في الدورة الأولى لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، قال حاكم الشارقة في كلمته الافتتاحية، "إن علينا الاهتمام بتطوير المسرح في الخليج، وهذا المهرجان وجد لكي يستمر ما دام في العمر بقية، ومنذ الدورة الأولى إلى الثانية شهد المسرح في الخليج تطورا على الأقل من حيث اهتمام المؤسسات التي ترعاه، ففي قطر تسعى وزارة الثقافة إلى تطور المسرح من حيث الاهتمام بالقواعد والأسس التي من أجلها أقيم المسرح، فكانت توجيهات سعادة الوزير وفي جميع اللقاءات التي عقدت مع سعادته يؤكد فيها حرص الوزارة على تطوير المسرح، بحيث يوجه المسرح للجمهور وليس للمشتغلين فيه كما كانت بعض الأعمال المسرحية التي نقدمها فيها نوع من التغريب عن المجتمع القطري وعدم تناول قضاياه وأموره الاجتماعية، لكي يكون مرآة عاكسة للمجتمع، ومن هنا يحرص مركز شؤون المسرح على توجيه الفرق المسرحية تقديم عرضوها في هذا المجال وضمن رؤية المركز ورؤية الوزارة بالأساس، وأتمنى أن تستمر تجربة عيالنا على المسرح التي قدمت هذا العام، ولكن عبر الفرق المسرحية بأن يتم توزيعها جغرافيا على المدارس التي تقع فيها الفرق، وبالتالي نكون قد حققنا الرؤية مجملة بحيث تقدم الفرق المسرحية عروضها، وكذلك تقديم التجربة المسرحية في المدارس. ومن هنا فإن إيفاء الشارقة بوعدها بأن يستمر المهرجان وأن يتطور من عام إلى آخر، عبر العروض ومدى قربها من المجتمعات الخليجية والعربية، إلى جانب اكتشاف عناصر مسرحية جديدة في مجال التأليف أو التمثيل أو الإخراج أو غيرها من عناصر العمل المسرحي، كهذا هي الشارقة، وهبها الله حاكما مهتما بالثقافة والمسرح بالتحديد.. نتمنى التوفيق للجميع. salehgareeb@yahoo.com

"سلمى النعيمي" منذ أن تعرفنا عليها كباحثة تراثية عن كل ما هو جديد في جمع وتدوين التراث الشعبي، وهي تقوم بهذا العمل من منطلق أثر ثقافي متأصل فيها، ومازلت أذكر كتابها عن الأزياء والموسوم بغرزه من الماضي "بحث في الملابس الشعبية"، وكيف أنه أسهم في سد فراغ في هذا المجال من المجالات التي تحتاج إلى بحث وتدقيق وشرح للأجيال القادمة، وتعرفت على الباحثة سلمى أكثر حين أشرفت على جناح كتارا في مهرجان أيام الشارقة التراثية وكيف أنها استطاعت أن تقدم جناحا متفردا بين جميع الأجنحة التي شاركت في المهرجان من الدول الأخرى سواء في شكل الجناح المعبر عن التراث المعماري القطري أو الفعاليات التي أقيمت فيه طوال تلك الأيام، والنجاح هو هنا كيف تضع فعاليات تغطي تلك الفترة ولا يحس الزائر بالملل أو أن المكان ليس فيه تجحد، وعندما قرأت وسمعت عن مسابقة فن النهمة التي أطلقتها كتارا مؤخرا سألت عن من خلف هذا العمل فعرفت أنها هي "سلمى النعيمي"، ومنذ ذلك الوقت الكثيرون يسألون عن فن النهمة الذي كان أحد فنون البحر في قطر والخليج ولكنه اختفى مع اختفاء الفرقة الشعبية التي كانت منتشرة في تأدية هذا الفن خصوصا الفجري، هناك من يبحث عن معلومة لكي يصدر كتابا عنها وهناك من يسال عن هذا الفن فطوال الأسبوع الماضي لا يكف البعض عن طرح هذا السؤال عليَّ، هنا تستحق سلمى التكريم بحكم أنها بحثت عن فن مندثر وقامت بإعادته للأضواء والاهتمام به مرة أخرى فألف شكر لك ولفريق العمل معك. salehghareeb@yaoo.com

