رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1269

وزير خارجية اليمن لـ"بوابة الشرق": لن نسمح بنسخة يمنية من حزب الله مهما كان الثمن

22 مارس 2016 , 08:18م
alsharq
أجرى الحوار - محمد الأخضـر

* الحكومة اليمنية تطرق كل الأبواب لإيجاد مخرج للأزمة اليمنية

*الحوثيون وصالح يعطلون المفاوضات.. وموعد جديد في المستقبل القريب لعقد محادثات سلام

* الجهود الخليجية والعربية لم تقتصر على التدخل العسكري بل شملت الدعم الإغاثي والإنساني

* قطر تدعم الشعب اليمني سياسيًا وعسكريًا وإغاثيًا ونعول عليها في إعادة الإعمار

* أي حديث عن تقسيم اليمن هو "نوع من الأوهام".. وسيلفظه الشعب اليمني

* مستعدون للذهاب لأي مكان وفي أي زمان لإقرار السلام ولو ليوم واحد تحقن فيه دماء أبنائنا

* تعز المعركة الأهم وتم تحرير معظمها.. والحسم في المستقبل القريب

* العلاقة بين الحوثيين وصالح ستنتهي بكارثة وربما مواجهة مسلحة

* الحوثيون يُبدون استعدادا نسبياً للمشاركة في المفاوضات لأن مشروعهم فشل

* صالح "كالمقامر" الذي يلعب بكل أوراقه لعله يخرج بأي مكاسب.. لكنه سيفشل

* الشعب اليمني الذي ذاق مرار الحكم الاستبدادي لن يقبل بخروج آمن للمخلوع

*على المجتمع الدولي أن يواجه صالح ويُخضعه لمحاكمات عادلة

* لا مفر أمام صالح إلا الانصياع للشرعية إذا أراد أن يبقى على "قيد الحياة"

* الموقف الدولي الموحد في دعم الشرعية يجعلنا نتفائل بأن الحل سيكون قريباً

* دول الخليج والعرب ككل بدأوا جدياً في بلورة مشروع لمواجهة التغول الإيراني

* الموقف الروسي المعلن داعم للشرعية ولا نعتقد أنه سيناقض نفسه في اليمن

أكد سعادة الدكتور عبدالملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني، أن الشعب اليمني لن يسمح بوجود نسخة يمنية من حزب الله مهما كان الثمن، أو أي جماعة مهما اختلفت مرجعياتها، ولن يقبل إلا بدولة طبيعية قائمة على السيادة والديمقراطية والمساواة، وتوزيع عادل للسلطة والثروة..

وشدد سعادته في حوار لـ "بوابة الشرق"، أن اتفاق السلم والشراكة مع الحوثيين كان يضع صيغة من صيغ خلق حزب الله آخر في اليمن، كطرف مسلح شريك عن طريق فرض الهيمنة، وليس عن طريق الاقتناع، لكن ذلك لم يتم، مشيراً إلى أن الشعب اليمني سيقبل فقط بتسوية تاريخية تفضي بإلقاء الانقلابيين سلاحهم وأن ينخرطوا في العملية السياسية.

وتحدث المخلافي عن مستقبل العلاقة بين الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح، حيث يَعتقد أنها ستنتهي في شكلين أولهما؛ أن يتخلى الحوثيون عن صالح، لأنهم الطرف الذي يراهن على بقائه في المشهد باعتباره مكون وشريك في المجتمع، أما صالح فهو فرد، وسيتركونه لمصيره المجهول، وثانيهما: أن يتواجه الحليفان عسكريا إذا استمر صالح في غيه، وسيكون ذلك على حساب الشعب اليمني.

وأوضح سعادته أن الحوثيين يُبدون استعدادا نسبياً للمشاركة في مفاوضات سلام، لأنهم يدركون فشل مشروعهم، وليس أمامهم غير الذهاب لمفاوضات تحفظ لهم ما يمكن أن يخرجوا به من شراكة، أما صالح فيشعر بأنه إن ذهب لمثل هذه المفاوضات فقد انتهى أمره..

ولفت إلى ان المخلوع صالح كفرد وكعائلة لم يعد له مكان في مستقبل اليمن، ولهذا يحاول تعطيل أي مفاوضات، وعليه فإن الحوثيين سيتخلون قريبا عن صالح، أو قد ينتهي الأمر ضده بالمواجهة المسلحة..

كما أكد المخلافي أن دول الخليج والأمة العربية ككل بدأوا جدياً في بلورة مشروع لمواجهة التغول الإيراني الساعي لخلق فتن وحروب طائفية في المنطقة العربية، معتبرا أن الرسالة تصل بقوة ومفادها أن الأمة العربية لن تقف مكتوفة الأيدي أما محاولة تجاذبها من كل مكان، ومحاولات تمزيقها..

وأشاد سعادته بالجهود الإغاثية للدول الخليجية والعربية الداعمة للشعب اليمني في أزمته، وثمن على وجه التحديد جهود دولة قطر "قيادة وشعبًا" وسعيها لاستضافة العديد من المؤتمرات التي تجمع منظمات الإغاثة العربية والدولية، والتي وصل حجم تبرعاتهم، لأكثر من 220 مليون دولار.. وأردف أن الشعب اليمني يعول كثيرا على دور قطر الإيجابي في كل النواحي سواء من خلال المشاركة في التحالف العربي، أو فيما يخص إعادة الإعمار، فجهود الإغاثة والمساعدات التي تقوم بها قطر تستحق كل الثناء والتقدير.

وعن فرضيات تقسيم اليمن، قال المخلافي إن أي حديث عن تقسيم اليمن هو "نوع من الأوهام"، وغير مطروح تماماً، وسيلفظه الشعب اليمني الذي شارك بجميع طوائفه في حوار وطني، وناقشوا كل المشكلات واتفقوا على دولة يمنية تُساوى بين الناس في السلطة والثروة، ويكون هناك شراكة عبر نظام اسمه "الأقاليم".

وأكد أن اليمن سيبقى موحدا، لأنه يعترف بالتنوع والشراكة، فالوضع اليمني لا يشبه الوضع في أي دولة أخرى يُطرح التقسيم كأحد الحلول، نظراً لغياب المرجعية الواحدة، وتناحر أبناء الشعب الواحد.

وفيما يخص مستقبل المفاوضات، قال المخلافي إن الحكومة الشرعية تتعاون بشتى السبل مع ولد الشيخ وهناك توافق على الثوابت التي ستفضي لإيجاد الحل، كاشفاً عن مساعي التوافق على موعد جديد في المستقبل القريب لعقد محادثات سلام، قائلاً إنه "على استعداد للذهاب لأي مكان وزمان، في سبيل رفع معاناة الشعب اليمني"..

وفيما يلي نص الحوار:

* مع بداية توليكم حقيبة الخارجية اليمنية صرحتم بأن أولويات الحكومة اليمنية هي استعادة الدولة، والحفاظ على وحدة الشعب اليمني واستقراره؟ كيف ترون الجهود الحكومية والدبلوماسية في تحقيق ذلك حتى الآن؟

- دعني أؤكد لك أن الحكومة اليمنية وقيادتها الشرعية لا تدخر جهدا في سبيل رفع معاناة الشعب اليمني، وتطرق كل الأبواب من أجل إيجاد مخرج للأزمة اليمنية، على الرغم من المماطلات والعراقيل التي يخلقها تحالف الحوثي وصالح، لتعطيل السلام وتنفيذ القرار الدولي رقم 2216، وما يتعلق به من قرارات، وهذا لن يؤثر في عزيمتنا في استكمال المشوار لنهايته، فنحن نستمد شرعيتنا من الشعب اليمني الذي يعي مسؤولياته جيداً، ويتعلم من تجاربه السابقة، ويدرك تماماً أهمية ألا يكون أداة لتخريب وطنه والمنطقة بأسرها..

أما فيما يخص التحركات الدبلوماسية فإننا على تواصل دائم مع أطراف المجتمع الدولي، ومبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ، ونعمل مع أشقائنا في الخليج والمنطقة على دفع عملية السلام في مسارها الصحيح، وكما صرحنا في كل مناسبة أننا مستعدون للذهاب إلى أي مكان وفي أي زمان، من أجل إقرار الأمن والسلام ولو ليوم واحد تحقن فيه دماء أبناء الشعب اليمني، ونأمل أن تكلل مساعينا بتأسيس دولة يمنية موحدة خالية من العنف والحروب.

