رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

استقامة اللسان

لقد مَنَّ الخالقُ سبحانه وتعالى على عباده بنعمة البيان، فهي من أجلِّ النعم التي أسبغها الله على الإنسان وكرَّمه بها على سائر الخلق، يقول الله تعالى:(الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان) الرحمن :1-4، فعلى قدر جلال النعمة يعظم حقها ويستوجب شكرها ويستنكر كفرها، وقد بيَّن الإسلام كيف يستفيد الناس من هذه النعمة المسداة وكيف يجعلون كلامهم الذي يتردد على ألسنتهم طريقا إلى الخير المنشود، فإن أكثر الناس لا ينقطع لهم كلام ولا تهدأ لألسنتهم حركة، فإذا ذهبت تحصي ما قالوا وجدت أكثره لغوا ضائعا أو هدرا ضارا، فضرر هؤلاء أقرب من نفعهم وما لهذا ركب الله الألسنة في الأفواه ولا بهذا تقدر الموهبة المستفادة، اعتنى الإسلام عناية كبيرة بموضوع الكلام وأسلوب أدائه؛ لأن الكلام الصادر عن إنسان ما يشير إلى حقيقة عقله وطبيعة خلقه، ولأن طرائق الحديث في جماعة ما تحكم على مستواهم العام ومدى تغلغل الفضيلة في بيئتهم وانتشار القيم بينهم، فإذا تكلم المرء فليقل خيرا وليعوِّدْ لسانه الجميل من القول؛ فإن التعبير أحسن عما يجول في النفس من أدب عال، والكلام الطيب الجميل له ثماره الحلوة، فإما أن يكون مع الأصدقاء فهو يحفظ مودتهم ويستديم صداقتهم ويمنع كيد الشيطان أن يوهي حبالهم ويفسد ذات بينهم.إن الشيطان متربص بالبشر يريد أن يوقع بينهم العداوة والبغضاء وأن يجعل من النزاع التافه عراكا داميا، ولن يسد الطريق أمامه إلا القول الجميل وأما حسن الكلام مع الخصوم فهو يطفئ خصومتهم ويكسر حدتهم أو هو على الأقل يقف تطور الشر واستطارة شرره، فإن اللسان السائب حبل مرخي في يد الشيطان يصرف صاحبه كيف شاء ويوجهه كيف يريد، فإذا لم يملك أمره كان فمه مدخلاً للنفايات التي تلوث قلبه وتضاعف فوقه حجب الغفلة، فإن من أخلاق الإسلام وقيمه تعلم المسلم آداب الحديث والاستماع بين الناس ومنها الابتداء بالسلام عند بداية التلاقي ورد المسلم عليه وتخلق كل منهما للآخر بالأخلاق الحسنة، وتبسمه في وجهه، والحرص على القول الحسن والحوار الحسن والبعد عن التجريح والسب والفحش في القول والسخرية والاستهزاء، فتبسمك في وجه أخيك صدقة والاستماع إلى المتكلم حتى يفرغ وعدم مقاطعته وتحلي كل منهما بالصبر والصفح والحلم، ومواجهة الخطاب السيئ بالخطاب الحسن، وهذا هو هدي الأنبياء فإن موسى لم يرد بالمثل على من اتهمه بالجنون، ونوحا لم يرد بالمثل على من اتهمه بالضلال وهودا لم يرد على من اتهمه بالسفاهة إلى غير ذلك من الآداب، وقد علمنا الهدي النبوي أنه لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، فالبعد عن اللغو من أركان الفلاح ودلائل الاكتمال وقد كره الإسلام اللغو لأنه يكره التفاهات وسفاسف الأمور ثم هو مضيعة للعمر في غير ما خلق الإنسان له، فهدي الإسلام يحض المسلمين على احترام الناس لا على احتقارهم وازدرائهم، وبخاصة إذا كانوا جديرين بالتقدير والاحترام، بل إنه ليعد احترام الكبير والعالم وصاحب الفضل من الأصول الأخلاقية الكبرى التي تعطي للمسلم هويته في المجتمع الإسلامي، ومن فقدها انخلع من عضوية هذا المجتمع وجرد من شرف الانتساب لأمة الإسلام، فاحترام الكبير في المجتمع وتقديمه على من هو أصغر منه دليل على رقي المجتمع وعلامة فهم أعضائه لقواعد الأخلاق الإنسانية وعلامة على سمو نفوسهم وتهذيبها، ومن أجل ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يؤكد هذا المعنى في نفوس المسلمين، وهو يرفع قواعد المجتمع الإسلام ويرسي دعائم الأخلاق فيه، لذا أثمرت هده التربية في نفوس الجيل الأول من المسلمين، فأنشأت رجالا تجسدت فيهم تلك الأخلاق الفاضلة، فكانوا نماذج فذة في إجلال الكبار وأصحاب الفضل.

1332

| 07 يناير 2016

هوية الأمة

إن الأمم تقاس بما لها من مرجعية ثابتة وأسس راسخة وحضارة مشرقة وعلم يورث، فتكون لها العزة والغلبة. فعندما كانت هوية الأمة بارزة واضحة محل عزة وافتخار كانت لها الريادة والقيادة وهابها أعداؤها، وسارت رايات الإيمان ناشرة لدين الله في أصقاع المعمورة ومات كثير من أصحاب رسول الله في بلاد متفرقة بعيدة نشرا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة إلى دين الله، فسعدت تلك البلاد المفتوحة بعدل المسلمين سواء من دخل فيه ومن بقي على دينه من أهل الذمة والعهد ، ولما ضعفت هوية الأمة وابتعدت عن حقيقة دينها ومنهج حياتها، أصبحت ذيلا لأعدائها لا يهتم بها ولا يخاف منها ولا يعتبر لها أى رأي، فقد اختص الحق سبحانه وتعالى أمة الإسلام بالقرآن العظيم والحبل المتين الذي أنزله الله تعالى تبيانا لكل شيء، وهاديا للتي هي أقوم فشمل أسس الأحكام وكليات الشريعة وقواعد الملة، فجعل من خصائص الدين شموليته في تناوله للأمور من جميع زواياها وأطرافها ومقوماتها، فهو تصور كامل وشريعته شاملة وواضحة يتسم بيسر المنهج وصفاء السريرة.فالهوية الإسلامية هي التي دعت إلى الصدق والأمانة والوفاء بالعهود والوعود وجعلت الوفاء بالعهد دينا وحضت على مكارم الأخلاق وأحسنها وجعلت الصدق من البر الذي يهدي إلى الجنة والكذب من الفجور الذي يهدي إلى النار، فهوية أي أمة هي ذاتها ووجودها وقد تحددت هوية الأمة الإسلامية منذ بدأت أنوار القرآن الكريم وهدايته تتنزل على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عندما خصت هذه الأمة بالقراءة والعلم والمعرفة والحرص على الاستعانة بالخالق سبحانه وتعالى في التوصل لمعرفة أسرار الخلق بداية بقوله تعالى:(اقرأ باسم ربك الذي خلق) العلق:1، فقد تحددت هذه الهوية بالأسوة التي كان يقدمها الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة، مما جعل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يقف أمام النجاشي في الحبشة يصف هوية الإسلام بقوله: كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام والأوثان ونأكل الميتة ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف حتى جاءنا من نعرف صدقه وأمانته فدعانا إلى عبادة الواحد الأحد وإكرام الجار والأخلاق الفاضلة، فاتضحت صورة الهوية الإسلامية في أجل صورها وأنصعها يحملها الصحابة الكرام في قلوبهم وتنطلق ألسنتهم مدوية بها لتسمع العالم أجمع،عندما يقف ربعي بن عامر رضي الله أمام جبروت كسرى وطغيانهم معلنا لهم مبادئ الدين السمحة وهويته الحقيقية قائلا:إن الله جاء بنا وابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فهدي الدين الحنيف يعد انطلاقة للحياة على الأرض وليس مجموعة من الكلمات والتعاليم التي تضمها الأوراق أو تتناقلها الألسنة، فهو وحدة متكاملة الأجزاء لا تنفصم ولا تتقطع أوصالها بل يشمل الاعتقاد في الضمير والتنظيم في الحياة بترابط وتداخل لا يمكن فصله أو تقطيعه لأن فصله تمزيق وإفساد للدين، فقد حبا الله تعالى أمة الإسلام بخصائص عظيمة وبمنح كريمة حيث جعلها مميزة من بين سائر الأمم، فكان ذلك خيرا لهم وسببا لحفظ كرامتهم والمحافظة على هويتهم وأمانا لهم من التميع والذوبان في المجتمعات الأخرى والمؤهلة لهم أن يصبحوا قدوة للعالم وقادة الأمم، ما تمسكوا بها عن إخلاص لله تعالى على الوجه الذي شرع وأخذوا الحيطة والحذر من لبسها بالأهواء والبدع وأدركوا نعمة الله تعالى عليهم، فحمدوا العلي الخبير على ما هم فيه وأدركوا عظم مسؤوليتهم عنها ولم يغفلوا عن العمل في سبيل رفعة أمتهم.

401

| 31 ديسمبر 2015

أنوار الربيع

عندما يطلع علينا هلال ربيع الأول تشتاق النفوس للحديث عن ذكرى مولد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد اختار الحق سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم ليختم به النبوة والأنبياء، فمن الطبيعي والمعقول أن تكون حياته منهجا جليلا لأجيال لا منتهى لأعدادها وأن تكون هذه الحياة بكل تفاصيلها أشد وضوحا وتألقا من فلق الصبح وظهر النهار لا بالنسبة إلى زمنه فقط فحسب بل بالنسبة إلى كل الأزمان والعصور والأجيال وذلك لعموم رسالته ودعوته، فما ارسل إلا للناس كافة كما أن الله أرسله رحمة للعالمين، فقد أفاضت هذه الدعوة المباركة والنهضة الميمونة على العالمين ما لم يعهد له مثيل من الخيرات في أيسر مدة، فمن تأمل ذلك يزداد يقينا ويجد في ثنايا تشريع هذا النبي العظيم معجزات تتجدد مدى الدهر، رغم انحراف المنحرفين عن هديه صلى الله عليه وسلم ورغم مسعى الفاتنين في التشويش على سيرة خير البشر وسنته يريدون أن يطفئوا نور الله والله متم نوره محاولين الإساءة إليه في الداخل والخارج. إن المطلع على سيرته صلى الله عليه وسلم يدرك أنها كانت حقيقة تاريخية لا تجد الإنسانية غيره قدوة حسنة نقتدي بها وهي تتلمس طريقها نحو عالم أكمل وأمثل وحياة فضلى تسودها المحبة والمودة، ومن الطبيعي ألا تجد الإنسانية مثلها الأعلى في شخصيات وهمية وإلا فهي تضل طريقها المستقيم وتسير مقتدية بالخيال والأوهام، فمن حقنا إذن أن نتخذ من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نموذجا لسلوكنا في حياتنا، فإن من أهم ما يجب علينا تجاه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نحقق محبته اعتقادا وقولا وعملا ونقدمها على محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين، وهذه المحبة تشمل ذلك التمسك والأتباع بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فنشرب من يديه شربة لا نظمأ بعدها أبدا، فحياة النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله وجوانب شخصيته ونتائج دعوته درس لكل سالك إلى طريق الله وكل قائد أو مرب أو رب أسرة أو سالك أي سبيل من سبل الخير إلى أن ينقطع الزمان، فإن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يعيشون في هذه الأيام في رحاب أنوار الذكرى، فتمتلئ القلوب نورا بذكر النبي وتزداد النفوس يقينا بدراسة سيرة خير البشر، مما يفرض علينا لزاما أن نستعرض ما كانت عليه طوائف البشر قبل مولده من صنوف الزيغ وظلام الجاهلية من قبل، حيث العالم يقع تحت سيطرة ظلام الوثنية والجاهلية، وما تم بيده الكريمة من سعادة شاملة لمن تبع دينه، فكان نورا وهاجا يهدي إلى كل خير في الدارين ويكشف صنوف الظلمات المتراكمة على أبصارهم وبصائرهم من عهد الشقاء الذي ليس بعده شقاء، وكل ذلك بسنا برق بعثته صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فإن الأمة الإسلامية عندما تقتدي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إنما تقتدي بأعظم البشر رجولة وإنسانية وأخلصهم قلبا وأصفاهم نية وأكثر العباد قربا لرب البرية، يقول الله تبارك وتعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الأحزاب:21، فإن محبة النبي وتوقيره وإجلاله واجبة على كل من يستظل بظل هذا الدين فمن يحب الله لابد عليه من الاتباع لمنهجه صلى الله عليه وسلم عندئذ تتحقق محبة الله للعبد فاتبعوني يحببكم الله ومحبته شعبة عظيمة من شعب الإيمان، والفلاح إنما يكون لمن جمع بين الإيمان به ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره.

297

| 24 ديسمبر 2015

ثروة الوطن أبناؤه

إن المجتمع لا يمكن أن يتطور إلا عندما تصلح علاقات أفراده بعضهم البعض، وتتقارب شرائحه.. ولا يزدهر إلا عندما ينبذ الجميع كل ما يسيء لاستقراره ويتكاتف الجميع للنهوض به على كافة المستويات، إذا فكلما قويت علاقات أبناء الوطن تطورت مؤسساته وازدهر إنتاجه وترسخت قوته وارتفع شأنه وتأصلت وحدته، فالثروة الحقيقية لكل وطن هم أبناؤه، فأغلى ما يمتلك الوطن هو المواطن الصالح المخلص الذي يؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وتكون كل تصرفاته وممارساته في ضوء كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فالوفي الذي يجعل من انتمائه للوطن وعلاقاته الراسخة مع أبناء وطنه جناحا يحلق به في سماء التقدم ويبني جسورا قوية يدخل عليها إلى ميادين التقدم والى عصور الازدهار، حقا إنك يا دوحتي درة مكنونة تسمو بروح الأوفياء، فحب الوطن والالتصاق به والإحساس بالانتماء إليه شعور فطري غريزي يعم الكائنات الحية جميعها ولأن حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه ولكن هل الوطن يعرف حقيقة حب أبنائه له؟ فالحب لا يكفي فيه أن يكون مكنونا داخل الصدر، ولكن لابد من الإفصاح عنه ليس بالعبارات وحدها وإنما بالفعل، وذلك كي يعرف المحبوب مكانته ومقدار الحب المكنون له، فهذا الوطن يحتاج إلى سلوك عملي من أبنائه ليبرهنوا له على حبهم له وتشبثهم به والعمل على رفعته وتقدمه. فإذا كان حب الوطن فطرة، فإن التعبير عنه اكتساب وتعلم ومهارة فهل قدمنا لأطفالنا من المعارف ما ينمي عندهم القدرة على الإفصاح عمليا عن حبهم لوطنهم؟ ولنعلمهم أن حب الوطن يقتضي أن يبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحهم الخاصة؟ فلا يترددوا أن يسهموا بشيء من وقتهم وجهدهم من اجل انجاز مشروع ينتفع به، ولندربهم على إجبار النفس على الالتزام بأنظمة الوطن حتى وان سنحت الفرص للإفلات منها، والالتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة حتى وان رافق ذلك مشقة ليعيش الوطن في أمن وعز وكرامة، فالوطن الغالي جوهرة مكنونة ولؤلؤة ثمينة ترابه عنبر وهواؤه عليل وشمسه أنوار وأشجاره جنان، وأزهاره مرجان ونخيله أفنان، فإنها أعراس الوطن التي نعيشها وفرحة الأبناء الأوفياء بوطنهم.. إن احتفالنا باليوم الوطني هو احتفال يجسد المحبة والولاء والوفاء لهذا الوطن الكبير بقيادته الرشيدة، وهو استمرار لمواصلة مسيرة العطاء والتنمية التي يعيشها الوطن وينعم بها كل مواطن، فإننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لهذا الوطن دينه وأمنه ورخاءه، وأن يحفظ قيادته الرشيدة وأن نحتفل بهذا اليوم عاما بعد عام ونحن ننعم بنعمة الدين والأمن والرخاء، فالمعيار الحقيقي للإنسان المخلص بالنسبة لبلده أن يكون هذا الإنسان مؤمنا بربه واضعا مخافة الله أمام ناظريه في السر والعلن، وأن يكون صادقا ومخلصا ونزيها في تعامله مع نفسه ومع الآخرين، وفي خدمته لبلده في أي موقع من مواقع العمل المختلفة التي تكون سببا في تقدم الوطن ورقيه فيتفاعل مع أبناء وطنه ويتكاتف معهم لتحقيق الرفعة والنهضة التي ينشدها الوطن، ولنتكاتف ببناء مؤسسات هذه الدولة على أسس إسلامية وديمقراطية حديثة كونت دولة عصرية حديثة تهتم ببناء الفرد وتنمية المجتمع على أسس علمية متينة ورؤية ثاقبة للمستقبل،فليشهد التاريخ العربي والإسلامي الحديث لهذه الدولة عظيمة الشأن والفتية بسواعد أبنائها التي ترتكز على الدين الإسلامي منهجا وعملا وتدعو للسلام وتنبذ الظلم والعدوان وتدعو للتوحيد والبناء وترفض التفكك والهدم وتشجع على العلم والرقي والنهضة وبناء الإنسان الواعي الذي يستطيع أن يخدم بلده ووطنه وينبذ الجهل والفقر.

5977

| 17 ديسمبر 2015

كثرة اللوم سهم قاتل

إن هدي الدين الحنيف يتعهد قلوب المسلمين فيغرس فيها غرسات الوفاء التي تحقق التكامل والترابط بين أفراد المجتمع؛ لذا تعد أمة الإسلام خير الأمم، فهذه خير أمة أخرجت للناس بما يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فالدين الإسلامي كثيرا ما يكون وسيلة لتحقيق الإيمان والسلام النفسي، وهو إيمان وأخلاق وعمل صالح، وهو الطريق إلى سيطرة العقل وإلى المحبة والسبيل القويم إلى القناعة والارتياح والطمأنينة والسعادة والسلام، فهل يعصم الناس من الخطأ لا توجد عصمة بعد الأنبياء، فقد يخطئ المرء، فالخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيرا فنكبره ونضخمه، ولا بد من معالجة الخطأ بحكمة وروية، وأيا كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت وآخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء، فإن الخالق سبحانه وتعالى يعفو عن المخطئ، فلربما أنه يكون قد فعل ذلك بغير قصد فيرفع الله عن العبد المخطئ الحرج والإثم، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه) رواه ابن ماجة، إن شخصية المسلم ترتكز على الإيمان بالقضاء والقدر والبر والتقوى وعلى مسؤولية الاختيار والصدق والتسامح والتعاون والقناعة، وكثير من هذه الخصال تشجع على إنماء الشخصية واكتمالها بقصد السعادة النفسية الشاملة التي تحقق للمسلم حياة آمنة مطمئنة ونجاة من الشدائد يوم القيامة. إن أصول الشخصية في البيئة الإسلامية لا تزال تقوم على القيم الحضارية المنبثقة من تعاليم الإسلام، لأن هذه القيم تبقى من العناصر الرئيسية الواقية من الأخطاء والمخففة لوطأتها عند حدوثها، فالمسلم إذا مسه طائف من الشيطان تذكر واستغفر ومن يغفر الذنوب إلا الله، فيجد الله تعالى غفورا رحيما، فلقد كانت الأمم السابقة تؤاخذ على أخطائها وتحاسب على جميع أفعالها، دون أن تكون مبررات الجهل أو النسيان شفيعة لهم أو سببا في التجاوز عنهم، في حين أن هذه الأغلال قد رفعت عن هذه الأمة استجابةً لدعائهم ورحمةً من الله بهم، كما جاء ذلك في قول الله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) البقرة : 286، فإن تربية الشخص تتضمن تقويمه في حدود إطار أخلاقي للسلوك وإن القيم الروحية والأخلاقية المنبثقة من تعاليم الإسلام كثيرا ما تهدي الفرد إلى الاستقامة والسلوك السوي، فمن يسلك بالاستقامة يسلك بالأمان وفي كل الأحوال يبقى سلوك الإنسان مرتبطا بمكارم أخلاقه المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، والتي تنظم سلوك الإنسان وتهديه إلى الصراط المستقيم وتحاسبه إن هو أخطأ أو انحرف، فيلزم علينا النظرة إليه بعين النصيحة التي تقوم على أسس دينية سليمة، فمعالجة الأخطاء لا بد أن تكون بحكمة وروية؛ حتى لا يكون لها مردود سلبي، فالمخطئ ليس مجرما وإنما هو بشر يحتاج إلى تصويب الخطأ وعدم تكراره، وهذا يتطلب منا أساليب وقواعد خاصة، منها ألا نزيد في إلقاء اللوم على المخطئ وتعنيفه؛ لأن هذا لا يأتي بخير غالبا، فاللوم مثل السهم القاتل، ما إن ينطلق حتى ترده الريح على صاحبه فيؤذيه وتذكر يا من أردت أن تقوم الخطأ وتصلحه فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحه ليسهل عليه الرجوع، فكل منا لا بد أن يشعر بالمسؤولية نحو المخطئ ويتعامل معه على أنه بشر؛ حتى يكون هذا هو السبيل لتصحيح أخطائنا فنعمل على رفعة الأمة وتقدمها.

627

| 10 ديسمبر 2015

زيارة لمعرض الكتاب

المجتمع الصالح هو الذي يحافظ على مقومات العمل الدؤوب بما يحقق الرفعة والتقدم والرقي، دوحة الخير تتزين من خلال أرض المعارض والتي تشهد حركة مستمرة وعملا متواصلا في معرض الكتاب، إذ تعيش دوحة العطاء حراكا ثقافيا مميزا تبين أهمية العلم والمعرفة في دولتنا الحبيبة ومع كل ما يقال ويكتب إلا أن هذا المعرض في كل عام يحقق النجاح المبتغى، فهو نشاط يشعل فتيل القراءة والبحث عن الكلمة والعنوان واحتضان الكتاب وهو فرصة حقيقية لتحريك الفكر والتحفيز على الإبداع، ويشكل رصيدا ثقافيا يحسب لكل من أسهم وشارك في الإعداد والتنظيم وحيث إن الأبنية والهياكل المادية ترتكز على قواعد ثابتة راسخة ضاربة في أعماق الأرض ، إذ بدونها لا يرتفع البناء ولا يستقر الشكل على هيئة واحدة أكثر من لحظات، فكلما كانت القواعد مثبتة ارتفع البناء وثبت مكانه لا تزعزعه العواصف ولا تهزه الأعاصير بل ولا ينال منه طول الزمن وتقلبات الأحداث، حتى النظام الكوني لا يخرج عن هذه القاعدة فهو ثابت بقواعده مستقر بأركانه التي جعلها الله تعالى رواسي له، كذلك كل نظام فكري لابد له من أسس يقوم عليها وإلا كان صورة من الخيال الذي لا مضمون له. فالمعرفة لها سلطان على الفرد كما أنها بمثابة العقل الذي يكبح جماح الأمة فيمنعها من الزلل أو السقوط في متاهات الهلاك والدمار، فقطر بلد الخير والعطاء تبذل ما في وسعها لنشر الثقافة والقيم فهي تواكب النهضة وتسعى إلى الرقي ، فتنمي العقل والفكر بمختلف الفنون والثقافة وترتقي بهما على طريق العلم والمعرفة، فعلى صعيد الأيام التي نعيشها الآن ومن خلال معرض الكتاب الذي حمل بين طياته رسالة سامية لنشر الوعي و الفكر بين أبناء الوطن، فهذا المعرض الذي ينشر العلم بين الناس ويجعل الكتاب في متناول الجميع ليعد من أعظم وسائل الثقافة والمعرفة، فالكتاب يدرك قيمته أصحاب العقول النيرة الذين يسعون بحثا عن المعرفة و حبا في التعلم ، فهو حبيب نأى مزاره وشطت داره وهو المسامر الذي لا يبتدئك في حال شغلك ولا يدعوك في وقت نشاطك ولا يحوجك إلى التجمل له، الكتاب هو الجليس الذي لا تمله والصديق الذي لا يغريك والرفيق الذي لا يملك والناصح الأمين الذي لا يستذلك ، فهو باب الثقافة والمعرفة الذي نستطيع به أن نعيد بناء صرح حضارتنا الشامخة التي بناها الأجداد بعرقهم وجهدهم فكان لها السبق والريادة ، فأمتنا العربية هي رائدة الحضارات بما تحمل من عقيدة هي أرقى العقائد لأنها تساهم وتساعد في بناء الإنسان الفكري والوجداني وهي عقيدة علم تحترم العقل وتدفعه دفعا حثيثا نحو العلم والمعرفة وهي عقيدة خلق إنساني معتدل كريم يتجافى عن الإفراط في الحب والتفريط في الواجب ، وهي عقيدة تشريع يدفع إلى اليسر ويتوخى المصلحة مصلحة الفرد ضمن مصلحة المجموع ،ومصلحة المجموع غير مفرط بمصلحة الفرد ومصلحة الأمة ضمن الإطار الإنساني العام ، ومصلحة الإنسانية كلها من غير محو لفضائل الشعوب و خصائص الأمم و قضاء على كرامتها. إننا أصحاب روحانية إيجابية بناءة وروحانية إلهية تلازم المرء في ميدانه بل تنقله من كمال إلى كمال وتذكره بالله الذي خلقه والأرض التي درج عليها والناس الذين يعيشون معهم وعبوديته لله رب العالمين.

233

| 03 ديسمبر 2015

تفاءلوا بالخير تجدوه

إن الأمل والرجاء خلق من أخلاق الأنبياء، وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق أملا في الهداية والصلاح، فهو الطاقة التي يودعها الله في قلوب البشر لحثهم على تعمير الأرض بالبناء والزرع والعمل الجاد المخلص، لذا يعلمنا الهدي النبوي أنه إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة واستطاع أن يغرسها فليغرسها، قد يقول البعض إن طباع الإنسان ثابتة لا تتغير وإن أخلاقه لا تتبدل، وهو بهذا الكلام يلغي إمكانية الإنسان إصلاح نفسه ويلغي جدوى التربية ويلغي عمل المصلحين، يجب أن تعتقد أن الإنسان يمكن أن يتغير تغيرا جذريا، وقد يؤخذ هذا من أن الله تعالى يبدل سيئات التائب إلى حسنات لأنه يتغير إلى الأفضل، فقد يكون جبانا ويصير شجاعا، أو بخيلا ويصير كريما أو محسنا ويصير مسيئا، فالطبع في الكافر تشاؤم وفي المؤمن تفاؤل، مهما ألقيت على أذن إنسان من خبر طيب، وهو متشائم ينفي ذلك ويقول لك أنت لا تعرف شيئا الأمر أسوأ من ذلك بكثير فهذا التشاؤم واليأس أن ينظر للعالم بمنظار أسود، وكلما لاحت بشائر انفراج يغلقها لك وكأنه شامت، وكأنه يتشفى منك إذا ألقيت على مسامعه خبرا طيبا، لهذا فإن الإنسان الإيجابي هو الذي يقبل على الحياة بقلب مشرق ونفس راضية. فالإخلاص عنوانه والإتقان سبيله، فله أمنياته وطموحاته التي يحقق بها الإنجازات التي تجعله ناجحا في حياته لذا فهو جميل يرى الوجود جميلا. ما أجمل أن ترتبط النفوس بالخير وتنعقد عليه همتها، وما أجمل أن تتفاءل بالأحسن لتجده بعون الله ورحمته ولطفه، فانشراح الصدر بالخيرات من أعظم أسباب استقرار النفس، الأمر الذي يضعها على جادة الاستفادة والإفادة، فمن حسنات التفاؤل أنه دليل حسن ظنك بالله -عز وجل-، ويجلب سعادة النفس والقلب، والفأل الحسن تقوية للعزائم وانطلاق إلى الأمام وباعث على الجد والأمل، فلولا الأمل لبطل العمل، فمن المعلوم أن الأمل يدفع الإنسان إلى العمل ولولاه لامتنع الإنسان عن مواصلة الحياة ومواجهة مصائبها وشدائدها ولأصبح يحرص على الموت، لكن المسلم الحق لا ييأس من رحمة الله لأن الأمل في عفو الله هو الذي يدفعه إلى التوبة واتباع صراط الله المستقيم، فقد نهانا الحق سبحانه عن اليأس والقنوط من رحمته ومغفرته، وأمرنا بالإخلاص في العمل لكي يصل المرء إلى مبتغاه في الحياة الدنيا وفي التفاؤل أيضا اقتداء بالسنة المطهرة، وأخذا بالأسوة الحسنة، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتفاءل في حروبه وغزواته وفي شأنه كله، والتفاؤل يوحد قوة الروح وقوة الجسد ومن استقرار الروح تزدهر الصحة النفسية التي ترتبط غاية الارتباط بقدرة الشخصية على التوافق مع نفسها ومجتمعها الذي تعيش فيه، وهذا يؤدي إلى التمتع بحياة هادئة سوية مليئة بالحماس وخالية من الأسى والاضطراب والتشاؤم، فالتفاؤل أن يرضى المرء عن نفسه وأن يتقبل ذاته كما يتقبل الآخرين، وتغيب عن سلوكياته اضطرابات التوافق الاجتماعي أو السلوكيات الشاذة، بل يسلك في تصرفاته السلوك المعقول المتسم بالاتزان والمتصف بالإيجابية والقدرة على مواجهة المواقف ومجابهة المشاكل التي تقابله في مختلف نواحي حياته، فلابد وأن يدرك الجميع أن الأمل هو انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات والنظر للفرج واليسر وهو الضوء الذي نراه عندما يحل الظلام، وهو الذي يدفع الإنسان إلى إنجاز ما فشل فيه من قبل، ولا يمل حتى ينجح في تحقيقه لأن الأمل محله نور القلب الذي سببه الإيمان ومن فقد الإيمان فقد كل شيء.

918

| 26 نوفمبر 2015

محكمة الضمير

عندما تتسرب روح الإيمان في دم العبد المسلم، ويمتلئ قلبه بنور الله تعالى، تراه في جميع تصرفاته إسلامي الحركة، إنساني المواقف، رحيماً في المعاملة رقيقا في المعاشرة، يزن كل شيء بميزان الإسلام، وإن لم يوافق تقاليده وعاداته، ويبتغي بعمله رضا الله عز وجل، ولو كان مخالفا لنفسه وهواه، فهو فيض من الرحمات على الضعيف والصغير والمسكين، وأمواج من العطف والحنان لكل ذي حاجة من خلق الله تعالى، فهو من خير الخلق خلقا ودينا، يجل أخاه الإنسان ويعرف حقه عليه، فإن شريعتنا السمحة تعج بأخلاق عالية وأدب عظيم وفضائل عدة، لكن المصيبة غفلة كثير من المسلمين عن هذه الأخلاقِ والقيم، وتناسيهم لها وعدم عملهم بها، فينشأ الناس من غير أن يقيم لتلك الأخلاق وزناً، وكان المطلوب منا جميعا أن نربي أنفسنا التربيةَ الإسلامية الصحيحة على الأخلاقِ الإسلامية، التي يسعد بها الفَرد في حياته وآخرته، وما تأتي هذه التربية إلا من خلال محاسبة المرء نفسه ولومها عند النقص والعيب، وهذا هو حقيقة الضمير فهل يعد الضمير أحد الأعضاء الصماء في كيان الإنسان، شأنه شأن الأعضاء الأخرى التي تؤدي وظيفتها وفق نظام معين، وذلك بموجب قدرة الله تعالى الذي جعل لكل من تلك الأعضاء وظيفته، ويتضح لنا جليا أن الضمير ليس بالعضو الأصم في كيان الإنسان، وإنما هو صوت الحق والعدالة، والصواب في أنفسنا البشرية.. فما اجمل ان تبدأ محاكمة المخطئ من داخله فالضمير محكمة من أكثر المحاكم تشدداً، فهو الرادع الذي يهذب طباعنا والذي يوجه أفعالنا وتصرفاتنا، والذي يقف حائلاً أمام نقاط ضعف النفس البشرية، وهو بذلك ما يرقى بالإنسان وما يميزه عن جميع مخلوقات الله تعالى، فهذه محكمة سرية مخفية غير منظورة.. وصوت الضمير الذي هو صوت الحق والعدل والصواب هو صوت خافت لا يسمع دفوعه وحججه وتبريراته سوى الشخص الذي يقف أمام تلك المحكمة، ومهمة الضمير هي المحاسبة والردع واللوم وحتى مجرد التنبيه إلى ما قد نقع فيه من أخطاء قبل ارتكابها، خاصة في هذا العصر الذي يتكالب فيه البشر على المصالح الشخصية، بصرف النظر عن المبادئ الأخلاقية، فالضمير الحي يجعل المرء يعيش في سلام داخلي ويجعله ينعم بالسكينة طوال حياته، فمحكمة الضمير يجب أن تقوم على محاسبة المرء لنفسه لإصلاح الأخطاء كي يسود التراحم في المجتمعات، والتي تجعل الظلم يحل محل العدل والإنصاف.

1253

| 19 نوفمبر 2015

بين العالم والعابد

إن المؤمن الذي آمن بالله واستقام على أمره وعمل صالحا ووقف عند حدوده وفعل ما يرضي الله عز وجل،فهذا عند الله من المقربين والباب مفتوح لكل واحد أن يكون معلما للناس، فالإسلام يؤكد على تنمية الجوانب الحضارية التي تستند الى العقيدة الصحيحة، كما يهتم بتحسين وتطوير نوعية الحياة عبر المعرفة والعناية بالجوانب الروحية والمادية ويولي هدي الإسلام أهمية خاصة لبناء الذات، فالمسافة بين العالم والعابد كبيرة جدا فكن طموحاً إلى العلم ولا ترضى أن تكون عابدا فقط، فالعابد بسبب أي تأثير أو إغراء أو أي ضغط يتخلى عن الدين،أي قد يتزوج فيخرج من دينه،تأتيه امرأة تغريه بالمعصية فيخرج من دينه، قد يشارك رجلا فيضغط عليه في فعل بعض المعاصي المالية فيخرج من دينه، قد يسمع كلمة تهديد فيتخلى عن صلاته، ولا يتحقق هدا النفع للعالم إلا إذا توج بالقيم الإسلامية،لدلك فإن منظومة التعليم تولى اهتماما خاصا للتعليم الإسلامي واللغة العربية ومواد التربية الإسلامية، فالفتن كثيرة كقطع الليل المظلم في مثل هذا العصر الذي ترون فيه الشهوات مستعرة والفجور والفسوق والمغريات الدنيا في هذا العصر خضرة نضرة متألقة متزينة تغري أحبابها باتباعها، في هذا العصر لا يستطيع العابد أن يصمد أمام إغراءات الدنيا.فمما فيه لا شك أن الإنسان كلما ازداد علما ازداد معرفة وفرقانا بين الحق والباطل والضار والنافع، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم، فالإسلام قد علمنا معطيات عن الإنسان تساعد بل وتعمل على بناء الشخصية المسلمة بناء سليما بفهمها الفهم الدقيق من قبل التربية الإسلامية،التي أرادت أن تبني على تلك القيم، التي نعمل على تكوينها وتنميتها لدى الإنسان الذي يحمل رسالته في الحياة فيكون الإنسان محققا لمعنى الخلافة في الأرض ويستطيع الارتقاء بمجتمعه،فإن العلم لا ينال براحة الجسم فقد يسلك المتعلم جميع الطرق الموصلة إلى العلم وهو مثاب على ذلك ويكون عنصرا فعالا فيه فلابد أن ينطلق هذا البناء من التصور الإسلامي والتي تتمثل في نظرة الإسلام للإنسان في طبيعته على أساس وظيفته وغاية خلقه وهي الخلافة في الأرض وذلك يكون بالاقتداء بسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في الاستفادة من مكارم الشريعة وتطبيقها وتنميتها من خلال التربية الإسلامية الصحيحة القائمة على أسس ومكارم الشريعة، ويبدأ تطبيق منهج تعليمي لهذا الغرض في جميع لمراحل التعليمية،خاصة الطلاب في أروقة المدارس حتى يعمقوا صلتهم بالإسلام ويتمثلوه في حياتهم فمنظومة التعليم حريصة كل الحرص على الأمانة وتعميق القيم في نفوس الناشئة وتعمل جاهدة بكل الوسائل في هذا المضمار والأخذ بقيم الإسلام وآدابه كمنهج حياة متكامل من أجل تطوير المسلمين وزيادة تقدمهم في مجالات العلوم والتقنية والإدارة والأخلاق وإنه السبيل القويم الذي يقوم على مثل وقيم الإسلام الخالدة لتعزيز تقدم الحضارة الإسلامية، وهي طريقة لعرض الإسلام بواقعية وعملية وعودة الأمة إلى المصادر الإسلامية الأصيلة ومبادئه القويمة لزيادة جودة الحياة الإنسانية لكل الناس وتحقيق مبادئ القيم السليمة والتي تبني جيلا يستطيع حماية أمانة الأمة، فإن تنمية القيم في أبناء المجتمع تعتمد على تكوين الوازع الداخلي في الفرد منذ الطفولة الأولى التي تمثل ثقافة المجتمع وبتدريج يتعلم الطفل ضبط النفس ويصبح قادرا على القيام بالسلوك المرغوب فيه في المواقف المختلفة وذاك هو تكوين الشخصية المتوازنة التي تكون فعالة في مجتمعها قائمة على أسس التربية الإسلامية الصحيحة.

209

| 12 نوفمبر 2015

متعلمون بلا علم

إن الإسلام يؤكد على تنمية الجوانب الحضارية التي تستند إلى العقيدة الصحيحة، كما يهتم بتحسين وتطوير نوعية الحياة عبر المعرفة والعناية بالجوانب الروحية والمادية. إن الذين لا يستمعون للحديث ولا يروق لهم التفكر والتدبر في مظاهر الحياة ومواقفها اعتادوا -دون شك- أن يعيشوا لذواتهم، فيفكروا فيها فقط ويحلموا لها ويعملوا وفق ما تشتهي لا وفق ما ينبغي، أولئك اعتادوا أن يسيروا عكس التيار دائما، ويعتقدون أن الأمر كله يملكونه وأن الدنيا حبالها بأيديهم يشدونها متى شاؤوا، يخلون سبيلها عندما يطيب لهم ذلك، فالداء الذي استوطن عقولنا يأبى الرحيل، وقلوبنا في حالة رفض أشد ما يكون الرفض جنونا، ولا يكون ذلك وفينا قليل من عافية أو ضمير نسمح له أن يقول كلمة الفصل، فهدي الإسلام يولي أهمية خاصة لبناء الذات. فهو يركز على حب التعلم والتعليم والمعرفة والتي تنتج جيلا يكتسب الخبرات التعليمية بما يجعله عنصرا مفيدا في مجتمعه ولا يتحقق هذا النفع إلا إذا توج بالقيم الإسلامية، وما من داء أشد فتكا بالشعوب من الجهل والتجهيل، وذلك ما نشكو منه، الجهل الذي لا يقف معناه عند خط ظاهر أو معنى قديم، بل يقفز معناه فوق كل الضروب التي لا تعني إلا التأخر والتقهقر خلف الأمم والحضارات، وأنت تجد في كثير من المجالس الثقافية كلاما جميلا وأهدافا سامية، تعبر عن مدى الحرص على الوعي والنهوض والتقدم والمحافظة على كل المراكز أو الأماكن التي يتولد فيها العلم.إن المأساة الكبرى لا تكمن في قلة العلم أو قلة المتعلمين، أو عدد المراكز العلمية فعلتنا ليست في ذلك، فمدارسنا وجامعاتنا وافرة ومعاهدنا ومراكزنا مبثوثة في كل اتجاه، لكن العلة أننا لا نحب العلم لكونه علما فحسب ولا لأنه ذو فائدة ونفع كبيرين، ولكن لأنه وسيلة للكسب أعني كسب لقمة العيش حتى فقد أو أصبح يفقد كثيراً من بريقه وشعاعه ثم مزاياه وأخلاقه أيضا، فمكانة العلم والمتعلمين قد انحدرت إلى أدنى درجاتها في حياتنا اليوم، فبات لا يثير فينا شيئا من المتعة التي كان يحققها في العقود الخالية، وغدا المتعلمون لا يثيرون في النفوس إلا الفكاهة والدعابة، وربما السخرية بعض الأحيان، ولعل الأهم في هذه الكارثة أن العلم انفصل عن حياتنا، فصار لا يلامسها إلا في النذر اليسير، وكأننا لسنا من أمة "اقرأ" التي نزل عليها القرآن الكريم، فقلب حياتها من جفاء البادية إلى لين التحضر ومن فظاظة الطبع إلى سماحة الدين الجديد. فالأخذ بقيم الإسلام وآدابه كمنهج حياة متكامل من أجل تطوير المسلمين وزيادة تقدمهم في مجالات العلوم والتقنية والإدارة والأخلاق، إنه السبيل القويم الذي يقوم على مثل وقيم الإسلام الخالدة وعودة الأمة إلى المصادر الإسلامية الأصيلة ومبادئه القويمة لزيادة جودة الحياة الإنسانية لكل الناس، فإن تنمية القيم في أبناء المجتمع تعتمد على تكوين الوازع الداخلي في الفرد منذ الطفولة الأولى، التي تمثل ثقافة المجتمع وبالتدريج يتعلم الطفل ضبط النفس ويصبح قادرا على القيام بالسلوك المرغوب في المواقف المختلفة، وإذا كانت الشخصية بهذا الشكل فإن تكوينها يرتبط إيجابيا بالتربية، إذ إنها لا تعني مجرد فريضة ولا تعني التفتت بقدر ما تعني التكامل المنوط بالتربية، والذي هو حاصل مجموعة كبيرة من وحدات صغيرة كثيرة العدد لتتكون منها وحدة كبيرة ذات اتجاه أو ميل ثابت متوازن نسبيا. وذاك هو تكوين الشخصية المتوازنة التي تكون فعالة قائمة على أسس التربية الإسلامية الصحيحة.

351

| 05 نوفمبر 2015

الإنترنت ما له وما عليه

لا يصح لك كفرد مسلم يستمد هديه من القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم أن تقبع في حجرة نائية تعيش فيها وحدك عندئذ يكون العذاب بالعزلة، لأنك لا تقدر في هذه الساعة أن تعيش لنفسك فترصد من الهواء المتحرك عطرا زكيا تتنفسه وحدك، وتمنع غيرك من الاقتراب منه هذه اللحظات تشهد أنك ما تزال تحت ثقل اختبار قاس، ليس بمقدورك أن تهرب منه إلى الظل البعيد، فليس بإمكانك أن تحرك الأشياء فتجعلها تمر أمام ناظريك كما تلذ لها عيناك، أو أن تجعل الأصوات تتشكل في نغمة دافئة تذوب في الحزن فيخفق لها السمع، فلا يدخل فيه ما يزيدك حزنا، إني أراك في صراعٍ مع دقات الزمن، الذي يسير على هذه الشاكلة من الشدة والضيق، فلا يبعث في نفسك ضوءا خافتا تشعر من خلاله ببقايا حياة لأناس يتحركون، فأصول التربية السليمة وقواعدها الصحيحة تهدف إلى تربية الإنسان الصالح الذي يقوم برسالته على الوجه الأكمل بحيث تجعله قادرا على التحكم في نفسه وضبط تصرفاته والحرص على احترام القيم الأخلاقية والمثل العليا التي يحيا لها ويحرص على الالتزام بها.فقد أرشدنا الإسلام إلى الوصية بالشباب، فعلى الجميع أن يستوصوا بالشباب خيرا لكي يكونوا خير قدوة للعمل الجاد القائم على الإصلاح والإخلاص الصادق، فيحرصون على تلبية نداء الحق والخير وحماية المجتمع من عوامل الفساد والضعف والابتذال والتخلف، ويعملون على تطوير مجتمعه والدعوة إلى البناء والإصلاح والصدق مع النفس لكي يعيش الفرد حياته على جانب من الالتزام والمسؤولية بحيث يكون صادقا مع نفسه ومع غيره ومع عمله ومجتمعه لا يخاف إلا الله، فلكل مجتمع عاداته وقيمه وثوابته الخاصة به التي تشكل الرؤية الثقافية التي يعتمد عليها، فإما أن تنطلق به إلى القمة وتحلق به إلى الفضاء أو تهبط به إلى القاع، ولهذا كلما كانت القيم سامية والعادات فاضلة والأمثلة سليمة تبعث في الإنسان الوعي والإدراك، عندئذ يستطيع كل فرد أن يؤدي دوره المنوط إليه فيصلح المجتمع ويصلح حال الناس، فالهدف من بعثة الرسل عليهم السلام، وإنزال الكتب والرسائل السماوية هو ترسيخ مجموعة من القيم السامية التي ترقى بالإنسان إلى مستوى إنسانيته وفطرته السليمة التي خلقه الله عليها، وذلك من خلال ما انطوت عليه هذه الرسائل من فضائل وأخلاق كريمة وقيم إنسانية، تدعو الأمم والشعوب أن يتخذوها دستورا ومنهجا في الحياة، فجعلتها الشرائع السماوية لحمة لها، وأساسا ثابتا فيها من أجل بناء صرح الدعوة إلى الحق التي كانت وما تزال رحمة للعالمين، والتي من أجلها أنزلت الرسالات، فإن وسائل التقنية الإعلامية بمفهومها العام تعد من أهم الوسائل الأكثر تأثيرا في الفرد والمجتمع مما يجعل لها الأهمية البالغة فيما يبثه وينشره على أسماع الجميع، ويعد الإنترنت المقروء سلعة ثمينة في متجر الوسائل الإعلامية وشكلا متطورا من أشكال الإعلام حيث يشكل قوالب للفكر والرأي والأخبار، فقد ظهرت هذه القوالب مع النهضة الثقافية والعلمية لتصبح احد أهم خطوط الصياغة الفكرية، ولا ينكر أحد أن لوسائل الاتصال دورا كبيرا في عالم اليوم تتفاوت شدته حسب المجتمعات ومدى انتشار الإعلام فيها.فإن وسائل التقنية الحديثة وهذه الاختراعات العجيبة التي ولع به الشباب والشيوخ، لتعد من وسائل النهضة والرقي التي غلبت علي حديث الناس الذين يبحرون في مواقعها ويتجولون في جنباتها بالساعات، يقول الله تعالى:(وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) إبراهيم:24 لذا يعتبر الانترنت لدى البعض ضرورة ومطلبا وحقا لكل شخص كالماء والهواء ويعتبره البعض مجرد مضيعة للوقت وإهدارا للعديد من العادات المهمة، فلدى الأعداء بضاعة يقدمونها ويصدرونها إلى الضعاف وهي كل ما يسلب الأخلاق ويدمر القيم ويذل الأمة ويخدر شبابها ويميع أبناءها، فهم يقلدون غيرهم في كثير من أمور الحياة والاستهتار والانحلال وفي التخلي عن الروابط الاجتماعية والجرأة على المحرمات الشرعية، فلقد فتن الشباب اليوم بالإنترنت وولعوا به ولعا شديدا فأصبح جل حديثهم عنه وعن ارتياد مواقعه والإبحار فيه، والجلوس في صحبته الساعات الطوال دون كلل أو ملل، وهذا يدعونا للتأمل في محاسنه ومفاسده حتى نكون على بصيرة من أمرنا، فالذي يتطاول بعلمه أو يتكبر بماله أو يغتر بذاته دائما يبتليه الله بنكبات لا مخرج منها إلا بجهود خاصة تناسب عبقريته وفطنته، فقد وكله الله لنفسه ومنع الارتواء عن بستان قلبه فلا سند له ولا ظهير فهو برأسه يدبر حاله كما كان يظن أنه ملك الدنيا وبيده زمام الأمور فإن الله تعالى يوكله إلى نفسه، أما من ستر نفسه برداء الطاعة فقد دخل حصن الله الحصين ونوره المبين الذي من دخله كان من الآمنين.

448

| 29 أكتوبر 2015

يوم نجى الله فيه موسى

يعيش المسلمون أياما طيبة مباركة جعلت مواسم للخير فمن نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات، فهدي ديننا الحنيف يقوم على الإيجابية والطموح فيربي أبناءه على الهمة العالية والرؤية الواضحة، فيحقق الإنسان هدفه في الدنيا ويوم القيامة يفرح بجنة عرضها السموات والأرض عندئذ يفرح بنجاحه، فالإسلام دين الحضارة والرقي جعله الله الرسالة الخالدة إلى يوم القيامة، فالخالق سبحانه وتعالى جعل للأشهر الحرم مكانة عظيمة وفي هذه الأيام الكريمة ونحن في شهر رجب المحرم وإنه لهلال خير ورشد جعلها الله أيام بركة ووحدة ورخاء على الأمة، فأحب الأعمال إلى الله وإلى رسوله أدومها وإن قل فليشمر كل عبد مطيع لربه عن ساعديه ويغتنم الأيام المباركة ويكثر فيها من الطاعة ليفرح في يوم تشخص فيه القلوب والأبصار، فالإنسان الإيجابي هو الذي يقبل على الحياة بقلب مشرق ونفس راضية يكون الإخلاص عنوانه والإتقان سبيله، وتكون له أمنياته وطموحاته التي يحقق بها الإنجازات التي تجعله ناجحا في حياته لذا فهو جميل يرى الوجود جميلا .فاختيار بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض لحكمة يعلمها الخالق جعلها للمسلمين خاصة ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما إن انقضت أشهر الحج وفضله العظيم وانتهاء شهر ذي الحجة إلا وتبعه شهر كريم وهو شهر الله المحرم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل) وقد سمي المحرم شهر الله دلالة على شرفه وفضله، فإن الله تعالى يخص بعض مخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها على بعض فجعل الله عز وجل لعباده المؤمنين في أيام دهرهم نفحات، فتلك الأيام يداولها بين الناس كيف يشاء وما المناسـبات الإسلامية فيها إلا اصطفاء من الله تعالى لبعض الأزمان وتخصيص لها بكثير من العبادات والواجبات التي يتقرب بها العبد المؤمن إلى ربه فيحيي الله عز وجل بها قلبه يوم تموت القلوب، فتأتـي تلك الذكريات العطرة فتحرك الشعور الإسلامي في قلوب عباده المؤمنين ليقبلوا على ربهم فيزدادوا طهرا وصفاء ونقاء، فإن الله اصطفى من خلقه أصفياء فقد اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس، واصطفى من الكلام ذكره وقرآنه واصطفى من الأرض بيوت الله تعالى وهي المساجد واصطفى من الشهور شهر رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم الجمعة وهو خير يوم طلعت عليه الشمس واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظم الله فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله سبحانه وتعالى عند أهل الدين والفهم. فإن شهر الله المحرم شهر عظيم، وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها:(إن عدة الشهور عند اللَّه اثنَا عشر شهرا في كتَاب اللَّه يوم خلَق السموات والأَرض منها أربعة حرم ذَلك الدين القَيم فَلا تَظلمُوا فيهن أَنفسكم) التوبة:36 وفيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:( السنَة اثْنَا عشر شهرا منها أَربعة حرم: ثَلاثَة متَواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) رواه البخاري فهذا الشهر الكريم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه جاء التفضيل له عن غيره، لذا يدعو الله المسلمين للإكثار من القربات بالصيام وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم ونصر مبين ظهر فيه الحق على الباطل حيث نجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه وأغرق فرعون وقومه فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء فهو يذكرنا بانتصار نبي الله موسى عليه السلام فلا عجب فالمسلم يعي أخوة الأنبياء ويؤمن بهم جميعا ذلكم هو يوم عاشوراء ولقد حبا الله هذا اليوم فضلا فضاعف فيه أجر الصيام، ثم كان للناس فيه طرائق فأدخلوا فيه وأحدثوا وزادوا في أمور الدين ما ليس منه، فإننا في زمن تتعرض فيه السنة النبوية لأخطار عديدة تحيط بها من جميع الجهات، لذا وجب على كل مسلم يؤمن بالله وبرسوله أن يعلم قدر السنة ومكانتها في الدين، فيقدرها بقدرها ويعلم أن كمال الإيمان في الاتباع والتأسي بخير مخلوق عرفته البشرية صلى الله عليه وسلم، فعندما قيل له إن هذا يوم نجى الله فيه موسى قال: نحن أحق وأولى بموسى منهم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، وقـد جاء أيضا في بيان فضل صيام يوم عاشوراء عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عـاشوراء، فـقــــال صلى الله عليه وسلم: يكفّر السنة الماضية.

1567

| 22 أكتوبر 2015

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2472

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2292

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1200

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

780

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

681

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

660

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة

أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...

594

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

591

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

573

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

543

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

528

| 11 ديسمبر 2025

أخبار محلية