حضرت الأربعاء الماضي، حفل افتتاح مبنى مقر نادي الأحساء الأدبي الجديد والذي افتتحه أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، بعد أن تم إنجازه وانتقال النادي لممارسة أنشطته فيه، بحضور محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي وجمع من المثقفين من داخل السعودية، ومن دول المجلس، وكنت ممثلا لقطر في هذا الحفل وزادني شرفا عندما طلب مني الدكتور ظافر الشهري رئيس النادي الجلوس مع رؤساء الأندية الأدبية والسلام على الأمير، وكانت كلمة الأمير سعود لنا أن المنطقة الخليجية واحدة لا فرق بين السعودية وقطر، بل هي دولة واحدة وهذا لا شك فيه، طوال الفترة الماضية، كنت متابعا لفعاليات النادي بمقره القديم بمكتبة الأحساء وكيف كانت الفعاليات التي تقام بشكل أسبوعي هي مجال لإبداع محافظة الأحساء ومشهدها الثقافي، وهذا ليس بغريب على هذه المنطقة التي تتوشح ثقافة وأدباء في كل مكان، وسواء سوق القيصرية بما تحمله من عبق الماضي كمبان تراثية وكذلك جبل القارة وغيرها من المناطق الثقافية سواء المنتديات أو المكتبات الخاصة أو المتاحف، وإن كنا نحن أهل قطر نقصد بشكل مستمر الأحساء وهكذا يستقبلنا أهلها كما استقبلني الشاعر محمد الجلواح بالورود والجهود التي بذلها أعضاء مجلس الإدارة بقيادة الدكتور ظافر الشهري، ود. خالد الجريان ومحمد الجلواح كأعضاء المجلس في أنهم عملوا على الاحتفاء بالجميع من الأدباء والمثقفين الذين قدموا من جميع مناطق المملكة ومن دول المجلس..هكذا أهل الأحساء مضيافون، والكرم نابع منهم ومن ثقافتهم الشعبية، فكل من تراه ويعرف أنك من خارجها يرحب بك وكأنه يعرفك، هذه هي ثقافة أهل الأحساء الترحيب بالضيف عبر القهوة والهيل.

في ظل تغير شكل مهرجان الدوحة المسرحي، لن يتم إقامته بالشكل الذي كان متبعا قبل 34 عاما بحيث ينطلق يوم 27 مارس بقراءة كلمة اليوم العالمي للمسرح، التي يتم توزيعها على جميع الدول ليتم قراءتها في جميع مسارح العالم في نفس هذا اليوم، ولأن المهرجان تغير في الشكل وسوف يبدأ اعتبارا من شهر سبتمبر القادم، وسوف يستمر حتى شهر يونيو أي أكثر من 7 شهور متواصلة سوف تقدم الفرقة المسرحية وشركات الإنتاج عروضها ليتم في النهاية إعلان العرض الفائز بالشكل الذي تم وضعه من قبل مركز شؤون المسرح، فقد أعلنت عن "مسرح كتارا" وتهدف إلى تنشيط المسرح المحلي وتشجيع الفنانين والمبدعين القطريين، وخلق منصة مسرحية تنصهر فيها حماسة جيل الشباب بخبرة رواد المسرح، وذلك بتقديم عروض فنية هادفة على مدار العام.وهي خطوة تصب في تشجيع المسرح المحلي خصوصا وأن هناك انتقادات كانت توجه إلى كتارا بعدم الاهتمام بالمسرح وعدم منحه مساحة من الدعم والتشجيع خصوصا وأن كتارا لديها بنية تحتية مثل دار الأوبرا ومسرح الدراما والمسرح المكشوف، لكن لم تعط الفرصة لكي يقف عليها الفنان القطري ولو طلب العرض عليها فإن المؤسسة تطلب منه مبلغا كبيرا في الليلة الواحدة.وما ذكره سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام لكتارا في صفحته على تويتر بأن المؤسسة سوف تقوم بتكريم رواد المسرح القطري، ومن هنا فأننا نشكر المؤسسة على تلك الخطوة أسعدت الجميع من رواد الحركة المسرحية أو جيل الشباب على اعتبار أنهم ومنذ أكثر من 34 عاما وهم يلتقون للاحتفاء بعروضهم المسرحية وتقديم تجاربهم الفنية، فأنها فرصة لكي يستمر الاحتفال دون توقف.