غرام الأفاعي

**وصفتم العلاقة بين جماعة الحوثي والمخلوع عبدالله صالح بغرام الأفاعي، كيف سيكون المشهد الختامي لهذه العلاقة، وتأثيره على مآلات الأزمة اليمنية؟

- أنا أعتقد أن هذا النوع من العلاقات الغير سوية والتي تأتي على حساب الشعب اليمني، بين جماعة قررت أن تُشرد وتقتل الناس من أجل أهداف ومصالح شخصية وتلتقي لهذه المصالح الشخصية بعيدا عن أي روابط موضوعية، نحن نعرف أن المخلوع صالح، خاض ضد الحوثيين 6 حروب، وهو الآن يتحالف معهم، فمثل هذا النوع من العلاقات عادة ما تنتهي بـ"كارثة" كما وصفتها قبل ذلك، وبوادر هذه الكارثة بدأت حتى الآن، وفي رأيي مآل هذه العلاقة سيكون في شكلين أولهما أن يتخلى الحوثيون عن صالح، لأنهم الطرف الذي يراهن على أنه سيبقى في المشهد باعتبارهم مكون وشريك في المجتمع وهو فرد، وسيتركونه لمصيره، وثانيهما: أن يتواجه الحليفان معا إذا استمر صالح في غيه وهذا أيضا سيكون على حساب الشعب اليمني..

الحوثيون الآن يُبدون استعدادا نسبياً للمشاركة في مفاوضات سلام، لأنهم يدركون أن مشروعهم فشل، وليس أمامهم غير الذهاب لمفاوضات تحفظ لهم ما يمكن أن يخرجوا به من شراكة، أما المخلوع صالح يشعر بأنه إن ذهب لمثل هذه المفاوضات فقد انتهى أمره، لأنه كفرد وكعائلة لم يعد لهم مكان في مستقبل اليمن، ولهذا يحاولون تعطيل أي مفاوضات، وعليه أعتقد أن الحوثيين سيتخلون قريبا عن صالح، أو قد ينتهي الأمر ضده بالمواجهة المسلحة..

الخروج الآمن لصالح

** لكن هناك آراء مغايرة لوجهة نظركم هذه، وترى أن هناك محاولات لإقرار الخروج الآمن لصالح، ولجوئه لإحدى دول المنطقة.. كيف ترون رد فعل الشارع اليمني، ورد الدبلوماسية اليمنية تجاه هذه المقترحات؟

- علي عبدالله صالح الآن كـ"المقامر" الذي يلعب بكل أوراقه لعله يخرج بأي مكاسب، لكنه غير قادر لتحقيق أي شيء.. الشعب اليمني الذي ذاق مرار حكمه الاستبدادي، لن يقبل بقضية الخروج الآمن.. صالح يواجه عقوبات دولية ويجب أن يواجه مصيره، وعلى المجتمع الدولي أن يواجه صالح ويُخضعه لمحاكمات، وهذه العقوبات تمنعه من الحركة، وتفرض عليه الالتزام والانصياع الكامل، إذا أراد أن يكون باقياً على "قيد الحياة"..

الجهود الدبلوماسية

** قمتم مؤخراً بجولات خارجية لدول عربية وغربية.. عن أي شئ أسفرت جهودكم الدبلوماسية، وكيف ترون مساعي مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ في حلحلة القضية اليمنية؟

- أعتقد بأن كل الجهود التي عملنا وتوافقنا عليها مع المجتمع الدولي، هي أن الموقف حول اليمن لازال موحداً، وأبقينا نظرة العالم للقضية اليمنية موحدة، فلا يوجد هناك انقسام دولي حول اليمن، وأؤكد أن هناك اتفاق دولي من جميع الأطراف، بما فيهم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الدول الكبرى مثل الصين وفرنسا، وبالأساس وقبل كل ذلك هناك دعم الدول الخليجية والعربية والإسلامية، بأن ما حدث في اليمن هو انقلاب مكتمل الأركان على الشرعية، وأن الجميع يدعمون الشرعية ممثلة في حكومة الرئيس هادي، وفي نفس الوقت الجميع يدعم محادثات سلام على أساس القرار 2216 ، واستكمال المبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، عبر مسار وحيد هو الذي ترعاه الأمم المتحدة، من خلال ممثلها اسماعيل ولد الشيخ..

وهذا الموقف الدولي وبقائه موحدا، وثابتا في مرجعية الحل للقضية اليمنية، يجعلنا نتفائل بأن الحل سيكون قريباً، وأننا لن ندخل في مثل تعقيدات القضايا الأخرى في المنطقة، التي لا يوجد فيها اتفاق على المرجعية، ولا يوجد وحدة موقف دولي حولها..

