رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما أشار الصحابي الجليل سلمان الفارسي على النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الأحزاب بحفر خندق حول المدينة المنورة، لم يبتغ حينها أجرا، ولم يفكر في تربح أو فوز بصيت أو هيبة، ولم ينوِ تكسبا من وراء مشورته، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشاد بنصيحته وأثنى على فكرته، فلم يجحدها، ولم يجعل سداد الرأي والحكمة حكراً عليه، صلى الله عليه وسلم، بصفته النبي المرسل المعصوم أو القائد الأعظم، على الرغم من أنه قد أوتي من الحكمة والحنكة والبصيرة ما لم يؤت بشر قبله ولا بعده، فظل العرب يتذاكرونها والمسلمون إلى أن وصلت إلى يومنا هذا!. ولأنه محمد صلى الله عليه وسلم نبي الأمة وإمامها وقائدها فقد أنصف الفارسي، وقدر فطنته ورجاحة عقله، بعد أن ساهمت فكرته في تفوق المسلمين وانتصارهم في غزوة الخندق، التي تعتبر أولى غزواته مع النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا أن دوره فيها كان بارزاً ومؤثراً، بل قد يكون الحدث الأكبر في حياة الصحابي الجليل بعد اعتناقه للإسلام. فالأصل الاعتراف بالفضل ونسبه إلى أصحابه، وتبيان الحق بقلب صحيح وعدم إنكار المعروف ولو كان على مستوى فكرة أو نصيحة أو مشورة، فكل شيء في الكون يعود إلى الفكرة، فلماذا يستهين بها فئات من الناس في مجتمعاتنا؟! وتضيق الصدور فلا تقرها ولا توليها قدرها، فترشقها بسهام النقد الفاحش والجحود والوان الظنون والاستخفاف، تارة بدافع المكابرة والحسد، وأخرى لتعارضها مع الأهواء والرغبات، وما قد يلحق ذلك من الاجتراء ليصل حد تقبيح النوايا واضطهاد المقصد والغايات، وهذا سلاح الضعفاء العاجزين. ولا يخفى علينا القيمة العظيمة للمشورة والاجتهاد في الرأي الذي هو في الأصل عبارة عن الفكرة، التي تنبثق عن الروابط العصبية التي تتشكل في الدماغ، وكما نعلم أن الدماغ هو رحم الأفكار، والإرادة والقدرة على الانجاز هما سبيلها لانقضاء مخاضها وبزوغ نورها، وبما أن الفكرة تسبق العمل فهي البذرة التي تحتاج أن نصقلها، إذ إنها تستمد قيمتها من خلال ريها بالجهد والعمل وجودة التنفيذ. فإن صدقها الإنسان وآمن بها فقد تُغير مجرى حياته، وشخصيته، وعاداته وسلوكياته، فالفكرة تغير من الفكرة وتحرفها أو تنميها. لذا من الفطنة أن نرهف مدخلات العقل منشأ الأفكار فيقوم بتفكيكها وحلحلتها لتشكيل الأفكار وصياغة الآراء، ثم تقييم هذه الأفكار وتجربتها وتطبيقها مع الاستعداد لتعديلها أو إجراء التغييرات اللازمة عليها إن لزم الأمر ذلك، فليس هناك أفكار ثابتة سوى تلك التي تختص بالتوحيد والعبودية لله سبحانه وتعالى، وما ورد في كتابه وجاء به نبيه صلى الله عليه وسلم، أما دون ذلك فهو مجرد أفكار قابلة للتغيير والنقض والتطوير. فأطلق قيود العقل وأزل عنه الحدود والحواجز وجانب جمود الفكر والتحجر، واجعل من عقلك محطة استقبال لجميع الأفكار والآراء ثم قم بفلترتها وتمحيصها، وانتبه أن تحاول تقديس أفكارك وآرائك وفرضها على الآخرين فهي محاولة أوتوقراطية فاشلة، حيث إن الحق مكفول للجميع في تكوين أيديولوجياته الخاصة وإن لم ترق لك، فقد آن الأوان للتحرر من استئثار الرأي وعبودية التعصب، فمنهاج احترام الأفكار واستيعابها ومناقشتها مفتاح التحضر ومسلك الحكمة! فلا تتعجل في إطلاق أحكامك فالأناة في الحكم مطلب اذا ما كان الفكر محتملا للصواب أو مستأنفا لجديد. فالعقول النيرة أعظم ما تمتلكه الأمم من ثروات، فلا قيمة للموارد المادية إن لم تبدع العقول بوعيها وحنكتها في حسن استغلالها والانتفاع بها، فإن غيب العقل وحاد عن مساراته وانساق وراء سَقَط المتاع، وتركت النفس لما تشتهي؛ ساد الجشع والطمع وكثر الهرج والمرج. وهكذا اقتضت حكمة الله تعالى في خلقه، بالتباين والاختلاف في قوة الفكر والادراك حتى تجد هذه الأفكار والآراء طريقها نحو التكامل والاتساق الناجع مع وجوب حفظ وإقرار نسبها إلى آبائها، كما نُسب الخندق للفارسي. alkhatershaika@gmail.com
5592
| 18 مايو 2021
يوشك شهر رمضان الكريم أن يحط برحال وقاره وقداسته على الأمة العربية والإسلامية، في ظروف استثنائية للمرة الثانية على التوالي، حيث لا يزال العالم بأسره يناضل ويكافح ويخوض معركة عنيدة من أجل الصمود في وجه جائحة كورونا التي تعصف بسلامته وتؤثر على وجدانه وتفكيره واستمراريته. فبينما تزداد أعداد الإصابات وترتفع نسب الوفيات لا ينفك كثير من الناس عن عقد حبال أفكارهم على تقاليد وأعراف وممارسات لا طائل منها، بداية من تبادل الهدايا المبالغ فيها بمناسبة الشهر الكريم، حيث يبذلون فائق جهدهم في التفنن والحذق في اختيارها مهما كانت كلفتها، ويتنافسون في إعداد العدة للاستقبالات والتجمعات الرمضانية المتبادلة والمتواترة فيما بينهم، وانتهاءً بمظاهر البذخ في التسابق للإعداد والتجهيز الرمضاني، الذي من سماته أن يكون مميزاً ومختلفاً عن كل سنة!. فلمَ هذا التسابق والتزاحم غير المبرر في إبداء الشعور المفرط بالتباهي والغرور بالأفضل والأحسن والأمثل؟، ألا يعد ذلك من الشعور بالنقص وتدني النظرة الذاتية؟، وما زلت استنكر وفي ظل كل هذا الاستنفار من قبل وزارة الصحة ولجنة إدارة الأزمات، تعمد البعض التساهل بالتعليمات وعدم التقيد بالاحترازات الوقائية، ومواصلة تداول الدعوات لارتياد الولائم والتجمعات وخصوصاً العائلية منها، ضاربين عرض الحائط بالمحنة وبالعدو الماكر المتربص داخل وخلف أسوار منازلنا!