تعد النهمة من التراث الموسيقي الذي أوصله لنا جيل الغوص في الماضي، وهو فن موسيقي متوارث عبر قرون طويلة، وقد عرف هذا الفن عند أبناء الساحل الشرقي الذين امتهنوا العمل البحري.وإذا كانت النهمة فنا موسيقيا مرتبطا بالبحر، فقد أدى هذا الفن دوره الاجتماعي إرثا موسيقيا شعبيا محليا لأبناء الخليج. وهذا الفن وظف الشعر الشعبي، لاسيَّما فن الموال والذي هو عماد الأدب البحري الشائع في الخليج منذ القرن الأول الهجري، وقد وظف النهام هذا الأدب بصيغ متعددة لها جمالياتها في التنوع الأدائي من هذا الفن الموسيقي لأبناء السواحل.ولا شك أن مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) أسعدتنا حين طرحت مسابقة لفن النهمة وذلك عبر لجنة التراث الشعبي بقياده الباحث الشعبية سلمى النعيمي وكل الفريق الذي يعمل بهذه اللجنة، حيث إن هذه المسابقة سوف تكشف لنا أصواتا جديدة لأحفاد السندباد والذين كان لأجدادهم الدور الأبرز بهذا الصدد.وسوف تلعب هذه المسابقة أيضًا دورا في إحياء هذا الفن وإعطائه دوره من جديد، بعد أن توارى عن مسامع الجيل المعاصر وأصبح في الزاوية المنسية من التاريخ، في ظل أفول جيل الغوص مع التطور الحضاري الذي عاصره لبناء الجيل المعاصر.من هنا تأتي أهمية مسابقة النهمة التي تستعد كتارا لإطلاقها خلال شهر أبريل القادم، ونحن بصفتنا مهتمين بالتراث الشعبي ومشتغلين بجمعه وتوثيقه، كنا نطالب بمثل هذا العمل الذي يعيد إحياء فن اندثر، وكذلك توثيق هذا التراث الموسيقي لكي يكون في أرشيف المؤسسة التي أري أنها هي الوحيدة القادرة على القيام بمثل هذا العمل؛ لما تملكه من إمكانات مادية وبشرية ومدير عام يتفهم كثيرا أهمية هذا المشروع.

خلال الفترة الأخيرة نلاحظ أن هناك نشاطا مسرحيا متواصلا، فقد حرصت وزارة الثقافة على أن تقدم هذه الأعمال على مسرح قطر الوطني أو على مسرح عبدالعزيز ناصر أو غيرها من الأماكن التي يمكن أن تعرض عليها الفرق المسرحية أعمالها، وذلك يأتي ضمن رؤية الوزارة والتي ترفع شعار "نحو مجتمع واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم"، الوعي هو معرفة، لذلك سعت الوزارة إلى رفع مستوى الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع. وإلى رفع مستوى إدراك المجتمع لكيانه ضمن المنظومة الاجتماعية والثقافية التي يعيشها. وبالتالي معرفته للغاية من وجوده كإنسان وكفرد في أسرته ومجتمعه، وما هي رسالته في الحياة ضمن عناصر الهوية القطرية وثقافتها وممارساتها، ومن هنا فإن المسرح هو مرآة المجتمع ويقال: أعطني مسرحا أعطك شعبا عظيما.هي من أشهر ما قيل في المسرح من قبل مفكّر اختلف الجميع في تحديد هويته: أعطني خبزا ومسرحا.. أعطك شعبا مثقّفا. والثقافة ليست بتلك السهولة التي يتخيلها البعض من أفراد المجتمع، بالتالي فإن الاهتمام بتطوير الحركة المسرحية يأتي من أهمية المسرح في المجتمع ونابعا منه ومناقشا لقضاياه الاجتماعية، وعودة الخشبة المسرحية للعمل بعد غياب طويل عنها من خلال عروض مهرجان الدوحة المسرحي أو العروض الخارجية التي تقدم من الدول الشقيقة لنا، وهو مسرح يعتمد التهريج والإسفاف، والحركة المسرحية المحلية يمكن أن تكون مرآة عاكسة للمجتمع، فدعم الفرق بتقديم أعمال مسرحية طوال الموسم بدأتها فرقة الوطن وتستعد فرقة الغد لتقديم عملها، والدوحة تستعد للمشاركة في الخليجي بالشارقة إلى جانب فرقة قطر التي تستعد هي الأخرى للعمل إلى جانب الشركات الفنية.

لاشك أن عودة النشاط المسرحي بالصورة التي تم رسمها من قبل رؤية وزارة الثقافة والرياضة بتفعيل النشاط المسرحي يصب في مجال الاهتمام بالنشاط المسرحي الذي يسعى له سعادة وزير الثقافة الأستاذ صلاح بن غانم العلي، وكان مهرجان عيالنا على المسرح ضمن تجارب لعودة المسرح المدرسي وبالتعاون مع ووزارة التعليم وقد حضرت جانبا من تلك العروض، وشاهدت كيف كان الطلاب على درجة عالية بالتفاعل مع الأداء والحركة على المسرح وهذه الخطوة كانت مشجعة، وتحسب لمركز شؤون المسرح وللفنان غانم السليطي والقائمين على أمر المركز الفنان صلاح الملا والأستاذ طلال المولوي. وظهر حرص سعادة الوزير توفير كل الدعم للفرق من أجل أن تقدم عرضا في اليوم الوطني ولكن رغم تعثر ذلك أعتقد أن العام الجديد سوف تقدم الفرق أعمالا بهذه المناسبة الوطنية بعدما ظل المسرح غائبا لم يتواجد في مناسباتنا الوطنية ولاشك أن عودته مصدر فرح للجميع. كما أن ابتعاث اربعة من أعضاء الفرق المسرحية لحضور ومشاهدة عروض مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي ممثلا في علي الخلف فرقه الدوحة وخالد الحميدي "الوطن" ومحمد زيارة "الغد" وعبد الرحيم الصديقي "قطر" ولاشك أن الفائدة ستكون كبيرة بعد مشاهدة هذه العروض. وبالأمس شاهدنا مسرحية "عريس زيارة" والتي قدمتها الجالية السودانية وهو مسرح لم يكن مهتما به وهو فعال جدا لكنه داخل المراكز الثقافية التابعة لسفارات تلك الدول والتفات مركز شؤون المسرح لمثل هذه الفرق يعد أمرًا طيبًا. اليوم ستبدأ عروض مسرحية سعيد راهن ومرهون لفرقة الوطن على خشبة مسرح قطر الوطني في باكورة أعمال الفرقة الجماهيرية وهي من بطولة الفنانين الشباب الذين تعول عليهم الفرقة في تقديم عمل جماهيري يلبي احتياجات الساحة المسرحية.

تجاوب الكتاب في قطر مع حمله #حلب_لبيه والتي أقيمت بمناسبة اليوم الوطني في درب الساعي، لا شك أنه ينم عن مدى حس وشعور الكاتب في قطر مع وطنه ودوره الوطني والقومي والمستمد من بعده الإسلامي، فلم يكن غريبا على هؤلاء الكتاب التوافد على احتفالية درب الساعي وعرض إنتاجهم الثقافي وتجير قيمته الإصدارات المباعة لصالح الحملة، التي كان لوزارة الثقافة الدور الكبير في نجاحها مع اللجنة العليا لاحتفالات اليوم الوطني، وهذه الدعوة تأتي ضمن حرص الوزارة على التعريف بالكاتب القطري محليا وخارجيا حتى لا يتهمنا البعض بأن إصدارات الوزارة لا تصل إلى الوكرة، فإن الجهد المبذول من قبل إدارة البحوث والدراسات الثقافية وإدارة المكتبات والتراث في الترويج للمنجز الثقافي القطري عبر التواجد في معارض الكتب الخليجية والعربية، وكان آخرها معرض الشارقة والكويت وغيرهما من المعارض التي ستقام في المستقبل. ومن هنا فإن جهود سعادة الوزير في التعريف بالمنتج الثقافي سواء كان عبر إصدارات الوزارة أو عبر تلك الكتب التي يصدرها أصحابها على حسابهم الشخصي، يتم الاقتناء منها لكي يتم توزيعها على الراغبين أو المكتبات العامة في الدولة أو مكتبات الجامعات، بهدف أن يتعرف عليهم الدارسون والباحثون من النقاد حتى يتم التقييم لأعمالنا الأدبية، ولعل ملتقى الكتاب الذي أقيم في ختام معرض الكتاب والذي سيقام بشكل سنوي، اشتكى وطالب الكتاب بأن تتبنى الوزارة طباعة إنتاجهم الأدبي، وهي تقوم بهذا الأمر ولكن تحت ضوابط مهنية، وأن منح تصاريح دور النشر سوف تقوم بتبني تلك الإصدارات الجديدة، ومع وجود دور نشر قطرية سوف يتوقف الكتاب عن السفر للخارج لنشر إنتاجهم الأدبي، فشكرا لكم.