**وما الذي يؤخر استئناف المفاوضات حتى الآن؟

- حينما لا يلتزم الطرف الآخر بما اتفق عليه مسبقاً، يكون التأخير هو النتيجة الحتمية، فجماعة صالح والحوثي هم من تراجعوا وأعلنوا عدم التزامهم بمخرجات المفاوضات السابقة، ولم يطلقوا سراح المعتقلين، ولم يسمحوا بوصول المساعدات والإغاثة للمناطق المتضررة.. أما نحن فنتعاون بشتى السبل مع ولد الشيخ وهناك كما قلت توافق على الثوابت ومنها ننطلق لإيجاد الحل، وهناك مساعي للتوافق على موعد جديد في المستقبل القريب لعقد محادثات سلام، ونحن على استعداد للذهاب لأي مكان وزمان، في سبيل رفع معاناة الشعب اليمني..

أطراف المستقبل اليمني

**على ماذا يعول الشعب اليمني والدبلوماسية اليمنية، في المشهد الأخير لمسلسل الأزمة اليمنية؟

- التعويل على الشعب اليمني ذاته، الذي رفض هذا الانقلاب ويقاومه بكل الوسائل، ويقدم تضحيات ضخمة، كما نعول على أشقائنا في الخليج الذين يقفون معنا، وأشقائنا في التحالف العربي، والوطن العربي كله، وعلى العالم الذي كان شريكا في تجربة انتقالية مميزة، وموحدة الرؤى والمرجعيات، وعلى جهدنا الذي نقوم به في كافة المجالات حتى نستعيد الدولة وتحقيق مستقبل أفضل لليمن..

حزب الله جديد

** البعض يرى أن إيران بعد كل هذا الدمار، ستخلق "حزب الله" جديد في اليمن، ويعزز تلك الفرضية وجود أكثر من 70 مليون قطعة سلاح ثقيلة ومتوسطة وخفيفة في الشارع اليمني، فضلاً عن توافر البيئة الخصبة لوجود المليشيات، كيف ترون ذلك؟

-كان ذلك ممكنا في السابق، والحقيقة أن ما يمكن اعتباره اتفاق السلم والشراكة كان يضع صيغة من صيغ خلق حزب الله آخر في اليمن، كطرف مسلح شريك عن طريق فرض الهيمنة، وليس عن طريق الاقتناع، لكن ذلك لم يتم، وبالتالي الشعب اليمني لن يسمح بوجود نسخة يمنية من حزب الله مهما كان الثمن، أو أي جماعة مهما اختلفت مرجعياتها، ولن يقبل إلا بدولة طبيعية قائمة على السيادة والديمقراطية والعدل والمساواة..

وحقيقة، الشعب اليمني مظلوم فيما يخص مسألة حمل السلاح، فعلى الرغم من الصورة النمطية السائدة عنه، إلا أن الثورة اليمنية كانت أكثر الثورات العربية سلمية، بدأت باعتصامات، لتجنب أي صدام مع النظام الذي كان يسعى لذلك، ثم إن الجميل في ثورتنا أنها لم تقصي أي طرف، بل إنها شملت الجميع بمن فيهم النساء، على الرغم من التنوع القبلي والتاريخي والجغرافي..

قرار الشعب اليمني هو أن تنتهي الثورة بتسوية تاريخية لا تقصي أحد، بمن فيهم المخلوع صالح، ومن ثم خضنا حوارا وطنيا، شمل الجميع بلا استثناء، وأنجزنا دستورا قوياً يمهد لعصر جديد يحترم الجميع، ويعاد من خلاله توزيع السلطة والثروة بشكل عادل، وتنطلق اليمن من خلاله نحو الحرية، إلا أن هذا مالم يعجب علي عبدالله صالح فانقلب وجماعة الحوثي على إرادة الشعب اليمن، وأوقفوا الفترة الانتقالية وخاضوا حربا ضد إرادة الشعب اليمني..

الحسم في تعز

** حدثنا عن الوضع الآن في تعز مسقط رأسك؟

- كما هو معروف تعز محافظة ومدينة، المحافظة كلها محررة باستثناء بعض المناوشات تحدث هنا وهناك، أما المدينة فقد حُرر معظمها ولا يتبقى إلا الجهة الشرقية منها لإتمام تحريرها، وأود أن أوضح أن جماعة صالح والحوثي، يدركون في قرارة أنفسهم أن "تعز" هي المعركة الأهم، ولهذا هم يناوشون في بعض مناطقها ويحاولون بائسين تأخير تحريرها بشتى السبل، ويواجه ذلك استبسال وصمود من المقاومة، ومن المؤكد أن هناك جهودا كبيرة الآن لتحريرها، وسنسمع أنباء جيدة عن الحسم هناك في المستقبل القريب..

