رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

543

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

دلالات وأهمية قرار الرئيس ترامب حماية أمن قطر وبناء الثقة

05 أكتوبر 2025 , 02:54ص

برز نجاح وساطة قطر بإنتاج قرار الرئيس ترامب خطته لوقف حرب إبادة إسرائيل على غزة-وإرغام نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف وقف الحرب على غزة وإطلاق سراح الأسرى وقبول حركة حماس مقترح الرئيس ترامب لتداعيات عملية طوفان الأقصى على مدى عامين من تفاعلات تهدد أمن المنطقة. لتتعدى غزة وفلسطين إلى سوريا ولبنان واليمن وإيران وصولا إلى دولة قطر والخليج العربي. لهذا ندرك أهمية وقف حرب الإبادة وتمددها. 

الملفت لم تعد إسرائيل محصنة من الاختراق العسكري والأمني والفشل الاستخباراتي والتخبط وسوء إدارة الحرب. صنّفتها المحكمة الجنائية الدولية تُرقى لحرب إبادة- وإصدار مذكرتيّ اعتقال لنتنياهو ووزير دفاعه المُقال يواف غالنت. ولا يقل أهمية تراجع وخسارة إسرائيل معركة الرأي العام وسرديتها التي راكمتها لثمانية عقود من الاحتلال. وتحول إسرائيل لكيان منبوذ ومعزول لوحشية حرب الإبادة على غزة.

 نشهد اليوم انقلاب الرأي العام الشعبي والعالمي ضد إسرائيل بمظاهرات شبه يومية وخاصة بنهاية الأسبوع في عواصم ومدن عربية وخاصة أوروبية وحتى في أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا اللاتينية. وصولا لطرد كولومبيا بعثة إسرائيل الدبلوماسية. وتقديم جنوب أفريقيا ودول معها بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب إبادة في غزة وإصدار أوامر اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالنت-كان وصف الفلسطينيين في غزة بـ «الحيوانات» وقطع امدادات الماء والكهرباء والغذاء والدواء، في جريمة حرب.

والملفت تظاهرات الشباب والناشطين الغاضبين، والتحركات الرمزية الغاضبة في الجامعات. وآخرها مشاركة 500 ناشط على متن 43 سفينة من 47 دولة معظمهم أوروبيون، وبينهم ناشطون من دول خليجية وعربية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة. لتكرس إسرائيل خسارتها معركة الرأي العام بممارسة بلطجة وقرصنة بحرية باختطاف الناشطين واحتجاز السفن. تظهر استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، وآخرها استطلاع رأي جامعة هارفارد ومؤسسة هاريس الصادم-60% من جيل Z الشباب (18-24) يدعم حماس ضد إسرائيل في حرب غزة. والصحوة لدى الشباب المتأثرين بما يشاهدونه في وسائط التواصل الاجتماعي من جرائم الاحتلال ضد المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والمدنيين. وتحمّل أغلبية الشباب في أوروبا إسرائيل مسؤولية الحرب ومنع دخول المساعدات إلى غزة.

كان ملفتا ومعبّرا زخم التضامن والفزعة وحجم الغضب العربي-الإسلامي بالالتفاف حول قطر في القمة العربية-الإسلامية لمنظمتي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي استضافتها دولة قطر منتصف شهر سبتمبر الماضي-بإدانة جماعية لعدوان وهجوم إسرائيل وخرق سيادة دولة قطر في 9 سبتمبر-على مقر سكن واجتماع قيادات حركة حماس في الدوحة عندما كانوا يناقشون مقترح الرئيس ترامب لوقف إسرائيل على غزة. 

عمّق ذلك تراجع ثقة دول مجلس التعاون الخليجي بالتعويل على الحليف الأمريكي الذي لم يمنع الهجوم الإسرائيلي على الدوحة... لذلك بدت فكرة توسيع شبكة الحلفاء الأمنيين، والتنسيق الأمني والعسكري مع روسيا والصين وحتى مع تركيا خيارات ممكن التفكير بها. مع التأكيد وإدراك الجميع أن ذلك الخيار ليس بديلا عن الوجود الأمني والعسكري وأنظمة التسلح والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.

لتدرك إدارة ترامب موقف الحلفاء الخليجيين وتلجأ لتصحيح المسار بطمأنة قطر والحلفاء الخليجيين بالضغط على نتنياهو لوقف الحرب. وترقية العلاقة مع دولة قطر والتعهد بأمر تنفيذي بحماية قطر والإشادة بوساطة قطر.    

استدعى العدوان الإسرائيلي على قطر تنديد خليجي-عربي-ودولي وغضب الرئيس ترامب. وإجبار نتنياهو على الاعتذار، باتصال هاتفي نادر مع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن، عن الاعتداء على سيادة دولة قطر والتعهد بعدم تكرار الاعتداء بضمانة من الرئيس ترامب نفسه. والتقى سمو الشيخ تميم بن حمد مع الرئيس ترامب في نيويورك ضمن اجتماع مع قادة عرب ومسلمين لمناقشة خطة وقف حرب إسرائيل على غزة. وجدد سمو الشيخ تميم التأكيد باتصال الرئيس ترامب- على دعم دولة قطر لجهود إحلال السلام»، والثقة «بقدرة الدول الداعمة لخطة الرئيس ترامب للوصول إلى تسوية عادلة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وتصون حقوق الشعب الفلسطيني». 

ما يعزز دور ومكانة دولة قطر الاستراتيجية لدى الرئيس ترامب. وصولا لإعلان الرئيس ترامب بأمر تنفيذي، وللمرة الأولى مع دولة عربية وخليجية الأسبوع الماضي. «تعتبر الولايات المتحدة أي اعتداء مسلح على أراضي دولة قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية تهديدا للسلام والأمن وتهديدا لمصالح الولايات المتحدة». وفي حال وقوع اعتداء ستتخذ الولايات المتحدة جميع الإجراءات القانونية الملائمة بما في ذلك الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر العسكرية-للدفاع عن مصالحها ومصالح دولة قطر واستعادة السلام والاستقرار». 

ورحبت وزارة الخارجية القطرية بقرار الرئيس ترامب، بالتأكيد على ان أي هجوم مسلح على أراضي دولة قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية يعتبر تهديداً للسلام والأمن في الولايات المتحدة.» وبرغم كون الأمر التنفيذي ليس معاهدة ملزمة قانونيا ودستوريا، لكن أمر الرئيس ترامب التنفيذي يكتسب أهمية ويضيف طبقة جديدة لشبكة أمن قطر، وبالتبعية لدول مجلس التعاون ويشكل طمأنة مطلوبة لتعيد الثقة بالحليف الأمريكي. تضاف إلى تعهد وزراء الدفاع ورؤساء الأركان الخليجيين في اجتماعهم في الدوحة بالعمل على التنسيق والتعاون الأمني لمجلس الدفاع الخليجي المشترك وهذا مطلوب بإلحاح.     

واضح تمدد تهديد تداعيات حرب إسرائيل على غزة إلى قلب منطقة الخليج العربي على أمننا الخليجي. ما يستدعي تفكيرا وخططا غير تقليدية لضمان عدم تكرار اعتداءات إسرائيل وغيرها على أمننا الخليجي، واستمرار دولنا الخليجية وخاصة الحاجة لوساطة قطر اليوم بعد قبول حماس وإسرائيل مقترح الرئيس ترامب بوقف الحرب وتبادل الأسرى واشادة الرئيس ترامب وشكره لدول الوساطة وخاصة دولة قطر. وفي حل أزمات المنطقة، لتحصين أمننا واستقرارنا.

مساحة إعلانية