رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كانت أرواح شهداء قطاع غزة الحاضرة الغائبة في مشهد تحرير أولى دفعات صفقة تحرير الأسيرات الفلسطينيات والأشبال الفلسطينيين ما دون سن الـ19 عاما وعددهم 150 أسيرة وأسيرا، مقابل 50 أسيرا لدى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» من النساء والأطفال ومزدوجي الجنسية، وقد جاء إطلاق سراحهم كأحد شروط الهدنة المؤقتة التي دخلت حيز التنفيذ في تمام السابعة من صباح يوم الجمعة ولمدة أربعة أيام يتخللها وقف إطلاق النار من الجانبين الإسرائيلي وفصائل المقاومة في قطاع غزة، والتي جاءت بعد مخاض عسير من الاجتماعات المتواصلة التي عقدتها دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بتنسيق مع الجانب المصري، مع إمكانية التمديد في حال التزم الطرفان بشروط الهدنة.
ومن تابع مشهد تحرير الأسرى الفلسطينيين وهم 39 امرأة وطفلا، سيلمح وحدة الصف الفلسطيني التي تغيظ المحتل الصهيوني، وتغيظ أعوانه، الذين وفي كل عمل عسكري يقوم به فصائل المقاومة في قطاع غزة تطل رؤوسهم كالحية الرقطاء لانتزاع فتيل الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني الصامد، لشيطنة المقاومة داخليا وتسويق لفظة أنها «داعشية»، لتقليب الرأي العام في الشارع الفلسطيني، واتهامها بأنها السبب الأوحد في زعزعة استقرار الفلسطينيين بل ومنطقة الشرق الأوسط، فتأتي هُتافات الأسيرات المحررات والأسرى المحررين من الأشبال بالقدس والضفة الغربية القائلة «حط السيف قبال السيف..إحنا رجال محمد ضيف»، صفعة على وجه من يريد أن يضعف وحدة الصف الفلسطيني، بل انَّ هذه الوحدة تجلَّت من خلال تأكيد الأسيرات المحررات والأشبال المحررين في تصريحاتهم لوسائل الإعلام كافة أنَّ فرحتهم منقوصة سيما وأنَّ تحريرهم كان باهظ الثمن..كان ثمنه دماء شهداء غزة، مشددين في تصريحاتهم على أكثر من منصة إعلامية أنَّ تحريرهم وعودتهم لأحضان ذويهم يعود فضله بعد الله لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، معتبرين أنَّ هذه «الصفقة» ضرجت بدماء الشهداء الغزيين، التي كانت ضمن أولويات شروط قبول المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة للهدنة المؤقتة، لذا رأى الأسرى المحررون أنَّ مشاعرهم مختلطة بين فرحة العودة للأهل والأحباب وبين غصة تنتصف حناجرهم لما كان ثمناً لتنفسهم الحرية من جديد، مرسلين برسائل تأييد ومناصرة بل وفخر بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مؤكدين أنَّ ما قاموا به يعد انتصارا عزيزا، مستشهدين على ذلك بالقمع والتنكيل الذي تضاعفت وتيرته عليهم كأسيرات وأسرى بعد السابع من أكتوبر، فهذا دليل على أنَّ المقاومة نجحت في مساعيها، حتى وإن رأى العدو الصهيوني أنه المنتصر في حال اعتبر أنَّ استهداف المدنيين والمنشآت الصحية ودور العبادة انتصاراً، ولابد الإشارة إلى أنَّ ما يعد حقيقة لوحدة الصف الفلسطينية هي الأعلام التي رفعت خلال استقبال الأسيرات والأسرى فكان العلم الفلسطيني يرافقه أعلام الفصائل الفلسطينية كافة دون تحييد لأيِّ منها، صفعة أخرى على وجه المحتل الصهيوني الذي لا يُفرط في أي ثانية يرى فيها فرصة لخدمة أجندته الدعائية الرامية إلى إحداث فُرقة بين أبناء الشعب الواحد للحصول على مبتغاه، متناسياً بحماقته المعهودة أن الشهداء والأسرى هم أبناء فلسطين الأبية.
ختـــــاما
إنَّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ورجالها البواسل لازالوا يسطِّرون في كتاب المروءة ملاحم، فبين مشهد تحرير الأسرى من الجانب الإسرائيلي المليء بالاشتراطات القمعية والتعهدات بحبس ذويهم في حال أظهروا مظاهر الفرح خاصة للأسرى المحررين من القدس، وتحرير الأسرى من قبل كتائب عز الدين القسام-الجناح العسكري لـ «حماس»- بون شاسع، فهذه المفارقة وثقتها وسائل الإعلام التي رصدت أسيرة مسنة وهي تُلوِّح بيدها لرجال المقاومة مع ابتسامة تشي للعالم حسن المعاملة التي تلقتها خلال أسرها، قبل مغادرة سيارة الصليب الأحمر الأراضي الفلسطينية تمهيدا لتسليمها وأسرى آخرين للجانب الإسرائيلي.
حرمة الميت بين توجيه السنة وخطاب الإعلام
في زمن تعددت فيه وسائل الإعلام وتنوعت فيه المنابر الإذاعية والتلفزيونية والرقمية أصبحت قصص الموتى تُروى على الهواء... اقرأ المزيد
54
| 27 نوفمبر 2025
خذلنا غزة ولا نزال
(غزة تواجه الشتاء بلا مأوى وهي تغرق اليوم بنداءات استغاثة جديدة في حين توقفت أصوات القصف وجاءت أصوات... اقرأ المزيد
45
| 27 نوفمبر 2025
الغائب في رؤية الشعر..
شاع منذ ربع قرن تقريبا مقولة زمن الرواية. بسبب انتشارها الأكبر في كل العالم. عام 1985 كتبت مقالا... اقرأ المزيد
39
| 27 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
صحفية فلسطينية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13731
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1815
| 21 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا مميزًا من حكامنا الوطنيين، الذين أثبتوا أنهم نموذج للحياد والاحترافية على أرض الملعب. لم يقتصر دورهم على مجرد تطبيق قوانين اللعبة، بل تجاوز ذلك ليكونوا عناصر أساسية في سير المباريات بسلاسة وانضباط. منذ اللحظة الأولى لأي مباراة، يظهر حكامنا الوطنيون حضورًا ذكيًا في ضبط إيقاع اللعب، مما يضمن تكافؤ الفرص بين الفرق واحترام الروح الرياضية. من أبرز السمات التي تميز أدائهم القدرة على اتخاذ القرارات الدقيقة في الوقت المناسب. سواء في احتساب الأخطاء أو التعامل مع الحالات الجدلية، يظل حكامنا الوطنيون متوازنين وموضوعيين، بعيدًا عن تأثير الضغط الجماهيري أو الانفعال اللحظي. هذا الاتزان يعكس فهمهم العميق لقوانين كرة القدم وقدرتهم على تطبيقها بمرونة دون التسبب في توقف اللعب أو توتر اللاعبين. كما يتميز حكامنا الوطنيون بقدرتهم على التواصل الفعّال مع اللاعبين، مستخدمين لغة جسدهم وصوتهم لضبط الأجواء، دون اللجوء إلى العقوبات القاسية إلا عند الضرورة. هذا الأسلوب يعزز الاحترام المتبادل بينهم وبين الفرق، ويقلل من التوتر داخل الملعب، مما يجعل المباريات أكثر جاذبية ومتابعة للجمهور. على الصعيد الفني، يظهر حكامنا الوطنيون قدرة عالية على قراءة مجريات اللعب مسبقًا، مما يسمح لهم بالوصول إلى أفضل المواقع على أرض الملعب لاتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة. هذه المرونة والملاحظة الدقيقة تجعل المباريات أكثر انتظامًا، وتمنح اللاعبين شعورًا بالعدالة في كل لحظة من اللعب. كلمة أخيرة: لقد أثبت حكّامُنا الوطنيون، من خلال أدائهم المتميّز في إدارة المباريات، أنهم عناصرُ أساسيةٌ في ضمان نزاهة اللعبة ورفع مستوى المنافسة، ليكونوا مثالًا يُحتذى به على الصعيدين المحلي والدولي.
1263
| 25 نوفمبر 2025