إغاثة الشعب اليمني

** اذا تحدثنا عن جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في المناطق المحررة، كيف تقيمون مساعي المساعدات الخليجية والعربية في العموم، والدور الإغاثي القطري على وجه الخصوص؟

- حقيقة نود أن نوصل هذه الصورة إلى العالم، وهي أن الجهود الخليجية والعربية تحديدا لم تقتصر على التدخل العسكري من خلال التحالف العربي وعاصفة الحزم، وإنما تمتد لتشمل الدعم الإغاثي والإنساني حتى قبل الدعم العسكري، فضلاً عن المساهمة في إعادة إعمار المناطق المحررة، ويأتي في هذا الجانب الجهود القطرية المميزة على وجه التحديد..

فنحن نشعر بالشكر والامتنان لدولة قطر "قيادة وشعباً" ونثمن مساعيها لاستضافة العديد من المؤتمرات التي تجمع منظمات الإغاثة، ووصول حجم التبرعات لليمن، إلى أكثر من 220 مليون دولار، ونحن نعول كثيرا على دور قطر الإيجابي في كل المسائل سواء في دعمنا سياسياً أو المشاركة في التحالف العربي، وكذلك فيما يخص موضوع إعادة الإعمار، فجهود الإغاثة والمساعدات الذي تقوم بها قطر تستحق كل الثناء والتقدير.. كما أن جهود أشقائنا في الخليج والدول العربية، تعتبر مشرفة، فالأشقاء لا يبخلون بدعمهم للشعب اليمين، ويقفون معه في محنته.

تقييد حزب الله وإيران

** إلى أي مدى ترون نجاح الجهود السعودية ضمن التحالف الخليجي والعربي والإسلامي، في تقييد حزب الله، ووقف تدخلات إيران في المنطقة؟

- أعتقد الآن دول الخليج والأمة العربية ككل بدأوا جدياً في بلورة مشروع لمواجهة التغول الإيراني ومحاولة خلق فتن وحروب طائفية في المنطقة العربية، وفي اعتقادنا الرسالة تصل بقوة أن الأمة العربية لن تقف مكتوفة الأيدي أما محاولة تجاذبها من كل مكان، ومحاولات تمزيقها..

ولعل ما يميز عاصفة الحزم وإعادة الأمل، أنها أتت ضمن التحالف العربي ضد مليشيات صالح والحوثي بمساندة إيران، في لحظة تاريخية، وفي توقيت مثالي، واتُخذ قرارها بإرادة عربية خالصة دون تبعيه لأحد.

فرضيات تقسيم اليمن

** يرى محللون للوضع اليمني، أن النهاية ستكون على حساب تقسيم اليمن.. هل سيتجاوب الشعب اليمني مع هذه الفرضيات؟ وهل هذا مطروح في أركان الحكومة اليمنية كحل محتمل؟

- أي حديث عن تقسيم اليمن هو "نوع من الأوهام"، وغير مطروح تماماً، وسيلفظه الشعب اليمني الذي شارك بجميع طوائفه في حوار وطني، وناقشوا كل المشكلات واتفقوا على دولة يمنية تُساوى بين الناس في السلطة والثروة، ويكون هناك شراكة عبر نظام اسمه "الأقاليم".. ونحن نؤكد أن الذي سيُبقي اليمن موحدا، هو الاعتراف بالتنوع وبالشراكة، فالوضع هنا لا يشبه الوضع في أي دولة أخرى يطرح التقسيم كأحد الحلول نظراً لغياب المرجعية الواحدة، وتناحر أبناء الشعب الواحد..

الموقف الروسي

** بعد تكرار زيارة علي عبدالله صالح للسفارة الروسية، البعض رأى إنكم تداهنون روسيا بعد زيارتكم الأخيرة، لاستقطاب دعمها والوقوف بجانبكم، خاصة في ظل ما يشوب الموقف الأمريكي من فتور.. كيف تجدون ذلك؟

هذا ليس صحيحًا بالمرة، نحن ذهبنا إلى روسيا لنؤكد أن الموقف الدولي موحد وقد حصلنا على ذلك، فموسكو أكدت التزامها ودعمها للقرار 2216، ونحن نثق في ذلك، وهي كانت شريكة في رعاية الفترة الانتقالية، كما نثق في الموقف الأمريكي الداعم لنا..

أما علي عبدالله صالح فهو الذي يتوهم أن روسيا سيكون لها رأي مختلف، ثم إن الموقف الروسي المعلن داعم للشرعية ولا نعتقد أنه سيناقض نفسه في اليمن..

مساحة إعلانية