دعت وزارة الثقافة والرياضة الكُتَّاب في قطر للمشاركة في حملة #حلب_لبيه والتي سوف تقام اليوم في درب الساعي، بعرض إنتاجهم الأدبي وبيعه، وسوف يكون ريعه لصالح الحملة، وهذا دور الكاتب والمبدع أن يقوم بدعم حملة وطنية تقوم بها الدولة على جميع الصعد، ومنها جهود وزارة الثقافة في إطلاق هذه الحملة وإتاحة الفرصة للكتاب في عرض إنتاجهم أمام الزوار والتوقيع لهم، وهي فرصة كبيرة للتعريف بمنجزنا الثقافي ودوره في تخفيف الألم عن الغير. فهو إسهام الكاتب والمثقف بأن يكون له دور كبير في المجتمع، وهو ما قام به الكاتب عيسى عبد الله بعرض روايته الأولى للبيع وتخصيص عائدها لصالح الأعمال الخيرية. ومن هذه الحملة نستقي العبر حول دور المثقف وليس فقط أنه يستفيد من إنتاجه الأدبي، وقد يؤثر كثيرا في أفراد المجتمع، ولكن الدور الريادي غير موجود، وهذه أول مرحلة ضمن حملة جمع تبرعات تقام يتم دعوة الكتاب فيها لعرض إنتاجهم للبيع وفي مكان عام ويكون ريع البيع لصالح الحملة، وهذا دور ريادي للمثقف والكاتب في قطر تريد الوزارة تفعيله، وهذا يأتي من اهتمام الوزارة ورؤيتها التي طرحت في ملتقى الكتاب الذي أقيم على هامش معرض لدوحة الدولي للكتاب، ومع الأسف البعض تركها بالقاعة دون أن يحملها معه ويقوم بالاطلاع عليها بتمعن، ومن ثم العمل عليها أو بها عند الطرح سواء في كتبه أو أي إنتاج له مستقبلا، هو ما كنا بحاجة إليه بحيث تكون لدينا رؤية عامة نعتمد عليها. فشكرًا لمن فكر في إشراك الكُتَّاب في حملة #حلب _لبيه ولهذا التجاوب معها من الجميع.

جاءت الدورة السابعة والعشرين من معرض الدوحة الدولي للكتاب ناجحة بكل المقاييس في كل شيء، ويعود النجاح بالدرجة الأولى إلى سعادة الأستاذ صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة الذي سهل لفريق العمل بلجنة المعرض جميع سبل النجاح، فقد كان قريبا من إدارة المعرض ومتابعا لكل صغيره وكبيرة فيه، كما أن تواجده اليومي في أرض المعرض أسهم في سير العمل حسب رؤية الوزارة في تفعيل الساحة الثقافية ومنها تطوير معرض الدوحة للكتاب، ولا شك أن إدارة المعرض الجديدة بقيادة الأستاذ إبراهيم السيد ونائبه الأستاذ عبدالله الأنصاري في تقديم شكل جديد للمعرض متزامنا مع المضمون من حيث المعروض من العناوين الجديدة والبحث عن دور جديدة لأول مرة تتواجد في المعرض، ولا شك أن عملية التطوير للمعرض تحتاج وقتا أطول مما كانت عليه الإدارة الحالية، ورغم الفترة الزمنية القصيرة إلا أنها استطاعت أن تقدم دورة متفردة في كل شيء، ولا شك أن المكان ساعد في ذلك النجاح، ورغم كل الظروف إلا أن المعرض شهد حضورا كبيرا فاق الدورات الماضية كونه قريبا من المدينة وسهولة الوصول إليه، ولكن الأهم هو عمل كل قطاعات الوزارة لنجاح الدورة وقد كان لهم ما أرادوا وخططوا له.لقد نقل لنا قبل انطلاق المعرض من البعض ومع الأسف يعملون في الوزارة، بأن هذه الدورة ستكون فاشلة لأن الاهتمام بالثقافة غير موجود وأن الاهتمام منصب في الجانب الآخر، وهذه الرؤية غير صحيحة وأتمنى أن يصحح البعض هذه الرؤية لديهم تجاه الوزارة، والاهتمام بالثقافة سيظل ولن يخفت وما هذه الخطط والبرامج التي وضعت إلا دليل على الاهتمام.إذا كنا قد ودعنا المعرض بالأمس فإن خاتمته كانت متفردة بعقد ملتقى الكتاب والموافقة على 5 دور نشر محلية وغيرها من الإنجازات رغم أني خرجت بنفس الرؤية عن كتابنا وما تم دليل على الخلاف فيما بيننا وعدم الاتفاق على الرؤى والأفكار العامة لمصلحتنا.