، رغم تزايد الحالات بين الأسر والأقارب، فهل هذه ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها؟، أم هي ضرب من الاستهتار واللامبالاة؟، وإن كانت كذلك فما دوافع هذا الاستهتار الذي وصل بنا إلى مرحلة لا نرغب فيها جميعاً، حيث الإغلاق شبه التام، والذي يعتبر شبه توقف لمظاهر الحياة بالتأكيد، فما المجدي بعد خراب البصرة؟، وماذا بعد اللتيا والتي؟ هذه عاقبة الانحياز الأناني والاستكبار والاستعلاء والتحدي لقدرة الخالق عز وجل. ألهذا الحد تملكتنا سطوة الدنيا وزينتها وزخرفها، فاستحقرنا حتى الابتلاء الذي يبتلي الله به العباد ليرفع درجاتهم ويضاعف حسناتهم ويكفر عن سيئاتهم، ويوفيهم أجورهم بغير حساب؛ إن صبروا واحتسبوا وحمدوا وشكروا الله عليه، يقول سبحانه "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"، إنه لمن المحزن أن نتساهل فيما أومرنا به، وأضعف الإيمان الالتزام بما يجنبنا ويجنب هلاك وغرق الإنسانية، فلسنا وحدنا على هذه السفينة، حقا إنه من المؤسف هذه الحال التي وصل إليها البعض منا والتي تستوجب النعي والخجل من الخالق سبحانه. ومما لا شك فيه أن هذه السلوكيات لا تساهم بشكل أو بآخر، في الشعور الجاد والمنتظر من الأفراد كافة، فالمسؤولية المجتمعية تقتضي تحمل الأفراد جانبهم من المسؤولية، حتى يساهموا في تحقيق الغاية الأعظم وهي عرقلة انتشار الفيروس وبتر أياديه المسعورة، فجميعنا مسؤولون، ومساءلون أمام الله عز وجل، لاسيما أن الدولة لم تدخر جهداً أو مسعى في سبيل الحفاظ على صحة وأرواح المواطنين، فأخذت بالأسباب وحشدت الجهود واستثمرت الوسائل الممكنة لضبط آلية التعاطي والمعالجة في كفاحها ضد خصمها السافر العربيد، فالرهان الآن ينصب على وعي الأفراد والمجتمعات، باعتباره الركيزة المتينة وحجر الزاوية في مواجهة الوباء واحتواء تفشيه، فلن تكون التعليمات والاحترازات ذات جدوى إلا بالالتزام الكامل والطوعي من جميع أفراد المجتمع لضمان التعايش مع هذا الوباء والقضاء عليه نهائياً، وهذا ما يتطلب التعاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية بدقة، وعدم التهاون والاستهتار بالأنظمة الصحية، فالمرحلة التي نمر بها حرجة ودقيقة للغاية، وتتطلب بالغ الحرص والحذر، فلابد من تكثيف الجهد الوقائي في هذا الشهر الكريم نظراً لتعدد الأنشطة الاجتماعية والتجمعات العائلية. وقد تمتد بنا الجائحة إلى أبعد من ذلك حتى تتمكن الإنسانية قاطبة من أن تتفطَن إلى الدروس والرسائل الإلهية والعبر الكونية المتوارية في انعكاسات هذه الجائحة على الفرد والمجتمع الإسلامي والعالمي. ومما قد يعيننا على اكتشاف هذه الرسائل والدروس والعبر هو التأمل في أنفسنا وحياتنا، بشكل وطريقة مختلفة، ومن مفهوم عميق وراديكالي، يمكننا من الغوص في خلجات النفس وأغوارها، فنقوم اعوجاجها، ونكبح جماحها، ونردع فورانها، ثم نهذبها بالإيمان ونجملها بالطاعات والعبادات ونشذبها بالأخلاق والقيم. ومن فضل الله تعالى وكرمه أنه يبتلينا ويضيق علينا بل ويعتصرنا اعتصاراً، ثم يشملنا برحمته وعطفه، فيشاء أن يخفف عنا ويرأف بنا فيهيئ لنا رمضان شهر التقوى والعبادة والطاعة ونحن تحت براثن هذا الوباء الهمجي، حيث يمتاز شهر رمضان بخصوصية متفردة وروحانية عظيمة، فيمد إلينا حبل النجاة والسلامة، كفرصة نعوض بها تقصيرنا نحو التزاماتنا الدينية والدنيوية، وذلك لمن صدق النية واستيقن فحوى الشعيرة، فصام بقلبه وجسده وجوارحه عن أي مظهر أو عادة أو بدعة تسللت إلى مناسك رمضان فتبددت شعائره في أودية التقاليد والموروثات والممارسات التي هيمنت على معاني رمضان العظيم وطهارة الشهر الفضيل. وهذا هو الجانب الروحي وهو أحد الجوانب الأربعة التي يرتقي من خلالها الإنسان ويتطور ليسعد في حياته، فبخلاف هذا الجانب هناك الجانب العقلي والجانب العاطفي والجانب الصحي، ولو تدبرنا النظر قليلاً لوجدنا أنه في شهر رمضان المبارك فرصة للتركيز عليها مجتمعة، خاصة إن صغنا أهدافاً بغية تحقيق نجاحات وتقدمات صغيرة على مستوى هذه الجوانب، وبالتالي نكون قد استثمرنا وقتنا في شهر رمضان المبارك أفضل استثمار، فليكن رمضانك هذه السنة استثنائياً بجميع المقاييس، ومركزاً على تطوير ذاتك في جميع الاتجاهات الفكرية والروحانية والبدنية والقلبية، فالإنجازات الصغيرة التراكمية مصدر إحساس بالفخر والثقة بالنفس. وأخيراً يبقى عدم التساهل والتراخي في اتخاذ كافة التدابير الاحترازية في شهر رمضان والتقرب إلى الله بالدعاء والطاعات والعبادات أفضل الطرق للتعايش مع هذه الجائحة، والتفاعل مع أنظمة وأجهزة المجتمع لاحتواء هذا الوباء الآثم ولا مبرر لأي فرد في التهاون والتقليل من شأن الجائحة، فهي أقسى اختبار وأعظم تمحيص للنفس البشرية في جوهرها ومختلف منازلها ومظاهر عيشها. alkhatershaika@gmail.com
2260
| 11 أبريل 2021
يقول الإمام الشافعي: أَرى الغِرَّ في الدُنيا إِذا كانَ فاضِلاً **** تَرَقّى عَلى روسِ الرِجالِ وَيخطُبُ وَإِنْ كَانَ مِثْلِي لاَ فَضِيلَةَ عِنْدَهُ**** يُقَاسُ بِطِفْلٍ فِي الشَّوَارعِ يَلْعَبُ الأخلاق والفضيلة ركيزة أساسية وإستراتيجية قومية وضرورة للتماسك الاجتماعي لدى كافة المجتمعات، وعامل مهم في التنمية الاجتماعية والحراك الاجتماعي لدى المجتمعات التي تطمح للتغيير والتطور بشكل صحي، فتحافظ من خلاله على معاييرها الأخلاقية والإسلامية. والتربية الأخلاقية والقيمية الحميدة مسؤولية مجتمعية، تقع على كاهل الأفراد والمؤسسات التي تنتمي لهذا المجتمع بلا استثناء، ومن الضروري أن تتضافر الجهود وتتسق في بناء وتعزيز سلم الإصلاح الأخلاقي في حياة الفرد والمجتمع، لردع الغارات التي ترمي إلى تعرية المجتمع من طهارته وعفته من ناحية ولتعزيز الاستقرار والتنمية الشاملة من ناحية أخرى. ومما لا شك فيه، حرص الدولة الجلي على الالتزام بالمُثل الأخلاقية والدينية بشتى صورها وفي مختلف الأوجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونحوها، وتسخير جهود المؤسسات والهيئات والوزارات ذات الصلة لتأصيل القيم والأخذ بمسوغاتها، ونجد ذلك في ركائز رؤية قطر 2030 التي أسندت الدور للمؤسسات، بالإسهام في تطور المجتمع على أساس الأخلاق الفاضلة، وتعزيز القيم والهوية العربية والإسلامية. وأتوقف هنا لأشير إلى ملتقى التحديات التعليمية للقيادات التربوية، الذي تنظمه شركة قطاف التعليمية، والذي اختتمت أعماله مؤخراً تحت شعار (التحديات التعليمية للقيادات التربوية بين البنوة المخطوفة وأبوة النت)، وبرعاية وزارة التعليم والتعليم العالي، الذي يناقش أمن الأبناء الأخلاقي على الإنترنت والمنصات الافتراضية، وبصفة خاصة أثناء جائحة كرونا التي ساهمت في اللجوء إلى التقنيات والحلول الرقمية لمتابعة التعليم وممارسة الترفيه والتواصل بالعالم الخارجي. ويفضي وجود مثل هذه التجمعات الرسمية وغير الرسمية، من قبل المؤسسات المجتمعية على الوعي بالدور الجسيم والحيوي لمثل هذه الكيانات، في تعزيز القيم الأخلاقية، والمحافظة على النسق القيمي للمجتمع، واستثمار المسؤولية المجتمعية وتوجيهها بالشكل الأمثل، وهذا ما كنا نبغي ونطمح إليه من تكثيف جهود المنظمات المجتمعية في مواجهة تأثير العولمة الثقافية، المتمثلة في (استخدام الشبكة العنكبوتية ونحوها) على القيم والمبادئ الأخلاقية، والحد من تداعيات الإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية مطردة في التوسع والتطور والتغلغل في نخاع المجتمع، ومقاومة ذلك الفيروس الأخلاقي، الذي يحاول اختراق هوية وكينونة الجسد الاجتماعي، والتصدي لحملات الغزو الفكري والعقائدي الذي يتربص بعقول الأبناء بصفة خاصة كفئة مهمة ومؤثرة في بناء المستقبل والأفراد والمجتمع بصفة العموم. وإذا أفضنا إلى نظرة شمولية لتحقيق أعلى معدلات الوعي المجتمعي بأهمية القيم والمثل والمبادئ الأخلاقية، كثوابت وركائز وغراس للتنمية البشرية والإنسانية وقوام لتطور المجتمعات مهما كانت وطأة المتغيرات، فاقترح احتضان الدولة قيمة أخلاقية، يحدد لها زمن معين، كنحو ستة أشهر على أقصى تقدير، أي بمعدل قيمتين في السنة، يساهم فيهما المجتمع بكامل مؤسساته الخاصة والعامة، وأجهزته الاجتماعية والإعلامية والرياضية والثقافية والصحية وغيرها، ومرافقه المتنوعة، وكذلك الأماكن السياحية والمطاعم والمقاهي والمجمعات التجارية والحدائق والشوارع، وتكثيف الجهد الجمعي، وتسخير جميع الوسائل الإعلامية والتثقيفية، وتقديم البرامج التدريبية، واستحداث فعاليات معينة، لترسيخ هذه القيمة والعمل على ترويجها بين فئات المجتمع وشرائحه وطوائفه المختلفة. فعلى سبيل المثال حين تُحدد القيمة التي ستطرح للمجتمع من قبل الجهات المختصة، فإنك سوف تلاحظ أن كل شيء في المجتمع ينطق ويشعر ويتلون بهذه القيمة، وأينما وليت وجهك فستجد ما يذكرك ويوجهك نحو تلك القيمة، فتمتد وتتسع بين الصغير والكبير، بين العمال ورب العمل، بين الرؤساء ومرؤوسيهم، وبين الناس البسطاء في الميادين والشوارع والطرقات، وستتصدر منابر الإعلام من خلال البرامج والفعاليات والأنشطة المختلفة التي ستصنع الفرق حتماً في تجذير هذه القيمة في نفوس أفراد المجتمع، تماماً كالنهج الذي تبنته أجهزة ومنظمات الدولة في نشر الوعي بفيروس كورونا، حيث شارك المجتمع بجميع أطيافه في تطويع جميع الوسائل للوصول لكافة الفئات، بل إن بعض المهتمين أبدعوا وما زالوا، فقدموا أفكاراً وبذلوا جهوداً فردية في سبيل التوعية بالوقاية من الفيروس إلى جانب المتطوعين الذين هبوا فلبوا نداء العمل الإنساني. ومن الجميل أن يُقبل علينا ضيوف بطولة كأس العالم لكرة القدم، ليعيشوا تجربة فذة في نسخة استثنائية بامتياز، يسطرها التاريخ عبر العصور، إرثاً مجيداً سرمدياً، حيث ستحمل أبعاداً لم تشهدها البطولة مطلقاً، فيستشعرون تلك الرغبة الجارفة والعزيمة الجامحة، التي تنبثق عن تفكير متعمق، ونظرة غائرة واعدة، لمجتمع متكاتف، متماسك، متحاب، ومدى الرقي المجتمعي الذي ينعم به شعب قطر الحبيبة، حيث يُعتبر المجتمع الذي يُشَيَّد على الأخلاق مثالاً ونموذجاً يحتذى به في الرقي والحضارة، فإذا صلحت أخلاق المجتمعات؛ ارتقت ونمت وازدهرت. واقترح أن تكون قيمة التسامح هي القيمة المصاحبة لبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، فسوف يصادف الاحتفال بيوم التسامح العالمي في تلك الفترة، وهي مناسبة لإبداء احترام التنوع الثقافي والإنساني، ونبذ التعصب والكراهية والتميز، وخير رسالة لمشاعر المحبة التي نود إيصالها لجميع سكان العالم وبكل لغات العالم، سواء من حضر منهم إلى الدوحة أو من يتابع البطولة من موطنه. ومن المؤكد أنه سيتسابق أفراد ومؤسسات المجتمع في المبادرة إلى طرح وتنفيذ أفكار مبدعة ومبتكرة للتعبير عن هذه القيمة، وسوف تتضح آثار تلك القيمة إن تم تفعيلها بالشكل المأمول على الأسرة والأطفال والشباب وأفراد المجتمع ككل، وخصوصاً إذا اغتنم المؤثرون من مشاهير التواصل الاجتماعي مهاراتهم وقاموا بتكريسها بشكل إيجابي لخدمة تلك القيم ونشرها في المجتمع بشتى الطرق، فيضحون عناصر إيجابية فاعلة في المجتمع، ناهيك عن أهمية المساهمة الفعالة، التي سيعكسها دور الأماكن السياحية والمطاعم والمقاهي عندما يشاركون في تنفيذ الأفكار والأساليب المطورة التي تعبر عن تلك القيمة. ويمكن الإجماع هنا على أن الفارق الذي يصنع المجد والرفعة والشرف لأي مجتمع ينشد التقدم والرقي والبقاء والديمومة والخلود، سواء في الذاكرة التاريخية أو في النمو والتمدن الحياتي والبنياني مرتبط بعظمة أخلاق أفراده، ومدى التزامهم بالمبادئ والتربية القيمية، فلا بقاء لأمة فرطت في أخلاقها وازدرت قيمها ومبادئها. alkhatershaika@gmail.com
3169
| 04 أبريل 2021
أرثي زمانك يا أبي، وزمان جدي وجد الجد ومن كانَ، ضاع الرجاء يا رسولي وصحبه أبناء أمتك لا عمرَ ولا عثمانَ. يتكبد المجتمع وطأة جيل أملد أجوف أرعن نأى بعيدا عن الأخلاق والشهامة والمروءة التي كانت دستورا للتربية الحقة، وعمادا للتنشئة الفضلى وصكاً يوثق تخريج النشء ليواجه متقلبات الحياة المتباينة بمبادئ ومعايير أخلاقية راسخة لا تعبث بها رياح التغيير الجافلة. جيل اتخذ معظمه من الاتكالية والأنانية وسما له، وتدثر بغطاء الحرية الشخصية الزائفة، واستوثق بكل رؤية حديثة عوجاء، وانكب عليها كما تنكب البهيمة على طعامها فلا تميز غثه من سمينه، فبالغ همها أن ترضي نهمها وتشبع حاجتها. ولست هنا أحمل هذا الجيل كامل المسؤولية، فالجزء الأكبر من اهمال مسؤولية هذا الجيل وضياعه يقع على بعض الآباء الذين نبذوا أدوارهم وتملصوا من تعهداتهم العظيمة. فالآباء لا يقلون شأناً عن أبنائهم في استسهال التسليم لآفات العصر الحديث، وتأثيراتها اللامحدودة عليهم، بل أضحى شماعة للآباء ومرهماً مخدراً يسكن إحساس التقصير الذي يخالجهم طوال الوقت. ولا ننسى أن نشير هنا إلى أن هذه الآفات من الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والمحمول وغيرها دخيلة على الأسرة، التي يفترض أن تكون حصناً منيعاً يحفظ الأبناء من كل دخيل قد يزعزع عقيدتهم ومبادئهم وأخلاقهم، ولا شك أن الأمواج عاتية، ومخالبها دامية، يتعذر مجابهتها أو ردعها، وقد تؤدي الاستجابة الكاملة لها وترك الأبناء في براثنها إلى الغرق، فالمقاومة ضرورة والرقابة حاجة وقائية لا بد منها. ومما ساهم في وهن معظم ابناء هذا الجيل العاطفة المفرطة عند الآباء، الأمر الذي أبطأ نضوج الأبناء، فالحرص الزائد والإفراط في الدلال واللين والرعاية الزائدة لا تخلق شباباً قوياً يعتمد عليه بل إن نتائجها تظهر وبشكل جلي بين بعض شرائح المجتمع، حيث استرجلت الفتيات واستأنث الذكور!. ولقد ارتضى بعض الآباء الخضوع والتسليم كأسلوب لاختزال المشقة التي يكابدونها في تربية الأبناء، إذ إن أسهل الطرق لشراء الراحة هي الاستسلام للصعوبات والخنوع لها، وتناسوا أنهم سيجنون حصاد ما زرعوه. وعجبي لآباء يتفاخرون بإنجاب الأبناء الذكور منهم والإناث ثم لا يشكرون الله على نعمته فيتقون الله في تربيتهم!. فكثيرا ما يُترك الأبناء دون توجيه أو حزم، مهابة أن تتأثر نفسياتهم، أو مخافة أن تصيبهم العقد النفسية، ثم يترقب الآباء أن يكبر الأبناء فيصلحوا من ذات أنفسهم! ولم يدركوا أنهم بذلك يفسحون المجال لعاداتهم السيئة وممارساتهم المغلوطة وأفكارهم الملوثة وسلوكياتهم المضطربة أن تتأصل وتنمو فيصعب تغييرها أو التعامل معها. وكيف لا يذعن آباء نبذوا التزاماتهم ولاذوا فراراً ليعانقوا هواتفهم وأجهزتهم فيأخذوا نصيبهم من ذلك الإدمان، وتلك اللذة التي توفرها لهم مختلف التطبيقات التي تستهدف الجميع فلا تبقي ولا تذر!. ناهيك عن أوقات أمتع وأجمل يقضونها بين المقاهي والمطاعم بصحبة الأصدقاء والانشغال بالحياة الاجتماعية وممارسة الهوايات والسفر والبحث عن الجمال، فقد يجدون الوقت لكل شيء يشتهون إلا الأبناء!. ولا ننكر أن تقهقر السيطرة وتطبيق مبدأ الحرية الشخصية البحتة للأبناء كان باعثاً قوياً لاندثار قيم عظيمة، كالإيثار والتضحية ومراعاة شعور الآخرين والإحساس بالمسؤولية، وكذلك ضمور الروابط الأسرية المتينة، إن تكرار الآباء لمثل هذه المبادئ البعيدة كل البعد عن تعاليمنا وتقاليدنا وأعرافنا يساهم في تأصلها في نفوس وعقول أبنائنا فمن منا يعيش حرية مطلقة؟! فجميعنا ملتزمون بأمور ديننا ودنيانا، بداية باتباع أوامر ونواهي الخالق عز وجل، وتقيدنا له بالعبادة والطاعة، وامتثالنا بالقيم والأخلاق التي دعانا إليها حبيبنا ونبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث نقبل عليها بحب مستسلمين لله قولاً وعملاً، ونهاية بارتباطنا بالعمل وقوانينه، وأحكام وأعراف المجتمع، وبالمسؤوليات والواجبات والتكاليف الأخرى تجاه أنفسنا والآخرين، فإذا لم نكن حازمين فيما سبق فهل للغض الغرير أن يقبض على دينه وأخلاقه وعمله ويفي بالتزاماته؟! كيف وقد أفعم بمفهوم الحرية البحتة، فأصبح لا يطيق قيداً ولا يتحمل حدودا ولا يتكلف صبرا. إن من المؤكد أن الزمن يتغير والأحوال تتطور وهذه طبيعة كونية، يستحيل إنكارها، غير أن الأخلاق الواجبة شرعاً وإنسانياً لا تتقاطع مع التطور والتقدم، فيتحتم على الآباء أن يلزموا بها الأبناء قدر المستطاع، ولا يؤثر في اقتضائها تغير الزمان، فالإنسان هو الإنسان لا يتغير في مشاعره وإحساسه وحاجاته، إنما يحدث التغير في تفاوت ودرجات الجوانب الآنف ذكرها، حيث إن جوهر الإنسان لا يتغير وإن تبدل الكون من حوله. وبجانب ما ذكر فإن قلق بعض الآباء من أن يكون الأبناء امتدادا لهم ورهبتهم من تأثيرات القسوة عليهم فتركوا لهم الحرية على مصراعيها، وأبقوا لهم التفرد والخصوصية المبالغ فيها وتنحوا عن أدوارهم التي تتخطى توفير حاجاتهم الأساسية، مما جعلهم فريسة سائغة للمؤثرات الخارجية، فمالوا لأصدقائهم واتبعوهم حتى أضحوا "كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً"، وتعلقوا بعادات غريبة وقيم دخيلة أفسدت فطرتهم فضلوا سبيلهم واتبعوا أهواءهم وتتبعوا كل ناعق أعوج فأصبح قدوة لهم، وساروا خلف كل مشوه فأصبح أسوة لهم، لا يتدبرون في ذلك ولا يتفكرون ولا يعملون عقولهم، وإن خالف عقيدتهم وأعرافهم، فهم ماضون خلفه كالثور يدور في الساقية. وماذا جنينا بعد كل هذا؟ فها نحن نحصد نتاج سوء التربية والإهمال والاستسلام والإذعان، ها قد برز هذا الجيل وكشف عن تمرده واعتداده برأيه ورعونته وتسويفه ضاربين بالآباء عرض الحائط فلا يقيمون لهم وزنا ولا تقديرا ولا احتراما. إننا بحاجة إلى انتفاضة الآباء واستفاقتهم استفاقة حقيقية مدوية، لينقذوا ما يمكن إنقاذه من هذا الجيل والسائرين خلفه، ولتكن تربية الأبناء وإفراد الوقت لهم على رأس الأولويات ومحاولة إحكام السيطرة في مستوياتها المعتدلة والقسوة في محلها إن لزم الأمر ذلك، والتحكم بالعواطف والمشاعر المفسدة التي لم تورث سوى الخنوع والهوان والجحود والنكران وعدم الوفاء لفضل الآباء، والالتزام بقوانين الأسرة والمنزل والآداب والأخلاق والابتعاد عن التهاون في تطبيقها فلا تهدد وتتوعد وتزمجر ثم لا تفي بوعودك!. فالعقاب غايته التهذيب والتقويم، ولو كان غير ذلك لما رأيت جميع أنظمة العالم تستعمله لتردع كل السلوكيات الشائنة. ولا يترك الأبناء فيفعلوا ما يشتهون لا يَسألون ولا يُسألون، فالتربية ليست عملية فطرية عفوية، بل تحتاج إلى جهد وعمل ومثابرة، كما أن المسؤولية تتطلب التفرغ للأبناء فلا ضير من ممارسة هواياتنا معهم، وإيجاد اهتمامات مشتركة، ولا ضرر في اصطحابنا لهم بغية توثيق صلاتنا بهم فتتعزز ثقتهم بنا وتقديرهم واحترامهم لحرصنا عليهم. وأرى أن يمنح الأبناء قدراً مناسباً من الحرية تسمح لهم بالانتقاء وممارسة الهوايات والتبضع المعقول حسب ميولهم وأذواقهم والمشاركة في اختيار أماكن الترفيه والسفر.. وغيرها، وإبداء الرأي بأسلوب مهذب وأن نستمع لهم ولانتقاداتهم وليس بالضرورة الأخذ بها جميعها. وليس هذا وحسب، بل إن مناقشة الأبناء في مواضيع فكرية متنوعة تشحذ تفكيرهم وتثير عقولهم وتوسع مداركهم وترفع درجة الوعي لديهم، كما لها عظيم الشأن في التأثير على معدل مستويات التفكير فتنقلهم من مستوى التفكير السطحي المتعلق بتوافه الأمور الى مستوى التفكير العميق المركز. وليعود الآباء أبناءهم من الصغر على تولي مسؤولية الأسرة أولاً وعدم الاتكالية عليهم في كل شيء، ثم البدء في منحهم بعض المسؤوليات الخارجية، ويا حبذا لو يلتفت الآباء نحو تنمية المهارات القيادية في نفوس الأبناء، فينشؤون على روح المبادرة والإقدام. إن الحديث هنا يطول ويتشعب، وأعتقد بأنكم تلامسون واقعاً مريراً يتحتم علينا أن نستنفر وننتفض ونقف جنباً إلى جنب لنحاول أن نخلق جوا عاما أكثر أماننا لأبنائنا، فالمسؤولية عظيمة والخطب جلل، تستدعي أن يقوم الآباء بأدوارهم مع أبنائهم وأبناء غيرهم فقديماً كان الأب أباً للجميع، ما لا يقبله لأبنائه لا يقبله لأبناء الآخرين، فيتدخل بالنصيحة والكلمة الحسنة إن رأى خطأ أو هفوة أو تقصيرا، كما أن الأهالي كانوا متعاونين فلا يستاؤون من ذلك، وإن تذمر الابن شاكياً، لم يشدوا على يده، بل شكروا من وجهه وأرشده، هذا هو المجتمع المتكاتف المسؤول، والذي نتمنى أن يعود يوماً ما، وسيعود إن شاء الله برغبة وإرادة كل مربي ورع حريص على أبنائه، غيور على أبناء الوطن. alkhatershaika@gmail.com
3454
| 28 مارس 2021
بعض الطامحين والمتطلعين للمناصب، يحلمون ويهيمون بالمراكز العليا والسلطة، ويلهثون ليديروا ويقودوا الآخرين وربما ليرهقوهم ويضيقوا الخناق عليهم!، فيتهافتون ويتسابقون على كرسي الرئاسة والإدارة، وإن تمكنوا منه عضوا عليه بالنواجذ! وكثيراً ما يرددون "هذا كرسي حلاق" ولسان حالهم يقول "لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا". ولا يختلف اثنان على حب السلطة وشهوة المنصب والنفوذ وتمني الخلود فيها، فالإنسان مجبول على حب السلطة حتى قيل "أعطني إمارة حتى على كومة حجارة!". ولا مانع أن يأخذ الفرد فرصته في ممارسة هذا الحب المشروع غير أنه من الواجب أن يدأب على تنمية ذاته ومهنته حتى يستحق كل هذا الحب!. بينما الواقع يقول غير ذلك فأكثر المناصب قد آلت إلى أصحابها إما بالصدفة أو بالتزكية أو بالضرورة والحاجة مع وجود معايير أخرى، ولكنها لم تطبق بالشكل الصحيح في بعض الأحيان. ومهما كانت الطريقة التي وصل بها المسؤول إلى منصبه، إلا أننا نجد أن هناك ثلاثة أنوع أساسية من المسؤولين يختلفون في حبهم للسلطة، فمنهم المحب، المخلص لوطنه وعمله، القائم على أمور الناس وتقديم الخير لهم، وهذا ينال تأييد الجمهور والرأي العام له، والآخر، الذي يستعمل منصبه في التسلط والتربح والثراء والوجاهة والبحث عن الامتيازات، مهملا في شؤون الناس وخدمتهم، فتتفاقم مشكلاتهم ولا يجدون صدى لمطالبهم مما يعرضه لسخط وحنق الجمهور. أما النوع الثالث فذلك النوع السلبي الذي يحتفظ بصفته كمسؤول رسمي شرعي، أما حقيقةً فهو يدار بفعل أصحاب القوة وأصحاب القدرة في جهة عمله، لذا فهو أقرب إلى اللوحة المزركشة التي تتصدر مشاهد الاحتفال والاجتماعات والمناسبات وتأخذ حقها في التصوير والانتشار. ولا يقتصر أثر هذه الأنواع الثلاثة من الرؤساء والمديرين على مكان عملهم وحسب، فالأثر الجيد أو السيئ يظهر في مدى حب الناس لهم وتمني بقائهم أو زوالهم. وأرى فيما أرى أن يؤخذ رأي الجمهور بعين الاعتبار، خصوصاً في اختيار المسؤولين الذين يترأسون هيئات ووزارات حيوية ذات احتكاك عال بالجمهور، فلن يُجمع الجمهور على إقصاء واستبدال مسؤول ما عبثاً؛ بل هو رأي قد تفجر من مخاض التجارب والمواقف التي لم يحسن هذا المسؤول احتواءها ومعالجتها بالشكل المرضي، والعكس هنا صحيح. فلم لا يكون هناك ترشيحات لأي منصب إداري، حيث تؤول النسب في التصويت للجمهور والموظفين والجهات التنفيذية؟. ولم لا تحدد سنوات شغل المنصب للمسؤول بثلاث أو أربع سنوات قابلة للتجديد بعد أن ينتخب مرة أخرى من قبل الثلاثة الآنف ذكرهم؟. فللجمهور حق اختيار الأنسب في نظرهم إذا كان المنصب الشاغر في مكان ذي علاقة عالية بشؤون أساسية تمس حياة الأفراد اليومية وتؤثر على نمط معيشتهم، أو يعنى بتقديم الخدمات وتسهيل المنافع لهم! فلا يمكن أن يكون الجمهور وقوداً يحترق ليضيء بعض الجهات! بينما يمكن إشراكه في اتخاذ القرار فيمن سيكون قائماً على مصالحه. وللموظفين الحق أيضاً في اختيار من يجدونه مناسباً لرئاستهم فإرادة الجماعة هي مصدر من مصادر السلطة، فترضى الجماعة وتقتنع به كقائد لهم، فيتجدد فيهم الأمل وترتفع لديهم الرغبة في إنجاز الأعمال بل تتعزز فيهم الثقة ويزداد ولاؤهم، وتتسع لهم المجالات للإبداع والتميز. وهنا فرصة للمسؤول أيضاً؛ لإثبات جدارته وكفاءته لموظفيه، وللجمهور، وللجهات التنفيذية. كما أنه يعلم حق العلم بأنه محاسب أمام هؤلاء، وأنهم سيساهمون في بقائه أو رحيله، فسوف لا يدخر جهدا في تطوير ذاته وقدراته وسلوكياته وأخلاقياته أولاً، وثانياً: التفاني في تحقيق مطالبهم وحل مشكلاتهم ضمن اللوائح والتشريعات والسياسات المعمول بها في جهته. فلا يعقل أن يمتد بمسؤول البقاء في منصبه أكثر من ذلك إلا إن كان يستحق ذلك بالفعل، أولاً: لمنح الفرصة لغيره من قيادات الصف الثاني وبالتالي بث دماء جديدة ومتنوعة، وثانياً: إذا كان أداؤه غير مرضٍ بالنسبة للمرؤوسين أو للجمهور فبقاؤه رغماً عنهم يؤدي إلى نتائج سلبية تنعكس على أداء الموظفين وعلى تعاون الجمهور مع هذه الجهات. إن إشراك المرؤوسين والجمهور في اختيار الرئيس أو المدير يحقق نوعاً من الديمقراطية والمشاركة المجتمعية، ويخلق إحساساً شديداً بالانتماء، ويشكل جوا من التنافس الفعال بين المسؤولين والموظفين، الذين يأملون تقلدهم أحد المناصب يوما ما؛ فالموظف الطموح سوف يعد العدة، ويبذل أقصى طاقته طوال مدة خدمته ويعمل بتفاني وإخلاص، كما سيرغب في رفع أدائه وإنتاجيته وتحسين مهاراته وخبراته وصقل شخصيته بما يتوافق مع آداب وأخلاقيات المهنة، وسوف يتخذ كل السبل في الاهتمام بتنمية علاقاته وكسب ود واحترام الآخرين له حتى يكون مؤهلاً لهذا المنصب، حيث سيتضح لديه أن هذا المنصب هو مسؤولية عظيمة وعليه أن يكون في مستوى حِرفي عالٍ، وعلى درجة من الاتقان والموضوعية تليق بهذا التكليف، فسيفكر ألف مرة قبل أن يطالب به أو يسعى إليه بأي شكل من الأشكال. لابد أن نبدأ بتغيير المفاهيم القديمة والمتوارثة عن الإدارة والسلطة التي تَلِدت في تلابيب وتجاويف أذهاننا ووجداننا، وأن نبتعد عن النفاق الاجتماعي في تطبيق المهنية، فنؤمن بأنها تكليف وليست تشريفا، وأنه لابد من تطبيق مبدأ العدالة في تكافؤ الفرص، فإما أن يتم استغلالها الاستغلال الأكمل الذي يحقق نجاحها وتطورها، وتأثيرها الفاعل في المجتمع، وتقديم المصالح والمنافع العامة، وإما أن يتاح المجال لشخص آخر قد يكون أكثر جدوى في هذا المكان. فقديماً قالت العرب "أَعطِ القوس باريها". فالهدف المرجو في نهاية الأمر هو خدمة الوطن والمواطن بعيداً عن أي اعتبارات أخرى، وبالتالي لن يتردد الجميع في تسليم المسؤولية لمن هو أقدر على المساهمة في المصلحة العامة لرفعة هذا الوطن الغالي في القلوب. alkhatershaika@gmail.com
1909
| 21 مارس 2021
قال تعالى " ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ " ( سورة الحديد – 7 ) قاعدة عظيمة في التربية المالية، تقضي بأن الملك لله سبحانه وتعالى وأن المال هو مال الله وما أنت أيها العبد إلا مستخلف عليه لينظر الله ماذا أنتم صانعون به وكيف تنفقونه وفيما تنفقون؟ والأصل في الإنفاق في هذا السياق هو البذل والانفاق في وجوه الخير وفيما يرضي الله تعالى. والاعتدال والتوسط في الانفاق وعدم الاسراف والتبذير أو البخل والتقتير، فالاعتدال في الإنفاق أحد السلوكيات الغائبة ضمن نطاق بعض الأسر القطرية، فالآباء لا يبذلون الجهد الكافي لغرس أسس وقواعد التربية المالية السليمة في نفوس أبنائهم فينشأ الأبناء على مقولة " اطلب تطاع ولو فوق المستطاع " وهذه نتيجة طبيعية للإفراط الزائد في الدلال وعدم التفكير بمستقبل هذا النشء الذي سوف يكون جزءا من بناء مجتمع كامل يحتاج إلى العقول المدبرة والمتزنة نفسيا. ولقد سادت مظاهر الاسراف مؤخراً بشكل لافت وساهم معظم مشاهير التواصل الاجتماعي في انتشارها بشكل مخيف ومهدد لأخلاقيات المجتمع حيث لم يعد ذلك المشهور يطمح في الشهرة وكفى ! بل تأججت رغباته وتنامت بعد أن تذوق طعم النشوة من أجور الدعايات والإعلانات التي يصدرها للشباب المتعطش لأي طُعمٍ جديد. ويجري السباق بين هؤلاء على مبدأ من ينقل الصورة الأكثر إثارة وتأثيراً أولاً !! فهذا مطعم جديد وذاك مقهى يكاد يبدأ أول يوم له في السوق وهذا آخر يقدم قائمة طعام محدثة وهنا مجموعة مقاهٍ ومطاعم مصاحبة لفعالية ما، فتربح المقاهي والمطاعم وتخسر الأخيرة !! إن سطوة هؤلاء جعل بعض الشباب عبيدا لبطونهم ولشهواتهم وقيد تفكيرهم " بكروشهم " لذا ترى الشباب - وقد وجدوا في المطاعم والمقاهي أحضان الأم الدافئة - ينتقلون بين مقهى وآخر ويتجولون في الشوارع والساحات التي تتسابق في جذبهم بمقاهيها المشهورة والعالمية. وقد نلاحظ ازدياد مشاريع المقاهي بشكل واسع ومطرد غير معهود وذلك نزولا عند الطلب المتزايد لمثل هذه المشاريع التي روج لارتيادها مشاهير التواصل الاجتماعي بشكل أقرب الى الهوس !! فأصبحت طقساً مقدساً ورمزاً للتطور والحياة العصرية وجزءًا لا يتجزأ من حياتهم " الستايل "!! وقد ساهم الفراغ الثقافي والروحاني لدى البعض في نمو حالات الهوس بالأشياء وبما يطلق عليه " الهبات " التي يتنافس إليها بعض أصحاب المشاريع كأفكار للتسويق والترويج عن منتجاتهم. واللافت للنظر انهم قد شطحوا في تفكيرهم فتجرأوا على تنفيذ بعض الأفكار الهزلية والتهكمية استهزاءً وسخرية بالعقول الجوفاء. ولا أعجب من ذلك فمن استخف بذاته قل تقدير الآخرين له !! كما يساهم العامل المادي بالدور الكبير في تغذية مثل هذه الظواهر المتفشية مؤخراً. حيث يبدد بعض الشباب معظم الراتب في الخروج مع الأصحاب لارتياد المقاهي ونحوها. ولا ينتهي الأمر بزيارة مطعم أو مقهى كل يوم ! إذ لا يمكن لهذا أن يشبع شغفهم المتصاعد حيث عليهم تلبية كافة الأذواق والرغبات أنهم محكومون بلائحة أوجدوها لأنفسهم لإرضاء كافة الميول. ويعتبر حشو حساباتهم بالصور والفيديوهات لإرسال رسائل مبطنة لمتابعيهم مطلباً جوهرياً لا يمكن تجاهله إذ يختلف اختيار الأماكن باختلاف الغرض من تلك الرسائل!! ولربما تُصادف نفس الأشخاص الذين التقيتهم في مطعم في مشيرب منذ قليل يتناولون القهوة في مقهى في الحزم!! ثم بجانب كشك في الوسيل!!! ناهيك عن تناول الايس كريم في اللؤلؤة وبعده كوب من " الكرك " في كتارا قبل العودة إلى المنزل !!! مخطط يومي يتيح لهم توثيق تنقلاتهم وتداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، فالإشباع هنا له ابعاد فسيولوجية وسيكولوجية بالغة يجب أخذها في عين الاعتبار. وعلى نقيض مقولة " نحن نأكل لنعيش لا نعيش لنأكل " فلا غرابة إذا ارتفع معدل نسبة السمنة ليصبح 70% من السكان !! فالسلوكيات الخاطئة في التعامل مع المعطيات السابقة محفز ومنشط على شيوع السمنة وتناميها يوماً عن يوم. إن القضية أكبر وأعمق من ذلك بكثير فهذه سلوكيات عبثية وعادات متوارثة تلتصق بالفرد ناتجة عن قصور في الوعي المجتمعي وفشل في إدراك معنى التطور الحضاري واختلال ثقافي عززته قيم رخوة ومثل معكوسة !! ولعلك تتساءل معي كيف ستسهم هذه الشريحة ذات القيم الجوهرية المشوهة والتي تفتقر إلى حس المسؤولية في بناء وطن يسعى لارتقاء سلالم المجد والرفعة ويحافظ على مكان له في مصاف الدول المتقدمة فكريا وثقافياً وأخلاقياً ؟؟ فالإنسان هو أساس القوة واللبنة الأولى في الرقي وازدهار المجتمعات. لذا يتعين على كل منا أن يقيَم ممارساته ويرفع من وعيه فيقبض على عاداته وسلوكياته السلبية فيصلحها ويبدأ في تحسين ذاته وتنميتها، فسلوكنا هو نتاج أفكارنا ولكي نغير سلوكياتنا يجب أن نغير في أفكارنا فالأفكار ركيزة من ركائز التقدم ورفعة المجتمع فإما أن تساعد في نمو المجتمعات أو تكون عائقاً أمام هذا التطور. وحريٌ بالأسرة أن تلعب دورها بشكل أكثر كفاءة في تشكيل القيم التي يترعرع عليها الفرد لترفد الوطن بعناصر يعتمد عليهم في بناء نهضته وتقدمه فلن نستطيع التغلب على هذه السلوكيات والظواهر السلبية إلا بتكاتف جهود الأفراد والأسرة ودور المنظمات الاجتماعية والثقافية في التوعية المجتمعية. alkhatershaika@gmail.com
2413
| 14 مارس 2021
تجذبنا دائماً الأشكال البراقة والمنظر الجميل للأشياء وغالباً ما يهتم معظمنا بالمظهر الخارجي فنبذل جل مقدرتنا لتلميع وإبراز صورنا وهيئاتنا وكلماتنا وربما أفكارنا لتنال رضا واستحسان الآخرين. وهذا هو حال مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية حيث المباني المتجانسة والعصرية على أحدث طراز والتنظيم الخارجي على أعلى المستويات والمباني مجهزة بأفضل الأثاث المكتبي ومزودة بأحدث الأجهزة والمعدات المتقدمة لتواكب كل ما هو جديد في تطبيق أساليب العمل الحديثة. ويتسابق المسؤولون في هذه المنظمات على رسم الصور المنمقة والحالمة عن المنظمة والمشاريع والبرامج التي تقدمها سواء نالت هذه الأخيرة رضا واستحسان الجمهور أم لا فهم ماضون فيما يعتقدون أنه براق ! وفي الواقع يرتكز اهتمام المسؤولين حول التجديد والتغيير المرتبط فقط بالقشور وبكل ما هو ظاهر للعيان بدءاً من الأثاث والمكاتب وانتهاءً بتوفير أحدث النسخ من الأجهزة والمعدات المكتبية رغم أهلية الموجود بالفعل ! إلا أن النفس تهوى الجديد !! وإذا ما الميزانية تسمح فما المانع؟! فهي دوماً تسمح لمتطلبات البعض ولا تسمح لمتطلبات جادة وضرورية للبعض الآخر !!. وفي الحقيقة يتغافل هؤلاء تلك الرائحة النتنة التي تنبعث من العفن الذي ينشأ تحت الأسطح اللامعة !! ولو جربت إزاحة هذه القشورالمزيفة سوف تجد ما يذهلك. ذلك العفن الذي يكافئ المهمل ويصب جام غضبه على المخلص!! العفن الذي ينتصر لأصحاب الولاءات ويقصي أصحاب الحق!! العفن الذي يجمد أصحاب العقول المتميزة ويمنح الفرص لمن لا يعي قيمتها!! العفن الذي يمنح الصلاحيات لأصحاب القدرة ويحجبها عن الموظف الضعيف !! العفن الذي يقدر مجالس النميمة والغيبة ويستحقر أصحاب النيات الطيبة !! العفن الذي يمنح المكافآت وفق ميوله ونزولاً عند رغباته العاطفية ومصالحه المشتركة !! العفن الذي يرفع من شخص يفقه في كل شيء إلا العمل ويحط من شخص لا يعرف سوى العمل !!! أيها المسؤول إن هذا الخطر الممتد تحت الأسطح والمنتشر في أروقة مؤسستك وبين موظفيك والمنعكس على جودة الأداء والخدمات هو الأجدر بالتغيير والتجديد و( التلميع ) لا نختلف أبداً أن التغيير في الشكل والمنظر مطلوب فهو مظهر من مظاهر النمو والازدهار بل ولابد منه لمواكبة التطور الحضاري المتسارع، بيد أن من الأولوية توجيه التركيز على ما خفي تحت الألحية والقشور؛ وذلك لمجابهة التخلف والضعف والحد من الأوبئة التي تعصف بمجتمع العمل، ولتوفير مناخ عمل زاخر وغني يكسوه الرضا وتغلفه الرغبة في أداء الأعمال والمهام ولتحقيق تنمية حقيقية ذات أساس متين وراسخ لا تهزه رياح الأهواء ولا تهيمن عليه السلبية ومافيا العمل. إن من صور الوطنية المخلصة النأي بكل المصالح والمنافع الشخصية وتمركز التفكير في تقديم كل ما يساهم في رفعة الوطن ونهضته وأن تكون تلك الصروح والأبنية الحديثة مرآة تعكس نقاء وجمال وروعة داخلها وشواهد على استحقاق أبناء الوطن لهذا التطور والرقي ولهذه التنمية الشاملة ولهذا المستقبل المشرق في ظل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة. ولا يتم ذلك إلا عن طريق تغذية روح الولاء للوطن أولاً ثم تحري أعلى مقاييس الجودة الشاملة في العمل ومنح الفرص لأصحاب القدرات الحقيقية، أضف إلى ذلك العمل على تطبيق الشفافية والقياس الموضوعي للأداء والاهتمام بالعلوم السلوكية كواحدة من الركائز التي يقوم عليها التطوير التنظيمي بالإضافة إلى توظيف منهجية الإحلال بالتعاقب وإبراز الموظفين أصحاب العقول النابغة وعدم إبعادهم وإقصائهم خوفاً من تفوقهم بل العمل على الاستفادة من ذلك التفوق الاستفادة القصوى فلا تبنى الأوطان إلا بكفاءات أصحاب الهمم. مستشارة توجيه حياتي ومدرب مهارات الحياة alkhatershaika@gmail.com
1801
| 08 مارس 2021
لقد وضعت الوزارات الحكومية لتخدم وتسهل إجراءات المواطن لتحقيق جميع احتياجاته، وعند الأزمات تتضافر جهود مؤسسات ووزارات وأفراد المجتمع لحمايته من تلك الأزمات وتقليل الضرر الناجم عنها. إحدى المدارس الدولية التي ارتفعت فيها الحالات بين الهيئة التدريسية والطلاب مما أثار الهلع في نفوس الأهالي والذين طالبوا المدرسة بالتوقف عن مطالبة الطلاب بالحضور خوفاً على صحتهم ولكن المدرسة تجيب بأن هذه تعليمات وزارة التعليم، ولا يسمح للمدرسة بمخالفة القوانين والتعليمات التي فرضتها الوزارة على المدارس الخاصة حتى لا تتعرض للعقوبات وقوانين المخالفات من قبل الوزارة!. أين مصلحة الطلاب والهيئة التدريسية من هذا الأمر؟ هل الوزارة في خدمة الطالب أم الطالب والهيئة التدريسية وسيلة لتحقيق أهداف الوزارة؟!. ولم تكتف المدرسة بذلك بل حجبت عن الأهالي الأرقام الحقيقية للطلاب والمدرسين المصابين ولم تعلن إلا عن إصابة ٣ حالات الأسبوع الماضي، وفي الواقع العدد أكبر من ذلك، حيث تحققت شخصياً من الموضوع عندما لاحظت إلغاء الحصص لمدة أكثر من ٣ أيام على التوالي، كما لاحظت تغيب إحدى المعلمات فتواصلت معها أسأل عنها فتفاجأت أنها مصابة وأنها في إجازة!، ولم تعلن المدرسة ذلك للأهالي، كما اتضح لي أن هناك قائمة بأسماء معلمات ومعلمين مصابين ولم يتم إخطار الأهالي ولا الطلاب والمدرسة لا تزال تطالب الطلاب بالحضور في ظل هذه الظروف خوفاً من مخالفة تعاليم وزارة التعليم الموقرة!. لمصلحة من تتستر المدرسة؟، ولماذا لم تعلن عن عدد الإصابات الحقيقية حتى يتأكد الأهالي عبر إجراء فحص كورونا من سلامة أبنائهم المخالطين للحالات المصابة. هل يعقل أن نستمر في إرسال أبنائنا للمدارس مع كل هذا التهديد لصحتهم؟!، ثم تخرج وزارة الصحة مهددة بفرض الاحترازات السابقة إذا لم تتراجع الحالات. يجب أن يكون هناك تنسيق بين الصحة وجميع الوزارات للحد من ارتفاع الحالات وتفشي العدوى، ومن المؤكد أن قطاع التعليم هو من القطاعات الحيوية وهو مرتع خصب لتفشي المرض. لماذا لا نعود للتعليم عن بُعد رغم أنه مطبق الآن في جميع المؤسسات الحكومية وطبق سابقاً في التعليم هنا في قطر في بداية ظهور الوباء. لن تكونوا حريصين على أبنائنا اكثر منا، إنه من الهين علي أن يعيد ابني الصف من أن يصاب بالوباء ويعدي أسرة كاملة من بين صغير وكبير في السن. مستشارة توجيه حياتي ومدرب مهارات الحياة alkhatershaika@gmail.com
2244
| 03 مارس 2021
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4335
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2187
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2124
| 10 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1800
| 04 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1455
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1173
| 04 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
978
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
732
| 10 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
672
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
651
| 04 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
627
| 08 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
600
| 11 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل