أكدت أخصائية التغذية أميرة خالد، من مركز جامعة قطر الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن فصل الصيف يُعد فصلًا ممتعًا ومشرقًا يتشوق له الكثيرون لما يوفره من أوقات للاستجمام وقضاء الإجازات الجميلة والاستمتاع بالطبيعة، لكنه يحمل في الوقت نفسه بعض التحديات لصحة الجسم. وأوضحت أن الحرارة المرتفعة والشمس الحارقة والتعرق الزائد قد تؤدي إلى نقص بعض الفيتامينات الذائبة في الماء، والتي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية بكفاءة. وأشارت إلى أهمية التركيز على الفيتامينات الأساسية خلال هذا الفصل لتعويض النقص، وتنشيط الجسم، وتعزيز جهاز المناعة، وتحسين مرونة البشرة، ودعم العمليات الحيوية، مع إمكانية الحصول عليها من المصادر الطبيعية دون الحاجة إلى مكملات غذائية في معظم الحالات. ذكرت خالد أن فيتامين «ج» (Vitamin C) يُعد من أبرز الفيتامينات التي تمنح الجسم الطاقة والنشاط، وتدعم المناعة، وتقلل من الشعور بالتعب والإرهاق، نظرًا لاحتوائه على مضادات الأكسدة. كما يساهم في زيادة امتصاص الحديد وتقليل الشعور بالخمول. وتتوافر مصادره في البرتقال، والتوت، والكيوي، والفراولة، والليمون، والجوافة، والفليفلة. أما فيتامين «د» (Vitamin D) فيُعد ضروريًا لصحة العظام والأسنان، وتنشيط جهاز المناعة، والتقليل من الاكتئاب الموسمي. ورغم أن الشمس مصدره الأساسي، إلا أن التعرض لها يقل في الصيف بسبب الحرارة العالية واستخدام واقيات الشمس، ما يستدعي الحصول عليه من البيض، واللحوم، والخضراوات الورقية، والحبوب الكاملة، والبقوليات. - مضادات الأكسدة أوضحت خالد أن فيتامين «هـ» (Vitamin E) يُعتبر من أهم مضادات الأكسدة التي تحمي البشرة من أضرار الشمس وتحافظ على رطوبتها ونضارتها، كما يقي من التجاعيد ويقوي الشعر، ويساعد على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان. وتوجد مصادره في اللحوم الحمراء، والزيوت النباتية مثل زيت دوار الشمس وزيت الزيتون، ومنتجات الألبان، والبروكلي، والمكسرات، والبذور، والأفوكادو، والجمبري، والسبانخ. وأضافت أن فيتامين «أ» (Vitamin A) يلعب دورًا مهمًا في حماية البشرة والعينين من التلف الناتج عن التعرض للشمس، فضلًا عن دعمه للمناعة وصحة العيون والرؤية. ويتوافر في اللبن، والبيض، والكبد، والخضراوات والفواكه ذات اللون الأصفر أو البرتقالي مثل الجزر، والبطاطس، والقرع. - المكملات الغذائية بيّنت الأخصائية أن الفيتامينات يمكن الحصول عليها من مصدرين رئيسيين: الأطعمة الطبيعية أو المكملات الغذائية. وأوضحت أن المصادر الطبيعية توفر مجموعة متنوعة من المغذيات، بالإضافة إلى الألياف ومضادات الأكسدة التي تحمي من الأمراض، بينما قد تحتوي المكملات على مكونات ذات تأثيرات بيولوجية قوية قد تصبح ضارة إذا تم تجاوز الجرعة المسموح بها أو تناولها مع بعض الأدوية. ونصحت بالحصول على الفيتامينات من الغذاء الكامل قدر الإمكان، مع استشارة الطبيب قبل استخدام المكملات.

قال الدكتور أيمن عبدو-، طبيب الجلدية في مركز معيذر الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية،» إنَّ حبّ الشباب هو اضطراب جلدي التهابي شائع، يصيب الغدد الشعرية الدهنية خصوصًا في فترة البلوغ، ويظهر غالبًا على الوجه، الرقبة، الصدر، الظهر، والذراعين، فإن سببه تفاعل بين أربعة عوامل رئيسية تتعلق بفرط التقرن الجريبي، زيادة إفرازات الغدد الدهنية، نمو بكتيريا C. acnes، والاستجابة الالتهابية، إضافةً لعوامل مساعدة كالعامل الوراثي، بعض العادات الغذائية، التوتر». وأضاف الدكتور عبدو قائلا «إنَّ الأعراض تتراوح بين الزيوان (رؤوس سوداء أو بيضاء)، الحطاطات، البثرات، والعقيدات أو الكيسات الملتهبة التي قد تترك ندبات، مضنفة إلى ثلاث درجات خفيف، متوسط وشديد، وعقدي كيسي». وأشار الدكتور عبدو إلى أنَّ العلاج يشمل النصائح العامة مثل استخدام منظفات لطيفة، تجنب فرك الجلد أو العبث بالحبوب، واختيار مستحضرات لا تسد المسام، أما العلاجات الدوائية فتنقسم إلى موضعية، وجهازية. ويحتاج التحسن عادةً لأسابيع، مع ضرورة الالتزام.

قالت الدكتورة فردوس صالح -طبيبة استشاري طب الأسرة في مركز جنوب الوكرة التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، إنَّ اضطرابات النوم تتنوع لتشمل الأرق، وهو الأكثر شيوعًا، حيث يجد المصاب صعوبة في بدء النوم أو الاستمرار فيه، كما توجد اضطرابات التنفس أثناء النوم مثل انقطاع النفس النومي، بالإضافة إلى حالات فرط النوم كالنوم القهري، واضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية مثل تأخر النوم أو اضطراب النوم الناتج عن العمل بنظام المناوبات. وتشمل القائمة أيضًا سلوكيات غير طبيعية أثناء النوم تُعرف بـ «الباراسومنيا» كالمشي أثناء النوم أو الرعب الليلي، إلى جانب اضطرابات الحركة مثل متلازمة تململ الساقين أو الحركات الدورية للأطراف. وأضافت الدكتورة فردوس صالح «تعود أسباب اضطرابات النوم إلى عوامل متنوعة، أبرزها العوامل النفسية مثل القلق، الاكتئاب، والضغوط الحياتية أو الصدمات، إضافة إلى السلوكيات الخاطئة كسهر الليل، أو الإفراط في استخدام الشاشات قبل النوم، أو تناول الكافيين والمحفزات في أوقات متأخرة. كما تلعب الحالات الطبية المزمنة، كآلام الجسم أو مشاكل التنفس أو اضطرابات الغدد، دورًا كبيرًا في التأثير على النوم، إلى جانب بعض الأدوية التي تسبب الأرق، مثل المنبهات أو مضادات الاكتئاب. كذلك، يمكن أن تساهم البيئة المحيطة، من إضاءة مزعجة أو ضوضاء أو فراش غير مريح، في تفاقم المشكلة». وحول الآثار النفسية لاضطراب النوم أشارت الدكتورة فردوس صالح إلى أنَّ الآثار لا تقف عند حدود الجسد، بل تتعداها إلى النفس والعقل، فقلة النوم تخل بتوازن كيمياء الدماغ، ما يؤدي إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب، وتراجع في القدرة على التركيز والانتباه. ونصحت بالتوجه للطبيب عند ظهور سلوكيات غير طبيعية أثناء النوم، مثل المشي أو الحديث، أو عند وجود شخير مزعج أو انقطاع في النفس خلال النوم، أو الشعور الدائم بالتعب رغم الحصول على ساعات نوم كافية، أو عند استخدام أدوية منومة دون جدوى، أو في حال وجود أعراض اكتئاب أو قلق مرافقة. يبدأ التشخيص بجمع التاريخ الطبي والنومي للمريض، متضمنًا نمط النوم والسلوكيات المرتبطة به والأدوية المستخدمة. ويُستخدم في ذلك أيضًا استبيانات متخصصة مثل مقياس إيبورث للنُعاس، كما يخضع المريض لفحص سريري لتقييم التنفس والعوامل الجسدية المؤثرة، وقد يطلب الطبيب إجراء تخطيط نوم كامل في مختبر النوم (PSG) لرصد مراحل النوم والوظائف الحيوية أثناءه. أحيانًا، يُطلب إجراء تحاليل إضافية لتقييم الحالة الهرمونية أو الكشف عن أمراض مرافقة. أما العلاج، فيعتمد على نوع الاضطراب وسببه، ويُعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أبرز أساليب العلاج الفعّالة، حيث يركز على تصحيح الأفكار السلبية والسلوكيات الخاطئة المرتبطة بالنوم، كما تساعد تمارين الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا في تهدئة الجهاز العصبي وتسهيل الدخول في النوم، وتُستخدم بعض الأدوية عند الحاجة، مثل الميلاتونين أو بعض مضادات الاكتئاب تحت إشراف طبي. ولا يقل تعديل نمط الحياة أهمية، ويشمل ذلك الالتزام بروتين نوم ثابت، تقليل استهلاك الكافيين في المساء، وممارسة النشاط البدني بانتظام، مع تجنّب التمارين الشاقة في الليل. ونصحت الدكتورة فردوس صالح بالمحافظة على وقت نوم واستيقاظ منتظمين حتى في عطلات نهاية الأسبوع، تجنب المنبهات كالكافيين والنيكوتين في المساء، تجهيز غرفة نوم مريحة وهادئة ومعتمة، وممارسة التمارين الرياضية خلال النهار لتحفيز جودة النوم.

-د. صدرية الكوهجي: أركان توعوية في جميع المراكز الصحية أطلقت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حملة توعوية شاملة تحت شعار “إعطاء الأولوية للرضاعة الطبيعية عبر إنشاء أنظمة دعم مستدامة”، وذلك تزامنًا مع الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، الذي أطلقه التحالف العالمي لتشجيع الرضاعة. وتهدف الحملة إلى تعزيز وعي المجتمع بأهمية الرضاعة الطبيعية، ودورها الحيوي في حماية صحة الطفل والأم، والوقاية من الأمراض المزمنة. وتشمل الحملة تنفيذ أنشطة توعوية داخل المراكز الصحية وفي المجتمع المحلي، ضمن جهود المؤسسة لدعم مبادرة “المراكز الصحية الصديقة للطفل”، التي تستند إلى معايير عالمية تشمل وضع السياسات الداعمة، وتدريب الكوادر الصحية، وتوفير بيئة تشجع على ممارسة الرضاعة الطبيعية. -تنويع أدوات التوعية وأكدت الدكتورة صدرية الكوهجي، مساعد المدير الطبي لخدمات الأطفال والمراهقين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن الحملة تعتمد على تنويع أدوات التوعية من خلال بث رسائل توعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب بث مباشر على منصة “إنستغرام” يتناول أهمية الرضاعة الطبيعية وكيفية الاستمرار بها بعد الولادة، إضافة إلى لقاء تلفزيوني يسلط الضوء على فوائد الرضاعة للطفل والمجتمع. وأشارت إلى أن المؤسسة توزع أغطية الرضاعة الطبيعية على الأمهات خلال الزيارات المنزلية لخدمة ما بعد الولادة، وفي زيارات المتابعة داخل المراكز الصحية، لتشجيع الأمهات على الرضاعة الخالصة منذ اللحظات الأولى. كما لفتت الدكتورة صدرية الكوهجي إلى أن المؤسسة تخصص أركانًا توعوية في جميع المراكز الصحية، تتضمن مطويات باللغتين العربية والإنجليزية حول فوائد الرضاعة الطبيعية ومكوناتها الغذائية، وأثرها في تقوية مناعة الطفل والوقاية من الأمراض الشائعة. وأضافت الدكتورة صدرية الكوهجي أن الرعاية الأولية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، ستقيم فعاليات تثقيفية في مركز السد الصحي، تتضمن جلسات تفاعلية مع الأمهات ومرشدي الرضاعة، إضافة إلى توزيع منشورات وملصقات وهدايا رمزية. وأوضحت أن الحملة تمتد إلى المجتمع المحلي من خلال أنشطة تقام في مسجد المجادلة، يتم فيها تقديم مواد تثقيفية وشرح أهمية دعم الرضاعة الطبيعية ضمن مبادرة المراكز الصديقة للطفل. -تأثير الرضاعة وشددت الدكتورة الكوهجي على أن الرضاعة الطبيعية لا تعود بالنفع على الطفل فحسب، بل تسهم أيضًا في تحسين صحة الأم النفسية والجسدية، إذ تقلل من خطر الإصابة بمضاعفات ما بعد الولادة، وتخفض احتمالية الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وتساعد في الوقاية من داء السكري من النوع الثاني، وتخفف التوتر والقلق المرتبطين باكتئاب ما بعد الولادة. كما أنها تسهم في تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات بشكل طبيعي، وتوفر مصدرًا آمنًا ونظيفًا ومناسب الحرارة لتغذية الطفل، ما يوفر المال والوقت للأمهات. وأكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة طبيعية توفر حماية فورية من الإسهال والالتهابات، وتسهم في تعزيز المناعة خلال مرحلة الطفولة. وتوصي بالرضاعة الطبيعية الخالصة خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل دون أي أغذية أو سوائل إضافية، ثم الاستمرار في الرضاعة إلى جانب الطعام التكميلي حتى بلوغ الطفل عامين. وتشير دراسات حديثة إلى أن الأطفال الذين حظوا برضاعة طبيعية منذ الولادة أقل عرضة للإصابة بالسمنة أو السكري من النوع الثاني، ويمتلكون معدلات ذكاء أعلى في مراحل عمرهم اللاحقة.

يقول الدكتور موسى بشير منصور استشاري طب الاسرة في مركز ام غويلينة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ان أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا في الصيف هو التسمم الغذائي، ويحدث بسبب تناول أطعمة ملوثة ببكتيريا مثل السالمونيلا والشيغيلا وإيشيريشيا كولاي. وتظهر الأعراض على شكل غثيان، قيء، إسهال، آلام في البطن، وارتفاع في درجة الحرارة. وللوقاية من التسمم الغذائي يجب حفظ الطعام مبردًا، طهيه جيدًا، وتجنب الأطعمة المكشوفة أو من مصادر غير موثوقة. اما الإسهال الحاد فهو مرض يصيب جميع الأعمار، لكن الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للمضاعفات مثل الجفاف، وتتمثل الأعراض في إسهال مائي (وقد يكون دمويًا)، قيء، تقلصات معوية، وحمى. وأبرز الأسباب هي العدوى الفيروسية (مثل النوروفيروس والروتا)، أو بكتيرية أو طفيلية، ويمكن الوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام، شرب المياه النظيفة، وتجنب الأطعمة الملوثة. ومرض التهاب المعدة والأمعاء فهو يعرف أحيانًا بإنفلونزا المعدة، وينتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية، وتشمل الأعراض الغثيان، والقيء والإسهال، حمى، وتعب عام. وللوقاية من هذا المرض علينا الالتزام بالنظافة الشخصية، وغسل الفواكه والخضروات جيدًا، وتطهير الأسطح بانتظام. ويقول د. بشير ان مرض القولون العصبي تزداد أعراضه خلال الصيف بسبب التوتر الناتج عن السفر أو تغيير النظام الغذائي، والأعراض تشمل الانتفاخ، الغازات، وتغير نمط التبرز بين إسهال أو إمساك. وللوقاية من القولون العصبي علينا تجنب الأطعمة المهيّجة، وتنظيم مواعيد الوجبات وشرب كميات كافية من الماء. اما الارتجاع المعدي المريئي فهو يتفاقم خلال الصيف مع الإكثار من تناول المشروبات الغازية والمأكولات الدسمة والمقلية، وتظهر أعراضه في شكل حرقة معدة، ارتجاع طعام، وصعوبة البلع. وأضاف:من امراض الصيف المشهورة أيضا العدوى بالطفيليات، وهذا المرض ينتقل عبر المياه أو الطعام الملوث، وتسبب إسهالًا مزمنًا ومغصًا بطنيًا.

-هدر المواعيد من أبرز تحديات نظام التسجيل والاستقبال - الغياب دون إشعار يعرقل وصول المستحقين لخدماتنا - 20 % نسبة هدر مواعيد عيادات الأسنان - خدمة الصيدلية الإكلينيكية تحسِّن استخدام الأدوية - 77 ألف مراجع العام الماضي واستشارات «طب الأسرة» في الصدارة كشفت الدكتورة مريم الدوسري، مدير مركز جنوب الوكرة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، عن خمسة مشاريع وفق خطة مركز جنوب الوكرة الصحي، والتي تعنى بأعلى مستويات الرعاية الصحية، والمتمثلة بزيادة عدد الأطباء من الناطقين باللغة العربية إذ حاليا هناك 7 أطباء من أصل 15 طبيبا، العمل على زيادة غرف الاستشارة، تنسيق تدريب عاجل للموظفين الجدد لضمان سلامة المرضى وخلق بيئة عمل صحية آمنة، زيادة الأنشطة التثقيفية لمرتادي المركز، والعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لعيادة الموجات فوق الصوتية. و ناشدت الدكتورة مريم الدوسري، في حوار مع الشرق، المراجعين التابعين لمركز جنوب الوكرة الصحي ضرورة الالتزام بالمواعيد المجدولة أو الاعتذار المسبق عنها، مشيرة إلى أن مشروع تذكير المرضى بمواعيدهم عبر اتصال قسم «حياك» بالمراجعين أسهم بنسبة 1 % فقط من خفض نسبة عدم الحضور للمواعيد، متطلعة من جمهور المراجعين الالتزام بالمواعيد منعا لهدرها، أو تحويلها لمرضى آخرين. أكدت الدكتورة مريم الدوسري أن هدر المواعيد يعد من أكبر التحديات التي يواجهها نظام التسجيل والاستقبال، لما يتسبب به من عرقلة وصول أكبر عدد من المستحقين للخدمة، لافتة إلى أن نسبة هدر المواعيد وفق إحصائيات الربع الأول من العام الجاري بلغت 8%، إلا أنه ومع استخدام نظام التذكير بالمواعيد بدأت النسبة بالانخفاض إلى 7%. 20 % نسبة هدر المواعيد وأعلنت الدكتورة الدوسري تطبيق مشروع الحد من هدر مواعيد عيادات الأسنان، مشيرة إلى أن هذا المشروع جاء بمبادرة لتحسين الوصول لجودة الخدمات، بهدف خفض نسبة هدر المواعيد من 20% إلى 10% وهذا من خلال تحويل الموعد إلى استشارة هاتفية في نفس يوم الموعد المقرر للمراجع. -مشاريع الجودة وعرجت الدكتورة مريم الدوسري في حديثها على مشاريع الجودة المنفذة في مركز جنوب الوكرة الصحي، وأهمها مشروع خفض استخدام المضادات الحيوية غير المبررة، حيث يسعى هذا المشروع إلى تقليل وصف المضادات الحيوية دون مبرر طبي واضح، من خلال تثقيف الطاقم الطبي وتوعية المرضى، لافتة إلى أن هذا المشروع يكتسب تميّزه من تأثيره المباشر في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الاستخدام الرشيد لها، بما يتماشى مع المعايير العالمية في السلامة الدوائية. ويُنفذ مشروع تنظيم السكر لفئة مرضى السكري غير المنتظمين بالشراكة مع الفريق متعدد التخصصات (MDT)، ويهدف إلى تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم لدى المرضى الذين يعانون من عدم استقرار في حالتهم الصحية، ويُعد المشروع متميزًا لاعتماده على نهج شامل يشمل الطبيب، الممرض، أخصائي التغذية، والصيدلي الإكلينيكي، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في المؤشرات الصحية لهذه الفئة، وبرنامج «الابتسامة الجميلة» في قسم الأسنان إذ يعد مبادرة نوعية تهدف إلى تحسين صحة الفم لدى الأطفال من خلال برامج تثقيفية تفاعلية تشجعهم على العناية بالأسنان بطريقة مبسطة وجذابة. ويبرز تميز البرنامج في الدمج بين الجانب الوقائي والتوعوي، مما يسهم في بناء وعي طويل الأمد لدى الأطفال. -77 ألف مراجع وحول الخدمات السريرية والإكلينيكية، أشارت الدكتورة مريم الدوسري إلى أن هناك جملة من الخدمات ومن أبرزها خدمة الصيدلية الإكلينيكية، قائلة: «إن خدمة الصيدلية الإكلينيكية تعد من أبرز الخدمات التي تعكس تطور الرعاية الصيدلانية، حيث يتلقى المرضى استشارات دوائية مهنية، وقد لاقت الخدمة رضا واسعا من المراجعين بسبب تحسين استخدام الأدوية وتقليل الأخطاء الدوائية، وبلغ عدد المستفيدين من الخدمة 170 مراجعا إلى الآن. وتوفر الخدمة خطة علاجية لمرضى السكر، ومرضى الأمراض المزمنة الأخرى، ومتابعتها بشكل شهري وشرحا تفصيليا مع المريض، مما يعكس تطورا إيجابيا في مستوى نسبة التشافي والعلاج»، استشارة طب الأسرة حيث بلغ عدد الزيارات لهذه الخدمة قرابة 14 ألف زيارة خلال الربع الأول من عام 2025، وهو ما يدل على الثقة الكبيرة من قبل المرضى وجودة الخدمة المقدمة، خدمات العيادات التخصصية، حيث يشمل المركز عدة عيادات تخصصية كعيادة الأمراض المزمنة، الأسنان، التغذية، والطفل السليم، وكلها تسهم في تقديم خدمات دقيقة ومتكاملة تتماشى مع احتياجات السكان. واستقبل المركز العام الماضي 77000 مراجع، حيث تصدرت استشارات عيادة الأسرة الهرم حيث بلغ عددها 65055 استشارة، فيما بلغ عدد الأطفال المستفيدين من عيادة الطفل السليم 3031 طفلا، أما برامج التطعيم فيتم تنفيذها بشكل منظم وفعال وفقًا للجدول الوطني، بما في ذلك التعاون مع الصحة المدرسية لتطعيم طلبة الصف العاشر ضد الدفتريا والتيتانوس، كما تتضمن الخدمات التحاليل والفحوصات المخبرية والتي تُعد من الركائز المهمة لتشخيص الأمراض ومتابعة الحالات المزمنة، حيث بلغت أعداد المستفيدين من مختبر جنوب الوكرة (153216) مراجعا وتجاوزت الفحوصات الـ (167000) فحص مخبري داخل المركز. كما تقدم خدمة القومسيون الطبي لتشمل جميع الفئات ما قبل التوظيف أو ما قبل التسجيل الجامعي، أما خدمة تسجيل الصحة المدرسية تُنفذ بطريقة منظمة تسهّل على أولياء الأمور إنهاء الإجراءات في نفس اليوم، مما يرفع من كفاءة الخدمة ورضا المستفيدين، خدمة العيادة القابلة (قبل وبعد الولادة) تُقدم خدمات متخصصة للنساء الحوامل وما بعد الولادة، تشمل التثقيف والدعم النفسي والجسدي، إذ انها متوافرة يومياً، بل وتيسيراً على المستفيدات تم توفير الاستشارات الهاتفية لهذه الخدمة كإضافة على الاستشارات الحضورية في حال تغيبت المستفيدة عن الحضور، خدمة الفحص الدوري السنوي متاحة لجميع المراجعين المسجلين من الفئة العمرية 18 سنة و أكثر على أن يستوفوا المعايير المحددة. - خدمات رقمية للمراجعين وأشارت الدكتور مريم الدوسري إلى أن المركز يقدم خدمات رقمية داعمة، كالاستشارات الهاتفية وهي خدمة متاحة لتلبية احتياجات المرضى دون الحاجة للحضور، وتُسهم في تقليل الضغط على العيادات، إلى جانب خدمة استلام الأدوية عبر البريد وتعد من الخدمات النوعية للمراجعين سيما وأنها تختزل عليهم الوقت والجهد خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة حيث تجاوز عدد الطرود البريدية المائة طرد للعام الجاري في الربعين الأول والثاني، فيما تقدم خدمة الأشعة والتصوير بالموجات فوق الصوتية مما يغني عن الحاجة للتحويلات الخارجية ويعزز جودة وسرعة التشخيص. - رصد معدل السمنة وحول المبادرات المجتمعية، أشادت الدكتورة مريم الدوسري بمشروع «المنجز الأكبر» بالتعاون مع مدرسة الوكرة الثانوية للبنات، يهدف إلى رصد معدل السمنة لدى الفتيات من الصف العاشر حتى الصف الثاني عشر، وينفذ المشروع بموافقة أولياء الأمور ويشمل تقديم جلسات تثقيف صحي واستشارات غذائية وقياس كتلة الجسم قبل وبعد التدخل، مشيرة إلى أن المشروع لاقى تفاعلا كبيراً من المدرسة والمجتمع، مما يؤكد دور المركز الفاعل في تعزيز الصحة المجتمعية المدرسية، كما يقوم المركز بتنفيذ مبادرة «الفرح في العمل» والتي تهدف إلى خلق بيئة عمل صحية ومحفزة للعاملين، مما ينعكس إيجاباً على جودة الأداء ورضا الموظفين والمراجعين على حدٍ سواء. - مركز جنوب الوكرة ويعد مركز جنوب الوكرة الصحي من المراكز الصحية الذي يقدم خدماته للمواطنين التابعين للمنطقة 90، زوجات القطريين أبناء القطريات، زوج القطرية فقط، والخليجيين التابعين للمنطقة 90، العمالة المنزلية المكفولة من قطريين تابعين للمركز، كبار القدر من المقيمين الذين بلغوا 70 عاما، والمصابين بأمراض مزمنة ضمن النطاق الجغرافي، والأشخاص ذوي الإعاقة. ويقع مركز جنوب الوكرة الصحي الذي افتتح عام 2021 على مساحة تبلغ نحو 3000 متر مربع، ويتضمن 9 عيادات، والعديد من المرافق والخدمات المساندة الأخرى، وتم الأخذ في الحسبان عند تصميم المركز الصحي أن يتسم بالطابع التراثي القطري، وبما يتطابق مع أعلى معايير الأمان العالمية في مجال الحريق، فضلا عن المباني الخضراء والاستدامة، ومراعاة تصميمه الهندسي لاستيعاب التقنيات المستقبلية الحديثة في مجال التجهيزات الطبية، ومتطلبات فئة الأشخاص ذوي الإعاقة. والجدير بالذكر أن تصميم المراكز الصحية الجديدة جاء طبقا لأعلى معايير الجودة والأمان وبما يتوافق مع معايير المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة (GSAS)، حيث تم الأخذ في الاعتبارات التصميمية والتشغيلية، ما يلزم لتحقيق جودة بيئية بمعدل 3 نجوم من حيث توفير الطاقة والحفاظ على البيئة.

قال الدكتور توفيق ذيبان، استشاري طب العيون في مركز الثمامة الصحي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن فصل الصيف يشكل بيئة خصبة لظهور وتفاقم العديد من أمراض العيون، مشددًا على أهمية الوقاية والتوعية للحفاظ على صحة البصر. وأوضح أن من أبرز الأمراض التي تنتشر في هذا الفصل التهاب الملتحمة، خاصة بين الأطفال، نتيجة العدوى أو التهيج من الغبار والماء الملوث، بالإضافة إلى جفاف العين الناتج عن الحرارة المرتفعة وتبخر الدموع بفعل الشمس والمكيفات. وأكد أن التعرق وإهمال النظافة قد يؤديان إلى انسداد الغدد الدهنية وظهور التهابات الجفن أو الشعيرة، كما حذر من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية التي قد تسبب التهابات في القرنية أو حتى حروقًا سطحية، خصوصًا في الشواطئ والمناطق المرتفعة. ولفت إلى أن الظفرة، وهي نمو غير طبيعي في ملتحمة العين، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتعرض المزمن للشمس والغبار. وأشار الدكتور ذيبان إلى أن العصر الرقمي أضاف تحديًا جديدًا يتمثل في «إجهاد العين الرقمي»، الناتج عن الاستخدام المطول للأجهزة الإلكترونية، والذي يسبب صداعًا، وتعبًا بصريًا، وزغللة في النظر، نتيجة قلة الرمش وتبخر الدموع، كما نبه إلى تأثير الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات على الساعة البيولوجية واضطرابات النوم. وشدد في ختام حديثه على أهمية الإجراءات الوقائية، مثل استخدام نظارات شمسية طبية تحمل حماية من الأشعة فوق البنفسجية، واستخدام قطرات مرطبة، وتطبيق قاعدة 20-20-20 عند استخدام الشاشات أي كل 20 دقيقة من النظر للشاشة لابد النظر إلى جسم بعيد قرابة 20 قدما أي حوالي 6 أمتار لمدة 20 ثانية لترخية عضلات العين، إلى جانب تقليل استخدام الأجهزة قبل النوم، مؤكدا أهمية حماية العين مسؤولية يومية تبدأ بالوعي وتتحقق بالعادات السليمة، معتبرًا أن الوقاية استثمار في راحة البصر وجودة الحياة.

قال الدكتور محمود الدريني، طبيب الأسرة في مركز المطار الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، «إن نقص الكالسيوم يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، أبرزها هشاشة العظام، خاصة لدى الأطفال والبالغين وكبار السن، إذ تمثل العظام المخزن الرئيسي للكالسيوم في الجسم، وتُجدد خلاياها كل عشر سنوات تقريبا، مما يستدعي وجود مستويات جيدة من الكالسيوم طوال مراحل العمر». تبلغ كثافة العظام ذروتها بين سن 25 و35 عاما، ثم تبدأ في الانخفاض مع التقدم في العمر، ما يؤدي إلى ضعفها وزيادة احتمالية تعرضها للكسور. ولأن الجهاز الهضمي لا يمتص إلا 15-20% فقط من الكالسيوم الموجود في الطعام، تبرز أهمية فيتامين “د” في تعزيز هذا الامتصاص. وتابع الدكتور الدريني قائلا «إنه في حال لم يحتوِ النظام الغذائي على كميات كافية من الكالسيوم، يبدأ الجسم بسحب الكالسيوم من العظام لتعويض النقص، مما يؤدي إلى هشاشتها، وإلى جانب دوره الحيوي للعظام، فإن الكالسيوم ينظم تقلص العضلات، ويسهم في تخثر الدم، ويقلل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويحسن مستويات الكوليسترول، ويساعد في بناء الأسنان وصحتها، كما يقلل من أعراض ما قبل الحيض، ويمكن الحصول على الكالسيوم من عدة مصادر طبيعية، منها: منتجات الألبان مثل الحليب والجبن واللبن والخضروات الورقية الخضراء والأسماك مثل السلمون والسردين والأغذية المدعمة مثل العصائر وحبوب الإفطار والمكملات الغذائية». وعرج الدكتور الدريني على أعراض نقص الكالسيوم فهي تتفاوت بين الخفيفة والشديدة، وتشمل: فقدان الأسنان، وتهيج اللثة، وهشاشة العظام، وتشنجات عضلية ووخز، وخدر وتنميل في الأطراف، واضطراب في ضربات القلب، وضعف الذاكرة والارتباك، والتعب والدوخة، وصعوبة في البلع، وآلام في العمود الفقري، والاكتئاب والهلوسة، وتقصف الشعر وضعف الأظافر، وأعراض ما قبل الدورة الشهرية، وفقدان الطول نتيجة ترقق العظام، لافتا إلى أن نقص الكالسيوم يرتبط بعدة عوامل، منها:نقص فيتامين “د”، مما يمنع امتصاص الكالسيوم، أمراض الجهاز الهضمي مثل داء كرون أو الاضطرابات الهضمية، حالات مرضية مثل الفشل الكلوي، التهابات الكبد والبنكرياس، أو قصور الغدة الجار درقية، جراحات السمنة أو إزالة المعدة، وبعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات، مدرات البول، مضادات الحموضة، وأدوية العلاج الكيميائي. وأشار الدكتور الدريني إلى أن نقص الكالسيوم بتعويضه من خلال النظام الغذائي والمكملات، ويُنصح بتناول المكملات خلال فترات الحمل والرضاعة، وكذلك بعد انقطاع الطمث، لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام. تشمل أنواع المكملات: كربونات الكالسيوم (أقل تكلفة)، سترات الكالسيوم (أسهل في الامتصاص)، فوسفات الكالسيوم (لا يسبب إمساكًا)، كما يجب ألا تؤخذ مكملات الكالسيوم دون استشارة طبية، لأن تناولها بجرعات زائدة قد يؤدي إلى مضاعفات مثل حصى الكلى وأمراض القلب. إذا كان نقص الكالسيوم ناجمًا عن حالة مرضية، فإن العلاج يعتمد على علاج السبب الأساسي. ولا يُنصح بإيقاف الأدوية المؤثرة على امتصاص الكالسيوم دون استشارة الطبيب المختص.

تُعد الصحة النفسية حجر الزاوية في جودة حياة الإنسان، فهي لا تعني مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل تشمل التوازن العاطفي والقدرة على التكيّف مع ضغوط الحياة والمشاركة المجتمعية الفاعلة. ووفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية، فإن العافية النفسية تُسهم في تعزيز الإنتاجية والعلاقات الصحية واتخاذ القرارات السليمة. وفي هذا الصدد تؤكد الدكتورة رند سلوان عبود اخصائية طب الاسرة في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية انه وفي ظل التغيرات السريعة والتحديات النفسية التي يفرضها العصر الحديث، تتعاظم أهمية دعم الصحة النفسية. فالضغوط الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب التأثيرات السلبية للتكنولوجيا ووسائل التواصل، قد تؤدي إلى الشعور بالعزلة والقلق وحتى الاكتئاب. كما أن الوصمة المرتبطة بالمشكلات النفسية ما تزال تُثني الكثيرين عن طلب المساعدة، مما يزيد من تفاقم المعاناة بصمت. لكن وسط هذا الزخم من الضغوط، يبقى الإيمان بالله الثابت الوحيد الذي يمنح الطمأنينة والثبات، فالاتكال على الله والثقة في حكمته، وممارسة العبادات والذكر، تساهم في تقوية النفس، وتخفيف التوتر، وتعزيز القدرة على الصبر ومواجهة الابتلاءات. وتضيف الدكتورة رند: قد يتعرض الإنسان لخيبات أمل في العلاقات أو العمل أو الحياة الاجتماعية، وقد يقابل الإحسان بالجحود، إلا أن الثبات على الفطرة السليمة ومواصلة العطاء دون أن تفسدنا ردود الأفعال السلبية، هو ما يضمن السلام النفسي الحقيقي.

قالت الدكتورة آمال عيسى –اختصاصية طب الأسرة في مركز الغويرية الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، إنَّ أخطر مضاعفات النزلة المعوية هو الجفاف الناتج عن فقدان السوائل عبر القيء والإسهال، ومن علاماته العطش الشديد، وجفاف الفم واللسان والشفتين قلة التبول، وعدم نزول الدموع، إضافة الى وجود السواد وتجاويف تحت العينين وكذلك التعب والوهن، وفي الحالات الشديدة يظهر شحوب الجلد، وبرودة الأطراف وتنفس سريع، ونعاس شديد، والأطفال دون سن الخامسة خاصة الرضع، هم الأكثر عرضة للجفاف.» وأوضحت الدكتورة آمال عيسى أن معظم الحالات تعتبر خفيفة وتتحسن في عدة أيام بالعلاج المنزلي عبر تعويض السوائل من خلال محلول الجفاف بكميات قليلة متكررة، مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية للرضع ومراقبة تناول السوائل ومرات التبول، كما تستدعي بعض الحالات لزيارة الطبيب وقد تؤدي لدخول المستشفى وهي: ظهور علامات الجفاف الشديد، في حال كان عمر الطفل أقل من ٦ أشهر، وكذلك وجود أمراض مزمنة (قلب، كلى، سكري، ولادة مبكرة)، أو وجود قيء مستمر بعد شرب السوائل، أو الدم في البراز أو القيء مصحوبا بألم بطني شديد. وأضافت الدكتورة آمال عيسى «إنَّ النزلة المعوية معدية بشدة، وتنتقل باللمس (خاصة إذا لم تغسل يد الطفل المصاب بعد المرحاض)، أو عبر العطس واللعاب، أو تناول أطعمة ومشروبات ملوثة. وهي من الأمراض التي تنتشر بسرعة بين الأطفال بسبب كثرة التلامس ووضع الأيدي على الوجه والفم، وقد يصاب الطفل بأكثر من نزلة سنوياً دون سن 5 سنوات، ومن أهم المسببات الفيروسات (مثل الروتا، المسؤول عن ٧٥٪ من الحالات)،وبكتيريا (كالسلمونيلا والشيغيلا)، أو طفيليات (كالجيارديا). العلاج يحدده المسبب: مضادات حيوية للبكتيريا، مضادات طفيليات، أو علاج عرضي فقط للفيروسات.»

للعام الثاني على التوالي، حققت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إنجازًا لافتًا بحصولها على الفئة الذهبية خلال مشاركتها في تمرين الأمن السيبراني الوطني لعام 2024 حيث شارك فيه ما يزيد عن مائة جهة حكومية، والذي نُفذ تحت شعار” ساعة الصفر“، بتنظيم وإشراف الوكالة الوطنية للأمن السيبراني. ويهدف التمرين إلى اختبار جاهزية الجهات الحيوية في الدولة، ومدى قدرتها على التعامل مع التهديدات الإلكترونية، وذلك من خلال قياس الاستعداد وفقًا للجاهزية الثلاثية للأمن السيبراني، والمتمثلة في: العنصر البشري، والتكنولوجي، والعملياتي. وقد تمكنت مؤسسة الرعاية من إثبات تفوقها في هذه المحاور الثلاثة، ما يعكس كفاءة منظومتها الإلكترونية واستراتيجياتها الوقائية عالية المستوى. وفي هذا السياق أكدت الدكتورة مريم علي عبد الملك، المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن هذا الفوز المتجدد يجسد التزام المؤسسة الراسخ تجاه تعزيز منظومة الأمن السيبراني، وحماية البنية التحتية الرقمية، وضمان استمرارية الأعمال في مواجهة التحديات الإلكترونية المتزايدة. وأشادت د. مريم عبد الملك بجهود الفرق المعنية داخل المؤسسة، والدور المحوري الذي تلعبه في تعزيز وعي الموظفين، وتطوير النظم، وتطبيق أفضل الممارسات في مجال أمن المعلومات، مؤكدةً أن المؤسسة تضع الأمن السيبراني في صدارة أولوياتها، لما له من أهمية قصوى في حماية البيانات الصحية وضمان سلامة الخدمات المقدمة. ويُعد هذا الإنجاز شهادة جديدة على تفاني مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في أداء مهامها الحيوية، ومكانتها الريادية في تطبيق أعلى معايير الأمن الرقمي.

قالت الدكتورة نجاة اليافعي –مديرة قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، إنَّ استخدام معجون الأسنان بعد انتهاء صلاحيته لا يُشكّل خطراً صحياً مباشراً، لكنه يفقد قيمته الوقائية مع مرور الوقت. وأوضحت الدكتورة نجاة الياقعي قائلة «إنه من الناحية العلمية، فإن استخدام معجون أسنان بعد تاريخ انتهاء صلاحيته لا يُشكل خطراً مباشراً على صحة الإنسان ولا يؤدي إلى أمراض أو مضاعفات خطيرة. فمعاجين الأسنان لا تتحول إلى مواد سامة بعد انتهاء صلاحيتها، لكنها قد تفقد فاعليتها الوقائية تدريجياً؛ وذلك بسبب أن المادة الفعالة في معظم معاجين الأسنان، وهي الفلورايد، تبدأ بالتفكك أو التفاعل مع المكونات الأخرى في المعجون بمرور الوقت، مما يقلل من قدرتها على تقوية المينا ومكافحة التسوس».

مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف وزيادة التعرق، يصبح الجسم أكثر عرضة لفقدان السوائل والعناصر الغذائية الأساسية. وهنا تبرز أهمية الخضار والفواكه الطازجة كعنصر أساسي في النظام الغذائي اليومي، لما توفره من فوائد متعددة تعزز الصحة وتمنح الجسم الحيوية والانتعاش. وتؤكد أخصائية التغذية عائشة علي معصومي من مركز الوجبة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن هناك الكثير مما يمكن فعله للتكيف مع الطقس الحار، وأن تناول الخضار والفواكه بانتظام يعد من أهم تلك الوسائل، وتوضح أبرز الفوائد فيما يلي: أولاً: ترطيب الجسم ومكافحة الجفاف، حيث تحتوي العديد من الفواكه والخضار على نسب عالية من الماء، مثل البطيخ، والخيار، والشمام، والبرتقال، مما يساعد على تعويض السوائل المفقودة خلال النهار، وتقلل من خطر الإصابة بالجفاف الذي قد يكون شائعًا في الصيف. ثانياً: دعم الجهاز المناعي، حيث ان الخضار والفواكه الصيفية غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، مثل فيتامين C وA، ما يسهم في تقوية جهاز المناعة وحماية الجسم من الأمراض والعدوى، خاصة مع تغير درجات الحرارة المستمر. وتوصي الأخصائية بتناول تشكيلة متنوعة من الألوان للحصول على أنماط مختلفة من مضادات الأكسدة. ثالثاً: تعزيز الهضم والوقاية من الإمساك، فمحتوى الخضار والفواكه العالي من الألياف الغذائية يسهم في تحسين الهضم وتنظيم حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك، وهي مشكلة شائعة في الصيف بسبب قلة الحركة والجلوس الطويل تحت أجهزة التكييف. كما أن الألياف تساعد على الشعور بالشبع، وتساهم في الوقاية من أمراض مثل السكري، وارتفاع الكوليسترول، وبعض أنواع السرطان، إلى جانب دورها في الحفاظ على وزن صحي. رابعاً: الحفاظ على نضارة البشرة، حيث تتعرض البشرة في الصيف للجفاف بسبب حرارة الشمس، لكن الفواكه والخضار مثل الفراولة، والجزر، والطماطم تزوّد الجلد بالفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تحافظ على رطوبته، وتمنحه مظهرًا صحيًا ونضرًا. خامساً: مصدر طبيعي للطاقة، فالفواكه تمد الجسم بالسكريات الطبيعية التي تمنحه طاقة سريعة، بينما تساعد الخضراوات الطازجة في الإحساس بالشبع دون إثقال المعدة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للوجبات الخفيفة خلال النهار. دمج الخضار والفواكه ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الأطعمة، تنصح الأخصائية الغذائية عائشة علي ببعض الطرق البسيطة والمبتكرة لإدخالها إلى الوجبات اليومية: • السلطة المتكاملة: أضف الفواكه مثل التفاح أو الرمان إلى سلطة الخضار المعتادة. ويمكن تحويل السلطة إلى وجبة متكاملة بإضافة مصادر بروتين مثل التونة أو جبن الفيتا، والنشويات المعقدة مثل البرغل أو الذرة. • حلى صحي ومنعش: امزج الفواكه مع الزبادي في طبقات جميلة، باستخدام أنواع مثل الفراولة والتوت، للحصول على وجبة خفيفة متوازنة ولذيذة. • الخضار المشوي: مثل الباذنجان، والكوسا، والذرة، يمكن شيّها بعد دهنها بزيت الزيتون. وقدّمها إلى جانب الحبوب الكاملة مثل الكينوا أو مع خبز النخالة. • المشروبات الصحية: امزج الفواكه الطازجة أو المجمدة مع الحليب أو الزبادي لتحضير مشروب منعش مغذٍ بديل عن المشروبات الصناعية. الكمية الموصى بها وحول الكمية الموصي بها يوم تقول: بحسب الدلائل الإرشادية للتغذية في دولة قطر، يُوصى بتناول حصتين إلى أربع حصص من الفاكهة وثلاث إلى خمس حصص من الخضار يوميًا. ويمكن تحقيق ذلك بسهولة عند إدماجها تدريجيًا في كل وجبة. أما من لا يعتاد تناول كميات كبيرة من هذه الأطعمة، فيُنصح بالتدرج في إضافتها لتفادي الأعراض الهضمية كالنَّفخة أو الغازات أو عسر الهضم.

قالت الدكتورة جنان محمد حاتم سليمان، طبيبة الأسرة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن كثيرين يعتقدون خطأً أن السويكة أقل ضررًا من التدخين، بينما يؤدي التركيز المباشر للتبغ في مناطق معينة من الفم إلى مخاطر صحية جسيمة. ولا تقتصر هذه الأضرار على الفم فقط، بل تمتد إلى المريء والقولون والبنكرياس والمثانة نتيجة امتصاص وابتلاع عصائر التبغ. وترافق استخدام السويكة مجموعة من المشكلات الصحية المتنوعة، ما يجعلها من السلوكيات الخطرة. فقد يعاني المستخدمون من اضطرابات في حاسة التذوق، مما ينعكس سلبًا على جودة الحياة اليومية، بالإضافة إلى زيادة فرص الإصابة بالتهاب اللثة، وتكوّن الجير، وتسوس الأسنان، حيث تُسهل السويكة التصاق طبقة البلاك بالأسنان. كما تتسبب في تصبغات داكنة في الأسنان باللون البني أو الأسود. وتضيف الدكتورة جنان: أما على المستوى الجهازي، فإن السويكة قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وتضيق الأوعية الدموية المغذية للقلب، مما يزيد خطر الإصابة بالأزمات القلبية. وفي أسوأ الحالات، يرتبط استخدامها المستمر بارتفاع معدلات الإصابة بسرطانات الفم، والبلعوم (الحلق)، والمريء، واللثة، والمعدة، والبنكرياس، مما يُعد من أخطر العواقب الصحية لهذه العادة. وفي ضوء هذه الأضرار، بادرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر إلى تقديم خدمات طبية متخصصة لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التبغ، بما في ذلك التبغ غير المدخن. وتشمل هذه الخدمات عيادات خاصة للإقلاع عن التدخين، تقدم استشارات طبية ودعمًا منتظمًا من أطباء مختصين. ويمكن حجز المواعيد بسهولة من خلال الاتصال بالرقم 107 أو عبر إحالة من الطبيب المعالج، مما يضمن سهولة الوصول إلى الدعم الطبي المناسب.

أكدت الدكتورة نجاة اليافعي، مديرة قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أنه نظراً لحرصنا على متابعة علاج الطلبة الذين تم تحويلهم عن طريق برنامج «أسناني» المدرسي، فقد قام الكادر الطبي لبرنامج أسناني خلال عام 2024–2025 بإجراء استبيان هاتفي لمتابعة شملت 329 من أولياء الأمور، وذلك للتعرف على مدى التزامهم باستكمال علاج أطفالهم الذين تلقوا خدمات البرنامج خلال العام الدراسي 2023–2024. وقد أظهرت النتائج أن نحو 70% منهم (أي 230 ولي أمر) امتثلوا لتحويلات البرنامج وبدأوا علاج الأسنان لأطفالهم. ومع ذلك، أكمل 73 طالباً فقط (ما يعادل 32 %) خطة العلاج الموصى بها بالكامل، مما يشير إلى أن الغالبية إما اكتفوا بالزيارة الأولى فقط، أو أن العلاج لا يزال جارياً. عوائق تتعلق بالوالدين ذكرت الدكتورة اليافعي أنه فيما يتعلق بـ 99 طفلاً لم يلتزموا بالعلاج المحول، فقد تم التحقيق في أبرز العقبات، ووُجدنا أن 61 % من أسباب عدم الامتثال تعود لعوامل تتعلق بالوالدين. وشملت الأسباب الأكثر شيوعاً: اعتقادات خاطئة لـ 19 من أولياء الأمور، مثل عدم الحاجة للعلاج في حال عدم وجود ألم، أو أن الأسنان اللبنية ستسقط تلقائياً. وسبب آخر كان عدم إدراك الوالدين لوجود حاجة للعلاج، ربما لأن الطفل لم يعرض عليهم ورقة معلومات الحالة التي يعطيها له فريق برنامج أسناني بعد فحص الطفل. بينما لم يُقدّم بعض أولياء الأمور أسباباً واضحة، أشار آخرون إلى أسباب تمنعهم عن تأدية واجبهم تجاه صحة فم أطفالهم كالانشغال، وتزامن الموعد مع فترة الامتحانات، ونسيان الموعد، أو معالجة الألم في المنزل باستخدام مسكنات. وأما القلة القليلة (2%)، فأرجعوا السبب إلى خوف الطفل من طبيب الأسنان. فقدان فرصة العلاج أما الأسباب المتعلقة بالمواعيد، فقد شكلت 38 % من حالات عدم الامتثال، وكان السبب الأبرز هو عدم تلقي اتصال أو رسالة نصية بالموعد. وبعد التحقق، تبين أنه خلال عام 2023–2024، تواصل قسم التحويلات بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية مع أولياء الأمور لما يصل إلى ثلاث مرات لتحديد موعد، إلا أن ثلثهم تقريباً لم يستجب، ما أدى إلى فقدان فرصة العلاج. أهمية برنامج أسناني وأكدت الدكتورة نجاة اليافعي، مديرة قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية، أن «برنامج أسناني» المدرسي لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية يُعد نموذجاً فعّالاً وقوياً في مجال الوقاية الصحية المدرسية، لما يقدمه من فحوصات دورية وتدخلات مبكرة تهدف إلى الحد من مشاكل الفم والأسنان منذ الصغر. إلا أن نجاح هذا النموذج يعتمد بشكل أساسي على التعاون بين الأسرة والمدرسة والنظام الصحي. فتسوس الأسنان غالباً ما يكون مرضاً صامتاً، لا يُظهر أعراضاً واضحة في بداياته، وغياب الألم لا يعني بالضرورة غياب المرض، مما يحتم على أولياء الأمور الالتزام الكامل بخطة العلاج لضمان صحة فموية أفضل لأطفالهم.

مع اقتراب موسم الإجازات والصيف، حرصت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على تقديم مجموعة من النصائح الوقائية للمسافرين، بهدف الحد من الإصابة بالأمراض المعدية وضمان سلامتهم خلال رحلاتهم داخل الدولة أو خارجها. وأكد الدكتور خالد العوض، مدير قسم حماية الصحة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن معدلات الإصابة بالأمراض الفيروسية ترتفع بشكل ملحوظ خلال فترات الإجازات، خصوصًا أمراض الإنفلونزا، وحمى التيفوئيد، والنزلات المعوية، والأمراض الجلدية، مشيرًا إلى سرعة انتقالها من شخص إلى آخر بوسائل مختلفة، كالرذاذ، التلامس المباشر، أو تناول أطعمة ومشروبات ملوثة، وحتى من خلال لمس الحيوانات الأليفة. وشدد على أهمية زيارة الطبيب قبل السفر، لا سيما للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، للحصول على المشورة الطبية، والتطعيمات اللازمة، والتقارير الصحية التي قد تُطلب في بعض الوجهات. «أهمية التطعيمات الوقائية» وأوصى د. العوض بجمع معلومات مسبقة عن الحالة الصحية في البلد المقصود، خصوصًا الدول التي تستوطن فيها أمراض وبائية مثل التهاب الكبد الفيروسي، الحمى المالطية، وداء الكلب، وذلك بهدف اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، وتفادي أخطار العدوى. كما ان التطعيمات الوقائية تتوفر مجانًا في جميع مراكز مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وعددها 31 مركزًا صحيًا موزعة في مختلف مناطق الدولة. وتشمل أبرز التطعيمات: لقاح كوفيد-19- لقاح الحمى الشوكية- لقاح المكورات الرئوية- لقاح الحمى الصفراء- لقاح التيفوئيد- لقاح التهاب الكبد الوبائي أ- لقاح التيتانوس. ويُنصح المسافرون، خاصة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، بأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية ولقاح كوفيد-19 المحدث قبل السفر، لتقليل مخاطر العدوى. الإعداد لرحلة آمنة وينبغي على المسافرين اتخاذ عدد من الخطوات التحضيرية الصحية، منها مراجعة جدول التطعيمات وأخذ اللقاحات المطلوبة، وتجهيز حقيبة إسعافات أولية تحتوي على المطهرات، وأدوية المغص، ومسكنات الألم. والتأكد من اصطحاب كمية كافية من الأدوية الخاصة للحالات المزمنة (كالسكري والربو والضغط)، مع عدم اغفال الحصول على شهادة طبية لحالات مرضية تستدعي إبراز تقرير عند السفر. «الصحة أثناء السفر» وأشار الدكتور العوض إلى أن السفر، وخصوصًا عبر الطيران، قد يسبب بعض التغيرات الفسيولوجية التي تؤثر على صحة المسافرين، مثل نقص الأوكسجين واضطراب الساعة البيولوجية، مما قد يؤثر سلبًا على مرضى القلب، الرئة، أو من يعانون من الأنيميا الحادة.

قالت اخصائية التغذية منى عبدالله وراق من مركز مدينة خليفة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية انه مع ارتفاع درجات الحرارة، ينشط الجسم آلية التبريد عبر التعرق، ويؤدي ذلك إلى فقدان الماء والإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم، مما قد يُحدث اختلالًا في التوازن الداخلي، لا سيما في حال عدم تعويض السوائل المفقودة بالشكل الكافي. كما أن التنفس في الهواء الحار والجاف يزيد من تبخر الماء من الجسم، وهو ما يُعرف بالخسائر غير المحسوسة. وتقول منى: أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين الترطيب الجيد للبشرة وشرب كميات كافية من الماء، ما يؤدي إلى تحسين مرونة الجلد وتقليل الجفاف والتشققات الجلدية. وتوصي الأبحاث والدراسات بشرب ما لا يقل عن 2 إلى 3 لترات يوميًا (ما يعادل 8–12 كوبًا) وقد يحتاج الشخص إلى أكثر من ذلك في الصيف أو عند ممارسة مجهود بدني.

شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للسيجارة الإلكترونية على مستوى العالم، وسط ترويج متزايد لها كخيار «أقل ضررًا» من السجائر التقليدية، بل وكوسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين. إلا أن هذا الانتشار السريع يثير تساؤلات متزايدة حول مدى أمان هذه الأجهزة، وما إذا كانت تُعد حلاً حقيقيًا أم أنها تفتح الباب أمام مشكلة صحية جديدة تضاف إلى قائمة تحديات الصحة العامة. في هذا السياق، أوضح الدكتور أشرف بشير محجوب عبد الكريم، أخصائي طب المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن السيجارة الإلكترونية هي جهاز يعتمد على نظام كهربائي لتسخين سائل يحتوي عادة على النيكوتين، لينتج بخارًا يُستنشق بدلاً من الدخان الناتج عن حرق التبغ. وتتكون هذه الأجهزة عادة من ثلاثة مكونات رئيسية: البطارية، ومولد البخار، والسائل الإلكتروني الذي يضم مواد كيميائية مثل البروبيلين جليكول والجلسرين، إلى جانب النيكوتين. -مخاطر صحية مؤكدة ورغم أن السيجارة الإلكترونية لا تنتج القطران أو أول أكسيد الكربون، وهما من أبرز المكونات الضارة في السجائر التقليدية، فإن استخدامها لا يخلو من مخاطر صحية. إذ يحتوي السائل الإلكتروني على النيكوتين، وهو مادة شديدة الإدمان تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وتُسهم في رفع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب ومعدل التنفس. كما يؤدي إلى رفع مستويات السكر في الدم من خلال تحفيز إفراز هرمون الكورتيزول، ما يزيد من احتمالية الإصابة بداء السكري. ولا تقتصر الأضرار على ذلك، إذ إن النيكوتين يسبب انقباض الأوعية الدموية، ما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، كما يؤثر سلبًا على نمو دماغ الجنين لدى النساء الحوامل. أما استنشاق مواد مثل البروبيلين جليكول والجلسرين، فقد يؤدي إلى تهيج الجلد والعينين والجهاز التنفسي، خاصة لدى المصابين بالربو والأمراض التنفسية المزمنة.

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تصبح الوقاية من آثار الحر ضرورة ملحّة. وحرصًا على صحة وسلامة المجتمع، تقدم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مجموعة من النصائح المهمة للاستمتاع بصيف صحي وآمن. وأكدت الدكتورة جمانة صبره، أخصائية الأطفال بمركز معيذر الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أهمية شرب كميات كافية من الماء يوميًا، مشيرة إلى أن الكمية المثلى تبدأ من 8 أكواب (نحو لترين)، وتزداد لتصل إلى 3 أو 4 لترات في حالات النشاط البدني أو الأجواء شديدة الحرارة، حيث إن الماء يساهم في تنظيم حرارة الجسم، ويدعم الجهاز الهضمي، وهو أيضا وقاية من حصى الكلى. ونبّهت إلى أن العطش ليس المؤشر الوحيد لنقص السوائل، بل يُنصح بمراقبة لون البول؛ فكلما أصبح أغمق دلّ على حاجة الجسم للماء. ولجعل شرب الماء ممتعًا، يمكن إضافة شرائح الليمون أو الخيار أو أوراق النعناع المنعشة. كما يجب خلال فصل الصيف الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالماء، مثل البطيخ، التوت، الخيار، الفراولة، الكرفس، الخس، الكوسا، والشمندر. كما ينبغي تقليل المشروبات الغنية بالسكر والكافيين كالقهوة ومشروبات الطاقة، نظرًا لتأثيرها المدر للبول وزيادة خطر الجفاف. وأوصت د. جمانة بارتداء ملابس قطنية أو كتانية خفيفة وفضفاضة ذات ألوان فاتحة، لتقليل امتصاص الحرارة. كما شددت على ضرورة استخدام كريمات واقية من الشمس عند الخروج، وتجديدها كل ساعتين لضمان فعاليتها. وبالنسبة للأطفال، يمكن استخدام واقي الشمس بعد عمر ستة أشهر، شريطة أن يكون مخصصًا لهم. ويُفضّل تفادي الخروج في أوقات الذروة من الساعة 10 صباحًا حتى 4 مساءً، حيث إن التعرض الطويل لأشعة الشمس المباشرة قد يؤدي إلى ضربة شمس، لذا يُنصح باللجوء إلى الظل أو الأماكن المكيفة خلال هذه الفترات، خصوصًا عند ممارسة التمارين الرياضية أو النشاطات الخارجية.