تواصل الخطوط الجوية القطرية تقديم أسعار خاصة للسفر خلال فترات محددة لوجهات عربية وعالمية خلال نوفمبر وديسمبر 2025 ويناير وفبراير ومارس 2026. وتبدأ...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
أكد الشيخ د. محمد المريخي أن الحجاب للمرأة عفة وحفظ، وصيانة من أن تخدشها أبصار الذين في قلوبهم مرض، وهو ستر وسلامة وعافية، والحجاب وقار ومقام، وجمال ورقي، وهو قبل هذا، إسلام وإيمان وحشمة وعقل وبرهان، وهو مروءة وأخلاق وسمو ورفعة. وأوضح الشيخ المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن شأن الجواهر والدرر والنفائس الثمينة حقها أن تصان وتحفظ وتحرس وتحاط بسياج متين من الرعاية والمراقبة كي لا تصل إليها يد العابثين وأعين المخربين والسراق والمفسدين، والمرأة المسلمة جوهرة نفيسة في شرع الله المطهر، لذلك خصها الشرع بعناية فائقة وأحاطها بسياج منيع متين بتشريعاته الكريمة لتؤدي دورها وتقوم بمهمتها في عبادة ربها وإصلاح الأرض وإعمار الديار، خاصة أنها كانت شيئا لا يذكر في الجاهلية، فانتشلها من براثن الجاهلية وظلماتها، ووقف معها وأكرمها ورفع قدرها وأعلى شأنها ومنع الإساءة إليها وإهانتها وقتلها، وتوعد من يسيء إليها، وأعاد لها كرامتها ومقامها وأعطاها حقها كاملا غير منقوص في التملك والإرث، فعادت بفضل الله بشراً سوياً في شرع الله عزيزة مكرمة. الحجاب إكرام للمرأة وأضاف الخطيب: من أجل إكرام الإسلام للمرأة أنه حجبها ومنعها عن رؤية من لا يحل لها ومخالطته وحجّبّها فلا تبدي زينتها إلا لمن يحل لها، فكان الحجاب المبارك سواء، الحجاب الشامل العام أو الحجاب الخاص، يقول الله تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين، وكان الله غفورا رحيما، تقول أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما: لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية. وبين الشيخ محمد المريخي أن الجلباب هو كل ساتر من أعلى الرأس إلى أسفل القدم من ملاءة وعباءة، وإدناء الجلباب: يعني سدله وإرخاؤه على جميع بدنها بما في ذلك وجهها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه: احتجبا منه، يعني لما دخل عبدالله بن أم مكتوم وكان أعمى لا يبصر، فقلن: إنه أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا، فقال رسول الله: أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه، رواه الترمذي وقال حسن صحيح. هكذا يكون الحياء وأردف: واحتجبت عائشة رضي الله عنها عن عمر رضي الله عنه وهو ميت مدفون بجوار رسول الله، تقول رضي الله عنها: كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله وأبي، فأضع ثوبي، فأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهما، فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة عليّ ثيابي، حياء من عمر. وطلبت فاطمة بنت رسول الله، أن يُينع لها غطاء يغطيها عن الرجال إذا ماتت وهي في النعش أمام الرجال، فصنع لها وغطيت به عندما ماتت، تقول: إني لأستحي أن ينظر إليها الرجال بلا غطاء لنعشها. وذكر الشيخ محمد المريخي أن الله تعالى أمر الصحابة وهم خير الناس بعد الرسل، إذا جاءوا يسألون أمهاتهم زوجات رسول الله، أن يسألونهن من وراء ستار يحجبهم عنهن، فقال الله تعالى: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن. وبين الخطيب أن الحجاب للمرأة عفة وحفظ، وصيانة من أن تخدشها أبصار الذين في قلوبهم مرض، وهو ستر وسلامة وعافية كما قال الله تعالى: ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين. الحجاب وقار ومقام، وجمال ورقي، وهو قبل هذا، إسلام وإيمان وحشمة وعقل وبرهان، وهو مروءة وأخلاق وسمو ورفعة. تشويه مقصود للحجاب ونوه الشيخ محمد المريخي بأن الحجاب اليوم يئن تحت وطأة التحضر المزعوم، والغرور بالدنيا غير المأمون، والحجاب اليوم تبرج وسفور وفتنة وبلوى وعثرة، لقد لُعب بالحجاب وشُرِّق به وغُرِّب وبيع برخص، إن أبلى البلاء عندما تعمى البصير، ويزين للمرء سوء عمله فيراه حسنا، ويرى سلوكه المنحرف سويا مستقيما، ويرى تصرفه المنحرف معتدلا، ويكون إلهه هواه، أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون.
1734
| 04 ديسمبر 2021
أكد الشيخ د. محمد المريخي أن أكبر مانع للأرزاق اليوم هو البلوى العريضة المؤسفة المكدرة، وهي: نظرة الأمة لدين الله نظرة دونية، ونظرة القصور والنقص، ثم تأتي الذنوب والمعاصي وفساد النيات وعمى القلوب وامتلاؤها بالأحقاد والأضغان ومناصرة الباطل، ومحاربة الحق ومطاردته والوقوف في وجهه، والجرأة على رد الشرع ومشاققة الرسول وتعدي الحدود، وهناك الظلم وأكل أموال الناس بالباطل. وقال الشيخ المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: في هذه الآونة من عمر الدنيا، في هذه الأزمان، اهتم الناس بأرزاقهم وشغلتهم طرق نوال الرزق، حتى أكل الهم القلوب وأشغل العقول، حتى ظهر في البعض الهلع والجزع والخوف والفزع إذا سمع بالتغيرات الاقتصادية والتقلبات المالية، وتعثر أمور المعيشة حتى نسي البعض ربه، وكأن الناس لا يعلمون أن الله تعالى وحده هو المتكفل برزق العالمين، إنسهم وجنهم، مؤمنهم وكافرهم، قويهم وضعيفهم، وكبيرهم وصغيرهم، وما من دابة في الأرض إلى على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين، وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم. الرزق مكتوب للبعد وأردف: فلا يستبطئن العبد رزق ربه عز وجل، وليطمئن قلبه فإنه لن يخرج من هذه الدار أحد حتى يستكمل رزقه كاملا وافيا، وليعلم العبد أن ما وصل إليه فهو مكتوب له وهو في بطن أمه، وما تأخر عنه أو لم يبلغه فإنه غير مكتوب له أو سيبلغه في حين مقدر معلوم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد. ليس شرطا أن يكون الرزق مالا أو متاعا، فقد يكون صحة وعافية وهداية ورشادا ونجاة وسلامة وزوجة صالحة وزوجا صالحا ودارا آمنة وحياة طيبة ودابة وولدا صالحا وأخا مباركا وصديقا هاديا وما إلى غير ذلك، ونحن أيها المسلمون نعيش في زمان تكثر فيه الفتن والمحن، وبالتالي فإنها تجرف من شاء الله أن تجرفه وتحوله، وتجتال من الناس من شاء الله أن تجتاله وتصرفه، ومن هنا نقول إن موانع الرزق كثيرة من الذنوب والمعاصي والفساد والعمى، وهذا الذي ينبغي أن يؤكد عليه العبد، وهو التعرف على موانع الأرزاق وحواجزها ومعترضاتها ليتجنبها ويحذرها لأن الله تعالى يقول: ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم. وأضاف: لا تتبدل النعم ولا تتغير حتى يكون الناس أنفسهم هم المتسببون في تغيرها وتبدلها. وقال تعالى: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون، فالذي منع بركات السماء والأرض من النزول للعباد هو تكذيبهم بآيات الله وإعراضهم عن دينه وملته. عاقبة النظرة الدونية للدين وتساءل الخطيب: هل تعلمون ما الذي يمنع الأرزاق ويحجبها عن العباد؟، إن أكبر مانع للأرزاق اليوم هو البلوى العريضة المؤسفة المكدرة، وهي: نظرة الأمة لدين الله نظرة دونية، ونظرة القصور والنقص، وبالتالي تأخير الدين فلا عمل به ولا تطبيق لأحكامه وتقديم ما دونه عليه، وإرخاء حبل الدعوة إليه وملاحقة أهله ووضعهم واتهامهم وإبعادهم وهم أهل الله وخاصته، ثم تأتي الذنوب والمعاصي وفساد النيات وعمى القلوب وامتلاؤها بالأحقاد والأضغان ومناصرة الباطل، ومحاربة الحق ومطاردته والوقوف في وجهه، والجرأة على رد الشرع ومشاققة الرسول وتعدي الحدود، فأنى يستجاب لهذه الحال البائسة اليائسة من روح الله، ومن أغرب الغرائب وأعجب العجائب أن يطلب العبد أو يسأل ربه وهو قائم على معصيته ومعارضته، إذ لا يُقبل شرعا ولا عقلا أن تخالفه أو تعارضه ثم تسأله العطية والمؤونة، سواء كان الحال معا لله جل وعلا أو مع إنسان أو مخلوق، وهناك الظلم وأكل أموال الناس بالباطل. وأوضح الشيخ المريخي أن تقوى الله تعالى ورعاية حقوقه وتعظيم دينه والاعتقاد فيه بما أمر سبحانه، والتوكل عليه واستغفاره والاعتذار إليه والاعتراف بالتقصير والرجعة إليه والتوبة ومحبة طاعته وعباده وأوليائه، وبغض معصيته والابتعاد عما نهى عنه وزجر، كل ذلك من أسباب استجلاب الرزق.
1807
| 20 نوفمبر 2021
أكد فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن الاستغفار رحمة الرحيم الرحمن، ومِنَّة العزيز الغفار أتاحه كرما منه، وباب لا يغلق حتى يغرغر الإنسان، الاستغفار رحمة الله الواسعة، وهو من أجلِّ الأعمال وأفضلها، وهو نهج الأنبياء والمرسلين وديدن الأولياء والصالحين، والاستغفار كنز مليء بالأعاجيب والأسرار، وهو دأب المؤمنين الأبرار. وتساءل فضيلة الشيخ د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: هل تفكّر أحد في المصائب التي تنزل والضوائق والشدائد والمحن التي تحيد بالناس وتطاردهم في كل وقت وحين؟ هل تفكر الناس في سببها ودوافعها وأساس وأصل مسبباتها؟ فإن المصائب والضوائق والمحن أصلها وسببها ودوافعها هي الذنوب والمعاصي الكبيرة والصغيرة، فما نزلت مصيبة إلا بذنب ولا حلت قارعة بديار قوم إلا بما كسبت أيديهم وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلعَبِيدِ، وقد أخبر الله تعالى أن المصيبة سببها ذنوب فعلت، ومعاص ارتكبت، وحدود تعديت، يقول الله تعالى أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ..، وقال: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ..، والمصائب والمحن والضوائق عقبات وعثرات ومعترضات في الطريق، تمنع وتؤخر وتعرقل وتكدر، والذنوب والمعاصي مؤلمات ومحرجات وجارحات حسيا ومعنويا، ولا دافع لها ولا طارد إلا التوبة والاستغفار بعد إذن الله تعالى. باب الاستغفار لا يغلق وبين الشيخ د. محمد المريخي أن الاستغفار رحمة الرحيم الرحمن، ومِنة العزيز الغفار أتاحه كرما منه، وباب لا يغلق حتى يغرغر الإنسان، الاستغفار رحمة الله الواسعة، مهما بلغت الذنوب علوا وكثرة ومهما تعددت وتشكلت مهما توغلت وتغلظت فإن الله يغفر الذنوب على عبده يا ابن لو بلغت ذنوبك عنان السحاب ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي... وذكر أن الاستغفار من أجلِّ الأعمال وأفضلها، وهو نهج الأنبياء والمرسلين وديدن الأولياء والصالحين، والاستغفار كنز مليء بالأعاجيب والأسرار، وهو ندم واعتذار وتذلل وانكسار وتذكر واعتبار وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ. وأوضح الخطيب أن الاستغفار هو دأب المؤمنين الأبرار، وسبيل الصالحين الأخيار وطريق مضمونة توصل إلى رحمة العزيز الغفار، أمر الله به المرسلين فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ..، كما أمر به عباده المؤمنين فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا..، وسمى نفسه الغفور والغفار والعفو وهو يحب المستغفرين، يقول رسول الله والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم. هو شرف ورفعة ودرجة ومقام للعبد، يقول رسول الله طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا، وفي رواية من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار. للاستغفار ثمار يانعة أردف: وللاستغفار أسرار ونعم وفتح وثمار يانعة، فهو سبب لاستنزال الرحمة في القلب، وهو سبب لمغفرة الذنوب وهو الأمن والأمان ودفع البلوى وطرد الشرور والفتن، وهو سبب للري ونزول الغيث، ونماء والأموال وكثرة النسل وصلاح الأحوال وبركة الرزق والثمار، وهو جالب الصحة والقوة والعافية والسلامة من الأمراض والأوبئة وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ، وهو عمود الحياة الطيبة وسعادة الدنيا والآخرة. وقال الشيخ محمد المريخي: أيها المسلمون: إننا في أمسِّ الحاجة للاستغفار نحن أهل هذا الزمان، لكثرة الذنوب وقلة العمل، وما لنا ألا نستغفر من ذنوبنا ونحن نصبح ونمسي ونبيت في الذنوب والمعاصي أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ. ونوه الخطيب بأنه عجيب أمر بعض الناس يضحكون ويسرحون ويمرحون فيما لا يرضي الله، عجيب أمر من يرتع ويلعب في دنياه والموت يطارده، عجيب أمر الغافلين قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا.
1544
| 23 أكتوبر 2021
أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي أن الأخلاق أثقل شيء في ميزان العبد، ويدرك بها الدرجات ورفيع المقامات في الدنيا والآخرة، وأن الأخلاق حلية وزينة أصلية حقيقية، لا تشترى بالأثمان ولا تعادلها الأوزان، الأخلاق هبة وتفضل من الرحيم. وقال الشيخ د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: ما رأت الدنيا ولن ترى مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرفع الناس نسبا وحسبا وخلقا، أُعجب به عدوه قبل صديقه، وفرح به البعيد قبل القريب، وأحبه الأعراب والأغراب، وشهدوا له بحسن خلقه وكمال أدبه وأحسن من هذا كله وأكمل ثناء ربه عليه ووصفه بالخلق العظيم وإنك لعلى خلق عظيم، حتى وجّه عز وجل العباد لتخلقوا بخلقه ويقتدوا به، أسوة حسنة لهم لمن كان يرجو الله ولقاءه، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. وبين الشيخ د. محمد المريخي أنه ما تعامل معه إلا أعجب بخلقه ولا جالسه وسامره وسافر معه في الحضر والسفر في الإقامة والهجر، تقول عائشة رضي الله عنها: كان خلقه القرآن، وقد تأدب صلى الله عليه وسلم مع ربه فلم ينسب الشر إليه، وقال: والشر ليس إليك، بلغ بإذن الله سدرة المنتهى في السماء السابعة، فعاد أكثر تواضعا، جلس مع العجوز والصبي والأرملة، لطمت عائشة رضي الله عنها الطبق في يد الخادم بحضرته غيرةً، فلم يعنف ولم يخطئ وقال: غارت أمكم. التوجيه الرشيد وأردف: وجاءه الفتى أو الشاب يطلب الإذن بالزنا، فما طرده ولا أسمعه من كلمات الجرح والتقريع، إنما عالجه وعلمه ووجهه، أترضاه لأمك لعمتك لخالتك لأختكك، ثم خرج عنه الشاب وهو أبغض للزنا من ذي قبل بعد دعوته صلى الله عليه وسلم له، وبال الأعرابي في مسجده، فمنع الصحابة من الاعتداء عليه، وناداه وعلمه وصحح له فكره، فما تمالك الأعرابي نفسه فقام يدعو لرسول الله ولنفسه: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، ويرفض قتل من أساء إليه ابن أبي سلول وقال: إذاً يقول الناس محمد يقتل أصحابه، ويحشر الله له أعداءه عام الفتح مستسلمين خائفين فيقابلهم بعفوه وحسن خلقه: ما تظنون أني بكم.. اذهبوا فأنتم الطلقاء، ويسيء إليه أهل الطائف بالقول والفعل حتى أدموا قدميه، فينزل ملك الجبال ليأتمر بأمره ليسحقهم سحقا ويطبق عليهم الجبلين، فيأبى وينسبهم إليه، يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، يكون في خدمة أهله وأصحابه ويقول: سيد القوم خادمهم. الأخلاق منحة من الخالق وحث الشيخ محمد المريخي على التخلق والتأدب بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمان انصرف الناس إلى الدنيا وزخارفها ومغرياتها وجمع حطامها وشهواتها وملذاتها، ويكفي فخرا ورفعة أن الأخلاق أثقل شيء في ميزان العبد، ويدرك بها الدرجات ورفيع المقامات في الدنيا والآخرة، إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، ولقد رفع الله أقواما بخلقهم وأدبهم وأذل آخرين بفساد تصرفاتهم واعوجاج سلوكياتهم. وأوضح الخطيب أن الأخلاق حلية وزينة أصلية حقيقية، لا تشترى بالأثمان ولا تعادلها الأوزان، الأخلاق هبة وتفضل من الرحيم الرحمن، ليست زعما ولا تصنعا، ومن تصنع الأخلاق وادعاها ادعاءً فضحته عند أول مواجهة وأقرب موقف. ولفت الشيخ محمد المريخي إلى أن صاحب الخلق الأصيل يعرف عندما تشتد الجبال ويضيق الحال، عندئذ يمكنك أن تثمن وتقيّم الرجال من الرجال، فتقدم وتؤخر وترفع وتضع بميزان صحيح الماثل أمام عينك ويعيه قلبك.
1159
| 09 أكتوبر 2021
أوضح فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي أن نعمة الأمن نعمة عظيمة، وهي من أجلّ النعم بعد نعمة الإيمان، هي نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وذهاب الخوف، وأن من حاز نعمة الأمن تهنّأ بعيشه ولو افترش الأرض، والتحف السماء. وقال الشيخ د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: لا تستقيم حياة بلا أمن، ولا يطيب عيش بلا اطمئنان وراحة بال، حتى الدنيا بطولها وعرضها إذا غاب فيها الأمن تحولت إلى جحيم وعذاب أليم، لقد منَّ الله عليكم بالنعم الجليلة والمنن الكثيرة وإن أجلها بعد نعمة الإيمان هي نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وذهاب الخوف، لقد ضرب الأمن بإذن الله أطنابه في أرضكم ودياركم حتى صرتم مضرب الأمثال في أمن الأوطان. إن نعمة الأمن نعمة عظيمة يقول تعالى: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف، وقال تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. الأمن يساوي نعم الدنيا وأردف: ولما أراد يوسف عليه السلام إيواء أبويه وإخوته في مصر ذكر لهم توفر نعمة الأمن فيها دون غيرها من النعم، قال الله تعالى: فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، وبيَّن رسول الله للأمة مكانة الأمن ومن يحصل عليه، فقال: من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا. وأوضح الشيخ د. محمد المريخي أن من حاز نعمة الأمن تهنّأ بعيشه ولو افترش الأرض، والتحف السماء، ومن فقده تنغصت أيامه ولو سكن القصور الشاهقة وحوى الثروات الفائقة، لا يهنأ بنوم ولا يتلذذ بطعام. متى تكون نعمة الأمن؟ وأضاف الخطيب: ألا تتطلعون وتشتاقون لمعرفة أسباب وجود الأمن، بعد إذن الله تعالى، ألا تشرئب أعناقكم للوقوف على مستجلبات الأمان وراحة البال، إذا أردتم أن تعرفوا قدر نعمة الأمن ومقامها، فاسألوا من فقدوها وخسروها، إن أول أسباب استجلاب الأمان هو الإيمان بالله ورسوله، وتحقيق توحيده وحراسة العقيدة وإعلاء كلمة الله، وشد حزام الدين الحنيف وإظهار شعائره والاعتزاز بها صدقا وإخلاصا، وتصر السنة المطهرة والدعوة للعمل بالدين القويم، يقول الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ، ويقول: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. هذه هي أسباب انعدام الأمان ذكر الخطيب أن ألد أعداء الأمن وأكبر مسببات ذهابه هي الذنوب والمعاصي، من الشرك والكفر إلى أصغر ذنب، وإرخاء حبل دين الله والصد عن سبيله، وتنحيته وركنه، والنظر إليه بدونية وقصور والاغترار بالدنيا ونسيان الله تعالى، والتهاون في توحيده ونصرة دينه، قال الله: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ، ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ، وقال تعالى أيضا عن قومٍ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ.. يعني أغضبونا. وحث الشيخ د. محمد المريخي المسلمين قائلا: فالله الله في رعاية الأمن والمحافظة عليه، الأمن في النفوس والبلدان والأمة، والأمن الفكري برعاية المعتقد الشرعي والتأكيد على توحيد الله تعالى وتحقيقه، أدام الله علينا الأمن والأمان وثبتنا على الإيمان ودينه الإسلام.
1985
| 18 سبتمبر 2021
قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي إن توحيد الله تعالى من أجله خلق السموات والأرض وخلق الجن والإنس والجنة والنار والليل والنهار، ومن أجله أرسل الله الرسل ليبلغوا الناس، وأنزل معهم الكتب وبشر وأنذر ووعد وتوعد ووجّه لتدبر الآيات الشرعية الكونية، كما بين أن التوحيد حماية للأنفس والعقول والقلوب من أن تزيغ، وللأقدام من أن تزل بعد ثبوتها، وما كان أحد على التوحيد الحق إلا فاز وأفلح ونجا، سواء إنسانا أو بلدا أو أمة، فأهل التوحيد لهم الحياة الطيبة والوعد بالفوز في الآخرة. وقال الشيخ د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن التوحيد، هو توحيد الله تعالى، والتأكيد عليه وبيان مقتضياته وصرف العبادة لله وحده، ونبذ الشرك والخرافة وطرد البدعة وأخذ الاحتياط من الشركيات اليوم بالذات والكفريات والإلحاد، قضية تحتاج إلى التذكير بها والتأكيد عليها خاصة في هذا الزمان، لابتعاد الناس عنها ونسيانها بل وإهمالها وإرخاء حبلها، حتى كثرت معارضات التوحيد ومعترضاته ومصادماته ومعارضوه وأرخى بعضهم حبله، حتى ظهر الفسق والكفر والإلحاد وسُمّي بغير أسمائها، ووصفت بغير أوصافها، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، أولئك هم الفاسقون. وأوضح الشيخ د. محمد المريخي أن التوحيد الذي هو إفراد الله سبحانه بما يختص به، فتوحيده في ربوبيته بالخلق والملك والتدبير، وتوحيده في العبادة فلا معبود بحق سواه، وهذا الذي دخل بسببه المشركون النار، حين عبدوا الأصنام والأوثان مع الله تعالى، وأصحاب القبور حتى عبدوا الأحياء من الناس المخلوقات من الشجر والحجر والنجوم والكواكب، ثم يأتي توحيد الأسماء والصفات وهي إفراده بما سمى به نفسه وإثبات ذلك له وحده لا شريك له، على وجه الحقيقة من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل. وأردف الخطيب: توحيد الله تعالى من أجله خلق السموات والأرض وخلق الجن والإنس والجنة والنار والليل والنهار ومن أجله أرسل الله الرسل ليبلغوا الناس وأنزل معهم الكتب وبشر وأنذر ووعد وتوعد ووجّه لتدبر الآيات الشرعية الكونية، ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، ومن أجل التوحيد جعل الله تعالى أو خلق الدنيا والآخرة. حماية القلوب من الزيغ وأكد الشيخ محمد المريخي أن التوحيد حماية للأنفس والعقول والقلوب من أن تزيغ، وللأقدام من أن تزل بعد ثبوتها، وما كان أحد على التوحيد الحق إلا فاز وأفلح ونجا، سواء إنسانا أو بلدا أو أمة، فأهل التوحيد لهم الحياة الطيبة والوعد بالفوز في الآخرة من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون. أهل التوحيد.. آمنون ولفت الخطيب إلى أن أهل التوحيد لهم الأمن والأمان والاستقرار الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون، وأهل التوحيد تغفر ذنوبهم قبل غيرهم بفضل تشرفهم بالتوحيد والعمل به يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة. ونوه الخطيب بأن أكبر الخطر وأعظم البلوى إهمال جانب التوحيد وكسر بابه، فإنه باب موصد في وجه الإلحاد والزندقة والعذاب الإلهي، فإذا فتح أو كسر ذلك الباب، أتى النفوس والقرى ما توعد من الشر والبلاء. متى يزول الأمان؟ وقال: من هنا وجب حماية جناب التوحيد بإظهاره وإعلائه وتعليم الناس إياه وإظهاره بالقول والعمل والتذكير به، والرد على أعدائه ومعاديه ومبغضيه وإكباتهم وهدم أصنامهم وأوثانهم ونبش أوكارهم.. والذين حاربوا التوحيد وأهله وأبغضوه، قُتلوا وأُزهقوا وغُلبوا وانقلبوا صاغرين، ذهب أمنهم وزال ملكهم وتبدلت عافيتهم واختلطت أوضاعهم فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا، إن في ذلك لآية لقوم يعلمون، فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين.
1171
| 11 سبتمبر 2021
قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي إن الطمأنينة والأمان وراحة البال تكون في ظل دين الله، وخاصة في إقامة عموده الصلاة، فمن أقامها أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين، والصلاة أول ما يحاسب عليه المرء من أعماله فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر، وقد أمر الله بها وحث عليها. وقال الشيخ د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن زمان الدنيا التي نعيشها كثير قلقها ومكدراتها ونوازلها ومحزناتها، يبحث الإنسان عن الطمأنينة والأمان وراحة البال ويتعب قي وجود ما يطمئنه ويؤمنه، ولن يجد الأمان الحقيقي والاطمئنان الذي ينسيه هذا القلق ويمرر حوادث الدنيا بسلام واستسلام ورضا إلا في ظل دين الله، وخاصة في إقامة عموده الصلاة، يقول الله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة، وقال تعالى قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. عمود دين الإسلام وأكد الخطيب أن الصلاة عمود دين الله الإسلام وركنه المتين، يقول رسول الله: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد.. من أقامها اقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين صلة بين العبد وربه، وعلامة بين الإيمان والكفر، العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وأوضح الشيخ المريخي أن من أخر الإسلام ونحاه ومن أخر الصلاة وأرخى حبلها، أخرته الصلاة وأرخت حبله، أول ما يحاسب عليه المرء من أعماله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر، يقول رسول الله صلى الله عليه وسله: إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. العافية في الصلة بالخالق وأضاف: أمر الله بها وحث عليها فقال: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين، وقال: وأقم الصلاة لذكري، هي الراحة الحسية والمعنوية وهي الطمأنينة يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها أو كما قال رسول الله، وهي المفزع عند مدلهمات الخطوب والهموم والأحزان، وكان رسول الله إذا حزبه أمر هرع إلى الصلاة يناجي ربه أو فزع إليها، وهي قرة عينه صلى الله عليه وسلم، وعين كل مخلص مؤمن، يقول عليه الصلاة والسلام: وجُعلت قرة عيني في الصلاة، وقال الله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة، وهي أفضل الأعمال الصالحة، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. وأردف الخطيب: ما وجد المخلصون عافيتهم إلا في إقامة الصلاة وما أفلح المفلحون إلا بحرصهم على الصلاة، والله هي نور القلب وإشراقة الوجه وصحة الأبدان وبركة الأرزاق، هدد الله تعالى تاركها أو المتكاسل عنها فقال: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، وقال: ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين.
1319
| 27 أغسطس 2021
بين فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي أن الصدق هو لذة الحياة الدنيا وفوز الآخرة وأنه يهدي بإذن الله إلى كل خير، وأن من ثمرات الصدق: التشرّف بثقة الناس وتعريفه ووصفه بالصادق، وهذا يمنحه الثقة ويكسبه الحب والمودة والرفعة وزيادة الخير والبركة في الكسب، وتفريج الكربات وإجابة الدعوات والنجاة من المهلكات. وقال الشيخ د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: إن سيد الأخلاق وتاج الآداب ورأس المحامد والخصال الصدق الذي مطابق الأقوال والأفعال، هو الخلق الحميد والمنهج القويم والحال المستقيم، أمر الله تعالى به وأثنى على أهله بأرفع المدح والثناء، واتصف به سبحانه وتحلى به أنبياؤه ورسله وأولياؤه وعباده الصالحون، وأصفياؤه المخلصون، يقول الله تعالى: مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ..، ويقول: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ. الصدق هو لذة الحياة الدنيا وأكد فضيلة الشيخ المريخي أن الصدق هو لذة الحياة الدنيا وفوز الآخرة، يهدي بإذن الله إلى كل خير، فهو قيّم في ذاته وفيمن اتصف به، وقد وصفه رسول الله بأعجب الأوصاف، فقال: ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا، ولعظمة الصدق وصف الله نفسه بالصدق فقال: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. وأوضح الخطيب أن الصدق أنواع: مع الله ومع النفس والناس، والصدق بالقول والفعل والعزم والنية، والصدق منهج حياة، لا مجرد سلوك، وإن له لفوائد جليلة وثمرات عديدة يجنيها الصادق بصدقه في الحيادة الدنيا والآخرة، ومن أهمها: أن الصدق ينجّي صاحبه ويسعفه، فمن أهوال القيامة كما أخبر الله بقوله: قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. الصادق.. يكسب ثقة الناس أضاف أن من ثمرات الرزق: التشرّف بثقة الناس ومنحه وتعريفه ووصفه بالصادق، وهذا يمنحه الثقة ويكسبه الحب والمودة والرفعة وزيادة الخير والبركة في الكسب، وراحة الضمير وطمأنينة النفس، والنجاة من الكروب وتفريج الكربات وإجابة الدعوات والنجاة من المهلكات، وفي الحديث الصحيح .. قال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه... فدوا ففرج الله عنهم، وهذا كله يدعو المسلم ليلتزم الصدق ويعض عليه ويتحلى به ويتدرع به في كل كبيرة وصغيرة، لكبير أجره وثوابه، والمنازل الدنيوية والأخروية التي تنتظر الصادق. وفي نفس الوقت يتطهر من الكذب كله، صغيره وكبيره، ولو كان مازحا إن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
1298
| 21 أغسطس 2021
أكد فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي أن القلب هو محل نظر الله تعالى لعبده، وأن الجوارح تبع لصلاح قلبه وفساده، كما أكد أن حياة القلوب بصلتها بربها، وتموت بقطع هذه الصلة، وأن صلاح القلوب يكون بغسلها بالصلاة والذكر والقيام بالدين الحنيف، وأن القلب لن يجد عافيته إلا في ظل العمل بدين الله، فبالذكر تطمئن، وبالصلاة تخشع وتستكين، وفي ظل التدين بالدين تحط رحالها وتأنس ببرد تعليماته وتشريعاته. وقال د. محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الشيوخ إن القلوب تمرض بأمراض حسية ومعنوية، تمرض كالأبدان والأجساد، يقول الله تعالى: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً، وقال: أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا، فأما الأمراض الحسية فقد علمتموها وهي مشهورة، وأما الأمراض المعنوية فلم يقف عليها أحد إلا من كانت له صلة وثيقة بالوحي المنزل، وأمراض القلوب المعنوية أشد خطورة من الحسية ولكن أكثر الناس لا يعلمون. عمى القلوب بلاء كبير ولفت د. محمد المريخي إلى أن العمى القلبي وظلامها وانتكاساتها هي البلاء الكبير والشر المستطير، يقول الله تعالى: فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها، نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه، وهذه التي ينبغي أن يلتفت إليها المرء ويحذر منها، فهي أمراض خبيثة لا يشعر بها المرء، وقد لا يدرك كنهها إلا إذا تمكنت من القلب، وقد لا يشعر بها نهائيا. القلوب تحيا بصلتها بربها وذكر الخطيب أن القلب هو محل نظر الله تعالى لعبده، والجوارح تبع لصلاح قلبه وفساده، يقول رسول الله: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.... وأضاف: إن مراقبة القلب والحرص على حياته ودفع الأمراض الحسية والمعنوية عنه، قضية لفت الشرع النظر إليها كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. وأردف الخطيب: إن حياة القلوب بصلتها بربها، وتموت بقطع هذه الصلة، إن صلاح القلوب يكون بغسلها بالصلاة والذكر والقيام بالدين الحنيف، ولن يجد القلب عافيته إلا في ظل العمل بدين الله، فبالذكر تطمئن، وبالصلاة تخشع وتستكين، وفي ظل التدين بالدين تحط رحاله وتأنس ببرد تعليماته وتشريعاته، ألا وإن أكبر ما يفسد القلوب اليوم هذه الأغاني والمزامير الخبيثة التي لا يكاد يسلم منها إلا من رحم الله، فبالأغاني فسدت القلوب وعميت البصائر وخارت العزائم وانهارت، وهي أكبر عائق أمام صلاح القلوب، اسألوا الله صلاح القلوب وثباتها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يثبت قلبه.
2024
| 18 يونيو 2021
قال فضيلة د. محمد حسن المريخي إنه لابد للمرء من السفر والتنقل والترحال، وأن الناس في الأسفار مذاهب ومشارب ونيات، فسفر للطاعة والعلم والعلاج والسياحة والتفكر في خلق الله، وكلها أسفار مباحة حلال مباركة، إلا سفر المعصية فإنه محرم منزوع البركة مخذول صاحبه. وقال د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الله كتب الله على الإنسان أن يسافر في هذه الدار ويتنقل فيها حتى يسافر منها إلى الدار الآخرة، فلابد للمرء من السفر والتنقل والترحال، وهذه الدنيا ذهاب وإياب وارتحال وعودة واستقرار وانتقال وحط الرحال، إلا أن سفر الآخرة فإنه سفر لا رجعة منه، وانتقال لا رجعة إليها وذهاب بلا عودة وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون. لكل سفر زاد وأردف: لكل من سفر الدنيا والآخرة زاد ومتطلبات، فسفر الآخرة يتطلب الزاد من العمل الصالح بعد الإيمان وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واتقون يا أولي الألباب، والخطر كله والبلاء جله أن يسافر المرء إلى الآخر بلا زاد من العمل الصالح والإيمان إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا. وأوضح الشيخ محمد المريخي أن السفر بصفة عامة قطعة من العذاب، بهذا وصفه رسولكم صلى الله عليه وسلم فقال: السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجّل إلى أهله. سفر المعصية منزوع البركة ولفت الخطيب إلى أن الناس في الأسفار مذاهب ومشارب ونيات، فسفر الطاعة والعلم والعلاج والسياحة والتفكر في خلق الله، وكلها أسفار مباحة حلال مباركة بإذن الله، إلا سفر المعصية فإنه محرم منزوع البركة مخذول صاحبه غير معافٍ، تحيط به العقوبات والموانع وعدم التوفيق. وأكد الشيخ المريخي بأن الأسفار تتطلب آدابا وأخلاقا وثباتا على الملة والدين ومبادئه وأخلاقه، ومراقبة الله تعالى هي أول آداب الأسفار، فيراقب المسافر ربه في حله وترحاله، ومنها يعرض عليه ما يتعرض له في المآكل والمشارب وما يقابله، وخاصة في هذه الأزمان الذي يسافر فيه الناس إلى ديار من كفر وجحد وألحد، فالمشروبات والمأكولات والمعروضات والدعوات والملبوسات والمناسبات كلها تتطلب مراقبة الله، وأداء فرائضه والاعتزاز بالدين والعقيدة والتحلي بالأخلاق الإسلامية، والشعور بالمسؤولية، والاعتزاز بالهوية والدين، فالمسافر يمثل بيئته وهويته وبلده وأمته فضلا عن دينه، والمسافر يعرض أخلاقه وأدبه وهو سفير دينه وبلده وأهله. ونوه الخطيب بأن المسافر الذي لا يحمل معه الآداب والأخلاق مسافر يسيء إلى نفسه وأهله وبلده، وهو سمعة سيئة، فكم أساء أشخاص وأفسد آخرون إلى بلدانهم وانتماءاتهم بسوء تصرفاتهم.
1450
| 12 يونيو 2021
أكد فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن حسن الظن بالله سفينة نجاة في بحر المحن والفتن، وهو سمو ورقي للمرء في وقت اليأس والقنوط، ويكون حسن الظن بالله عند الدعاء والتوبة والتقرب بالعمل الصالح، وحسن الظن بالله ثقة به وإيمان وحسن خلق وصفة عالية لأهل الإيمان، وبرهان على صدق التدين وعلامة على السمو الرفعة. وقال الشيخ د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الشيوخ إن حسن الظن بالله هو أن يظن العبد بربه خيرا دائما وأبدا في كل الظروف والأحول والأوضاع، وفي كل وقت وحين يظن بالله تعالى أنه سيرحمه ويعفو عنه ويغفر له وأنه تعالى على كل شيء وبيده كل شيء وعنده مفاتح السموات والأرض وخزائن كل شيء وأنه لا يخلف الميعاد، وأن وعده الحق وخبره حق ودينه الحق. متى يكون حسن الظن؟ وأوضح فضيلة الدكتور محمد المريخي أن حسن الظن بالله تعالى ينشأ بعد إذنه عز وجل بمشاهدة كمال صفاته وحقائق معاني أسمائه وحكمة أفعاله، ومطالعة عظيم مخلوقاته الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وفي الحديث القدسي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم..، ويقول: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني..، ويقول رسول الله: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله. وأردف: يكون حسن الظن بالله عند الدعاء والتوبة والتقرب بالعمل الصالح، وعند اليقين بوعد الله ونعيمه، وعند الموت بحسن لقاء الله وستره وتجاوزه وعند نزول البلاء. حسن الظن بالله ثقة به ونوه الخطيب بأن حسن الظن بالله ثقة به وإيمان وحسن خلق وصفة عالية لأهل الإيمان، وبرهان على صدق التدين وعلامة على السمو الرفعة ولا يظن بالله خيرا إلا الموفقون الكرام المصطفون، ويكون حسن الظن بالله على الملة والدين وطاعة الله رب العالمين والعمل بما يحب ويرضى. ويقابله سوء الظن بالله وهو حمل الله على السوء والشر والتقصير وهو طعن في دين المرء وفساد في توحيده لربه ونفاق وهدم وخراب، ذم الله أهله فقال: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ، يعني المنافقين يعتمدون الظن السوء الباطل الذي لا يقدرون الله فيه، قال الله تعالى: وما قدروا الله حق قدره، وقال رسول الله: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، فهو أشد من الكذب لقبحه ورداءته، وصفة ليذمه وينفر منه، لأنه أعلى درجات الكذب، قال الله تعالى: وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِى ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَىٰكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ ٱلْخَٰسِرِينَ.
1799
| 29 مايو 2021
أكد الدكتور محمد بن حسن المريخي أن هجر القرآن الكريم يكون بترك تلاوته ومدارسته وتلاوة آياته وترك العمل به وإهمال وعده ووعيده وخبره وأحداثه والصد عما جاء به، وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إنه لما هجر القرآن ظهرت العجمة في الألسن، فتعسرت تلاوته، ولما هجر القرآن بالقول والعمل نظر لأهله وخواصه والدين نظرة القصور والدونية، وأهملت اللغة العربية لسان الوحي، وسخر منها، وقدم عليها غيرها من اللغات واعتبرت عند أهلها لغة التأخر والتراجع، ولما هجر القرآن أكل الحرام والسحت والربا. وقال د. المريخي إن نتيجة هجر القرآن الكريم تتمثل في الآثار المدمرة على كل المستويات والأصعدة شعر الناس أو لم يشعروا، واشتكى رسول الله قومه عند ربه لهجرهم القرآن، قال الله تعالى: وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وهذه شكوى عظيمة وفيها أكبر التخويف لأن الأنبياء والرسل إذا اشتكوا أقوامهم عجل الله العذاب لأقوامهم. نتائج الابتعاد عن كتاب الله وأوضح الخطيب أن لهجر القرآن الكريم توابع مؤسفة على الفرد والجماعة والأمة حسيا ومعنويا، فأما المرء أو الفرد إذا هجر القرآن فسوف يورثه قسوة القلب واضطراب النفس وعمى البصيرة وقلة الحيلة وعدم التوفيق، والانشغال بما هو ضار عما هو نافع، ومن هجر القرآن هجره القرآن، ومن هجره القرآن فقد باء وخسر ولا يلومن إلا نفسه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: القرآن حجة لك أو عليك،. وقال إن الأمة إذا هجرت القرآن فقد هجرت الشريعة واستبعدتها فسوف تضل السبيل ويذهب ريحها ويخبو نجمها ويغيب هلالها، ولن تهتدي إذن أبدا، وسوف تتخطفها الفتن والمحن ويتسلط عليها عدوها وينال منها مبغضها والحاقد عليها وتركن إلى ضعفها والدعة وتترك الجهاد ويستولي عليها الوهن وتتداعى عليها الأمم وينال منها من لا اعتبار له من الهوامش ومن الأقوام، يقول رسول الله: يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها فقالوا أو من قلة نحن يومئذ، قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقالوا وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت. ترك القرآن وبال وأضاف المريخي: هذا حال الأمة قد أصابها من البلاء ما كبل يدها وصفد قدميها وغشيتها الذلة والمهانة كما أخبر رسول الله وها هي في قضية القدس وفلسطين لا تقدم ولا تؤخر ولا حول لها ولا قوة، بسبب هجرها للقرآن والشريعة التي جعلتها وراء ظهرها واستبدلتها بمشرقات ومغربات ومغريات وشهوات وغفلات. وأردف: إن هجر القرآن يعني هجر الدين والشريعة، ولهذا أبعاده ومؤسفاته وآثاره المدمرة، فما هجر القرآن فسدت العقيدة وأهمل الوحي المنزل وجهل مقام الله ورسوله وأوليائه وأحبائه وأصفيائه. يقول الله تعالى: وما قدروا الله حق قدره، ولما هجر القرآن ظهرت العجمة في الألسن، فتعسرت تلاوته على النحو المطلوب، ولما هجر القرآن بالقول والعمل نظر لأهله وخواصه والدين نظرة القصور والدونية. فقدان الاستقامة.. أبرز النتائج وأوضح الخطيب أنه لما هجر القرآن أكل الحرام والسحت والربا، وطعن في النصوص الشرعية وجعلت للنقاش ورفضت الأحكام وأرخي حبل الاستقامة وظهرت التصرفات المشينة والأخلاق الرديئة والجهل بالدين، وقدم المؤخر وأخر المقدم، وأبعد المقرب وقرب المبعد، وانتكست الفطر واختلت الموازين، ولما هجر القرآن ظهر في الأمة من يجاهر بعداوتها والمناداة بتسريحها ومعارضتها ومات الإحساس والشعور ونودي بالحالة عوجاء عرجاء منتكسة، ووثق بالعقول وأرخي حبل المنقول، وظهرت في دنيا المسلمين من يجاهر بوقوفه مع الأعداء، كانت الآفات وكانت الخيانات للأمانات والأوطان وبعد فهذه آثار هجر القرآن والدين، وهي أكثر من هذا بكثير، ولكن أقول لكم إن القرآن سيغلب والإسلام سينتصر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
2399
| 21 مايو 2021
قال د. محمد حسن المريخي إن ما بقي من أيام وساعات في شهر رمضان فيها خير كثير، وإن هذه البقية هي أرجى شهر رمضان وأعظمه، ففيها أرجى الليالي وهي ليلة القدر، وفيها العتق من النار. وأكد أنه ليس للذنوب والمعاصي مصرف وسبيل وخلاص إلا بالتوبة منها والإنابة إلى الله تعالى، وأن باب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة، والتوبة في رمضان مهيأة معدة للتائبين، وفرصتها متاحة في الشهر أكثر بكثير من بقية الشهور، وإمكانيتها ممكنة جدا وقبولها قريب جدا لتوافر شروطها ودواعيها، فأبواب الجنة مفتحة وأبواب النار مغلقة والشياطين مربوطة مصفدة، والقرآن والذكر والدعاء والبر وسائر الطاعات تدفع العبد للإقبال على التوبة وبلوغها والفوز بدرجاتها وغنائمها. وقال د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الشيوخ إن من لم يتفطن إلى أن مرور الأيام إلى ربه يدنيه وتصرّم الليالي يبعده عن الدنيا ويجافيه، وأن كل يوم يفوت من عمره هو صندوق يغلق، وكل ساعة تمر به هي شعبة من شعب روحه تزهق، من لم يدرك ذلك فقد أطال الأمد واستبعد الأجل. الذنوب مذلة للعبد وبين د. محمد المريخي أن الذنوب والمعاصي والمخالفات وتعدي حدود الله خطيرة على العبد، مذلة له في الدنيا ومخزية ومحرجته ومسقطته في العذاب والمؤاخذة في الآخرة، فكل الإحباطات والإصابات والكوارث والمحن والفتن وقلة التوفيق كل ذلك سببه الذنوب والمعاصي، فما أذهب النعم وما كدر الأمن والاستقرار، وما أنزل النقم وما سلط الأعداء إلا وجود الذنوب والمعاصي، يقول الله تعالى: أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم، ويقول تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، ويقول: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون، فما حلت الذنوب في ديار إلا أهلكتها وما نزلت في قلوب إلا أعمتها ولا في أجساد إلا عذبتها ولا في أمة إلا أذلتها ولا في نفوس إلا أفسدتها. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل ما اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات رواه البخاري ومسلم. ويقول: إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، ويقول: ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء رواه مسلم. ولفت الخطيب إلى أن الذنوب قد أعمت القلوب وطمست البصائر وضللت الناس وكدرت عليهم إيمانهم وحياتهم وأفسدت أخلاقهم وهم لا يشعرون، وإن من أشد عواقب الذنوب العواقب المعنوية التي لا يشعر بها الإنسان، كحرمان الرزق وعمى القلب والبصيرة وقلة التوفيق وعدم الحيلة وعدم رؤية الحق حقا والباطل باطلا وضعف وهبوط مقام شرع الله في القلوب. وبين الخطيب أنه ليس لهذه الذنوب مصرف وسبيل وخلاص إلا التوبة منها والإنابة إلى الله تعالى وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
1399
| 07 مايو 2021
قال د. محمد بن حسن المريخي إن رمضان شهر كريم ينشر الخير في كل ساعاته وأوقاته وهو موسم عظيم بارك الله لحظاته، وان من منازل الصيام أنه خير للصائم في دنياه واخراه في صحته وعافيته وبدنه وعقله وخير له في اخرته فإنه يدخل الجنة من باب الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، وان الصيام سترة ووقاية من النار، وهو عمل صالح يأتي صاحبه في القبر يبشره بما يسره. وقال د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها، اليوم ، بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الله بارك الشهر كله ولم تزل أبواب السموات مشرعة لرفع الدعوات ولم تزل الملائكة تحمل أقلامها لتكتب الحسنات والأعمال الصالحات ولن يمل موفق من الخير حتى يكون منتهاه الجنة، وإنه لم يأسف العباد والصالحون على دنياهم عند وفاتهم إلا على فراق مثل هذه المواسم ولم يذرف الدمع عند رحيلهم إلا على قيام الأسحار وظمأ الهواجر والجهاد في سبيل الله. وأضاف: إن مما يدفع العباد للنهوض والاهتمام بالشهر ولياليه واغتنام نفحاته ورحماته بعد إذن الله عز وجل هو الوقوف على منازل الصيام ومقاماته ودرجات أهله وخاصته التي تفضل الله سبحانه وتعالى بها على الصائمين وأعدها للعبيد فإنها جديرة بأن يقف عليها الصائمون فإنها تقوي العزائم بإذن الله وتبث الهمم وتصبر المؤمن وتحرص على رعاية الصيام وحراسته وصيانته خاصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وقال صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. للصيام منازل ومن منازل الصيام أنه خير للصائم في دنياه وأخراه في صحته وعافيته وبدنه وعقله وخير له في آخرته فإنه يدخل الجنة من باب الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، وللصيام جزاء كبير وثواب عظيم كما جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال، قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام عباد الله منزلة رفيعة للعبد في الجنة رأي طلحة بن عبيد الله فيما يرى النائم أن رجلين وكان يعرفهما في الدنيا أنهما استشهد الأول، وبعد فتره توفي الآخر فإذا به يدخل الجنة قبل الذي استشهد، فتعجب الصحابة من رؤيا طلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة وأدرك رمضان فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض. للصائم فرحتان.. في الدنيا والآخرة للصائم فرحتان عند الفطر في كل يوم بالثواب، أو يوم العيد، وفرحة كبرى عند لقاء الله تبارك وتعالى، والصيام يا عباد الله دعاء وذكر وقرآن وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، والصيام عباد الله شفاعة وشهادة عظيمة بين يدي الله، يقول صلى الله عليه وسلم: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه، قال فيشفعان، والصيام يا عباد الله تعليم وأدب وتهذيب إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، والصيام يا عباد الله نجاة ونجدة وسقيا وري، ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما دنا من حوض منع وطرد، فجاءه صيام رمضان فأسقاه وأرواه.
1350
| 30 أبريل 2021
قال د. محمد بن حسن المريخي إن التقوى هي رأس كل خير ومفتاح كل خير وسبب لكل خير في الدنيا والآخرة، وهي سبب السعادة والنجاة وتفريج الكرب واستقدام العز والنصر، وهي العدة الوافية والجنة الواقية، وأن الصيام الذي فرضه الله تعالى في شهر رمضان من أجل العبادات وأرفع الطاعات، ورتب الله تعالى عليه ورسوله الأجور والثواب والدرجات وسمو المقامات في الدنيا والآخرة، ويشفع الصيام والقرآن لصاحبهما. وقال د. المريخي في خطبة، اليوم الجمعة،بجامع الشيوخ إن شهر رمضان فرصة للتزود قد حانت، والعبد فيه إما موفق أو مفعول، أما وقد مضى في شهرنا أربع ليالٍ، فستمر أيامه سراعا وتمضي تباعا، وسيكون في شأن الموفقين تحصيل وافر الأجور والسعادة في الدنيا وفي يوم النشور، وسيبكي أقوام أسى وندما على ضياع الليالي وفوات الأوقات. ودعا الى السباق للخيرات وتدارك الأيام بالباقيات الصالحات وقد صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له. الصيام أرفع الطاعات وأوضح الخطيب المريخي أن الصيام الذي فرض الله تعالى عليكم في شهركم هذا من أجل العبادات وأرفع الطاعات، ورتب الله تعالى عليه ورسوله صلى الله عليه وسلم الأجور والثواب والدرجات وسمو المقامات في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، وقال: وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون، وقال في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وقال: الصيام جنة يستجن بها العبد من النار. الصيام شفاعة وبين أن الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما وأكثر منها مكافآت للصوام الذين يبتغون بصيامهم وجه ربهم وثوابه. وقال إن شرائع الإسلام كلها وفرائضه شرعت وفرضت من أجل استقامة الإنسان وبناء آدميته وحفظه من السفول والهبوط الحيواني والحال الرديء كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وأكد الخطيب أن التقوى التي نرجوها من وراء الصيام هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل، التقوى هي رأس كل خير ومفتاح كل خير وسبب لكل خير في الدنيا والآخرة، وإنما تكون المصائب عباد الله والبلايا والمحن والعقوبات بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها وإرخاء حبلها، وهي سبب السعادة والنجاة وتفريج الكرب واستقدام العز والنصر في الدنيا والآخرة. وقال إن التقوى هي العدة الوافية والجنة الواقية، في ظاهر التقوى شرف الدنيا وفي باطنها شرف الآخرة. ها هي ثمرات التقوى ولفت الخطيب إلى ثمرات التقوى: - أولها محبة الله تعالى، كما قال الله تعالى إن الله يحب المتقين. - رحمة الله تعالى للصائمين في الدنيا والآخرة وللمؤمنين أجمعين ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. - حصن الخائفين وأمان الوجلين فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. - نور للقلب وقوة بصيرته إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم. - قوة لغلبة الشيطان ووساوسه إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون. - توسيع الأرزاق وتفريج الكربات ونصر على الأعداء والعاقبة الحسنة لأهلها، كل هذه الثمرات وأكثر من ثمار التقوى. - التقوى كمال للنفس وطيب للروح وحلاوة للإيمان وطهارة القلب.
1356
| 17 أبريل 2021
أكد فضيلة د. محمد حسن المريخي أن قيمة الإنسان بدينه وخلقه ومهما أوتي من الدنيا وبلغ فيها من المناصب وأدرك من الرتب، فإنه لا يبلغ بذلك شيئاً حتى يتحلى بالأخلاق الكريمة والمعاني السامية. وأوضح د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد عثمان بن عفان بالخور أن المولى عز وجل قد أثنى على رسوله صلى الله عليه وسلم بأخلاقه فقال له (وإنك لعلى خلق عظيم) ولم يذكره بأنه عربي أو قرشي، ولكنه فقط ذكر فيه ما يرفع الإنسان ويزينه ويذكر به بعد الدين وهو الخلق الكريم وكذلك ذكر إبراهيم عليه السلام فقال عنه (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ). وذكر ابنة شعيب عليهما السلام بخلقها الذي تطبعت به وعرفت به فقال (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ). واوضح الخطيب ان أكثر ما يسيء للإنسان ويلطخ سمعته وينال به السخط والغضب عند الله هو الخلق السيء، مضيفا إن أقواماً أعطاهم الله الملك والمال ومن كل ما هو جميل في الدنيا ولكن ساءت أخلاقهم فإنهم يهبطون بهذا الخلق السيء إلى الدرك الأسفل من الدرجات وأشار د. المريخي الى أن الأخلاق السيئة تهوي بأصحابها إلى حضيض الغبراء وتشوه السمعة وتذهب المروءة وتبيع أصحابها بثمن بخس، كما انها تؤثر على الأشخاص والأسر والمجتمعات والأوطان مبينا انه ما خان الأوطان إلا سيء الأخلاق وما أجرم في المجتمع إلا السيئون. وأكد أن أسوأ أنواع الخلق هو خلق الغرور، موضحاً أنه مرض يصيب الناس أو بعضهم، فيدفعهم إلى احتقار الناس والتكبر عليهم بسبب نعمة نزلت أو نقمة دفعت أو درجة حُصّل عليها. وبين أن المغرور من الناس هو المتكبر المستكبر المستعلي حيث أعماه غروره فأنساه قدره وحجمه، وخدعته نفسه فصورت له بأنه العظيم الرفيع الذي يبلغ الجبال طولاً ويخرق الأرض، وينخدع بما بين يديه من أسباب القوة والجمال والحطام الدنيوي، فيتعالى حتى على خالقه ويجحد نعمته ولا يبالي بعظمته وشريعته ويسير وراء لذته وشهوته. وبين ان القرآن الكريم والسنّة النبوية نقلا لنا عن قصص المغرورين وعاقبة أمرهم الكثير، فمنهم المغرور بماله، والمغرور بجاهه، والمغرور بقوته والمغرور بنسبه، حتى اغتر إبليس وبلغ به غروره أن ردّ أمر الله تعالى حين أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام فقال (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ).
3817
| 15 ديسمبر 2018
قال الدكتور محمد بن حسن المريخي إن الله لم يخلق عباده عبثاً ولم يتركهم سدى بل خلقهم لحكمة وابتلاهم لحكم لا يعلمونها.. وقال إن مصائب كثيرة وراءها درجة عالية لمن صبر عليها وحمد الله تعالى.. وقال إن المؤمن ينبغي أن يتعامل مع دنياه ومصائبها، ينظر إليها على أنها دار مؤقته فيصبر نفسه وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. وأضاف في خطبة الجمعة بجامع عثمان بن عفان بالخور: مما ينبغي على المؤمن أن يواجه دنياه وما فيها من محن وبلايا أن يكون كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من دعاء الله تعالى والاعتصام به واللجوء إليه في السراء وعند النوازل.. وذكر أن رسول الله أوضح لأمته ما تواجه به دنياها وتتسلح به لمواجهة المصائب والمشاكل بالأدعية النبوية والأذكار الشريفة التي ثبتت عن رسول الله والتي ثبت أنه كان يدعو بها ويحافظ عليها ويحرص على الدعاء بها ولا ينشغل عنها ويعلمها أصحابه. وأوضح الخطيب أن الأذكار حصن حصين يحفظ الله تعالى بها عبده من كيد الشيطان ومصائب الدنيا ويخففها عليه ويهونها فتمر بسلام ورضا وثواب وصبر ورفعة في الدرجات وعلو في المقام بين العباد وعنده سبحانه يوم يقوم الأشهاد. وأضاف بالأذكار والآيات يحفظ الله تعالى عبده ويعيذه من المصائب والمحن، وكان رسول الله يداوم على الأذكار ويحافظ عليها، فمع أنه رسول معصوم ومحفوظ إلا أنه كان يحصن نفسه ويرقيها ويقرأ على نفسه المعوذتين والاخلاص ويردد ما شرعه الله له ولأمته من الأذكار، وكثيراً بل كان دائم الذكر لربه مستعيناً به ومستعيذاً بجلاله من الآفات والشرور وما ذلكم إلا لتعلموا معشر العباد أن كل مخلوق يحتاج إلى ربه عز وجل مهما بلغت مرتبته ومنزلته ولو كان نبياً مرسلاً.
965
| 21 سبتمبر 2018
أكد الداعية د. محمد بن حسن المريخي أن العمل الصالح مسرة في الآخرة وفرحة لا حد لها في جنات النعيم ( إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ) كما أن فقد العمل الصالح والغفلة عنه حسرة وندامة وأسف . وقال في خطبة الجمعة بجامع الأمام محمد بن عبد الوهاب إن العبد الموفق المسدد في هذه الحياة الذي يوفقه الله تعالى ويسدده فيكون أول أولوياته وأهم مهماته الإلتفات إلى الله تعالى خالقه ومولاه، فلا يغفل عنه فيقوم بالمهمة التي خلق من أجلها خير قيام . و أوضح في الخطبة إننا نعيش أخر أزمان الدنيا، ونزول الفتن والغرور الدنيوي، واستيلاء الدنيا على أهلها، كما نعيش غربة الدين والانصراف عنه . وذكر إنه في هذا الحال يكون المرء الصالح فريداً متميزاً حيث استقام حين اعوج الناس وانتبه حين غفل الناس ووصفها بإنها المنّة الإلهية والمنحة الربانية . وأضاف العمل الصالح توفيق من الله تعالى لعبده وهو حياة طيبة ولذة دنيوية ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) وهو وعد كريم بحياة أفضل في الأخرة ... العمل سفينة نجاة وقال الخطيب إن العمل الصالح نجاة وسلامة وعافية، في ساعة لا يعلمها إلا الله، ولا يدري عنها عبد الله، وذلك حين تنزل المحن وتكون الفتن، وتغلق الأبواب وتضيق الفرص ويتضاءل الأمل في النجاة حينئذ تتنزل الفرج من الكبير المتعال ويتجدد الأمل وتكون الفرص كبيرة للنجاة وتفتح الأبواب الموصودة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله قال الله تعالى عن عبده ورسوله يونس عليه السلام وقد التقمه الحوت وذهب في ظلمات لا يمكن النجاة فيها إلا أن يشاء الله . وأشار الى حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة الذين دخلوا الغار فتدحرجت عليهم صخرة، فسدت باب الغار عليهم ، فما جعلت لهم مخرجاً فسألوا الله تعالى بصالح أعمالهم ففرج عنهم الصخرة وخرجوا سالمين بفضل الله ثم ببركة عملهم الصالح. وقال بالعمل الصالح ينجي الله تعالى البلدان من العدوان والطوفان والظلمة والطامعين الحاسدين الذين أغواهم الشيطان، فلقد أخبر الله تعالى أنه نجى قوم يونس وكشف عنهم العذاب ومتعهم في الأرض إلى حين لما آمنوا وعملوا الصالحات . وأضاف أعظم وأكبر منازل العمل الصالح هو أن يستقر صاحبه في الجنة دار الكرامة والنعيم ، يقول سبحانه ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) ويقول ( ونودوا أن تلكم الجنة أُرثتموها بما كنتم تعملون ) وذكر الله تعالى منازل العمل الصالح في ثلاث وخمسين آية من كتابه العظيم لافتاً نظر العباد لأهميته وضروريته. ولفت الخطيب إلى أن أفضل الأعمال الصالحة ما كان بين العبد وربه لا يطلع عليه أحد من الناس وهو دليل على اخلاص العبد لربه عز وجل ، وهي الخبيئة الصالحة وقد نصح بها رسول الله ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل ) رواه أحمد وصححه الألباني. الخبيئة أفضل الأعمال قال د . محمد المريخي إن الخبيئة تعتبر من أفضل الأعمال وأخلصها، وأنقاها وأبعدها عن الرياء وعن أنظار الناس وذكر في هذه الأثناء أن السلف رحمهم الله تعالى ورضي عنهم كانوا يتسابقون في كتمان العمل الصالح حتى يموت الواحد منهم ولا يعرف عنه شيء من شدة كتمانه لعمله. وأكد أن عبادة السر من المثبتات عند المصائب والفتن وهي حبل متين بين العبد وربه عز وجل ، وهي أعمال صالحة كالصدقة وإطعام الطعام ومساعدة المحتاجين وكفالة الأرامل واليتامى وسد حوائج المحتاجين وقضاء ديون المدينين والصلاة في الليل وتلاوة القرآن والاستغفار والدعاء والذكر. واختتتم بالقول الخبيئة الصالحة زورق نجاة من ركبه نجا ، وسلامة وعافية لمن تدثر بها ، وهي عبادة من اعتادها طهّرت قلبه وهذّبت نفسه.
5816
| 20 أبريل 2018
قال فضيلة الداعية د. محمد حسن المريخي إن من أشد الأخطار على مر الزمان أن يجعل المرء قناعاته ومصيره في يد أصحاب الأهواء لأن ضرر هؤلاء يتعدى الحدود ويشمل الحياة كلها. وبين د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع عثمان بن عفان بالخور أن الذين لا يعلمون هم أصحاب الهوى الذين تسيرهم أهواؤهم وشهواتهم والذين لا تعرف وجهاتهم ولا عقائدهم، وهم من يتبعون غير سبيل المؤمنين حيث تدفعهم نفوسهم الأمارة بالسوء ركوب الصعب. وقال إن هؤلاء ايضا هم أولئك الذين يقحمون الناس ومن رافقهم في الحرج الشديد ويتسببون في إيذائهم والتضييق عليهم ويهربون، مؤكدا أن هؤلاء يقودهم الهوى فيأخذهم ذات اليمين وذات الشمال لأنهم لم يجدوا قائداً سوى أنفسهم والهوى ولا يملكون غيره بسبب إعراضهم عن منهج الله ورسوله. وأوضح الخطيب أن الذين لا يعلمون سموا بهذا الأسم لأنهم لا يعلمون عواقب الأمور التي يقتحمونها وخواتيم التصرفات والسلوكيات التي يسلكونها والمناهج التي ينهجونها، لأنه من جرأتهم وهيجانهم لا يتركون أمراً إلا اقتحموه فقالوا فيه بغير علم ولا دراية، ولا يسمعون عن قضية إلا دسوا أنوفهم فيها وإن كانوا لا يعلمونها، مشيرا الى أنهم عميان لا يبصرون الأمور على حقيقتها. ولفت خطيب جامع عثمان بن عفان إلى أن الله عز وجل حذر أنبياءه ورسله منذ الزمن الأول كما في تحذيره جل وعلا لموسى وهارون عليهما السلام حيث قال تعالى قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون). واضاف: لقد ضرب الله تعالى المثل بفرعون الطاغية على رأس الذين لا يعلمون فمن الطبع على قلبه رأى أنه رب العالمين فقال (أنا ربكم الأعلى) ورأى أن الأرض وما فيها ملك له وحده والناس عبيد له (قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون).
1801
| 30 مارس 2018
مساحة إعلانية
تواصل الخطوط الجوية القطرية تقديم أسعار خاصة للسفر خلال فترات محددة لوجهات عربية وعالمية خلال نوفمبر وديسمبر 2025 ويناير وفبراير ومارس 2026. وتبدأ...
26054
| 25 نوفمبر 2025
أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب 2025 لكرة القدم عن الأغنيتين الرسميتين للبطولة. وذكرت اللجنة المنظمة - في بيان رسمي - أنه تم...
4420
| 26 نوفمبر 2025
اكتمل مشهد المتأهلين إلى نهائيات كأس العرب 2025 في قطر، وذلك بعدما أكمل جزر القمر والسودان المنتخبات الـ16 المشاركة في العرس العربي الكبير....
3650
| 26 نوفمبر 2025
ترأس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الاجتمـاع العـادي الـذي عقـده المجلـس صبـاح اليـوم بمقره...
3270
| 26 نوفمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
بدأت الكويت العد التنازلي لتطبيق قانون المخدرات الجديد، الذي أُعدّ عبر لجنة قضائية مختصة بهدف سد الثغرات وتشديد العقوبات على تجار ومتعاطي المواد...
2916
| 26 نوفمبر 2025
أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية أن الرماد الناجم عن بركان هايلي غوبي الذي ثار في إثيوبيا لن يحمل أي مكونات جيولوجية...
2672
| 25 نوفمبر 2025
/ أعلنت وزارة الداخلية عن انضمام دولة قطر رسمياً إلى برنامج التصريح الإلكتروني للسفر إلى كندا (eTA)، المخصص لمواطني الدول المعفاة من التأشيرة،...
2056
| 25 نوفمبر 2025