رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تلك بضاعة فاسدة

إن هدي الإسلام الحقيقي يولي أهمية خاصة لبناء الذات فهو يركز على حب التعلم والتعليم والمعرفة العقلية والنقلية ، والاهتمام بالنواحي الثقافية التي تنتج جيلا يكتسب الخبرات التعليمية بما يجعله عنصرا مفيدا في مجتمعه ، ولا يتحقق هدا النفع إلا إذا توج بالقيم الإسلامية ، فالعلم والذكاء أشياء لا تعاب ولا تكره إلا إذا امتزجت بجحود أو اقترنت بضلال ومعصية وبعد عن الهدف وامتلأ صاحبها بالعجب والتيه ، فتؤدي به إلى الضلال وتورده المهالك وتكون سببا في خلوده في النار والعياذ بالله، فإن الذي يتطاول بعلمه أو يتكبر بماله أو يغتر بذاته دائما يبتليه الله بنكبات لا مخرج منها إلا بجهود خاصة تناسب عبقريته وفطنته فقد وكله الله لنفسه ومنع الارتواء عن بستان قلبه فلا سند له ولا ظهير ، فهو برأسه يدبر حاله كما كان يظن أنه ملك الدنيا وبيده زمام الأمور، فإن الله تعالى يوكله إلى نفسه أما من ستر نفسه برداء الطاعة فقد دخل حصن الله الحصين ونوره المبين الذي من دخله كان من الآمنين، فإن لدى الأعداء بضاعة يقدمونها ويصدرونها إلى الضعاف وهي كل ما يسلب الأخلاق ويدمر القيم ويذل الأمة ويخدر شبابها ويميع أبناءها ، فهم يقلدون غيرهم في كثير من أمور الحياة والاستهتار والانحلال وفي التخلي عن الروابط الاجتماعية والجرأة على المحرمات الشرعية.إن أعداء الأمة يضربون من قوس واحدة ليحققوا ما يهدفون إليه من تمييع أبناء الإسلام وإخراجهم من قيمهم وآدابهم، فغزوهم شاملا في العقيدة والاقتصاد والتعليم، لذا فعلينا أمة الإسلام جميعا أن نكسر هذه الأغلال ونحطم هذه القيود، فديننا الإسلامي ثري بتعليماته وآدابه وقيمه مما يحقق لنا الرفعة والكمال يقول تعالى(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)الأنعام :153، فلتكن أيها الشاب خلقك القرآن ومنهجك الإسلام وشريعتك وأحكامك الفرقان، ولتكن مميزا في كل شؤون حياتك تظهر عليك علامات الإسلام وأمارات التقوى وصفات المسلم الذي يعتز بالقرآن وآدابه ويكون مثله وقدوته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتستطيع محاربة جميع المظاهر السلوكية المنافية لقيم الإسلام وتعاليمه، فتكون عنصرا بناء فعالا نافعا فلو سلمت للمسلم شخصيته الأصيلة ، وسلمت له مناهله الفكرية والروحية التي يستمدها من مبادئ الدين الحنيف من خلال القيم والمثل العليا التي ينبغي أن تغرس في أركان وجنبات كيان الأمة فتحقق لأمتك هويتها التي بها أخرجت للناس فكانت خير الأمم، إن أصول التربية السليمة وقواعدها الصحيحة تهدف إلى تربية الإنسان الصالح الذي يقوم برسالته على الوجه الأكمل بحيث تجعله قادرا على التحكم في نفسه وضبط تصرفاته والحرص على احترام القيم الأخلاقية والمثل العليا التي يحيا لها ويحرص على الالتزام بها، فلقد حرص الهدي النبوي على الوصية بالشباب فعلى الجميع أن يستوصوا بالشباب خيرا لكي يكونوا خير قدوة للعمل الجاد القائم على الإصلاح والإخلاص الصادق، فيحرصون على تلبية نداء الحق والخير وحماية المجتمع من عوامل الفساد والضعف والابتذال والتخلف، ويعملون على تطوير مجتمعه والدعوة إلى البناء والإصلاح والصدق مع النفس لكي يعيش الفرد حياته على جانب من الالتزام والمسؤولية بحيث يكون صادقا مع نفسه ومع غيره ومع عمله ومجتمعه لا يخاف إلا الله، عندئذ يستطيع كل فرد يؤدي دوره المنوط إليه فيصلح المجتمع ويصلح حال الناس، فوسائل التقنية الإعلامية بمفهومها العام تعد من أهم الوسائل الأكثر تأثيرا في الفرد و المجتمع، مما يجعل لها الأهمية البالغة فيما يبثه وينشره على أسماع الجميع حيث يشكل قوالب للفكر والرأي والأخبار ، فقد ظهرت هذه القوالب مع النهضة الثقافية والعلمية لتصبح أحد أهم خطوط الصياغة الفكرية، ولا ينكر أحد أن لوسائل الاتصال دورا كبيرا في عالم اليوم تتفاوت شدته حسب المجتمعات ومدى انتشار الإعلام فيها.

726

| 31 مارس 2016

الحجاب رمز العفة

إن الإيمان بالله سبحانه ينشئ في القلب مراقبة الحق سبحانه وتعالى على كل حال فلا تجرؤ الجوارح على الإقدام على مخالفة أمره أو اقتراف نهيه وثمرة الإيمان هذه هي ما يثبت المسلمة العفيفة على حجابها كما أمرها الله سبحانه وإن عاشت بحجابها الشرعي غريبة بين السافرات فهي تراقب الله وحده وترجو الثواب منه وحده وتدرك أن حجابها مع أنه ذخر لها في الآخرة هو سر عفتها وحصن فضيلتها وتاج شرفها ووقارها، فمن الطامة الكبرى في هذا الزمن محاولة البعض التشكيك في واجبات الدين لذا يحاول المغرضون أن يفرغوا الإسلام من طهارته وعفته وصرف نظر أبنائه عنه فيبدأ المنافقون والمرجفون التحدث عن الحجاب بأنه رجعية وتخلف.فإن أعظم مظاهر العفاف في الأخت المسلمة هو الحجاب فهو ينطوي على كل مفردات الطهارة والحياء ويشمل كل معاني الفضيلة والنقاء، فما العفاف إلا الحجاب، فليس هو بعادة أملتها ظروف الحياة كما يظن البعض ولا تراث يميز المجتمعات، وإنما هو عبادة يتقرب بها إلى الله ويبتغى به وجهه ولا تهزها عاصفة التيارات ولا يزحزحها صراع الحضارات لأنها جزء من الدين يحفظ على المسلمين عفتهم ويحرس فضيلتهم ويحمي أعراضهم، فالمرأة المسلمة التي نهلت من معين الإسلام الصافي ونشأت في جوه الوارف الظليل، لا تلتزم الحجاب الشرعي تقليدا وعادة بل تلتزمه وقلبها مطمئن بالإيمان إنه أمر من الله عز وجل ونفسها ممتلئة بالاقتناع أنه دين أنزله الله لصيانة المرأة المسلمة وتمييزا لشخصيتها، وإبعادا لها عن مزالق الفتنة ومواطن الرذيلة ومهاوي الضلال، فهي تتقبله بنفس راضية وقلب مطمئن واقتناع راسخ، كما تقبلته نساء المهاجرين والأنصار يوم أنزل الله فيه حكمه القاطع وأمره الحكيم وإن إصرار كثير من التجمعات البشرية المعاصرة على تكشف المرأة وعريها دليل الانحراف والشرود والابتعاد عن هدى الله،لا في بلاد المسلمين فحسب بل في بلاد العالم قاطبة، فالمسلمون الذين يتعبدون بتلاوة كتاب ربهم الثابت المحكم المحفوظ آناء الليل وأطراف النهار، لا يمكن أن يرضوا بهذا الانحراف لأن نصوصه القاطعة من كتاب وسنة تقرع أسماعهم دوما محذرة المخالفين عن أمر الله ورسوله متوعدة إياهم بالفتنة في الحياة الدنيا وبالعذاب الأليم في الآخرة يقول الله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) النور:63.إن صلاح المرأة مرتبط أساسا بعودة المجتمع إلى هدي الإسلام وتعاليمه وفي بلوغنا القيم الإيمانية التي تجعلنا نحيا في سبيل الله حياة ربانية كاملة في أقوالنا وأفعالنا ومشاعرنا وأذواقنا، وانطلاقا من غاية التربية الإسلامية ومناهجها المبنية على تكوين الفرد الصالح في نفسه المصلح لما استرعي عليه، وقد استرعيت المرأة على البيت المسلم الذي يمثل بحق نواة مصغرة للمجتمع كله بل الحياة بأسرها.فإننا نعيش في عصر طمس الحقائق، عصر يتربع فيه الشيطان على عرشه ويستعد للاعتزال بعدما رأى من فاقه في حب الخطيئة ونشرها بين الناس، ولذلك لا تستغرب أن ترى محجبات آخر الزمان وهن يضعن أطنانا من المساحيق على وجوههن وقد أرخين الحجاب ليرى النحر وما علق به من العقود، إذ أنكرتها فسيقولون لك لا تتدخل بالأمور الشخصية، ولكنهم لو يرون محجبة قد لبست ما يجب على المحجبة لبسه من لباس العفاف والستر بجميع شروطه، وقد تنقبت لقالوا عنها بأن هذه متزمتة متعنتة متخلفة إلى آخر ما في قاموس الشتم والاستهزاء وهذا من مظاهر عصر الانحطاط الذي تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم والذي سيصبح فيه المنكر معروفا والمعروف منكرا، فلا تخرج من بيتها أو تظهر أمام الرجال غير المحارم متعطرة متبرجة بزينة لأنها تعلم أن ذلك حرام بنص القرآن القاطع يقول الله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن) النور: 31.

3464

| 24 مارس 2016

وقل لهما قولاً كريما

إن المسلم الحق إنسان بار بالوالدين يحيطهما بأجمل مظاهر الاحترام والتقدير، يقوم لهما إذا قدما على مجلسه وينكب على أيديهما تقبيلا ، يغض من صوته أمامهما تأدبا منهما وإجلالا لهما ويخفض لهما من جناحه، وينتقي العبارات المهذبة اللطيفة في حديثه معهما، فلا يجري على لسانه لفظ ناب أو عبارة خشنة جارحة ولا يبدو منه في تعامله معهما فعل عار عن أدب التوقير والتكريم والإجلال مهما تكن الظروف والأحوال، فالوالدان هما سببا وجود الإنسان ولهما عليه غاية البر والأنعام بالعطف والحنان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فالوالد بالإنفاق والوالدة بالولادة والإشفاق فالله سبحانه وتعالى له نعمة الخلق والإيجاد، ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد ، يقول حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ثلاث آيات مقرونات بثلاث، ولا تقبل واحدة بغير قرينتها قوله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه، وقوله(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) فمن صلى ولم يزل لم يقبل منه وقوله(أن اشكر لي ولوالديك) فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه، إن الأم حملت وليدها في أحشائها وهنا من بعد وهن لا يزيدها نموه إلا ضعفا فوق ضعف، حملته كرها ووضعته كرها.إن الأم تعلق آمالها على هذا الطفل الوليد فرحت بمقدمه فتناست آلامها وضعفها ورأت فيه بهجة الحياة وزينتها وزادها بالدنيا حرصا وتعلقا، ثم شغلت بخدمته ليلها ونهارها تغذيه بصحتها وتريحه بتعبها طعامه درها، وبيته حجرها ومركبه يداها وصدرها، تحوطه وترعاه تجوع ليشبع وتسهر لينام، فهي به رحيمة وعليه شفيقة إذا غابت دعاها وإذا أعرضت عنه ناجاها، وإن أصابه مكروه استغاث بها، يحسب أن كل الخير عندها وأن الشر لا يصل إليه إذا ضمته إلى صدرها، أما الأب فالابن له قرة عين ومهجة فؤاد يكَد ويسعى، ويدفع بصنوف الأذى بحثاً عن لقمة العيش لينفق عليه ويربيه إذا دخل عليه هش وإذا اقبل إليه بش، وإذا حضر تعلق به وإذا أقبل عليه احتضنه ، فالإحباط كل الإحباط أن يفاجأ الوالدان بالتنكر للجميل وقد كانا يتطلعان للإحسان ويؤملان الصلة بالمعروف، فإذا بهذا الولد يتخاذل ويتناسى ضعفه وطفولته ويعجب بشأنه وفتوته، ويغره تعليمه وثقافته ويترفع بجاهه ومرتبته، يؤذيهما بالتأفف والتبرم ويجاهرهما بالسوء وفحش القول، يقهرهما وينهرهما يريدان حياته ويريد موتهما، كأني بهما وقد تمنيا أن لو كانا عقيمين تئن لحالهما الفضيلة وتبكي من أجلهما المروءة، إن المتدبر للتوجيهات الربانية واللفتات النبوية الشريفة ،لا يسعه إلا أن يكون أبر خلق الله بوالديه في كل حال وفي كل آن وهذا ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم بإحسان ،فقد سأل رجل سعيد بن المسيب رضي الله عنه قائلا :لقد فهمت آية بر الوالدين كلها إلا قول الله تعالى (وقل لهما قولا كريما )فكيف يكون القول الكريم ؟فأجابه سعيد :يعني يخاطبهما كما يخاطب العبد سيده وكان ابن سيرين رضي الله عنه يكلم والدته بصوت ضعيف كأنه صوت مريض إجلالا لها واحتراما، يقول تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) الإسراء 23، وإنه للربط المحكم بين عبادة الله وبر الوالدين ، وفي ذلك رفع لقيمة الوالدين وإعلاء لشأنهما إلى حد لم يستطع الحكماء والمصلحون وعلماء الأخلاق بلوغ شأنه في يوم من الأيام ولا يكتفي سياق الآية برسم هذه الصورة الوضيئة السامية لبر الوالدين ، بل يستجيش وجدان الرحمة والعطف والبر في نفوس الأبناء في تعبير وجداني رقيق ودود يقطر رقة وسلاسة وأنسا فحذار حذار أن تخرج منك كلمة تذمر أو ملل أو ضيق ولينطلق لسانك لاهجا على ما قدما لك من يد لا تنسى ومعروف وجميل لا يمحى.

2634

| 17 مارس 2016

لغتنا شجرة طيبة (2)

إن الحديث عن اللغة العربية له شجون خاصة، فلها قيمة جوهرية في حياة كل أمة، فهي الأداة التي تحمل الأفكار وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، وهي الترسانة التي تحمي الأمة وتحفظ هويتها وكيانها ووجودها وتحميها من الضياع والذوبان في الحضارات والأمم الأخرى، لذلك لم يكن هناك سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان العربي المبين، وصارت معرفته من الدين وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعائر الدين وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم، ولغتنا العربية هي سيدة اللغات وهي أجمل وأرقى وأعظم لغة في العالم على الإطلاق، فلا تجاريها وتعادلها أي لغة أخرى في الدقة والروعة والجمال، وهي هوية ولسان الأمة العربية، وهي لغة الأدب والعلم، وهي لغة الحياة بكل معانيها وهي لغة الضاد، وهي اللغة التي شاء الله عز وجل أن تكون لغة كتابه الكريم، فالله سبحانه وتعالى اصطفاها لتكون لغة كتابه العزيز الذي خاطب به البشرية جمعاء على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك ليس العرب وحدهم هم المطالبون بالحفاظ على العربية وتعلمها، وإنما المسلمون جميعا مطالبون بتعلمها والحفاظ عليها، فاللغة العربية لغة القرآن والدين، ولا يتم فهم القرآن وتعلم هذا الدين إلا بتعلم العربية، مما يزيدنا شوقا للحفاظ عليها والاهتمام بها وتطبيقها في حياتنا لنزداد عزا بها وبالمحافظة عليها. لغتنا شجرة طيبة فروعها مثمرة، فهي بحر زاخر من الألفاظ والمعاني والتراكيب، فهي أوسع لغات العالم بالمفردات والتراكيب، وفيها مدرج صوتي واسع تتوزع فيه مخارج الحروف توزيعا متعادلا من الشفتين إلى أقصى الحلق، فهي لغة التخاطب ولغة الأدب ولغة العلم، بالاضافة إلى أنها لغة العبادة اليومية لكل المسلمين، إذ من المحتوم على المسلمين جميعا أينما كانوا ومهما كانت لغاتهم وأجناسهم ومواطنهم، أن يتعلموا اللغة العربية، وذلك لأن العبادة من صلاة وتلاوة للقرآن الكريم لا تتم إلا باللغة العربية التي أنزل بها القرآن الكريم، فقد خلد الإسلام اللغة العربية حين نزل القرآن بلسان عربي مبين وضمن الله تعالى لها الخلود بقوله الحق سبحانه وتعالى: (إنا نحن نزل الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9، فحفظ القرآن يستلزم حفظ لغته التي نزل بها، فقد زاد الإسلام في لغة العرب رونقا ومتعة، إنه جعلها لغة عالمية غير مقصورة على إقليم معين، يحرص كل مسلم على وجه الأرض على تعلمها ليقرأ بها القرآن في صلاته، وقد انتشرت مع انتشار الإسلام وتبوأت مركز الصدارة في أنحاء العالم المعروفة وقتها وفي شتى فنون المعرفة، واستوعبت حضارات الأمم المختلفة وثقافاتهم، وزادتها وعدلت فيها وابتكرت لتقدمها للعالم فنونا وآدابا وعلوما واختراعات وأنظمة وقوانين ومعارف شتى، فقد نهل العالم من معينها الذي لا ينضب أجيالا بعد أجيال، واستمد منها البشر ما شاء لهم الله أن يستمدوا، وكانت المنارة التي استضاءت بها البشرية، فإن هذا التشريف للغتنا العربية الجميلة هو ما أنزلها منزلة سامية لدى كل من ارتضى الإسلام دينا، فهل وعى العرب والمسلمون أهمية لغتهم وارتباطها بالقرآن الكريم، فبادورا بدراستها والحفاظ عليها، فمن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة، اعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم واللغة العربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي الوسيلة الكبرى لإحراز الفضائل والمروءة وسائر أنواع المناقب.

288

| 10 مارس 2016

لغتنا شجرة طيبة (2)

إن الحديث عن اللغة العربية له شجون خاصة، فلها قيمة جوهرية في حياة كل أمة، فهي الأداة التي تحمل الأفكار وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، وهي الترسانة التي تحمي الأمة وتحفظ هويتها وكيانها ووجودها وتحميها من الضياع والذوبان في الحضارات والأمم الأخرى، لذلك لم يكن هناك سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان العربي المبين، وصارت معرفته من الدين وصار اعتياد التكلم به أسهل على اهل الدين في معرفة دين الله، واقرب إلى إقامة شعائر الدين وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم، ولغتنا العربية هي سيدة اللغات وهي أجمل وأرقى وأعظم لغة في العالم على الإطلاق، فلا تجاريها وتعادلها أي لغة أخرى في الدقة والروعة والجمال، وهي هوية ولسان الأمة العربية وهي لغة الأدب والعلم، وهي لغة الحياة بكل معانيها وهي لغة الضاد، وهي اللغة التي شاء الله عز وجل أن تكون لغة كتابه الكريم، فالله سبحانه وتعالى اصطفاها لتكون لغة كتابه العزيز الذي خاطب به البشرية جمعاء على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك ليس العرب وحدهم هم المطالبون بالحفاظ على العربية وتعلمها، وإنما المسلمون جميعا مطالبون بتعلمها والحفاظ عليها، فاللغة العربية لغة القرآن والدين، ولا يتم فهم القرآن وتعلم هذا الدين إلا بتعلم العربية، مما يزيدنا شوقنا للحفاظ عليها والاهتمام بها وتطبيقها في حياتنا لنزداد عزا بها وبالمحافظة عليها.لغتنا شجرة طيبة فروعها مثمرة فهي بحر زاخر من الألفاظ والمعاني والتراكيب، فهي أوسع لغات العالم بالمفردات والتراكيب، وفيها مدرج صوتي واسع تتوزع فيه مخارج الحروف توزيعا متعادلا من الشفتين إلى أقصى الحلق، فهي لغة التخاطب ولغة الادب ولغة العلم، بالاضافة إلى انها لغة العبادة اليومية لكل المسلمين، فمن المحتوم على المسلمين جميعا أينما كانوا ومهما كانت لغاتهم وأجناسهم ومواطنهم إن يتعلموا اللغة العربية، وذلك لأن العبادة من صلاة وتلاوة للقرآن الكريم لا تتم إلا باللغة العربية التي أنزل بها القرآن الكريم، فقد خلد الاسلام اللغة العربية حين نزل القرآن بلسان عربي مبين، وضمن الله تعالى لها الخلود بقوله الحق سبحانه وتعالى (إنّا نحن نزل الذكر وإنّا له لحافظون) الحجر 9، فحفظ القرآن يستلزم حفظ لغته التي نزل بها، فقد زاد الاسلام في لغة العرب رونقا ومتعة أن جعلها لغة عالمية غير مقصورة على اقليم معين ويحرص كل مسلم على وجه الارض على تعلمها ليقرأ بها القرآن في صلاته، وقد انتشرت مع انتشار الإسلام وتبوأت مركز الصدارة في أنحاء العالم المعروفة وقتها وفي شتى فنون المعرفة، واستوعبت حضارات الأمم المختلفة وثقافاتهم، وزادتها وعدلت فيها وابتكرت لتقدمها للعالم فنونا وآدابا وعلوما واختراعات وأنظمة وقوانين ومعارف شتى، فقد نهل العالم من معينها الذي لا ينضب أجيالا بعد أجيال، واستمد منها البشر ما شاء لهم الله أن يستمدوا، وكانت المنارة التي استضاءت بها البشرية، فإن هذا التشريف للغتنا العربية الجميلة هو ما أنزلها منزلة سامية لدى كل من ارتضى الاسلام دينا، فهل وعى العرب والمسلمون اهمية لغتهم وارتباطها بالقرآن الكريم فبادور بدراستها والحفاظ عليها، فمن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة، اعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم واللغة العربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي الوسيلة الكبرى لإحراز الفضائل والمروءة وسائر أنواع المناقب.

373

| 03 مارس 2016

لغتنا شجرة طيبة

تعتبر اللغة العربية إحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، فهي لغة الإسلام ولغة القرآن المجيد ولغة الحديث الشريف، لغة التدوين والتأليف في الإسلام لغة التخاطب والتفاهم بين سائر المسلمين في الدنيا والآخرة، فهي الصلة بين الله تعالى وعباده وبين رسوله وأمته وبين شرعه وعباده، وبين الأوائل والأواخر وبين الغائبين والحاضرين، فهي تحفظ كيان الأمة العربية وتبرز هويتها، وتحميها من الضياع بين سائر الأمم والحضارات الأخرى، فلقد أنزل الله عز وجل كتابه الكريم باللسان العربي المبين، وجعل رسوله صلى الله عليه وسلم مبلغا الكتاب والحكمة بمنطقه العربي الفصيح وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به ومتحدثين بلغته الفصحى ولم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان العربي المبين وصارت معرفته من الدين، وصار اعتياد التكلم به أسهل على اهل الدين في معرفة دين الله واقرب إلى إقامة شعائر الدين وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم.إن التحدث باللغة العربية الفصحى يؤثر على العقل والخلق والدين، فهي تنمي العقل وتؤدي إلى استيعاب الأمور، وبالتالي فالمرء يعمل على رفعة الخلق، والتمسك بالدين بسبب فهم الشريعة عن طريق اللغة العربية، فقد انتشرت حيث انتشر الإسلام وكما انتصر الإسلام على سائر الأديان في البلاد التي فتحها كذلك انتصرت معه اللغة العربية على اللغات الأخرى التي انقرض معظمها وصارت في عداد اللغات الميتة وكفى لغتنا العربية فخرا أن خصها الله تعالى لتكون لغة القرآن الكريم من بين لغات العالم كافة، يقول الله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها) الشورى:7، وهذا أبلغ دليل على عدم ضياع لغتنا لأن الله حفظها لكنها اضمحلت على أيدينا وبسببنا نحن لأننا أهملناها وابتعدنا عنها لنتقرب من لغات لا طعم لها ومصطلحات لا نفهم لها معنى، فكان بعدنا عن لغتنا هو مأساتنا الحقيقية، فلو أن للغة العربية لسانا لنطقت وقالت أهنتموني وضيعتموني في زمنكم هذا، حقا وصلت لغتنا إلى أن أصبحت لغة هجين ضاعت هيبتها وجمالها وملامحها بين اللغات الأوروبية كالإنجليزية والفرنسية وبين اللغة العامية، إن لغتنا شجرة طيبة جذورها نحو وأشعار وبحور، وجذعها بلاغة وإطناب وجناس، وأغصانها سجع وكناية، وثمارها مدح وتورية وهجاء، لقد أدرك العالم بإثره الترابط الوثيق بين اللغة العربية والدين الإسلامي وعرفوا أن الإسلام لا يفهم إلا باللغة العربية وأدركوا أن اللغة العربية ركن جوهري من القرآن الكريم وأن اللغة العربية أساسا في قدرة الشريعة الإسلامية على حل مشكلات الحياة ومتطلباتها ومن العوامل الكبرى في تمكين فكرة الوحدة الاسلامية وأنها وشيجة قوية من وشائج الأخوة الاسلامية من الشرق إلى الغرب.

337

| 25 فبراير 2016

التمس لأخيك العذر

إن الله تعالى اختص أمة الإسلام بالقرآن العظيم والحبل المتين الذي أنزله الله تعالى تبيانا لكل شيء وهاديا للتي هي أقوم ، فشمل أسس الأحكام وكليات الشريعة وقواعد الملة، فجعل من خصائص الدين شموليته في تناوله للأمور من جميع زواياها وأطرافها ومقوماتها، فالمنهج الإسلامي انطلاقة للحياة على الأرض وليس مجموعة من الكلمات والتعاليم التي تضمها الأوراق أو تتناقلها الألسنة، فهو وحدة لا تنفصم ولا تتقطع أوصالها بل يشمل الاعتقاد في الضمير والتنظيم في الحياة بترابط وتداخل لا يمكن فصله أو تقطيعه لأن فصله تمزيق وإفساد للدين، فكم مرة ظلمنا أحبة لنا دون أن نعلم خلفيات ظروفهم و أسباب تصرفاتهم لماذا نطلق الحكم قبل أن نعرف الأسباب و ونفهم الظروف ، فالخطأ سلوك بشري لا بد ان نقع فيه حكماء كنا او جهلاء فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيرا فنكبره و نضخمه ولابد من معالجة الخطأ بحكمة وروية وأيا كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت وآخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء، فشخصية المسلم ترتكز على الإيمان والبر والتقوى وعلى مسئولية الاختيار والصدق والتسامح والتعاون والقناعة، وكثير من هذه الخصال تشجع على إنماء الشخصية واكتمالها بقصد السعادة النفسية الشاملة التي تحقق للمسلم حياة آمنة مطمئنة ونجاة من الشدائد يوم القيامة.قال أحد الصالحين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذر، وحينما تجد إنسانا عصبيا سريع الاشتعال، فتأكد أن ضغطا ما أو ظرفا اضطراريا قد كسر قلبه وأدماه، لذلك اقول دائما التمسوا العذر لأحبتكم ،فلا تعلمون ما بداخلهم إذا رأيت علاقة ناجحة بين اثنين فاعلم انه ليس شرط انهم متفقون في جميع الأمور ولكن تأكد ان واحد منهم يتحمل الاخر، وإذا رأيت شخصا يسامحك كثيرا فاعلم إنه يحترمك لدرجة كبيرة ولا يريد أن يخسرك فلا تتمادى بأخطائك، فالناس أذواق مختلفة فلو أن ذوقك مثل هذا وذاك لانعدمت لذة إعجابك بأحدهم ثم فقدت أنت بصمتك، إن النملة إذا وضعت أُصبعك أمامها وهي تسير لا تقف بل تحاول تغيير اتجاهها وتستمر في طريقها، فما بال أحدنا يضرب برأسه إذا حصل له عائق ولا يفكر في تغيير طريقه ما دامت الإمكانات تسمح والهدف يقبل،فإن الخالق سبحانه وتعالى يعفو عن المخطئ ولربما أنه يكون قد فعل ذلك بغير قصد فيرفع الله عن العبد المخطئ الحرج والإثم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه) رواه ابن ماجة، فلقد كانت الأمم السابقة تؤاخذ على أخطائها وتحاسب على جميع أفعالها، دون أن تكون مبررات الجهل أو النسيان شفيعة لهم أو سببا في التجاوز عنهم، في حين أن هذه الأغلال قد رفعت عن هذه الأمة استجابةً لدعائهم ورحمةً من الله بهم، كما جاء ذلك في قول الله تعالى:(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)البقرة : 286 ، فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا عبادة نؤجر عليها، فالابتسامة لا تشتري لك خبزا لكنها تشتري لك أرواحا، ففي مكة نختلط رجال ونساء ويبقى بيننا الادب الرباني، فعش عفويتك تاركا للناس إثم الظنون، فلك أجرهم ولهم ذنب ما يعتقدون، فالنهاية السعيدة هي الوقوف على باب الجنة في انتظار إذن الدخول ، انتبه لأسلوبك في الاعتذار فانتزاع السهم من الجرح أوجع من اختراقه فأنت تريد الستر عندما تخطئ وهم كذلك يريدون الستر عندما يخطئون، فلا تفضح أحدا أبدا لكي تنال ستر الله عليك.

3828

| 18 فبراير 2016

أعلى درجات الرجولة

إن المرء القوي يستخدم قوته فيما يحب الله تعالى ورسوله؛ لأن المؤمن القوي في بنيته يستطيع أن يؤدي العبادات التي فرضها الله عليه ويستطيع أن يقوم بالنوافل التي تقربه من ربه، مما يجعله يستطيع أن ينفع الناس، وأن يعينهم على الخير، فالقوة إذا سخرت في الإيمان ما أروعها، لذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام لم يفصل القوة عن الإيمان، إذ لو انفصلت لكانت القوة أداة شر وأداة تدمير، فالقوة يجب أن يسبقها الإيمان كي توجه توجيها صحيحا، فإذا كان إنسان قويا رياضيا واستخدم هذه القوة للعدوان على الناس أو لإرهابهم، أو لأخذ ما ليس له بحق، فإنها قوة شريرة، ولذا فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، لا يصدر عنه فعل قبيح يؤذي به الناس، بل تجده يحرص أشد الحرص على التحلي بحسن الخلق ونفع الناس، وأن يكون كالنخلة التي يرميها الناس بالحجارة فترميهم بالثمار، لذلك تجده دائما يزن الأمور بميزان الأخلاق والإيمان، ولا يقصر في حق أحد لأنه يعلم أن ربط البواعث الخلقية بالإيمان بالله تعالى، ويعلم أن الله عز وجل مطلع على الخفي من الأسرار فيستحي منه، قبل حيائه من الناس المطلعين على الظاهر من أخباره، وهذا الحياء من الله هو مفرق الطريق بين أخلاق المسلم وأخلاق غير المسلم.فإن منازل الرجال في الآخرة من السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في الدنيا وتقربهم فيها بالإيمان والعمل الصالح، فابدأ كما ولدتك أمك حرا طليقا من أسر الهوى نظيفا من الذنوب والآثام، ولتكن صاحب نفس راضية وقلب مطمئن يطفئ لوعة المعصية بالتوبة الإنابة والخشية لله تعالى يبهر العقول بأدبه الجم وأخلاقه السامية التي حقا يقال عنها إنها أخلاق الرجال الذين يعطون لكل ذي حق حقه، فلا يطغي حق على آخر، فلا يكون مفرطا في مسؤوليته وإنما يزن الأحوال بميزان الدين والإيمان، ويعتبر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الكيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله) رواه الترمذي، فقلوب الرجال متفتحة دوما إلى الاستغفار والإنابة مستروحة نسمات الطاعة والهداية، فلا تكن سلبيا أمعه وتقول لنفسك إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، ولكن لابد أن تكون لك وقفة مع نفسك وتأخذك الحسرة على ذنوبك وتبكي عليها ليلك نهارك وتصحبك موجات من الندم وتبيت ليلك تتأوه حزنا وألما على ذنبك وتتضرع إلى الحكيم الخبير وتسارع إليه بالتوبة قبل فوات الأوان، ولا تجعل هذه النشوة المؤقتة تذهب بك إلى منزلق خطير وتطيش بك إلى منحدر سحيق حيث التمرغ بأوحال الخطايا والآثام فتنسيك نفسك وتفسد عليك أمرك وتكون من أصحاب قول الله تعالى (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) الحشر 19، فالرجل الحق هو الذي يلجأ إلى ربه الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل ولابد أن يعلم مهما كانت ذنوبه عظيمة فإن الله يغفرها جميعا ما لم يشرك به وليعلم أيضا أن الحسنات يذهبن السيئات، وأن معرفة الله أول طريق السالكين ومنطقة سبيل المسترشدين والحصانة من كل سوء والأمان من كل زيغ، إنها أزكى التحيات وأجملها وأطيبها وأنداها، لذلك المؤمن الذي خشع قلبه لربه وتحلى بالتقوى في زمانه فسار على درب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ذاك إلا تحت قوله تعالى (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطَّهرين) التوبة 108.

2490

| 11 فبراير 2016

مفلس الدنيا ومفلس الآخرة

عندما يصاب المرء بضيق في العيش يضجر وتضيق نفسه ويوصف بالمفلس، وهو الذي ليس عنده درهم ولادينار كما أجاب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سئلوا عن المفلس، ولكن هناك مفلس الآخرة وهو من لايستفيد من حسناته بسبب اعتداءاته، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" رواه مسلم، فالرجل العظيم حقا كلما حلق في آفاق الكمال اتسع صدره وامتد حلمه وعذر الناس من أنفسهم والتمس المبررات لأخطائهم، فإذا عدا عليه أحدهم يريد تجريحه نظر إليه من قمته كما ينظر الفيلسوف إلى صبيان يعبثون في الطريق وقد يرمونه بالأحجار، فقد تتفاوت درجات الناس في الثبات أمام المثيرات فمنهم من تستخدمه التوافه فيتزين بالحماقة على عجل، ومنهم من تستفزه الشدائد فيبقى على وقعها الأليم محتفظا برجاحة فكره ودماثة خلقه .فإنه حري بالمسلم الذي استروح نسمات الإيمان الندية وخالطت نفسه بشاشة الإسلام السمحة، أن يعلم أن اللسان له تبعات خطيرة ربما تكون سببا لحتف الإنسان في المهالك فهو يحفظ لسانه من كل سوء ومن اللعن والسب والشتم وما يكون سببا للقطيعة بين المسلمين، لذلك فهو عنها بعيد جدا، وإنه ليزداد عنها بعدا كلما تبدت له الأسوة الحسنة مجسدة في هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لم تصدر عنه كلمة واحدة تخدش سمع السامع، أو تجرح شعوره أوتمس كرامته، ويبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذروة في اجتثاث عوامل الشر والحقد والعدوان من النفوس حتى يصور للمسلمين المصير الأسود الخاسر لمن أطلق لسانه في أعراض الناس، فإذا بتلك الشتائم الجوفاء والقذف الأرعن والاعتداءات البشعة الرخيصة التي بدرت منه ذات يوم تأتي على كل ما جناه في حياته من حسنات، وترده مفلسا خالي الأعمال من كل عاصم يعصمه من النار يوم الحساب الرهيب، ذلك أن اللعن قذيفة طائشة خطرة يدفع إليها الغضب الأعمى أكثر مما يدفع إليها استحقاق العقاب، واستهانة الناس بهذه الشتائم واللعنات لا تليق، لأنه لا يفلت من وبالها أحد، فإذا ضبط المسلم نفسه بالخلق الحسن عند الغضب فبدهي ألا يجري على لسانه سباب أوهجر من القول أوفحش أو لعن، فينزه لسانه عن كل بذيء، ويلتزم بتوجيهات الإسلام الخلقية التي نفرت من كل خلق سيئ تنفيرا جعل حس المسلم لا يطيق سماع مثل هذه العبارات، ولذلك كان ضبط النفس عند ثورة الغضب دليلا على القدرة، لقد جاء الإسلام يعدل من هذه النزوات ويقيم أركان المجتمع على الفضل، ولن تتحقق هذه الغاية إلا إذا هيمن العقل الراشد على غريزة الغضب، فكثير من النصائح التي أسداها الرسول-صلى الله عليه وسلم- للعالم أجمع كانت تتجه إلى هذا الهدف، حتى اعتبرت مظاهر الطيش والتعدي انفلاتا وانطلاقا من القيود التي ربط الإسلام بها الجماعة فلا تميد وتضطرب، فسباب المسلم فسوق وقتاله كفر.

6091

| 04 فبراير 2016

التوافق الأسري

تعد الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية في اكتساب الأبناء لقيمهم، فهي التي تحدد لأبنائها ما ينبغي أن يكون من التمسك بالأخلاق والدين والتعامل مع الآخرين، فإشباع حاجات الأبناء من قبل الأبوين يخفف إلى حد ما من درجات التناقض في التربية، فضلا عن تحقيق التماسك الأسري واستقراره، وذلك من خلال جو تكون العلاقات فيه خالية من التشاحن والخلافات خاصة بين الأبوين، فزيادة التناحر والصراع بينهما ينعكس تماما على الأطفال مباشرة ويترك آثارا نفسية مؤلمة، ويصيب الأطفال باختلال في التوازن الانفعالي والنفسي، ويهدد أمن الطفل وسلامة حاجاته للانتماء عندما يشهد هذا الصراع، ويسمع ألفاظا قاسية لا يستطيع أن يهرب من آثارها النفسية، فقد تؤدي هذه العلاقات بين الوالدين إلى أنماط من السلوك المضطرب لدى الأطفال كالغيرة والأنانية والخوف وعدم الاتزان الانفعالي،وبما أنها هي الأساس الأول لهذا البناء الإنساني والنواة في المجتمع الإسلامي الذي ينمو وينشئ ويتعدد بها.الأسرة عماد المجتمع وقاعدة الحياة الإنسانية وإنها إذا أسست على دعائم راسخة من الدين والخلق والترابط الحميم،فإنها تكون لبنة قوية في بنيان الأمة، لأن النفس البشرية عميقة وتحتاج إلى جهود كبرى لفهمها والتوصل إلى المعاملة المثالية معها،فلقد أدرك الغرب أنه تقدم كثيراً في مجال المادة والتقنية والصناعة ولكنه فشل في إدراك أسرار هذه النفس البشرية التي حار الفلاسفة على مر العصور على فهمها وإدراكها،والحياة الزوجية ارتباط بين فردين وأسرتين في أسمى رباط بشري سماه الله عز وجل باسم الميثاق الغليظ ألا يستحق هذا الميثاق الغليظ جل الاهتمام والبحث عن مواطن سعادته وبيانها لأنه يؤسس لنا المؤسسة التربوية الأولى،ألا وهي الأسرة التي تتلقى الطفل بداية بنعومة أظفاره ومنذ أن يفتح عينيه على النور، فهي الوعاء الذي تشكل داخله شخصية هذا الطفل تشكيلا فرديا سلوكيا واجتماعيا كما إنها المكان الأنسب الذي تطرح فيه أفكار الآباء والكبار ليستطيع الصغار تطبيقها على مر الأيام من خلال تنشئتهم في الحياة،فهي أول جماعة يعيش فيها ويشعر بالانتماء إليها،ويتعلم منها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته،لذلك تعد الأسرة السليمة اللبنة الأساسية في أي مجتمع، فإن التعرف على الأبعاد الأساسية السائدة داخل الأسرة يعطينا مؤشرات واضحة نحو أساليب اكتساب القيم والعادات والمحافظة على المعتقد الديني وانتقاله من الآباء إلى الأبناء، لينساب بشكل طبيعي بعيداً عن التعنت، وأنماط الضغط في التربية لاكتساب هذا المكون الأساسي، فالأسرة المتمثلة في الأبوين هي المسؤولة عن بث روح المسؤولية واحترام القيم، وتعويد الأبناء على احترام الأنظمة الاجتماعية ومعايير السلوك فضلا عن المحافظة على حقوق الآخرين واستمرارية التواصل ونبذ السلوكيات الخاطئة لدى أبنائها، مثل التعصب الذي يعده البعض اتجاها نفسيا جامدا ومشحونا وانفعاليا، وكذلك ظواهر أخرى تعد محرمة دينيا، أو التقرب منها يعد عدوانا على حقوق الغير،فإن علاقة الوالدين أحدهما بالآخر لها الأهمية الكبرى في نسق اكتساب القيم من خلال التربية، وتوافقهما يحقق للأبناء تربية نفسية سليمة خالية من العقد والمشكلات التي لا تبدو واضحة للعيان،وإنما تظهر نتائجها بشكل واضح مستقبلا، فإن لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي وبعث الحياة والطمأنينة في نفس المرء، فمنها يتعلم ويكتسب بعض القيم والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس ولها يرجع الفضل في تعلم الإنسان واكتساب المهارات والقيم وقواعد الآداب والأخلاق وتبعث في الإنسان الاستقامة والهمة العالية.

11515

| 28 يناير 2016

وما بعد الامتحان إلا النتائج

إن الآباء والأمهات بعد انتهاء الامتحانات، ترتفع دقات قلوبهم انتظارا لحصاد ما تعبوا من أجل أبنائهم ومتابعتهم، والحرص على تعليمهم وتخريجهم ليكونوا أفرادا صالحين ينفعون أنفسهم وبلادهم، كلل الله عز وجل تعبهم بالنجاح، فالعبد المؤمن في عمله ودأبه لا يستغني إطلاقا عن معية الله تعالى وهدايته ومدده، وهذا عين الفلاح الذي يقابله الخذلان والبوار جراء سخط العزيز الجبار على أهل الضلال، فالله جل شأنه إذا غضب على عبد لا يبالي به في أي واد هلك وفي دعاء الهدي النبوي: (إنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنوبي كلها إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) فإن بناء الرجال الذين تفخر بهم الأمة يقوم في حقيقته على الاهتمام ببناء النفس والعقل فما قيمة جسد ليس في قلب صاحبه إيمان وعقيدة وما قيمة صورة لا يحمل صاحبها مبادئ ولا قيما، فبهذا الاعتماد والتوكل على الله تستطيع هذه البشرية التي استخلفها الله تعالى في الأرض أن تعيش في سعادة وأمان ويتحقق لها النجاح فتعيش في رخاء وطمأنينة.فالتوفيق من أجل نعم رب العالمين لعباده المخلصين فهو خلق القدرة الداعية إلى الخير والطاعة، وحقيقة التوفيق أنه امداد الله تعالى العبد بعونه واعانته وتسديده وتيسير أموره وتسخير الأسباب المعينة عليها، وهو بيده سبحانه لا بيد من سواه وأعظمه التوفيق إلى الحق وقبوله وإلى الخير والعمل به، وتلك نعمة لا يملكها إلا رب العباد ومقلب القلوب والأبصار، الذي يحول بين المرء وقلبه يقول تعالى: (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) هود:88، فمن أعظم الأسباب الموصلة التوفيق الدعاء خاصة إذا اقترن بالتوكل على الله تعالى وبذل الداعي الوسائل التي تقربه من محبة الله تعالى، فالتوفيق ألا يكلك الله إلى نفسك وان الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك،وقال أحد الصالحين: اغلق باب التوفيق على الخلق من ستة أشياء اشتغالهم بالنعمة عن شكرها ورغبتهم في العلم وتركهم العمل والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة والاغترار بالصالحين وترك الاقتداء بأفعالهم وادبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها واقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها، فالله تعالى يوفق من يشاء ويخذل من يشاء فإن إحساس المؤمن العميق الممتد من كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، يدرك بحق أن الجنة محفوفة بالمكاره مما يتطلب منه همة عالية تتناسب مع ذلك المطلب العالي للتغلب على نفسه وملذاتها، مع تنقية تلك الهمم من كل شائبة تجره إلى الفتنة والمعصية،وإنما تفاوت الناس بالهِمم لا بالصور، والله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، حتى يصل الإنسان إلى هذه المرتبة فإن عليه أن يعمل على استقامة صلته بنفسه وبالله وبالناس وبالعالم الذي يعيش فيه، الأمر الذي يؤدي إلى ان يصبح بحق جديرا بان يكون وكيلا عن الله في الأرض يقيم فيها موازين العدل، ويرسي دعائم الحق، ويزرع الخير الذي تعود ثمرته على الآخرين، فيحث بنور الإيمان حيث يفرح بتوفيق الله ويثق في وعده بالنجاة وأن رحمته واسعة مبسوطة على العباد فيبادر العبد إلى الزيادة الإيمانية المستمرة بإقباله عليه جل شأنه،فالتوفيق الأعظم هو التبرؤ من حولك وقوتك، فإن العبد لا حَول له ولا قوة إلا بالله فإن نسي ذلك وتعلق بغير الله أو أُعجب بنفسه فرأها أهلا للنجاح على وجهِ الاستقلال والتشبث بالأسباب وحدها خاب وخسر في سعيه.

374

| 21 يناير 2016

الاتحاد قوة والفرقة ضعف

إن الإنسان التقي النقي الذي يسعى لجلب المنفعة ودفع المضرة يعلم أن عليه واجبا نحو مجتمعه وهو العمل ضمن المجموع والحرص على التعاون على البر والتقوى، فإنما يأكل الذئب الشاة الشاردة الوحيدة، فاتحادنا قوة واختلافنا ضعف، فعلينا أن نسعى لمصلحة هذا الدين ولمصلحة الأمة ونسير نحو جمع الصف ونبذ الفرقة ودرء الفتن عن الأمة فتؤتي ثمارها كما وصفها الباري بأنها خير أمة أخرجت للناس، فإن الاتحاد يقوي الضعفاء ويزيد الأقوياء قوة على قوتهم، فهو وسيلة العزة لهذه الأمة التي يجب أن تعود لعزتها وتستعيد هيبتها بين الأمم، فالأمة تمر في هذا العصر بمرحلة من الهوان والضعف لم تبلغها في أي حقبة من حقب التاريخ الإسلامي، فقد اجتمعت قوى الشر من شرق وغرب فرمت بسهامها عن قوس واحدة تعمل على تمزيق الجسد المتماسك وتفتيت لحمه وتكسير عظامه حتى توههنه فلا يستطيع أن يقوم مرة ثانية ويقف على رجليه، فأصابت الأمة في مقاتل عدة فأوهنت قواها وضعفت كلمتها وذهب ريحها وسقطت هيبتها بين الأمم.إن اللبنة وحدها ضعيفة مهما تكن متانتها وآلاف اللبنات المتفرقة والمتناثرة ضعيفة بتناثرها وإن بلغت الملايين ولكنها في الجدار قوة لا يسهل تحطيمها، لأنها باتحادها مع اللبنات الأخرى في تماسك منظم قوي ومتين، أصبحت قوة لا يستهان بها، وهذا ما أشار إليه الهدي النبوي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه) متفق عليه، لذلك يجب أن يكون هدفنا الدعوة إلى الاتحاد والألفة واجتماع القلوب والتئام الصفوف والبعد عن الاختلاف والفرقة وكل ما يمزق لحمتنا أو يفرق الكلمة من العداوة الظاهرة،أو البغضاء الباطنة وكل ما يؤدي إلى فساد ذات البين مما يكون سببا في ضعف الأمة ووهن دينها ودنياها، فلا يوجد دين على وجه الأرض دعا إلى الأخوة التي يتجسد فيها الاتحاد والتضامن والتساند والتآلف والتعاون والتكاتف، وحذر من التفرق والاختلاف والتعادي، مثل الإسلام في هديه وشرائعه وقرآنه وسننه، فالاتحاد عصمة من الهلكة، فإن أهم ما يوجبه الإسلام على المسلم من مسؤولية تجاه مجتمعه من إخلاص في العمل ومحبة ومودة لإخوانه يحرص على نفع بلده ووطنه فيقوى به المجتمع ويحس بآلام مجتمعه ويحرص على نفعه ويتضامن مع المسلمين ويتعاهدهم بالرفق واللين سليم القلب والصدر يبتعد عن كل أسباب الفرقة والاختلاف يحرص على ما ينفعه وينفع إخوانه، فينبغي على الجميع في أرجاء المعمورة أن يستيقظوا لما يتعرض له ديننا الحنيف من هجمات شرسة من هنا وهناك بالإساءة إلى الدين ومحاولة تمزيق صفوف المسلمين، فيجب أن نسير على مبدأ أتى به محمد صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام الذي يجب أن نلتف حوله ونتمسك به يقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران:103، فكلما حدثت جفوة أو حصل هجر عدنا إلى الدين وتذكرنا أننا نصلي الصلوات الخمس، فمنهج الإسلام في تربية النفوس قائم على التحابب والتقارب والتآلف ومن هنا فلا تباغض ولا تحاسد ولا تدابر في حياة المسلم الصادق.

23353

| 14 يناير 2016

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4335

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2184

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

1977

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1797

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1455

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1173

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

978

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

732

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

672

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

651

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

627

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

573

| 11 ديسمبر 2025

أخبار محلية