لا يخفى على الجميع مدى الجهد الكبير الذي يبذله الكاتب القطري في نشر إنتاجه الأدبي، وذلك بسبب عدم وجود دار تنشر محلية تهتم بعملية النشر، وإن كانت هناك دار الثقافة للنشر وقطري ابن الفجاة ودار جامعة حمد بن خليفة للنشر أو جهود إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة وهذه الجهات لديها آلية لعملية النشر والبعض من الشباب لا يرغب في الدخول إلى هذه الآلية، بالتالي يبحثون عن دور نشر خارجية لنشر إنتاجهم الأدبي وفي كل دورة من دورات معرض الدوحة الدولي للكتاب تهتم الوزارة بالاحتفاء بالكتاب عبر توقيع كتبهم في "المجلس" الخاص بالوزارة وهذا العام حرص سعادة الوزير الأستاذ صلاح بن غانم العلي على حضور جميع الفعاليات التي تقام فيه، وهذا نوع من التقدير للشباب القطري الذي يقدم إنتاجه وإبداعه الثقافي، وفي مقال سابق تمنيت أن تتاح لنا بفتح دار نشر تهتم بالشباب ويتم توزيع إنتاجهم الأدبي محليا وخارجيا وكانت لدى تلك الرغبة مع الشاعر عبد الرحيم الصديقي لكننا واجهنا مشكلة الرخصة للدار وحاولنا شراء رخصة فقد كان المبلغ مرتفعا جدا فصرفنا النظر عنها وفي جلسة المجلس يوم الجمعة فاجأنا سعادة الوزير بإعلانه عن دعم 4 دور نشر محلية وهذا كان مصدر فرح للجميع حتى لا يهاجر المبدع القطري إلى الخارج حتى ينشر كتابه وهو يواجه الكثير من المشكلات، فإذا وجد دار نشر محلية تهتم به وبإنتاجه فسوف يتفرغ إلى الإبداع والإنتاج دون التفكير في عملية التوزيع والتسويق وغيرها.شكرا لسعادة الوزير على هذه الخطوة والتي ستسهم في تشجيع الكثير من الكتاب في نشر إنتاجهم داخل قطر عبر دور النشر وسوف يتنوع إنتاجنا الأدبي كل حسب توجه الدار فألف شكر لسعادة الوزير.

يحرص سعادة الأستاذ صلاح بن غانم العلي منذ أن تسلم منصبه كوزير للثقافة والرياضة، على أن يلتقي بالمشتغلين أو الممارسين للفعل الثقافي، وبأقطاب الحركه الثقافية من منطلق شعار "شوركم وهداية الله" الذي أطلقه حين كان وزيرا للرياضة والشباب، ولاشك أن هذا الحرص يأتي من منطلق التعرف على المعوقات التي تواجه المشتغلين في المجال الثقافي ولا أبالغ إذا قلت إن مشاكلنا كثيرة، وغالبيتها شخصية مثل "عدم اهتمام الوزارة بنا، تهميش الوزارة لنا، عدم إصدار كتاب لي، عدم الموافقة على سفري في مهمة رسمية لتمثيل قطر خارجيا".. إنني حضرت عددا من تلك اللقاءات التي تمت ولا شك أن سعادته خرج برؤية مختلفة عن رؤيته في أنه يستدعي هؤلاء لكي يشوروا عليه لتطوير العمل الثقافي والبعض يتهم الوزارة في تهميش الثقافة والاهتمام بالرياضة، ولكن أرى أن الاهتمام بالمحورين هو هم سعادته ولا يفرق بين هذا أو ذاك، ولكن هو يرى أن الثقافة بحاجة إلى تغيير عما كان سائدا في المشهد من حيث الصرف أو تقديم فعاليات لا يستفيد منها المجتمع، وفي ظل المتغيرات التي حدثت لابد أن يقدم لسعادته رؤى وأفكارا لتطوير الساحة الثقافية، على سبيل المثال أول مرة سيكون المسرح حاضرا في احتفالات اليوم الوطني معتمدا على الطاقات القطرية في هذا المجال، كما أن اهتمام سعادته بمعرض الدوحة الدولي للكتاب وإبراز المنجز الثقافي القطري فيه من حيث الطرح أو الحضور.. ولعل ما تم الإعلان عنه من قبل مدير المعرض الأستاذ إبراهيم البو هاشم السيد، وهو الملتقى القطري للكتاب والأدباء والذي سيعقد في ختام أيام المعرض لهو فرصة لأن يسمع بوغانم منكم فهل تفعلون؟