة متأخرة جداً عبر إعلان اعترافها بدولة فلسطين 

هذه الخطوة وإن جاءت بعد عقود من القتل والنكبات والتهجير والاحتلال فهي تحمل في جوهرها محاولة لتصحيح جزء من الخطأ التاريخي الذي ارتُكب بحق فلسطين وشعبها.

إن الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين ليس منّة ولا فضلا ولا حسنة ستمحو سيئة ما فعلت بل استحقاق أصيل تأخر كثيراً وهو واجب إنساني وأخلاقي وحقوقي قبل أن يكون قراراً سياسياً فالشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه بعربه وسائر مكوناته أثبت تمسكه بأرضه وهويته وواجه بصدور عارية آلة الاستعمار والاحتلال متمسكاً بحقه الذي لا يسقط بالتقادم.

لقد كانت دولة قطر سبّاقة في دعم القضية الفلسطينية سياسيًا وإنسانيًا وإعلاميًا إيمانًا منها بعدالة القضية ورفضًا لممارسات الاحتلال وتؤكد قطر دومًا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو حق لا نقاش فيه وأن أي محاولة للالتفاف على هذا الحق لا تمثل سوى استمرار للظلم التاريخي وإن الموقف القطري لا ينطلق من عاطفة آنية بل من قناعة راسخة بأن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بإقرار العدالة ومنح الفلسطينيين حقوقهم كاملة غير منقوصة وفي مقدمتها حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة.

اعتراف بريطانيا اليوم بدولة فلسطين يجب ألا يُقرأ كخطوة رمزية فقط بل كإشارة إلى المجتمع الدولي بأن ساعة الحقيقة قد حانت لقد آن الأوان لأن تتحمل الدول الكبرى مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية وأن تكف عن سياسة الكيل بمكيالين التي طالما شجعت الاحتلال على التمادي.

الاعتراف المتأخر لا يعوّض مائة عام من الألم من القتل من الشتات لكنه قد يكون بداية مسار جديد يُعيد للفلسطينيين بعضاً من حقوقهم المشروعة ويعيد للعالم شيئاً من توازنه الأخلاقي المفقود.

إن وعد بلفور كان عنواناً لمرحلة مظلمة من التاريخ لكنه لم ولن يطمس حقيقة أن فلسطين كانت وما زالت وستبقى أرضاً عربية إسلامية ومسيحية لشعبها الحق الكامل فيها وإذا كان الماضي قد شهد (إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق) فإن المستقبل لابد أن يشهد إعادة الحق لأهله واعتراف العالم بأسره بأن لا سلام بلا عدالة ولا عدالة بلا فلسطين حرة مستقلة.

اقرأ المزيد

alsharq رحمات مُرسلة

في مسيرة الحياة، تتسلل إلينا بعض الأرواح كأنها إشارات خفيّة من السماء، تحمل في حضورها سكينة تخفف عن... اقرأ المزيد

204

| 21 أكتوبر 2025

alsharq متى تعود غزة للحياة؟

ما هذه الأخبار التي نقرأها كل يوم؟! أليس من المفترض أن يكون قرار وقف إطلاق النار ساريا منذ... اقرأ المزيد

123

| 21 أكتوبر 2025

alsharq ثقافة الإلغاء

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح توثيق كل كلمة وصورة سهلا وفي متناول اليد. وكل صواب وخطأ يمكن... اقرأ المزيد

117

| 21 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية