رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعد الأسرة البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى منها أولى خبراته الاجتماعية والنفسية. ويتأثر الطفل بدرجة كبيرة بجو الأسرة، خاصة بالعلاقة بين الوالدين. من أكثر السلوكيات تأثيرًا على الأطفال هو الصوت المرتفع أو الصراخ بين الزوجين أمام الأبناء، والذي قد يترك آثارًا عميقة على النمو الانفعالي والاستقرار النفسي وتقدير الذات لدي الطفل. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لمشاهد نزاع مرتفع الصوت بين والديهم، يعانون من القلق، التوتر، وصعوبات في التكيف الاجتماعي حيث يُعد التواصل اللفظي أحد أهم مكونات التفاعل الأسري. وعندما يتحول الصوت المرتفع إلى وسيلة تعبير يومية بين الزوجين، يشعر الطفل بعدم الأمان العاطفي، إذ يربط الأصوات العالية بالخطر أو الرفض. طبقًا لنظرية “التعلّم بالملاحظة” لـ “باندورا” (Bandura, 1977)، يتعلم الأطفال السلوك من خلال تقليد النماذج أمامهم، أي أن الطفل الذي يرى والديه يصرخان باستمرار، قد يتعلم أن الصراخ هو الأسلوب الطبيعي لحل الخلافات. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعيشون في أجواء أسرية يسودها الصوت المرتفع، يعانون من انخفاض تقدير الذات وشعور دائم بالخوف أو الذنب وصعوبات في التركيز والتحصيل الدراسي نتيجة التوتر وأيضا اضطرابات سلوكية مثل العدوانية، أو الانسحاب الاجتماعي ونمو مشاعر الغضب أو الكراهية تجاه أحد الوالدين في حال استمرار النزاع الصوتي. من التأثيرات الفسيولوجية للصوت المرتفع عند سماع الأصوات العالية، يستجيب جسم الطفل بإفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية (WHO، 2023) أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات صاخبة يعانون من مشكلات في السمع وتراجع في جودة النوم بنسبة تصل إلى 30% أكثر من أقرانهم في البيئات الهادئة. كما أن الجهاز العصبي للطفل أكثر حساسية من البالغين، مما يجعله عرضة للتأثر السريع بالصوت المرتفع الذي قد يؤدي إلى إجهاد عصبي مزمن يؤثر على نمو الدماغ. نصائح للزوجين لحماية الأبناء من أثر الصوت المرتفع- اختيار الوقت المناسب للنقاش- الاتفاق على لغة هادئة للحوار- الابتعاد عن الجدال أمام الأبناء - التعبير عن الغضب بطرق صحية - تعويض الطفل بعد الموقف - غرس ثقافة الاحترام في المنزل - تعليم الطفل مهارات التواصل السليم. إن رفع الصوت بين الزوجين أمام الأبناء ليس مجرد تعبير عن الغضب، بل هو تجربة نفسية مؤذية تترك بصمات طويلة المدى في وجدان الطفل. فالكلمة العالية تُحدث جرحًا غير مرئي في شخصية الطفل قد يظهر لاحقًا في صورة سلوكيات سلبية أو اضطرابات انفعالية. لذا فإن الوعي الأسري والتربية القائمة على الهدوء والاحترام تمثل حجر الأساس لبناء جيل متوازن نفسيًا واجتماعيًا.
561
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...
7071
| 14 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
2991
| 20 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2856
| 16 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
2745
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2562
| 21 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2313
| 16 أكتوبر 2025
قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....
1623
| 14 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1401
| 16 أكتوبر 2025
الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...
1251
| 14 أكتوبر 2025
لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...
1128
| 14 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
966
| 20 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
903
| 21 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية