رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); سألت الراكب بجانبي عندما نزلت سيارتنا من فوق جسر العذيبة في اتجاه ولاية السيب عن معنى الـ"ميرة"، حيث لمحت على الطريق الموازي لسيرنا المجمع التجاري الكبير الذي تغيرت علامته التجارية فجأة، ووضعت عليه اللائحة الجديدة "ميرة"؛عن معنى هذه الكلمة، وكيف جاءت على واجهة هذا المجمع، ومن صاحبه الذي تحمل لائحته هذا الاسم، فرد علي ان هذا المجمع التجاري الكبير صاحبه مستثمر من دولة قطر الشقيقة، فاستوعبت المعنى حينها وظللت كلما امر بشارع "السلطان قابوس" حيث يقع هذا المجمع موازيا لهذا الشارع المتجه الى عمق مسقط عاصمة السلطنة، ذهابا وايابا تبصر أعيننا هذه اللوحة الكبيرة التي تزين المحل، ومع مرور الأيام اتوقع أن الذاكرة الصغيرة لدى الجيل الجديد هذا الاسم، واصبح جزءا من المعلومات المخزنة، وهو بالنسبة لي ليس جديدا كمفردة متفردة وسط هذا العالم الذي يعج بالعولمة، حيث تستدعي الذاكرة هذا الاسم من معنى قديم عندنا في سلطنة عمان، فعندما كنا صغارا كنا نسمع من والدينا هذه المفردة فالوالد سيذهب الى السوق ليشتري ميرة يوم، أو اكثر، واستوعبتها الذاكرة في حينها على ان الـ "ميرة" هي كمية من الطعام، وعادة ما تكون لعدد ايام كثيرة.هذه المفردة لم تعد اليوم متداولة حيث اكتسحتها العولمة بمفردات كثيرة، ولذلك اسقطتها الذاكرة الحديثة لدى الاجيال، واستعاظت عنها كما هو متوقع ومعروف بمفردات كثيرة، ولعل اقربها مسميات الوجبات السريعة – دون ذكر اسمائها – وهي معروفة، والتي تغزو العالم على امتداد الكرة الأرضية، والاجيال الحديثة، يقينا، غير ملامة على ذلك فهذا واقعهم، وعليهم ان يعيشونه بكامل مفرداته، وما تحمله هذه المفردات من حداثة وتقنية، فذاكرة الانسان عموما كما تشير الكثير من التقارير الطبية ترتبط ارتباطا وثيقا بمخه، وان أية تأثيرات جانبية على هذا الجهاز المهم من شأنه أن يربك الذاكرة، وقد يفقدها أرصدتها من المعلومات السابقة، ومن الرصيد المعرفي الممتد منذ عمر الطفولة وحتى العمر المتأخر، فكيف الحال اذا كانت هذه الذاكرة تبنى على مفردات مختلفة جدا عما كان عليه الجيل السابق، على سبيل المثال، ومن هذه النقطة بالذات فالذين يهتمون بمثل هذه المفردات، ويؤصلون بقاءها عبر وسائل عديدة، ومنها المثال الذي ذكرته في صدر المقال هم يقينا لم يأت هذا التأصيل صدفة، فوراءه اهتمام غير عادي بمفهوم هذا التأصيل، ولذلك احي حقيقة هذا المستثمر الذي اصل بقاء كلمة "ميرة" وهي المفردة الشعبية التي عايشتها الاجيال دهورا من الزمان، وها هو يكتب لها شهادة البقاء من جديد، وتعود لتترسخ في ذهن الذاكرة من جديد، صحيح ان الجيل اليوم يجد فيها من الغرابة الشيء الكثير، ولكنه يتعامل معها كعلامة تجارية فقط سوف تستوعبها الذاكرة شيئا فشيئا لتبقى جزءا من ذاكرة شعبية، بالاضافة الى تجدد بقائها في الذاكرة الشعبية لدى كبار السن الذين توحي اليهم بالشيء الكثير.ما جعلني اتحدث عن هذه المفردة بالذات هو اصطدامي من جديد بمفردة أخرى غيبتها الذاكرة الشعبيية لذات الاسباب التي ذكرتها في صدر المقال وهي مفردة "كروة" حيث قرأتها أول ما خرجت من مطار حمد الدولي على سيارات الأجرة هنا في قطر الخير، وعلى باصات النقل المتعددة، ولأن المفردة ليست غريبة علي كرصيد معرفي قديم، حيث اعي معنى هذه المفردة فقد كان لي شرف المعرفة منذ البدايات الأولى للمعرفة عندما كنت صغيرا، كان كبار السن يرددون هذه المفردة "كروة"، و"يكاري"، و "كاراه"، وكلها في معنى الاجرة والاستئجرا، ويستأجر، ولكنها كحال شقيقتها "ميرة" اختفت هي الأخرى من سوق التداول المفردي لدى المجتمع، ومع مرور الايام تناستها الذاكرة الى حين، ولم تعد موجودة مطلقا في الذاكرة الشعبية لدى الجيل الحالي الذي استبدلها بالاجرة، ويؤجر، وغربها بمفردة "تاكسي"، و "يتكس"، وهكذا تستمر الذاكرة الشعبية في استيعاب الفمردات والغائها، وذلك وفق مجريات الزمن واحداثه، وما يولده من مفردات مستوحاة من البيئة في حينها، او من الوسيلة المتداولة بين الناس.ومن هنا تستدعي الحاجة او الضرورة على المحافظة على ارث المجتمع ان يسعى افراد المجتمع الى تخليد هذه المفردات، او المسميات، سواء كانت مسميات متعلقة بالفرد، او بالمادة المتداولة بين افراد المجتمع ان يوجد المجتع لها مقارا آمنة للحفظ، لأن حفظها معناه البقاء على هوية المجتمع وعدم تغربه، وعدم تماهيه في عوالم الآخرين من حوله، خاصة العوالم التي لاتحصنها القيم، والعادات، وليس معنى هذا ان نكفكف على كل القيم صالحها وطالحها، أبدا، فنحن نعيش في عالم متحرك ديناميكي لا يهدأ وعلينا ان نتجاوب معه بما ييسر لنا الحياة، والوسيلة، على ان لا نفقد هويتنا، وأصالتنا، فالعولمة اليوم قضت على كل أخضر ويابس، كما يقال، وغربت الشعوب عن انتماءاتها الاجتماعية، والجغرافية، وعمقت فيها الاستقلالية الممقوته، وافرزت نتائج تتصادم مع تاريخ اجتماعي جميل، فقوضت فيه التماسك، والتآزر، وجاء مفهوم الأسرة النووية، فزاد الطين بلة – كما يقال – فبعد ان كانت الاسرة التقليدية المحافظة، ومتأزرة، حيث الجدين، والابوين، ومجموعة الابناء وزوجاتهم، وابنائهم، تصدرت الاسرة النووية لتنفرد من هذا التجمع كله على الرجل وزوجته، بيت كبير وضخم يضم روحين بين اربعة جدران فقط، في حي متطور لا يعرف الجار جاره، ولا القريب قريبه، وتناسخت هذه الصورة المجتمعية واستحسنتها الاجيال كنوع من الاستقلالية، ولكنها في المقابل غيبت اهم شيء، وهو اللحمة الاجتماعية الرائعة التي كانت بمثابة القفل الصلد لمكونات المجتمع الانساني من الترهل، والتشتت.احي حقيقة المعنيين في دولة قطر الشقيقة على هذا التوجه الجميل، في توظيف هذه المفردات مثال (ميرة وكروة) في مختلف وسائل الحياة العامة، واعطائها عمرا جديدا للبقاء، وهذا يعكس بما لا يدع مجالا للشك ان هناك من لا يزال يرى في هذه المفردات وغيرها السبيل للمحافظة على قيم المجتمع، وعاداته، وتقاليده، وما هذا التوظيف الجميل لفمردتي "كروة، وميرة" الا مثالا رائعا لهذا الاستحضار الجميل لتاريخ اصبح في حكم الموات، كما هو ديدن الحياة دائما؛ حيث لا تنتظر المتأخر كثيرا، فالركب مسرعا، والزمن يجري بسرعة البرق، في الوقت الذي ارى فيه ايضا ان العصر الحديث يتيح لنا الكثير من الفرص لتخليد شيئا من الذاكرة الشبعية حيث تتعدد اليوم وسائل الحفظ للمحافظة على اشيائنا التي لا تصطدم مع الواقع بشيء، والطرح هنا ايضا يحاول تبسيط الصورة الغائبة عن أجندة الاهتمامات اليومية لدينا، وذلك بسبب أن هناك الكثير من الموروث الاجتماعي، على سبيل المثال، يأتي عليه التقادم بسبب تقدم العمر عند كبار السن، والكثير منه غير مدون، وغير منقول، ومعنى ذلك برحيل من تبقى من كبار السن، تفقد الأجيال تراثا جميلا ومهما يتعلق بالكثير من مناح الحياة اليومية، وان كان هذا التراث لا يضيف شيئا للحياة اليومية لدى أجيال اليوم، ولكنه يسجل مرحلة مهمة يجب ألا تلغى من قاموس الحياة الاجتماعية، ويسدل عليها الستار لتذهب مع الزمن خاصة بعد أن بدأت الذاكرة الشعبية تختزل نشاطها إلى الحد الذي لم يعد الإنسان يحتفظ فيه الا بالشيء اليسير من أحداث الحياة، أو ما توثقه له الكتب والمراجع، وذلك بسبب التقنية الحديثة.
6091
| 25 ديسمبر 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نحن اليوم في قطر النور، وبين حاضنة "دوحة الخير"، حيث تأتي الزيارة لوفد اعلامي متعدد التخصصات، والخبرات، أتينا إلى قطر لننهل من معين خبرات مؤسساتها التدريبية، ومن فيض إنسانية أبنائها الذين ينيخون ركاب المودة بين كل تقاسيم بلدهم، ليرسموا المحبة لمن يزورهم، ويحتضنوا الوافد لمن أتاهم، فقطر مساحة من الود والاخاء للقريب والبعيد، والى"دوحة الخير" تتقاطر الوفود مهرولة ركاب مطيها، حيث الأمن والاستقرار، والخير، والرخاء، والنماء. معانٍ من الرشد الإنسانى الكبير يجدها الزائر لأول مرة، ويعرفها الزائر المستمر فى معانقته لـ"دوحة الخير"، ولعله من حسن الطالع لهذه الزيارة الأولى — اعتبرها — حيث الزيارة الاولى كانت فى عام 1983م، يوم ان كانت "دوحة الخير" تتقاسم مع البحر والبر مساحة البقاء، واستمرار الوفاء لأرض لا تزال تدفع بأبنائها الى سلم المجد والتقدم، معززين بدافع المعرفة، وبجهد المخلصين، وصدق العاملين، فالأوطان تراهن أبدا على جهد ابنائها الخيرين.وحسن طالعنا هذا ان نعيش افراح "دوحة الخير"، وهى تعزف سمفونية الفرح الجميل، يتقدمها فى ذلك قائد مسيرتها الشاب الطموح المتوثب نحو الرقى بهذا البلد الرائع بابنائه، صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى — حفظه الله ورعاه — وسدد الى طريق الخير خطاه، تكلأه العناية عناية الله، وترفده سواعد ابناء شعبه الوفي، فاليوم الوطنى لـ قطر الشقيقة ترنيمة أمل لبناء مستقبل اكثر اشراقا، ومحطة مراجعة لما بعد هذه المرحلة، والمرحلة القادمة، بلا شك، اكثر طموحا، واكثر استبشارا، واكثر تفاؤلا، فالرؤية جد واضحة المعالم، وما هذه الاشتغالات التى نراها على ارض الواقع الا توظيفا جميلا لما يخطط له، ولما يرسم له، ولما يتوقع له، فـ "دوحة الخير" معطاءة لما يهب، هذه هى الصورة الماثلة عن قرب، والصورة المستوحاة عن بعد لا شك انها اكبر، واشمل، واعمق، واسمى.عندما زرت الأستاذ الكريم جابر الحرمى رئيس تحرير هذه الجريدة الغراء، قرأت بين محياه مستقبل هذا البلد العزيز، فأقرب ما تستشف حقيقة البلد هى القراءات الانسانية المرتسمة على وجوه ابنائه، وجدته اكثر تفاؤلا، واكثر عزيمة، وكثر ادراكا لمهام ومسؤوليات المواطن القطرى الجميل، وهذا ما يعكس مستوى التقارب الوجدانى بين القيادة والشعب، واذا كان من واجب الصحفى ان يتسلح بسلاح (التقمص الوجداني) لقطاع عريض من المتلقين، حتى يوصل رسالته التى يود، فان فى قراءتى للملامح الانسانية على وجه احد ابناء هذا الوطن الكريم ما يغنى عن التقصى عن حقيقة الرسالة الموكولة الى كل قطرى ينشد الرفعة والتقدم والعزة لبلده، فهذا بلد كريم وجد ليبقى، ويستمر، ويسهم فى العطاء الانسانى على امتداد جغرافية الوطن العربى الكبير، الذى يتشكل من (22) لؤلؤة تشرق من الخليج الى المحيط، ولنتجاوز فى هذه اللحظة المثمنة للعطاء فى بلد عربى واحد مجموع الارهاصات التى تتم لتشكيل وطن جميل هنا او هناك.فى واحدة — كما هو معروف منذ ما يقارب الـ(30) عاما — "من أروع القصائد التى كتبها الشاعر والأديب السعودى غازى عبدالرحمن القصيبي" رحمه الله، التى حملت عنوان «درب من العشق» جسد فيها الشاعر اجمل معانى الود، والاخاء بين اللحمة الخليجية الرائعة التى تسجل اليوم عمرا زمنيا لأكثر من ثلاثين عاما، شهدت (34) قمة خليجية كان آخرها هنا فى "دوحة الخير"، فى مطلع الشهر الحالي، والتى قال فيها القصيبي:نسيت اين أنا ان الرياض هنا: مع المنامة مشغولان بالسفرام هذه جدة جاءت بأنجمها: ام المحرق زارتنا مع القمروهذه ضحكات الفجر فى الخبر: ام الرفاع رنت فى موسم المطرام انها مسقط السمراء زائرتي: ام انها الدوحة الخضراء فى قطرام الكويت التى حيت فهمت بها؟: اما انها العين كم فى العين من حور؟بدو وبحارة مالفرق بينهما: والبر والبحر ينسابان من مضرخليج ان حبال الله تربطنا: فهل يقربنا خيط من البشر؟لحمة اجتماعية قياسية بعمر الزمن، ولا نلتفت الى الزعيق هنا او هناك، فالعلاقات المتجذرة بين ابناء الخليج العربى علاقات ممتدة، جسدتها، ولا تزال، حميمية اجتماعية، ونشاط انسانى كبير، لنا ان نقول فيه الشيء الكثير، ولنا ان نقول عنه الاكثر، ازمنة من الدهر كونت جسورا من التلاحم، والتعاضد، والتكامل، وما زلنا نحتاج الى هذه الصورة الابداعية التى جسدها القصيبى فى رائعته، ولا نزال كذلك يدفعنا الى هذا البقاء حضارة وتاريخ، قيم ومبادئ، سلوك وصور خاصة بخصوصية ابناء الخليج الذى تقاطرت دوله عبر تاريخ بعيد، حيث مولد الحضارة الانسانية فى كل بلد على حدة.وما بين "مسقط السمراء" و"الدوحة الخضراء" قصة تواصل رائعة التكوين، يظللها نسيج اجتماعي قبل كل شيء، ويتوغل بين مفاصلها تاريخ مشترك، ويضفى على افياء مودتها هذا التقارب الانساني فى مختلف اوجه الحياة، انها قصة شعب تتعدد فصولها، وتكبر مبادئُها، وتؤتى اكلها كل حين باذن ربها تباركها قيادتا البلدين، نسأل الله تعالى ان يمد فى عمرهما، ويوهبهما الصحة والعافية والعمر المديد، وان يكلل مساعيهما نحو الصلاح والتقدم لخيرى البلدين الشقيقين.
3149
| 21 ديسمبر 2014
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
5406
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5067
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3702
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2811
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2394
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1542
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1077
| 20 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1041
| 23 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
990
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
984
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
858
| 20 أكتوبر 2025
يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر ثورة رقمية...
720
| 23 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية